المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـغـيرة ,,,


طلال
28-07-2006, 04:54 PM
من المبكي المضحك ... أن نرى الغيرة أخذت منحى شائطا لدى بعض الناس ,,, فبدلا من أن يكون مفهومها لديهم : الغيرة على المحارم والأعراض ,,, صارت مفهومها لدى البعض : الغيرة من المنافسين من نفس الجنس على المنافسة على الجنيس الآخر .
بمعنى صارت بعض النساء تغار من صاحبتها في حبها لفلان وتنافس في استنقاعها في دركات العشق الخارج عن الحدود الشرعية ... وصار بعض الرجال يغارون ليس على اعراضهم او اعراض المسلمين بل يغارون من المنافسين على أعراض المسلمين يريدونها لهم وحدهم ... ربما البعض من القراء دخلوا الموضوع يتوقعون حديثا عن مثل هذا النمط من التنافس الذي يسمى بالعامية : نغر . ويسمى التصف به : نغور . وهو خليط من الحسد والغيرة .

من جانب آخر : قليلا ما أشاهد ههنا مناظر في بلدي تعكس ضعف الغيرة ,,, ربما لأنني لست من مرتادي الأسواق ,,, لكن احيانا ادخل سوقا عاما للعوائل والمس غيرة بعض أرباب الأسر وحميته التي لا تخفى على من يعايش مثل همه وحرصه ,,, ويعلم الله انني افرح حينما اشعر بغيرته وذلك لحبي لهذا الخلق الكريم النبيل .

وأيضا : مشهد علق في ذهني ولم استطع محوه لليوم ,,, كنت في مستوصف انتظر الدخول على الطبيب ,,, ومر أمامي شاب راهق العشرين عاما تتبعه او تحاذيه فتاة يبدو انها اخته ,,, الشاب من النوع الرقيق في مشيته وهيئته - ناعم - والفتاة قد لبست مخصرا ضيقا قد بدى تشكيل جسدها من خلفها بشكل فاتن ,,, سافرت الى الخارج كثيرا وعصمني الله فيما عصمني لكن لم أر مشهدا فاتنا كهذا الذي رأيته في المستوصف ... وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تدبر في صوة شيطان ) اي تصوير شيطان وتأثيره على الرائي .,, ولا زلت اشفق على اخيها وأسأل الله ان يرزقه شيئا من الغيرة .

هذه نقولات مختصرة في صدد موضوعنا :

نقل ابن القيم عن بعض أهل العلم قولهم :" الرجال أغير على البنات من النساء فلا تستوي غيرة الرجل على ابنته وغيرة الأم أبداً ، وكم من أم تساعد ابنتها على ما تهواه ويحملها على ذلك ضعف عقلها وسرعة انخداعها وضعف داعي الغيرة في طبعها بخلاف الأب ولهذا المعنى وغيره جعل الشارع تزويجها إلى أبيها دون أمها ولم يجعل لأمها ولاية على بضعها ألبتة ولا على مالها .

نزل الحطيئة برجل من العرب ومعه ابنته مليكة فلما جنه الليل سمع غناء فقال لصاحب المنزل :كف هذا عني فقال : وما تكره من ذلك فقال : إن الغناء رائد من رادة الفجور ولا أحب أن تسمعه هذه يعني ابنته فإن كففته والإ خرجت عنك . إغاثة اللهفان ج: 1 ص: 246

عن خالد بن عبدالرحمن قال : كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل فأرسل إليهم بكرة فجىء بهم فقال : إن الفرس ليصهل فتستودق له الرمكة وإن الفحل ليهدر فتضبع له الناقة وإن التيس لينب فتستحرم له العنز وأن الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ثم قال : اخصوهم فقال عمر بن عبد العزيز : هذه المثلة ولا تحل فخل سبيلهم .قال: فخلى سبيلهم . إغاثة اللهفان ج: 1 ص: 246

غيرة الفاروق : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر . فقلت : لمن هذا ؟ قالوا : هذا لعمر ، فذكرت غيرته فوليت مدبراً . فبكى عمر وهو في المجلس ثم قال : أو عليك يا رسول الله أغار . رواه البخاري ج: 5 ص: 2004 ح 4929

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتى بأربعة شهداء ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم . قال : كلا والذي بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني . صحيح مسلم ج: 2 ص: 1135 ح 1498

وهل من الطير غيرة ؟ وفد المرزبان على كسرى ومعه ابنه شاهان مرد ، فبينما هما واقفان بين يديه إذ سقط طائران على السور فتطاعما كما يتطاعم الذكر والأنثى فجعل كل واحد منقاره في منقار الآخر فغضب كسرى من ذلك ولحقته غيرة ، فقال للمرزبان وابنه : ليرم كل واحد منكما واحداً من هذين الطائرين فإن قتلتماهما أدخلتكما بيت المال وملأت أفواهكما بالجوهر ، ومن أخطأ منكما عاقبته . فاعتمد كل واحد منهما طائراً منهما ورميا فقتلاهما جميعا فبعثهما إلى بيت المال فملئت أفواهما جوهراً . الأغاني ج: 2 ص: 93

عن ابن عمر قال: كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد. فقيل لها: لِمَ تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني: قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". [رواه البخاري]

هنا نلمس ضبط عمر لغيرته الزائدة فلم يمنع زوجته من الذهاب للمسجد التزامًا منه بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله".

أيها الأخ الكريم والأخت الكريمة : لو أردت أنا الميداني أن اغتصب سيارتك او منزلك او حتى نقود جيبك ,,, هل تراك ستعطيني إياها بكل سرور ... أو لو منعتك أن تصلي وتصوم وحاولت تقييدك أو أمرتك والعياذ بالله ان تسجد لصنم هل ستقبل بكل سرور وبدون ادنى ممانعة ؟؟

بالطبع لا ,,, لأن الإسلام ربانا على أن الكليات - المال - النفس - الدين - الأهل والعرض ... كلها خطوط حمراء يدافع عنها المسلم بكل ما أوتي من قوة حتى ولو أدى ذلك إلى أن يقتل ويموت في سبيل الذود ... ورفع الإسلام قدر من يدافع عن عرضه او ماله او روحه او دينه حتى جعله في صفوف الشهداء .

وهذا من باب نظرية الردع ... بمعنى أن استبسال الناس في الدفاع عن هذه الأمور وانتشار مفهوم الحمية دونها يجعل المجرم لا يجد له مرتعا خصبا وسهلا مريفا بل يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على انتهاك دين مسلم او ماله او عرضه او روحه . عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد)

أسأل الله ان تعود لنا غيرتنا العربية الإسلامية .

وردة الربيع
29-07-2006, 12:08 AM
والله يا خوي الدنيا صارت هشكل
الانسان صار يغار على منافسه غيره وليس غيرته على دينه وعرضة

مشكور اخوي طلال
مع تحياتي لك
وردة الربيع

طلال
29-07-2006, 01:37 AM
وردة الربيع تعليق رائع اشكرك عليه من صميم قلبي