الوسيط
11-06-2007, 12:57 AM
،
،
،
،
،
جاء من العمل متعبا قد أنهكه التفكير ، جاء محبطا من الأنظمة ، مثقلا بالهموم ، تراه يتهادى في مشيته ، يداه ترتعشان ولسانه ثقيل عن الكلام ...
ارتمى على سريره وغط في نوم عميق ، يا فلان ألا تنتظر لتتغدى ، لم يجب ولكن لسان الحال ينطق بالضجر ، بعد ساعة أو أقل منها استيقظ للصلاة ذهب ليتوضأ ثم خرج من بيته ومعه لفافة من ساندويتش ...
مسكين أبو عامر خرج ليعمل من بعد صلاة العصر وحتى ما يقارب منتصف الليل خرج ليعمل على سيارته الخاصة يوصل هذا ويعود بذاك ليرجع وقد جمّع خمسون أو ستون ريالا صرف ثلثها على البنزين ...
عاد ليجد أولاده جميعا قد غطوا في نوم عميق ، يا إلهي منذ أكثر من اسبوعين لم أرهم ولم أجلس معهم فقد شغلني عنهم بحثي الدؤوب عن إكمال ما تبقى لي من آجار البيت ويا ليتني وفيت به فحتى الآن لم يكتمل وهذا أبو خالد صاحب المنزل قد ضجر مني ومن كثرة أعذاري ويا ليتني أستطيع أن أفي له بحقه فقد صبر معي كثيرا حتى استحييت منه ، أما طلبات الأولاد والبنات فماذا أفعل بها أأردهم وأزجرهم ؟ إن نفسي تأبى عليّ ذلك ...
وإني والله أريد لهم حياة كريمة ولكن ماذا أعمل إن كان راتبي ألف وثمانمائة ريال ولدي زوجة وستة أولاد ولكل منهم طلبات ضرورية ولدينا آجار منزل وكهرباء وهاتف والماء ينقطع في كثير من الأحيان عن حينا ونضطر إلى شراء الماء بالوايت بالإضافة إلى المصاريف الأخرى من أكل وشرب وبنزين وملابس والأسعار كل يوم في زيادة ...
آهٍ ما أقسى أن تطلب ابنتك الصغيرة التي لم تبلغ السنتان من عمرها حلوى فلا تستطيع أن تلبى لها طلبها ، عندها لك أن تذرف الدمع دما أو ألما وحسرة ، مهلا فلا تظن الفقراء ليس لهم مشاعر تهتز أو تحترق من أجل أبنائهم وتلبية طلباتهم ، عفوا فلن أحدثك عمن كبر من الأبناء والبنات وهم يشاهدون نظراءهم في المدارس يلبسون من أحسن الثياب ويأكلون من طيب الطعام ثم يأتون إلى أبيهم وأمهم ليرددوا احتجاجاتهم لماذا لا نصبح مثل أولاد فلان ؟؟؟ ربما سيستدر هذا الكلام منك الدمع إن كان لديك ذرة من إحساس ولكن عفوا فليس هذا مقصدى ؟؟؟ ولكن لعلك تعلم ما أرمى إليه ...
ألا أحدثك بالعاقل من ابناء الفقراء ماذا يعمل ، إنه يرى أباه يشقى ويتعب ويبذل الجهد ليوفر له ولإخوته عيشا كريما فلا يستطيع ويرى أمه تعمل في مدرسة أو جمعية أو ما شابهها ولا تستطيع هي أيضا أن تلبي طلبات أبناءها التي تزيد كل يوم فيحمله ذلك على ترك مقاعد الدراسة وأباه وأمه يتفطران ألما لذلك ولكنه يصر على مساعدتهما فيعمل خادما في شركة أو حارسا في محل تجاري أو حمالا في سوق الخضرة أو غير ذلك ولكن مهلا فلا تقل لي إن هذا طبيعي لمثل حاله فبعض هؤلاء يفوق بعقله وإمكانته حامل أعلى واعتى الشهادات فضلا عمن يشتريها ليكون من صناع القرار في هذه الدولة ...
أتريدني أن أستمر في سرد هذه الأحاديث لك أم أن أذناك ستتأذى مما تسمع عفوا فلم أقصد أن أجرح مشاعرك ولكني مواطن أعشق هذا البلد وأتوق لخدمته بل أتوق لأن أعيش فيه حياة كريمة أستطيع من خلالها أن أربي أولادي وبناتي تربية صالحة لكي لا يمدوا أيديهم لأحد من بعدي وأحلم ذات يوم أن أرى أحدهم أو إحداهن وهم يخدمون بلادهم في أي مجال ، ( هل من حقي أن أحلم بهذا ) ؟؟؟
عفوا أخي فقد أطلت عليك الحديث ولكنه هم لازمني فأحببت أن أفضفض عن نفسي قليلا ، أردت أن أحلم فقد وجدت أن كل شيء في هذه الدنيا له ثمن إلا الأحلام فإنها لا ثمن لها ...
أتعلم من أنا وأين أعيش ؟؟؟
أظنك ظننت أني من السودان أو اليمن أو العراق ؟؟؟
لقد جانبت الصواب وجانبك ...
فأنا من أكبر بلد اقتصادي في المنطقة بلد بلغت الطفرة فيها منتهاها ولكني للأسف أنا ومن هم مثلي لا نملك من القوت ما نقيم به أودنا فضلا عما يمكننا من صنع جيل فاعل في هذه الحياة ...
مجرد مواطن ...
،
،
،
،
جاء من العمل متعبا قد أنهكه التفكير ، جاء محبطا من الأنظمة ، مثقلا بالهموم ، تراه يتهادى في مشيته ، يداه ترتعشان ولسانه ثقيل عن الكلام ...
ارتمى على سريره وغط في نوم عميق ، يا فلان ألا تنتظر لتتغدى ، لم يجب ولكن لسان الحال ينطق بالضجر ، بعد ساعة أو أقل منها استيقظ للصلاة ذهب ليتوضأ ثم خرج من بيته ومعه لفافة من ساندويتش ...
مسكين أبو عامر خرج ليعمل من بعد صلاة العصر وحتى ما يقارب منتصف الليل خرج ليعمل على سيارته الخاصة يوصل هذا ويعود بذاك ليرجع وقد جمّع خمسون أو ستون ريالا صرف ثلثها على البنزين ...
عاد ليجد أولاده جميعا قد غطوا في نوم عميق ، يا إلهي منذ أكثر من اسبوعين لم أرهم ولم أجلس معهم فقد شغلني عنهم بحثي الدؤوب عن إكمال ما تبقى لي من آجار البيت ويا ليتني وفيت به فحتى الآن لم يكتمل وهذا أبو خالد صاحب المنزل قد ضجر مني ومن كثرة أعذاري ويا ليتني أستطيع أن أفي له بحقه فقد صبر معي كثيرا حتى استحييت منه ، أما طلبات الأولاد والبنات فماذا أفعل بها أأردهم وأزجرهم ؟ إن نفسي تأبى عليّ ذلك ...
وإني والله أريد لهم حياة كريمة ولكن ماذا أعمل إن كان راتبي ألف وثمانمائة ريال ولدي زوجة وستة أولاد ولكل منهم طلبات ضرورية ولدينا آجار منزل وكهرباء وهاتف والماء ينقطع في كثير من الأحيان عن حينا ونضطر إلى شراء الماء بالوايت بالإضافة إلى المصاريف الأخرى من أكل وشرب وبنزين وملابس والأسعار كل يوم في زيادة ...
آهٍ ما أقسى أن تطلب ابنتك الصغيرة التي لم تبلغ السنتان من عمرها حلوى فلا تستطيع أن تلبى لها طلبها ، عندها لك أن تذرف الدمع دما أو ألما وحسرة ، مهلا فلا تظن الفقراء ليس لهم مشاعر تهتز أو تحترق من أجل أبنائهم وتلبية طلباتهم ، عفوا فلن أحدثك عمن كبر من الأبناء والبنات وهم يشاهدون نظراءهم في المدارس يلبسون من أحسن الثياب ويأكلون من طيب الطعام ثم يأتون إلى أبيهم وأمهم ليرددوا احتجاجاتهم لماذا لا نصبح مثل أولاد فلان ؟؟؟ ربما سيستدر هذا الكلام منك الدمع إن كان لديك ذرة من إحساس ولكن عفوا فليس هذا مقصدى ؟؟؟ ولكن لعلك تعلم ما أرمى إليه ...
ألا أحدثك بالعاقل من ابناء الفقراء ماذا يعمل ، إنه يرى أباه يشقى ويتعب ويبذل الجهد ليوفر له ولإخوته عيشا كريما فلا يستطيع ويرى أمه تعمل في مدرسة أو جمعية أو ما شابهها ولا تستطيع هي أيضا أن تلبي طلبات أبناءها التي تزيد كل يوم فيحمله ذلك على ترك مقاعد الدراسة وأباه وأمه يتفطران ألما لذلك ولكنه يصر على مساعدتهما فيعمل خادما في شركة أو حارسا في محل تجاري أو حمالا في سوق الخضرة أو غير ذلك ولكن مهلا فلا تقل لي إن هذا طبيعي لمثل حاله فبعض هؤلاء يفوق بعقله وإمكانته حامل أعلى واعتى الشهادات فضلا عمن يشتريها ليكون من صناع القرار في هذه الدولة ...
أتريدني أن أستمر في سرد هذه الأحاديث لك أم أن أذناك ستتأذى مما تسمع عفوا فلم أقصد أن أجرح مشاعرك ولكني مواطن أعشق هذا البلد وأتوق لخدمته بل أتوق لأن أعيش فيه حياة كريمة أستطيع من خلالها أن أربي أولادي وبناتي تربية صالحة لكي لا يمدوا أيديهم لأحد من بعدي وأحلم ذات يوم أن أرى أحدهم أو إحداهن وهم يخدمون بلادهم في أي مجال ، ( هل من حقي أن أحلم بهذا ) ؟؟؟
عفوا أخي فقد أطلت عليك الحديث ولكنه هم لازمني فأحببت أن أفضفض عن نفسي قليلا ، أردت أن أحلم فقد وجدت أن كل شيء في هذه الدنيا له ثمن إلا الأحلام فإنها لا ثمن لها ...
أتعلم من أنا وأين أعيش ؟؟؟
أظنك ظننت أني من السودان أو اليمن أو العراق ؟؟؟
لقد جانبت الصواب وجانبك ...
فأنا من أكبر بلد اقتصادي في المنطقة بلد بلغت الطفرة فيها منتهاها ولكني للأسف أنا ومن هم مثلي لا نملك من القوت ما نقيم به أودنا فضلا عما يمكننا من صنع جيل فاعل في هذه الحياة ...
مجرد مواطن ...