admin
26-10-2006, 08:31 AM
تمتد جذور نظم التربية والتعليم القائمة في المملكة إلى أعماق بعيدة في التاريخ الإسلامي وترتبط بتلك اللحظات الخالدة التي نزل فيها الوحي على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم) * لقد كان غار حراء بمكة بمثابة المدرسة الأولى للتعليم في الإسلام. ذلك المكان الذي تهيأت فيه نفس محمد صلى الله عليه وسلم وصفت فيه روحه قبل أن يكلف بالرسالة في سن الأربعين وحتى صار أهلا لما ينتظره من مسئولية كبرى وتبعة عظمى.ثم انتقل المعلم العظيم من غار حراء إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم لتكون بمثابة المدرسة الثانية للتعليم في الإسلام وفيها يتحول قول الرسول صلى الله عليه وسلم إنما بعثت معلماً * إلى واقع عملي.وحينما ضاقت دار الأرقم بن أبى الأرقم بالإعداد الكبيرة التي أقبلت على الإسلام بعد الجهر بالدعوة. وبعد مضايقة المشركين للمسلمين واضطهادهم هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة وفيها انشأ المدرسة الإسلامية الثالثة داخل مسجده في المدينة المنورة حيث كان المعلم الأول في هذه المدرسة هو محمد صلى الله عليه وسلم وتلامذتها هم الصحابة رضوان الله عليهم. أما مقرراتها الدراسية فهي كتاب الله وسنة رسوله الكريم. أما أهدافها فتتلخص في إخراج البشرية.. كل البشرية من الظلمات إلى النور.
ولقد اقبل المسلمون في هذه المدرسة على تعلم القراءة والكتابة حيث تطوع بعض المعلمين بتعليمهم مثل عبد بن سعيد بن العاص. وسعد بن ربيع الخزرجي. وبشير بن سعد بن ثعلبة. وإبان بن سعيد بن العاص. فكثر عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كتاب الوحي اكثر من أربعين كاتباً *.وبعد أن تعلم الأبرار من المسلمين في المسجد النبوي الشريف أرسلهم صلوات الله عليه إلى القرى والبوادي ينشرون المعرفة والعلم والدين ويدعون للعمل.ومن هؤلاء مصعب بن عمير الأنصاري الذي كان في مقدمة الخريجين وأول من افتتح مدرسة للتعليم بالقرب من مسجد قباء بالمدينة المنورة.وتوالت الأعوام وانتشرت المساجد في المدينة المنورة التي أصبحت أماكن للعبادة والتعليم. فيها تعلو كلمة الله في الأرض بتوجيه الفكر والخلق والسلوك نحو توحيد الله والخضوع لدينه ومنهجه وعبادته. ومنها انطلقت الدعوة إلى كل خير. والرغبة في كل تغيير يحقق مصالح المسلمين. وفيها اجتمع المسلمون لدراسة أمور دينهم ودنياهم. وفيها أيضا تعلموا أصول القراءة والكتابة.ثم توجه كثير من هؤلاء الأعلام إلى أرجاء الجزيرة العربية وخارجها في القرن الأول الهجري ليكونوا حملة العلم وقادة الفكر في أول دولة إسلامية كبرى. وكانت المساجد قد أقيمت في كل مكان وصلت إليه الفتوحات الإسلامية المظفرة وصارت تلك المساجد منارة لقيادة الفكر الإسلامي المستنير وأصبحت الدعوة للعلم والتعليم وسيلة لتفتح بصيرة الإنسان المسلم وتفهم دينه وحقوقه وواجباته نحو نفسه وأسرته ومجتمعه.ولم يكن التعليم في معظمه ذا نظام محدد كما هو حال المدارس والجامعات حالياً وإنما كان الجزء الغالب منه يتم على شكل حلقات يختار الدارس فيها ما يناسبه ويناسب مستواه وكانت هذه الحلقات على أنواع منها
1. أصحاب الزوايا:وهم أهل المعرفة.
2. أصحاب الأساطين: وهم أهل الفتوى
3. أصحاب الكراسي: وهم القصاص.
ولم تكن هناك مادة دراسية معينة تنحصر فيها الحلقات والمجالس وإنما اتسمت المواد غالباً بالدراسات الدينية والأدبية والتاريخية والتلقين السياسي.
وكانت هذه الحلقات والمجالس متنوعة في مستوياتها بحيث يستطيع كل راغب في الانضمام إلى إحداها. وذلك على حسب مستواه العلمي. وفي أي وقت يشاء. أي لم تكن هناك برامج محددة يتدارسها الدارسون. أو نظام طلابي يحدد مستواهم وينحصرون فيه.وقد ازدهرت الحياة العلمية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين. ثم في عهد الخلفاء الأمويين والعباسيين ازدهاراً عظيماً نهلت منه بلاد العالم اجمع. مما كان له الأثر الواضح في النهضة الأوروبية بعد أن ظلت أوروبا غارقة في ظلام العصور الوسطى.وفي القرن السادس الهجري وما بعده أنشىء العديد من المدارس في شبه الجزيرة العربية خاصة في بلاد الحرمين الشريفين. ولكن الحركة التعليمية بها في تلك الفترة تعرضت لفترات ركود وجمود متعاقبة انتابت البلاد الإسلامية نتيجة الغزو الخارجي والضغط الداخلي.
وقد شهد التعليم قبيل بدء التعليم النظامي في المملكة العربية السعودية ثلاث مراحل أو أنماط تتمثل فيما يلي:
1. تعليم تقليدي موروث يتمثل في الكتاتيب وفي حلقات الدروس في المساجد وفي مجالس العلماء في أنحاء البلاد
2. تعليم حكومي يمكن أن يطلق عليه تعليم نظامي اتخذ اللسان التركي لغة له ووجد في مكة والمدينة.
3. تعليم تقليدي في جوهره ولكنه يحاول التجديد عن طريق إدخال بعض العلوم المطورة في مناهجه خاصة في بعض المدارس الأهلية الموجودة بشكل اكثر في المنطقتين الشرقية والغربية من المملكة
وكان الطلاب المتخرجون في الكتاتيب والمدارس الدينية والراغبون في إكمال دراستهم يتجهون إلى الحرمين الشريفين حيث كانت حلقات الدروس عامرة بطلبة العلم الذين يدرس بعضهم علوماً معينة. وبعضهم يحضر الوعظ والإرشاد والفقه والتوحيد والتفسير والحديث والنحو والصرف والبلاغة والأدب والمنطق والتصوف والحساب * ولم يكن هناك تنظيم دقيق للدراسة يلزم كل طالب بمنهج معين بل كل طالب موكول لرغبته وجهده في الدراسة. يدرس العلم الذي يريده. ويحضر الدرس الذي يرغبه. ولا توجد اختبارات للطلاب غير أن المعلم إذا انس من الطالب الكفاءة في التدريس يمنحه شهادة خاصة بصلاحيته للتدريس وبالعلوم التي درسها عليه *.وكانت حلقات الدروس تضم طلاباً كباراً وصغاراً وتعمل في جميع الأوقات نهاراً وليلاً حتى منتصفه وفي تباكير الصباح وعقب كل صلاة. وذلك حسبما يحدده المعلم وكان كل من المعلم والطالب يحرص كل الحرص على أن يمثل الطهارة والنظافة والأناقة والفصاحة والكياسة والخلق الكريم والتعاون الصادق.وكانت حلقات الدروس في كل مسجد وخاصة الحرمين الشريفين تتألف من عشرين إلى اكثر من مائة ومائتين أحيانا يتوسطها المدرس فوق سجادته وأمامه المقرىء الذي يبدأ بقراءة شيء من القرآن الكريم ومن ثم يتولى المدرس الشرح والتحليل من ذاكرته ثم يناقش طلابه ويرد على استفساراتهم.وكانت الحلقات الدراسية تعقد أيضا في مجالس العلماء وفي دورهم. وكانت عمليات التعليم تتم بين الناس بدون حاجة إلى تنظيم من السلطات أو انتظار لأموال تخصص لها أو صيغة تقتصر عليها أو مستوى تحصر نفسها فيه أو مكان تنعقد فيه دون غيره. وما كان المعلمون يتهالكون على الحوافز والمكافآت التشجيعية عندما يقومون بعملهم كما لم يكن التعليم يكلف الكثير من النفقات.وعلى الرغم من فترات الركود التي تعرضت لها الحركة التعليمية في الجزيرة العربية حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري فان أصول الحضارة الإسلامية ظلت دائماً حية حتى في فترات الركود هذه. فمثلاً حينما دخل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الحجاز لم يكن يوجد به حينذاك من المدارس النظامية سوى خمس مدارس أهلية هي:
المدرسة الصولتية 1291هـ
المدرسة الفخرية 1298هـ بمكة المكرمة
العثمانية والفلاح اللتان تأسستا بجدة عام 1313هـ وفي مكة عام 1300هـ
وقد كانت هذه المدارس على الرغم من محدوديتها بمثابة وصل للحركة التعليمية الحديثة التي عمت الجزيرة العربية في وقتنا الحاضر.
وفي الأيام الأولى من دخول الملك عبدالعزيز مكة المكرمة تم عقد أول اجتماع تعليمي في تاريخ المملكة حينما دعا في جمادى الأولى من عام 1343هـ 1924م العلماء في مكة إلى اجتماع عام حثهم فيه على نشر العلم والتعليم وتنظيم التوسع فيه وقد تأكد هذا الاهتمام المبكر بنظام التعليم بإنشاء مديرية المعارف العامة الذي تم بتاريخ 1/9/1344هـ 1925م وإنشاؤها كان قد سبق صدور التعليمات الأساسية التي صدرت في 21/2/1345هـ 1926م وهي التعليمات التي وضعت نظام الحكم والإدارة. واختارت نظام المديريات المتخصصة للنهوض بمختلف فروع الخدمات والإنتاج.
وقد كان تأسيس مديرية المعارف العامة هو بداية الزحف التعليمي الذي شمل مراحل التعليم وأنواعه.
السلم التعليمي:
كان السلم التعليمي في نظام التعليم في المملكة حتى عام 1362هـ 1942م يتكون من ثلاث سنوات تحضيري. وأربع سنوات ابتدائي. وأربع سنوات ثانوي. زيدت فيما بعض سنة أخرى توجيهية. وبذلك يكمل الطالب نصاب اثنتي عشرة سنة دراسية يلتحق بعدها بالجامعة.
وفي عام 1362هـ 1942م جرى تغيير في عدد سنوات المرحلة الابتدائية بحيث أصبحت ست سنوات. وذلك بدمج المرحلة التحضيرية مع المرحلة الابتدائية وضم السنة الأخيرة منها مع المرحلة الإعدادية المتوسطة وانقسمت المرحلة الثانوية إلى قسمين إعدادي وثانوي كل منهما ثلاث سنوات. وذلك بعد ضم السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية مع المرحلة الإعدادية المتوسطة .
وفي نفس العام كان هناك اختباران للشهادة الابتدائية أحدهما للنظام القديم 3 +4 سنوات والآخر على نظام الابتدائية ست سنوات.
وفي عام 1372هـ 1952م عدل السلم التعليمي في المملكة وأصبحت مراحل التعليم العام كما يلي:-
مرحلة التعليم الابتدائي وتتفرع منها:-
1. مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات.
2. المدارس القروية ومدة الدراسة فيه أربع سنوات.
3. المدارس الابتدائية ومدة الدراسة فيها ست سنوات.
مرحلة التعليم الثانوي وتتفرع مها:
التعليم الثانوي التقليدي الذي كان يضم المرحلتين المتوسطة والثانوية مدة كل منها ثلاث سنوات
1. التعليم الثانوي الديني. ومدة الدراسة به خمس سنوات ويشترط للالتحاق به الحصول على الشهادة الابتدائية. ومن مدارسه في ذلك الوقت دار التوحيد بالطائف والمعاهد العلمية في كل من مكة والمدينة المنورة وعنيزة وشقراء. ويلتحق خريجو هذه المدارس والمعاهد بكليتي الشريعة والتربية بمكة.
2. معاهد أعداد المعلمين:
3. ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات يلتحق بها الطالب بعد حصوله على شهادة المرحلة الابتدائية
4. التعليم الفني المتوسط والثانوي:
ومدة الدراسة في المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات. يلتحق بها الطالب بعد حصوله على شهادة المرحلة الابتدائية. والمرحلة الثانوية ومدتها سنتان يلتحق الطالب بها بعد حصوله على كفاءة المدارس المهنية المتوسطة.
تحياتي للجميع :)
ولقد اقبل المسلمون في هذه المدرسة على تعلم القراءة والكتابة حيث تطوع بعض المعلمين بتعليمهم مثل عبد بن سعيد بن العاص. وسعد بن ربيع الخزرجي. وبشير بن سعد بن ثعلبة. وإبان بن سعيد بن العاص. فكثر عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كتاب الوحي اكثر من أربعين كاتباً *.وبعد أن تعلم الأبرار من المسلمين في المسجد النبوي الشريف أرسلهم صلوات الله عليه إلى القرى والبوادي ينشرون المعرفة والعلم والدين ويدعون للعمل.ومن هؤلاء مصعب بن عمير الأنصاري الذي كان في مقدمة الخريجين وأول من افتتح مدرسة للتعليم بالقرب من مسجد قباء بالمدينة المنورة.وتوالت الأعوام وانتشرت المساجد في المدينة المنورة التي أصبحت أماكن للعبادة والتعليم. فيها تعلو كلمة الله في الأرض بتوجيه الفكر والخلق والسلوك نحو توحيد الله والخضوع لدينه ومنهجه وعبادته. ومنها انطلقت الدعوة إلى كل خير. والرغبة في كل تغيير يحقق مصالح المسلمين. وفيها اجتمع المسلمون لدراسة أمور دينهم ودنياهم. وفيها أيضا تعلموا أصول القراءة والكتابة.ثم توجه كثير من هؤلاء الأعلام إلى أرجاء الجزيرة العربية وخارجها في القرن الأول الهجري ليكونوا حملة العلم وقادة الفكر في أول دولة إسلامية كبرى. وكانت المساجد قد أقيمت في كل مكان وصلت إليه الفتوحات الإسلامية المظفرة وصارت تلك المساجد منارة لقيادة الفكر الإسلامي المستنير وأصبحت الدعوة للعلم والتعليم وسيلة لتفتح بصيرة الإنسان المسلم وتفهم دينه وحقوقه وواجباته نحو نفسه وأسرته ومجتمعه.ولم يكن التعليم في معظمه ذا نظام محدد كما هو حال المدارس والجامعات حالياً وإنما كان الجزء الغالب منه يتم على شكل حلقات يختار الدارس فيها ما يناسبه ويناسب مستواه وكانت هذه الحلقات على أنواع منها
1. أصحاب الزوايا:وهم أهل المعرفة.
2. أصحاب الأساطين: وهم أهل الفتوى
3. أصحاب الكراسي: وهم القصاص.
ولم تكن هناك مادة دراسية معينة تنحصر فيها الحلقات والمجالس وإنما اتسمت المواد غالباً بالدراسات الدينية والأدبية والتاريخية والتلقين السياسي.
وكانت هذه الحلقات والمجالس متنوعة في مستوياتها بحيث يستطيع كل راغب في الانضمام إلى إحداها. وذلك على حسب مستواه العلمي. وفي أي وقت يشاء. أي لم تكن هناك برامج محددة يتدارسها الدارسون. أو نظام طلابي يحدد مستواهم وينحصرون فيه.وقد ازدهرت الحياة العلمية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين. ثم في عهد الخلفاء الأمويين والعباسيين ازدهاراً عظيماً نهلت منه بلاد العالم اجمع. مما كان له الأثر الواضح في النهضة الأوروبية بعد أن ظلت أوروبا غارقة في ظلام العصور الوسطى.وفي القرن السادس الهجري وما بعده أنشىء العديد من المدارس في شبه الجزيرة العربية خاصة في بلاد الحرمين الشريفين. ولكن الحركة التعليمية بها في تلك الفترة تعرضت لفترات ركود وجمود متعاقبة انتابت البلاد الإسلامية نتيجة الغزو الخارجي والضغط الداخلي.
وقد شهد التعليم قبيل بدء التعليم النظامي في المملكة العربية السعودية ثلاث مراحل أو أنماط تتمثل فيما يلي:
1. تعليم تقليدي موروث يتمثل في الكتاتيب وفي حلقات الدروس في المساجد وفي مجالس العلماء في أنحاء البلاد
2. تعليم حكومي يمكن أن يطلق عليه تعليم نظامي اتخذ اللسان التركي لغة له ووجد في مكة والمدينة.
3. تعليم تقليدي في جوهره ولكنه يحاول التجديد عن طريق إدخال بعض العلوم المطورة في مناهجه خاصة في بعض المدارس الأهلية الموجودة بشكل اكثر في المنطقتين الشرقية والغربية من المملكة
وكان الطلاب المتخرجون في الكتاتيب والمدارس الدينية والراغبون في إكمال دراستهم يتجهون إلى الحرمين الشريفين حيث كانت حلقات الدروس عامرة بطلبة العلم الذين يدرس بعضهم علوماً معينة. وبعضهم يحضر الوعظ والإرشاد والفقه والتوحيد والتفسير والحديث والنحو والصرف والبلاغة والأدب والمنطق والتصوف والحساب * ولم يكن هناك تنظيم دقيق للدراسة يلزم كل طالب بمنهج معين بل كل طالب موكول لرغبته وجهده في الدراسة. يدرس العلم الذي يريده. ويحضر الدرس الذي يرغبه. ولا توجد اختبارات للطلاب غير أن المعلم إذا انس من الطالب الكفاءة في التدريس يمنحه شهادة خاصة بصلاحيته للتدريس وبالعلوم التي درسها عليه *.وكانت حلقات الدروس تضم طلاباً كباراً وصغاراً وتعمل في جميع الأوقات نهاراً وليلاً حتى منتصفه وفي تباكير الصباح وعقب كل صلاة. وذلك حسبما يحدده المعلم وكان كل من المعلم والطالب يحرص كل الحرص على أن يمثل الطهارة والنظافة والأناقة والفصاحة والكياسة والخلق الكريم والتعاون الصادق.وكانت حلقات الدروس في كل مسجد وخاصة الحرمين الشريفين تتألف من عشرين إلى اكثر من مائة ومائتين أحيانا يتوسطها المدرس فوق سجادته وأمامه المقرىء الذي يبدأ بقراءة شيء من القرآن الكريم ومن ثم يتولى المدرس الشرح والتحليل من ذاكرته ثم يناقش طلابه ويرد على استفساراتهم.وكانت الحلقات الدراسية تعقد أيضا في مجالس العلماء وفي دورهم. وكانت عمليات التعليم تتم بين الناس بدون حاجة إلى تنظيم من السلطات أو انتظار لأموال تخصص لها أو صيغة تقتصر عليها أو مستوى تحصر نفسها فيه أو مكان تنعقد فيه دون غيره. وما كان المعلمون يتهالكون على الحوافز والمكافآت التشجيعية عندما يقومون بعملهم كما لم يكن التعليم يكلف الكثير من النفقات.وعلى الرغم من فترات الركود التي تعرضت لها الحركة التعليمية في الجزيرة العربية حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري فان أصول الحضارة الإسلامية ظلت دائماً حية حتى في فترات الركود هذه. فمثلاً حينما دخل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الحجاز لم يكن يوجد به حينذاك من المدارس النظامية سوى خمس مدارس أهلية هي:
المدرسة الصولتية 1291هـ
المدرسة الفخرية 1298هـ بمكة المكرمة
العثمانية والفلاح اللتان تأسستا بجدة عام 1313هـ وفي مكة عام 1300هـ
وقد كانت هذه المدارس على الرغم من محدوديتها بمثابة وصل للحركة التعليمية الحديثة التي عمت الجزيرة العربية في وقتنا الحاضر.
وفي الأيام الأولى من دخول الملك عبدالعزيز مكة المكرمة تم عقد أول اجتماع تعليمي في تاريخ المملكة حينما دعا في جمادى الأولى من عام 1343هـ 1924م العلماء في مكة إلى اجتماع عام حثهم فيه على نشر العلم والتعليم وتنظيم التوسع فيه وقد تأكد هذا الاهتمام المبكر بنظام التعليم بإنشاء مديرية المعارف العامة الذي تم بتاريخ 1/9/1344هـ 1925م وإنشاؤها كان قد سبق صدور التعليمات الأساسية التي صدرت في 21/2/1345هـ 1926م وهي التعليمات التي وضعت نظام الحكم والإدارة. واختارت نظام المديريات المتخصصة للنهوض بمختلف فروع الخدمات والإنتاج.
وقد كان تأسيس مديرية المعارف العامة هو بداية الزحف التعليمي الذي شمل مراحل التعليم وأنواعه.
السلم التعليمي:
كان السلم التعليمي في نظام التعليم في المملكة حتى عام 1362هـ 1942م يتكون من ثلاث سنوات تحضيري. وأربع سنوات ابتدائي. وأربع سنوات ثانوي. زيدت فيما بعض سنة أخرى توجيهية. وبذلك يكمل الطالب نصاب اثنتي عشرة سنة دراسية يلتحق بعدها بالجامعة.
وفي عام 1362هـ 1942م جرى تغيير في عدد سنوات المرحلة الابتدائية بحيث أصبحت ست سنوات. وذلك بدمج المرحلة التحضيرية مع المرحلة الابتدائية وضم السنة الأخيرة منها مع المرحلة الإعدادية المتوسطة وانقسمت المرحلة الثانوية إلى قسمين إعدادي وثانوي كل منهما ثلاث سنوات. وذلك بعد ضم السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية مع المرحلة الإعدادية المتوسطة .
وفي نفس العام كان هناك اختباران للشهادة الابتدائية أحدهما للنظام القديم 3 +4 سنوات والآخر على نظام الابتدائية ست سنوات.
وفي عام 1372هـ 1952م عدل السلم التعليمي في المملكة وأصبحت مراحل التعليم العام كما يلي:-
مرحلة التعليم الابتدائي وتتفرع منها:-
1. مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات.
2. المدارس القروية ومدة الدراسة فيه أربع سنوات.
3. المدارس الابتدائية ومدة الدراسة فيها ست سنوات.
مرحلة التعليم الثانوي وتتفرع مها:
التعليم الثانوي التقليدي الذي كان يضم المرحلتين المتوسطة والثانوية مدة كل منها ثلاث سنوات
1. التعليم الثانوي الديني. ومدة الدراسة به خمس سنوات ويشترط للالتحاق به الحصول على الشهادة الابتدائية. ومن مدارسه في ذلك الوقت دار التوحيد بالطائف والمعاهد العلمية في كل من مكة والمدينة المنورة وعنيزة وشقراء. ويلتحق خريجو هذه المدارس والمعاهد بكليتي الشريعة والتربية بمكة.
2. معاهد أعداد المعلمين:
3. ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات يلتحق بها الطالب بعد حصوله على شهادة المرحلة الابتدائية
4. التعليم الفني المتوسط والثانوي:
ومدة الدراسة في المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات. يلتحق بها الطالب بعد حصوله على شهادة المرحلة الابتدائية. والمرحلة الثانوية ومدتها سنتان يلتحق الطالب بها بعد حصوله على كفاءة المدارس المهنية المتوسطة.
تحياتي للجميع :)