hanycinema
29-01-2007, 01:01 AM
قضى الأمر ..
ولم أرى أحدا يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه …
قضى الأمر ..
ومازلت أصرخ ضحكا ..
ولكنه كالبكاء …
قضى الأمر ..
ولم يعد النهر يجرى ..
بل لم تعد هناك أنهارا …
ربما توجد بعضها فى عوالم أخرى ..
ولكن ليس فى هذا العالم ..
قضى الأمر ..
ولم أرى دم كذب ..
بل أن كل الدماء أصبحت صدقا ..
كل الأمور تسير بنظام محكم يصل إلى حد الفوضى ...
ومن كانوا يثنون صدورهم يوما ..
طالت قاماتهم السماء ..
وتركت الكواكب والنجوم أفلاكها بكل وقاحة ..
أو ربما أبعدتها أيدى من طالت قاماتهم السماء ...
والشمس لم تعد شمس ..
بل صارت عجوزا حدباء قبيحة ..
فلم تعد تضئ قمم الجبال ..
ربما أضاءت أعماق البحار والمحيطات ..
حتى تبخرت المياه المالحة الصالحة للزراعة والشرب ..
فصارت سحبا كثيفة تخفى الوجوه ..
والكل يبحث عن وجهه الضائع .. ولكن هيهات ..
فقد اختلطت الوجوه فى الخفاء ..
فالفوضى تعم أرجاء الأرض ..
بل أنها طالت بعض الكواكب الأخرى ..
ثم تمخض الفأر فأنجب فأرا ..
احترف تخريب العالم ..
ففقد التخريب قدسيته ..
فقد كان المخربون وحوشا ضارية على مر العصور ..
فصاروا فئرانا فى زماننا ..
قضى الأمر ..
ولم يأت الطوفان بعد ..
قضى الأمر ..
ولن آوى إلى جبل يعصمنى من الماء ..
بل سآوى إلى ماء يعصمنى من الجبل ..
فقد اشتعلت الأرض ولن تنطفئ ثانية ..
مضى عصر الإنطفاء إلى غير رجعة ..
أشعل الفئران الجبال فبدت كمواقد ضخمة ..
ثم ألقوا بعجائزهم ونساءهم وأطفالهم فيها ..
فزاد اشتعالها حتى كادت تنطفئ ..
لولا أنهم ــ ولحسن الحظ ــ ألقوا بأنفسهم فيها فكادت تنفجر من قوة الاشتعال ..
حتى أن ألسنة النار بدت كأسواط طويلة ممتدة ..
تضرب فى كل اتجاه ..
أو كألسنة تنانين ضخمة جائعة تبحث عن إشباع غريزتها ..
تلتقط الفئران المشتعلة التى صارت تتطاير فى كل اتجاه ..
وبدت كقطع جمر شهية تبحث عن إشباع الجوعى ..
فتلتف ألسنة التنانين حولها وتخطفها فى سرعة جنونية لا يمكن حسابها ..
حتى أن ألسنة التنانين تلك قد طالت بعض ساكنى الكواكب الأخرى .. فاشتكوا ..
وبعد المجهود العنيف الذى بذلته بقايا فئران كوكبنا ــ الذين ينتظرون دورهم فى الاشتعال ــ فى اقناع ساكنى الكواكب الأخرى ..
تغاضوا .. واعتبروها ألسنة صديقة ..
التهمت الجبال كل الفئران فى بادئ الأمر ..
ثم صارت تلتهم كل شئ وكل لا شئ فى الأرض ..
وحين تتآكل الجبال من طول الاشتعال ــ وقد بدأت بالفعل ــ وهى الرواسى فيها ..
فلسوف تتلاشى الأرض تماما فتصير رمادا يتطاير فيصنع غلاف جوى لكواكب أخرى .. ثم يحوم حول ساكنيها ..
فيملأ أفواههم وأعينهم وآذانهم وأنوفهم ..
فيصيرون صم بكم عمى .. لا يعقلون ..
ولأنها ترفض التخلى عن طبيعتها كمهزلة ..
صارت الأرض جهنم وقودها الفئران ..
قضى الأمر ..
وانتهى كوكب الأرض واضع قواعد التخريب ..
وأرى هناك أناس من الكواكب الأخرى تفيض أعينهم من الدمع و يعضون أصابعهم ندما وحزنا على ضياع المعلم ..
يحاولون تلاوة تراتيلهم السحرية ولكن .. هيهات ..
فهم صم بكم عمى .. لا يعقلون ..
قضى الأمر ..
والحزن يخيم على كل سكان كل الكواكب الأخرى ..
فللتخريب أصول وقواعد وهم لا يعقلون ..
ولكنهم أقسموا بكل ما يملكون من جنون أن يتبعوا ما تبقى لهم من تعاليم الأرض ..
فلن ينظروا يوما إلى الإبل كيف خلقت ..
قضى الأمر ..
رغم أنى لم أرى فى حياتى المنقضية أحدا يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه ...
هانى يسرى
ولم أرى أحدا يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه …
قضى الأمر ..
ومازلت أصرخ ضحكا ..
ولكنه كالبكاء …
قضى الأمر ..
ولم يعد النهر يجرى ..
بل لم تعد هناك أنهارا …
ربما توجد بعضها فى عوالم أخرى ..
ولكن ليس فى هذا العالم ..
قضى الأمر ..
ولم أرى دم كذب ..
بل أن كل الدماء أصبحت صدقا ..
كل الأمور تسير بنظام محكم يصل إلى حد الفوضى ...
ومن كانوا يثنون صدورهم يوما ..
طالت قاماتهم السماء ..
وتركت الكواكب والنجوم أفلاكها بكل وقاحة ..
أو ربما أبعدتها أيدى من طالت قاماتهم السماء ...
والشمس لم تعد شمس ..
بل صارت عجوزا حدباء قبيحة ..
فلم تعد تضئ قمم الجبال ..
ربما أضاءت أعماق البحار والمحيطات ..
حتى تبخرت المياه المالحة الصالحة للزراعة والشرب ..
فصارت سحبا كثيفة تخفى الوجوه ..
والكل يبحث عن وجهه الضائع .. ولكن هيهات ..
فقد اختلطت الوجوه فى الخفاء ..
فالفوضى تعم أرجاء الأرض ..
بل أنها طالت بعض الكواكب الأخرى ..
ثم تمخض الفأر فأنجب فأرا ..
احترف تخريب العالم ..
ففقد التخريب قدسيته ..
فقد كان المخربون وحوشا ضارية على مر العصور ..
فصاروا فئرانا فى زماننا ..
قضى الأمر ..
ولم يأت الطوفان بعد ..
قضى الأمر ..
ولن آوى إلى جبل يعصمنى من الماء ..
بل سآوى إلى ماء يعصمنى من الجبل ..
فقد اشتعلت الأرض ولن تنطفئ ثانية ..
مضى عصر الإنطفاء إلى غير رجعة ..
أشعل الفئران الجبال فبدت كمواقد ضخمة ..
ثم ألقوا بعجائزهم ونساءهم وأطفالهم فيها ..
فزاد اشتعالها حتى كادت تنطفئ ..
لولا أنهم ــ ولحسن الحظ ــ ألقوا بأنفسهم فيها فكادت تنفجر من قوة الاشتعال ..
حتى أن ألسنة النار بدت كأسواط طويلة ممتدة ..
تضرب فى كل اتجاه ..
أو كألسنة تنانين ضخمة جائعة تبحث عن إشباع غريزتها ..
تلتقط الفئران المشتعلة التى صارت تتطاير فى كل اتجاه ..
وبدت كقطع جمر شهية تبحث عن إشباع الجوعى ..
فتلتف ألسنة التنانين حولها وتخطفها فى سرعة جنونية لا يمكن حسابها ..
حتى أن ألسنة التنانين تلك قد طالت بعض ساكنى الكواكب الأخرى .. فاشتكوا ..
وبعد المجهود العنيف الذى بذلته بقايا فئران كوكبنا ــ الذين ينتظرون دورهم فى الاشتعال ــ فى اقناع ساكنى الكواكب الأخرى ..
تغاضوا .. واعتبروها ألسنة صديقة ..
التهمت الجبال كل الفئران فى بادئ الأمر ..
ثم صارت تلتهم كل شئ وكل لا شئ فى الأرض ..
وحين تتآكل الجبال من طول الاشتعال ــ وقد بدأت بالفعل ــ وهى الرواسى فيها ..
فلسوف تتلاشى الأرض تماما فتصير رمادا يتطاير فيصنع غلاف جوى لكواكب أخرى .. ثم يحوم حول ساكنيها ..
فيملأ أفواههم وأعينهم وآذانهم وأنوفهم ..
فيصيرون صم بكم عمى .. لا يعقلون ..
ولأنها ترفض التخلى عن طبيعتها كمهزلة ..
صارت الأرض جهنم وقودها الفئران ..
قضى الأمر ..
وانتهى كوكب الأرض واضع قواعد التخريب ..
وأرى هناك أناس من الكواكب الأخرى تفيض أعينهم من الدمع و يعضون أصابعهم ندما وحزنا على ضياع المعلم ..
يحاولون تلاوة تراتيلهم السحرية ولكن .. هيهات ..
فهم صم بكم عمى .. لا يعقلون ..
قضى الأمر ..
والحزن يخيم على كل سكان كل الكواكب الأخرى ..
فللتخريب أصول وقواعد وهم لا يعقلون ..
ولكنهم أقسموا بكل ما يملكون من جنون أن يتبعوا ما تبقى لهم من تعاليم الأرض ..
فلن ينظروا يوما إلى الإبل كيف خلقت ..
قضى الأمر ..
رغم أنى لم أرى فى حياتى المنقضية أحدا يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه ...
هانى يسرى