المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لـنجعلها موسوعة لقصائد الشاعر العظيمـ::نزار قباني::


MeMoRiEs
09-08-2007, 09:57 PM
جسمك خارطتي


زيديني عِشقاً.. زيديني

يا أحلى نوباتِ جُنوني

يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي

يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ..

زيديني غرقاً يا سيِّدتي

إن البحرَ يناديني

زيديني موتاً..

علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني..



جسمكِ خارطتي.. ما عادت

خارطةُ العالمِ تعنيني..

أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ

وجُرحي نقشٌ فرعوني

وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ

من بيروتَ.. إلى الصِّينِ

وجعي قافلةٌ.. أرسلها

خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ

في القرنِ السَّابعِ للميلاد

وضاعت في فم تَنّين



عصفورةَ قلبي، نيساني

يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ

يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار..

ونكهةَ شكي، ويقيني

أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني

أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُمّيني

أشعرُ بالبردِ.. فغطّيني

إحكي لي قصصاً للأطفال

وظلّي قربي..

غنِّيني..

فأنا من بدءِ التكوينِ

أبحثُ عن وطنٍ لجبيني..

عن حُبِّ امرأة..

يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني

عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني

لحدودِ الشمسِ..



نوَّارةَ عُمري، مَروحتي

قنديلي، بوحَ بساتيني

مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ..

وضعيني مشطاً عاجياً

في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني

أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ

بقيت في دفترِ تشرينِ



زيديني عشقاً زيديني

يا أحلى نوباتِ جنوني

من أجلكِ أعتقتُ نسائي

وتركتُ التاريخَ ورائي

وشطبتُ شهادةَ ميلادي

وقطعتُ جميعَ شراييني...

MeMoRiEs
09-08-2007, 10:01 PM
علمني حبك

علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن

وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور

لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن

لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها

مثلَ العُصفُور..

لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي

كشظايا البللورِ المكسور



علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي

أسوأَ عادات

علّمني أفتحُ فنجاني

في الليلةِ آلافَ المرّات

وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ..

وأطرقُ بابَ العرّافات

علّمني.. أخرجُ من بيتي

لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات

وأطاردَ وجهكِ..

في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات

وأطاردَ طيفكِ..

حتّى.. حتّى..

في أوراقِ الإعلانات



علّمني حُبّكِ

كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات

بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ

تحسُدُهُ كُلُّ الغَجريّات

بحثاً عن وجهٍ.. عن صوتٍ..

هوَ كُلُّ الأوجهِ والأصوات



أدخلني حبُّكِ سيِّدتي

مُدُنَ الأحزان

وأنا من قبلكِ لم أدخل

مُدُنَ الأحزان..

لم أعرِف أبداً أن الدمعَ هو الإنسان

أن الإنسانَ بلا حزنٍ..

ذكرى إنسان



علّمني حبكِ..

أن أتصرَّفَ كالصّبيان

أن أرسمَ وجهك..

بالطبشورِ على الحيطان

وعلى أشرعةِ الصَّيادين

على الأجراسِ..

على الصُّلبان

علّمني حبكِ..

كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان

علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ

تكُفُّ الأرضُ عن الدوران..



علّمني حُبك أشياءً

ما كانت أبداً في الحُسبان

فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ..

دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان

وحلمتُ بأن تتزوجني

بنتُ السلطان

تلكَ العيناها.. أصفى من ماء الخُلجان

تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان

وحلمتُ بأني أخطِفُها

مثلَ الفُرسان..

علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان

علّمني.. كيفَ يمرُّ العُمر

ولا تأتي بنتُ السلطان..



علّمني حُبُّكِ أن أحزن

وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور

لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن

لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها

مثلَ العُصفُور..

لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي

كشظايا البللورِ المكسور

MeMoRiEs
09-08-2007, 10:03 PM
طوق الياسمين

شكراً.. لطوقِ الياسَمينْ

وضحكتِ لي.. وظننتُ أنّكِ تعرفينْ

معنى سوارِ الياسمينْ

يأتي بهِ رجلٌ إليكِ..

ظننتُ أنّك تُدركينْ..



وجلستِ في ركنٍ ركينْ

تتسرَّحينْ

وتُنقِّطين العطرَ من قارورةٍ وتدمدمينْ

لحناً فرنسيَّ الرنينْ

لحناً كأيّامي حزينْ

قَدماكِ في الخُفِّ المُقَصَّبِ

جَدولانِ منَ الحنينْ



وقصدتِ دولابَ الملابسِ

تَقلعينَ.. وترتدينْ

وطلبتِ أن أختارَ ماذا تلبسينْ

أَفَلي إذنْ؟

أَفَلي إذنْ تتجمَّلينْ؟

ووقفتُ.. في دوّامةِ الألوانِ ملتهبَ الجبينْ

الأسودُ المكشوفُ من كتفيهِ..

هل تتردّدينْ؟

لكنّهُ لونٌ حزينْ

لونٌ كأيّامي حزينْ

ولبستِهِ

وربطتِ طوقَ الياسمينْ

وظننتُ أنّكِ تَعرفينْ

معنى سوارَ الياسمينْ

يأتي بهِ رجلٌ إليكِ..

ظننتُ أنّكِ تُدركينْ..



هذا المساءْ..

بحانةٍ صُغرى رأيتُكِ ترقصينْ

تتكسَّرينَ على زنودِ المُعجَبينْ

تتكسَّرينْ..

وتُدَمدمينْ..

في أُذنِ فارسِكِ الأمينْ

لحناً فرنسيَّ الرنينْ

لحناً كأيّامي حزينْ



وبدأتُ أكتشفُ اليقينْ

وعرفتُ أنّكِ للسّوى تتجمَّلينْ

ولهُ ترُشِّينَ العطورَ..

وتقلعينَ..

وترتدينْ..

ولمحتُ طوقَ الياسمينْ

في الأرضِ.. مكتومَ الأنينْ

كالجُثَّةِ البيضاءَ ..

تدفعُهُ جموعُ الراقصينْ

ويهمُّ فارسُكِ الجميلُ بأخذِه ..

فتُمانعينْ..

وتُقَهقِهينْ..

" لا شيءَ يستدعي انحناءَكَ ..

ذاكَ طوقُ الياسمينْ.. "

MeMoRiEs
09-08-2007, 10:07 PM
قارئة الفنجان

جَلَسَت والخوفُ بعينيها

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي.. لا تَحزَن

فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

يا ولدي،

قد ماتَ شهيداً

من ماتَ على دينِ المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..

وتموتُ كثيراً يا ولدي

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب



بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحانَ المعبود

فمُها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتُها موسيقى و ورود

لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

من يطلبُ يَدَها..

من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

من حاولَ فكَّ ضفائرها..

يا ولدي..

مفقودٌ.. مفقود



بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً

لكنّي.. لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشبهُ فنجانك

لم أعرف أبداً يا ولدي..

أحزاناً تشبهُ أحزانك

مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً

في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر

وتَظلَّ وحيداً كالأصداف

وتظلَّ حزيناً كالصفصاف

مقدوركَ أن تمضي أبداً..

في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع

وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...

وترجعُ كالملكِ المخلوع..

MeMoRiEs
09-08-2007, 10:16 PM
كل عام وأنتي حبيبتي

1

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

أقولُها لكِ،

عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ

وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني

كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ ..

أقولُها لكِ على طريقتي ..

متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ

التي يمارسُها العالمُ منذ 1975 سنة ..

وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب

التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ 1975 سنة ..

ورافضاً ..

كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة ..

التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ

منذ 1975 سنة ..



2

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ ..

كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ

وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ ..

فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض ..

زهرةً ..

وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ ..

مركباً ..

أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ

كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ

فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ

حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ



3

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي

هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ ..

التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ

وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ

كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ

لا تقولُ ما أريدُه ..

وكلُّ الرسومِ التي عليها ..

من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكُراتِ ثلجْ ..

وأطفالٍ .. وملائكهْ ..

لا تُناسبُني ..

إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ ..

ولا للقصائدِ الجاهزهْ ..

ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ

فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام ..

ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية ..

لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ

وأنت لستِ امرأة المناسباتْ ..

بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها ..

أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ ..

الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ ..

ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ ..

ولا يقالُ بالمراسلَهْ ..

وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ ..

وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ ..

وتستحمّينَ هناكْ ..

ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ

ويستوطنُ هناكْ ..



4

لأنني أحبُّكِ ..

تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا ..

دخولَ المُلوكْ ..

ولأنني أحبُّكِ ..

أحملُ تصريحاً خاصاً من الله ..

بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ ..



5

لن نشتري هذا العيد شجرهْ

ستكونينَ أنتِ الشجرهْ

وسأعلّقُ عليكِ ..

أمنياتي .. وصلواتي ..

وقناديلَ دموعي ..



6

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها

حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور

MeMoRiEs
09-08-2007, 10:21 PM
قولي أحبك



قولي "أحُبكَ" كي تزيدَ وسامتي

فبغيرِ حبّكِ لا أكـونُ جميـلا



قولي "أحبكَ" كي تصيرَ أصابعي

ذهباً... وتصبحَ جبهتي قنـديلا



قـولي "أحبكَ" كي يتمَّ تحـولي

فأصيرُ قمحاً... أو أصيرُ نخيـلا



الآنَ قوليهـا... ولا تتـردّدي

بعضُ الهوى لا يقبلُ التأجيـلا



قولي "أحبكَ" كي تزيدَ قداستي

ويصيـرَ شعري في الهوى إنجيلا



سأغيّرُ التقويمَ لـو أحببتـني

أمحو فصولاً أو أضيفُ فصولا



وسينتهي العصرُ القديمُ على يدي

وأقيـمُ مملكـةَ النسـاءِ بديـلا



قولي "أحبكَ" كي تصيرَ قصائدي

مـائيـةً... وكتابتي تنـزيـلا



مـلكٌ أنا.. لو تصبحينَ حبيبتي

أغزو الشموسَ مراكباً وخيولا

لاتخجلي مني فهذي فرصتي

لأكون بين العاشقين رسولا

MeMoRiEs
09-08-2007, 11:45 PM
أنا مع الإرهاب



متهمون نحن بالارهاب ...

ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...

والقصيدة العصماء ...

وزرقة السماء ...

عن وطن لم يبق في أرجائه ...

ماء ... ولاهواء ...

لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...

أو قهوة سوداء ...

متهمون نحن بالارهاب ...

ان نحن دافعنا بكل جرأة

عن شعر بلقيس ..

وعن شفاه ميسون ...

وعن هند ... وعن دعد ...

وعن لبنى ... وعن رباب ...

عن مطر الكحل الذى

ينزل كالوحى من الأهداب !!

لن تجدوا فى حوزتى

قصيدة سرية ...

أو لغة سرية ...

أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب

وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...

تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب

متهمون نحن بالارهاب ...

اذا كتبنا عن بقايا وطن ...

مخلع .. مفكك مهترئ

أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

عن وطن يبحث عن عنوانه ...

وأمة ليس لها أسماء !

عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى

سوى قصائد الخنساء !!

عن وطن لم يبق فى افاقه

حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..

عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة

أو نسمع الأنباء ...

عن وطن كل العصافير به

ممنوعة دوما من الغناء ...

عن وطن ...

كتابه تعودوا أن يكتبوا ...

من شدة الرعب ..

على الهواء !!

عن وطن ..

يشبه حال الشعر فى بلادنا

فهو كلام سائب ...

مرتجل ...

مستورد ...

وأعجمى الوجه واللسان ...

فما له بداية ...

ولا له نهاية

ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..

أو بمأزق الانسان !!

عن وطن ...

يمشى الى مفاوضات السلم ..

دونما كرامة ...

ودونما حذاء !!!

عن وطن ...

رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...

ولم يبق سوى النساء !!

الملح فى عيوننا ..

والملح .. فى شفاهنا ...

والملح .. فى كلامنا

فهل يكون القحط في نفوسنا ...

ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟

لم يبق فى أمتنا معاوية ...

ولا أبوسفيان ...

لم يبق من يقول (لا) ...

فى وجه من تنازلوا

عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...

وحولوا تاريخنا الزاهى ...

الى دكان !!...

لم يبق فى حياتنا قصيدة ...

ما فقدت عفافها ...

فى مضجع السلطان !!

لقد تعودنا على هواننا ...

ماذا من الانسان يبقى ...

حين يعتاد على الهوان؟؟

ابحث فى دفاتر التاريخ ...

عن أسامة بن منقذ ...

وعقبة بن نافع ...

عن عمر ... عن حمزة ...

عن خالد يزحف نحو الشام ...

أبحث عن معتصم بالله ...

حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...

ومن ألسنة النيران !!

أبحث عن رجال أخر الزمان ..

فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...

تخشى على أرواحها ...

من سلطة الفئران !!...

هل العمى القومى ... قد أصابنا؟

أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟

متهمون نحن بالارهاب ...

اذا رفضنا موتنا ...

بجرافات اسرائيل ...

تنكش فى ترابنا ...

تنكش فى تاريخنا ...

تنكش فى انجيلنا ...

تنكش فى قرآننا! ...

تنكش فى تراب أنبيائنا ...

ان كان هذا ذنبنا

ما أجمل الارهاب ...

متهمون نحن بالارهاب ...

... اذا رفضنا محونا

على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...

اذا رمينا حجرا ...

على زجاج مجلس الأمن الذى

استولى عليه قيصر القياصرة ...

.... متهمون نحن بالارهاب

.. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب

.. وأن نمد كفنا ل..

أميركا ...

ضد ثقافات البشر ..

وهى بلا ثقافة ...

ضد حضارات الحضر ...

وهى بلا حضارة ..

أميركا ..

بناية عملاقة

ليس لها حيطان ...

متهمون نحن بالارهاب

اذا رفضنا زمنا

صارت به أميركا

المغرورة ... الغنية ... القوية

مترجما محلفا ...

للغة العبرية ...

... متهمون نحن بالارهاب

واذا رمينا وردة ..

للقدس ..

للخليل ..

أو لغزة ..

والناصرة ..

اذا حملنا الخبز والماء

الى طروادة المحاصرة

متهمون نحن بالارهاب

اذا رفعنا صوتنا

ضد الشعوبيين من قادتنا

وكل من غيروا سروجهم

وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة

متهمون نحن بالارهاب

اذا اقترفنا مهنة الثقافة

اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة

اذا ذكرنا ربنا تعالى

اذا تلونا ( سورة الفتح)

وأصغينا الى خطبة الجمعة

فنحن ضالعون في الارهاب

متهمون نحن بالارهاب

ان نحن دافعنا عن الارض

وعن كرامــــــة التــراب

اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..

واغتصابنا ...

اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...

وآخر النجوم فى سمائنا ...

وآخر الحروف فى اسمآئنا ...

وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..

..... ان كان هذا ذنبنا

فما اروع الارهــــــــاب!!

أنا مع الإرهاب...

ان كان يستطيع أن ينقذنى

من المهاجرين من روسيا ..

ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..

وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...

ليسرقوا مآذن القدس ...

وباب المسجد الأقصى ...

ويسرقوا النقوش .. والقباب ...

أنا مع الارهاب ..

ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..

ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..

من سفراء الموت والخراب ..

بالأمس

كان الشارع القومى فى بلادنا

يصهل كالحصان ...

وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...

... وبعد أوسلو

لم يعد فى فمنا أسنان ...

فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟

أنا مع الارهاب ..

اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب

من الطغاة والطغيان

وينقذ الانسان من وحشية الانسان

أنا مع الإرهاب

ان كان يستطيع ان ينقذني

من قيصر اليهود

او من قيصر الرومان

أنا مع الإرهاب

ما دام هذا العالم الجديد ..

مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..

بالمناصفة !!!

أنا مع الإرهاب

بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب

ما دام هذا العالم الجديـــد

!! بيـن يدي قصــــــاب

أنا مع الإرهاب

ما دام هذا العالم الجديد

قد صنفنا

من فئة الذئاب !!

أنا مع الإرهاب

ان كان مجلس الشيوخ في أميركا

هو الذى فى يده الحساب ...

وهو الذي يقرر الثواب والعقـــــــاب

أنا مع الإرهاب

مادام هذا العـالم الجديد

يكــــره في أعمـاقه

رائحــة الأعــراب

أنا مع الإرهاب

مادام هذا العالم الجديد

يريد ذبح أطفالي

ويرميهم للكلاب

من أجل هذا كله

أرفــــع صوتـي عاليا

أنا مع الإرهاب

أنا مع الإرهاب

أنا مع الإرهاب

شيزون
10-08-2007, 01:34 AM



彡 إلى رجل彡





متى ستعرف كم أهواك يا رجلا=أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها

يا من تحديت في حبي له مدنـا=بحالهــا وسأمضي في تحديهـا

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه=أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا=وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا

أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا=وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا

أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي=يـا قصة لست أدري مـا أسميها

أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني=فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا

وإن من فتح الأبواب يغلقهــا=وإن من أشعل النيـران يطفيهــا

يا من يدخن في صمت ويتركني=في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا

ألا تراني ببحر الحب غارقـة=والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا

إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا=مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا

كفاك تلعب دور العاشقين معي=وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا

كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها=وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا

وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه=وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا

وكم تمنيت لو للرقص تطلبني=وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا

ارجع إلي فإن الأرض واقفـة=كأنمــا فرت من ثوانيهــــا

إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه=ولا لمست عطوري في أوانيهــا

لمن جمالي لمن شال الحرير لمن=ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا

إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا=فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا

مشكوورهـ ميمو على هالموضوع
يحفظكِـ ربي


admin
10-08-2007, 01:39 AM
موضوع اكثر من رااائع
واختيار موفق لشاعر كبير
لي عودة باذن الله :)

MeMoRiEs
10-08-2007, 01:40 AM
:: شيــزوون ::

الـ ع ـفو يالـ غ ـاليهـ

وتسلمينـ ع ـلى هالقصيدهـ الـ ح ـلوهـ

دمتـ بود

MeMoRiEs
10-08-2007, 01:41 AM
:: الـ ع ـيار ::

تسلمـ ليـ أخ ـوي

وبإنتظار ع ـودتكـ

دمتـ بود

MeMoRiEs
10-08-2007, 01:46 AM
حب بلا حدود



يا سيِّدتي

كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العامْ.

أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

بعد ولادة هذا العامْ..

أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.

أنتِ امرأةٌ..

صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

ومن ذهب الأحلامْ..

أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوامْ..

-2-

يا سيِّدتي:

يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.

يا أمطاراً من ياقوتٍ..

يا أنهاراً من نهوندٍ..

يا غاباتِ رخام..

يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..

في إحساسي..

في وجداني.. في إيماني..

فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

-3-

يا سيِّدتي:

لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.

أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

سوف أحِبُّكِ..

عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..

وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..

وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..

و سوفَ أحبُّكِ..

حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

وتحترقُ الغاباتْ..

-4-

يا سيِّدتي:

أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

ووردةُ كلِّ الحرياتْ.

يكفي أن أتهجى إسمَكِ..

حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

وفرعون الكلماتْ..

يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..

-5-

يا سيِّدتي

لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.

لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

حين يكون الحبُ كبيراً..

والمحبوبة قمراً..

لن يتحول هذا الحُبُّ

لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

-6-

يا سيِّدتي:

ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني

لا الأضواءُ..

ولا الزيناتُ..

ولا أجراس العيد..

ولا شَجَرُ الميلادْ.

لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

لا يعنيني أي كلامٍ

يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

-7-

يا سيِّدتي:

لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ

حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.

لا أتذكرُ إلا عطرُكِ

حين أنام على ورق الأعشابْ.

لا أتذكر إلا وجهُكِ..

حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

-8-

ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

بين بساتينِ الأهدابْ...

-9-

ما يَبهرني يا سيِّدتي

أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

أعانقُهُ..

وأنام سعيداً كالأولادْ...

-10-

يا سيِّدتي:

ما أسعدني في منفاي

أقطِّرُ ماء الشعرِ..

وأشرب من خمر الرهبانْ

ما أقواني..

حين أكونُ صديقاً

للحريةِ.. والإنسانْ...

-11-

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

وفي عصر التصويرِ..

وفي عصرِ الرُوَّادْ

كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

في فلورنسَا.

أو قرطبةٍ.

أو في الكوفَةِ

أو في حَلَبٍ.

أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

-12-

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو سافرنا

نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ

حيث الحبُّ بلا أسوارْ

والكلمات بلا أسوارْ

والأحلامُ بلا أسوارْ

-13-

يا سيِّدتي:

لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي

سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

وأعنفَ مما كانْ..

أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

وفي تاريخِ الشعْرِ..

وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ...

-14-

يا سيِّدةَ العالَمِ

لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ

أنتِ امرأتي الأولى.

أمي الأولى

رحمي الأولُ

شَغَفي الأولُ

شَبَقي الأوَّلُ

طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

-15-

يا سيِّدتي:

يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى

هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

كي أستوطنَ فيها..

قولي أيَّ عبارة حُبٍّ

حتى تبتدئَ الأعيادْ

MeMoRiEs
10-08-2007, 01:53 AM
ماذا أقول له

ماذا أقول له لو جاء يسألني.. إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟ وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟ وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟ ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟ وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:01 AM
قصيدة بلقيس

شُكراً لكم ..

شُكراً لكم . .

فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم

أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ

وقصيدتي اغْتِيلتْ ..

وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..

- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

بلقيسُ ...

كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ

بلقيسُ ..

كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

كانتْ إذا تمشي ..

ترافقُها طواويسٌ ..

وتتبعُها أيائِلْ ..

بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

هل يا تُرى ..

من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..

يا غجريَّتي الشقراءَ ..

يا أمواجَ دجلةَ . .

تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

أحلى الخلاخِلْ ..

قتلوكِ يا بلقيسُ ..

أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

تلكَ التي

تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟

أين السَّمَوْأَلُ ؟

والمُهَلْهَلُ ؟

والغطاريفُ الأوائِلْ ؟

فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..

وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..

وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..

قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..

تأوي ملايينُ الكواكبْ ..

سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟

أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ

لا تتغيَّبِي عنّي

فإنَّ الشمسَ بعدكِ

لا تُضيءُ على السواحِلْ . .

سأقول في التحقيق :

إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ

وأقول في التحقيق :

إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..

وأقولُ :

إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..

فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ

هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..

كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..

ما بين الحدائقِ والمزابلْ

بلقيسُ ..

أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..

والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..

سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا

فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..

يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..

يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ

بلقيسُ ..

يا عصفورتي الأحلى ..

ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى

ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ

أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ

ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ

بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..

وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ

والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..

وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..

وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..

وفي وَرَقِ الجرائدِ ..

والحروفِ الأبجديَّةْ ...

ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..

ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..

ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..

والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..

ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..

حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ

بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ

حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..

صارَ القضيَّةْ ..

هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟

فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ

كانتْ مزيجاً رائِعَاً

بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..

كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا

ينامُ ولا ينامْ ..

بلقيسُ ..

يا عِطْرَاً بذاكرتي ..

ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..

قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ

من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..

بلقيسُ ..

ليستْ هذهِ مرثيَّةً

لكنْ ..

على العَرَبِ السلامْ

بلقيسُ ..

مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..

والبيتُ الصغيرُ ..

يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ

نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ

ولا تروي فُضُولْ ..

بلقيسُ ..

مذبوحونَ حتى العَظْم ..

والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..

ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟

هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟

هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟

هل تأتينَ باسمةً ..

وناضرةً ..

ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ ..

إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..

ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..

وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..

بينَ المرايا والستائرْ

حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها

لم تنطفئْ ..

ودخانُهَا

ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

بلقيسُ ..

مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..

والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ

بلقيسُ ..

كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..

وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..

يا زوجتي ..

وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..

قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..

فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..

بلقيسُ ..

هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..

والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..

فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟

ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..

وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ ..

إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..

وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها

وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..

تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..

وأطفأتِ القَمَرْ ..

بلقيسُ ..

يا بلقيسُ ..

يا بلقيسُ

كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..

فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..

بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً

ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ ..

كيفَ تركتِنا في الريح ..

نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟

وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ

كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..

أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟

وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ ..

يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..

ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..

وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..

يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..

مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟

بلقيسُ ..

أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..

والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..

ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..

ضاقَ بنا المكانْ ..

بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..

فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

بلقيسُ ..

تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..

وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..

فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ

ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ

حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..

تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ

ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..

على الستائرِ ..

والمقاعدِ ..

والأوَاني ..

ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..

من الخواتم تطْلَعِينَ ..

من القصيدة تطْلَعِينَ ..

من الشُّمُوعِ ..

من الكُؤُوسِ ..

من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ ..

يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..

في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..

وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..

فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..

هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..

هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..

وتدخُلينَ على الضيوفِ ..

كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

بلقيسُ ..

أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟

والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..

أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي

ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟

أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..

فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..

تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..

فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..

هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟

بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..

وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..

وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...

بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ

ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ

ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟

إنَ الكلامَ فضيحتي ..

ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..

عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..

وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..

ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..

إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ

أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..

بلقيسُ :

يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..

ويا زُرَافَةَ كبرياءْ

بلقيسُ :

إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..

ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..

ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..

ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..

فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟

فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً

بين أعناقِ الرجالِ ..

وبين أعناقِ النساءْ ..

بلقيسُ :

إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا

كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..

وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..

لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم

إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..

وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..

ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ

نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...

البحرُ في بيروتَ ..

بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..

والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ

التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..

ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ

الحُزْنُ يا بلقيسُ ..

يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..

الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ

أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..

وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..

لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..

السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي

وخاصِرَةِ العبارَةْ ..

كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..

بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..

فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟

أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..

أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..

بلقيسُ :

يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..

الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..

الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..

سَأَقُولُ في التحقيقِ ..

إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..

والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..

وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..

ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..

وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..

وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..

وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ

وأنْ لا فَرْقَ ..

ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!

سَأَقُولُ في التحقيق :

إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ

وأقُولُ :

إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ

وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..

وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..

حتّى العيونُ الخُضْرُ ..

يأكُلُهَا العَرَبْ

حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ

والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..

حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..

ولا أدري السَّبَبْ ..

حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..

و لا أدري السَّبَبْ ..

حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ

حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..

وجميعُ أشياء الجمالِ ..

جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..

لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ

يا بلقيسُ ،

لُؤْلُؤَةً كريمَةْ

فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ

أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟

بلقيسُ ..

يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني

من كُلِّ تاريخي خَجُولْ

هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..

يا بلقيسُ ..

يا أَحْلَى وَطَنْ ..

لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..

لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..

ما زلتُ أدفعُ من دمي ..

أعلى جَزَاءْ ..

كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ

شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..

مثلَ أوراق الشتاءْ

هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟

وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ

في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟

أم أنّني وحدي الذي

عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

سَأقُولُ في التحقيق :

كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ

كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..

يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..

ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..

ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..

كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..

كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..

ويأكُلُونَ ..

ويَسْكَرُونَ ..

على حسابِ أبي لَهَبْ ..

لا قَمْحَةٌ في الأرض ..

تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ

لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا

إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..

فِراشَ أبي لَهَبْ !!...

لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..

دونَ رأي أبي لَهَبْ ..

لا رأسَ يُقْطَعُ

دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

سَأقُولُ في التحقيق :

كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ

وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا

وخاتَمَ عُرْسِهَا ..

وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي

يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..

سَأَقُولُ في التحقيق :

كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ

وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..

سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..

وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..

فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ

هل مَوْتُ بلقيسٍ ...

هو النَّصْرُ الوحيدُ

بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...

بلقيسُ ..

يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..

الأنبياءُ الكاذبُونَ ..

يُقَرْفِصُونَ ..

ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ

ولا رِسَالَةْ ..

لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

من فلسطينَ الحزينةِ ..

نَجْمَةً ..

أو بُرْتُقَالَةْ ..

لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

من شواطئ غَزَّةٍ

حَجَرَاً صغيراً

أو محَاَرَةْ ..

لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..

زيتونةً ..

أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً

ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ

لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..

يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..

لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً

ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...

ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..

في هذا الزَمَانِ ؟

ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟

في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..

المَجُوسيِّ ..

الجَبَان

والعالمُ العربيُّ

مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..

ومَقْطُوعُ اللسانِ ..

نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها

فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟

أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..

أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..

أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..

والطُّفُولَةَ .. والأماني

بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..

عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى

لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ

قد قَتَلُوا حِصَاني

بلقيسُ :

أسألكِ السماحَ ، فربَّما

كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..

إنّي لأعرفُ جَيّداً ..

أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ

أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!

نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ

فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..

والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ

سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..

تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..

وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ

تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...

وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..

أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

ق .. ت .. ل ..و .. ا

ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:06 AM
التمثيلية



أقول أمام الناس، لست حبيبتي

وأعرف في الأعماق كم كنت كاذباً

وأزعم أن لا شيء يجمع بيننا

لأبعد عن نفسي وعنك المتاعبا

وأنفي إشاعات الهوى..

وهي حلوة وأجعل تاريخي الجميلَ خرائبا

وأعلن في شكل غبيٍّ،

براءتي وأذبح شهوتي.. وأصبح راهبا

وأقتل عطري عامداً متعمداً

وأخرج من جناتِ عينيك هاربا

أقوم بدورٍ مضحكٍ.. يا حبيبتي

وأرجع من تمثيل دوريَ خائبا

فلا الليل يخفي –لو اراد – نجومَهُ

ولا البحر يخفي – لو أراد – المراكبا

admin
10-08-2007, 02:10 AM
×?° التحديات ×?°

أتحدّى..

من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني

يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ

وعقودَ الياسمينِ..

أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ

من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ

أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..

أتحدّى..

كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ

منذُ آلافِ القرونِ..

أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً

فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني

أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي

وطناً مثلَ فمي..

وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني

أتحدّاهُم جميعاً..

أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً

كمكاتيبِ غرامي..

أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-

بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..

أتحداكِ أنا أن تذكُري

رجلاً من بينِ من أحببتهم

أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ

أتحدّى..

مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ

والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ

فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..

تجديني دائماً بينَ السطورْ

إنني أسكنُ في الحبّ..

فما من قبلةٍ..

أُخذتْ.. أو أُعطيتْ

ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...

أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي

وبواريدَ القبيلهْ..

أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ

منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ

أتحدّاهم جميعاً..

أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..

أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ

مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..

أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي

عاشقاً مثلي..

وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري

فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..

واضحكي،

وابكي،

وجوعي،

فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي

موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:10 AM
صباحك سكر

إذا مر يوم.ولم أتذكر
به أن أقول:صباحك سكر..
ورحت أخط كطفل صغير
كلاما غريبا على وجه دفتر
فلا تضجري من ذهولي و صمتي
ولا تحسبي أن شيأ تغير
فحين أنا.لاأقول:أحب..
فمعاه أني أحبك أكثر.
إذا جئتني ذات يوم بثوب
كعشب البحيرات..أخضر..أخضر
وشعرك ملقى على كتفيك
كبحر..كأبعاد ليل مبعثر..
ورحت أعب دخاني بعمق
وأرشف حبر دواتي وأسكر
فلا تنعتيني بموت الشعور
ولا تحسبي أن قلبي تحجر
إذا ماجلست طويلا أمامي
كمملكة من عبير ومرمر
وأغمضت عن طيباتك عيني
وأهملت شكوى القميص المعطر
فلا تحسبيني أنني لا أراك
فبعض المواضيع بالذهن يبصر
ففي الظل يغدو لعطرك صوت
وتصبح أبعاد عينيك أكبر
أحبك فوق المحبة ...لكن
دعيني أراك كما أتصور

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:17 AM
الحب والبترول

متى تفهمْ ؟

متى يا سيّدي تفهمْ ؟

بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ

ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ

ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟

متى تفهمْ ؟

متى تفهمْ ؟

أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ

ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ

بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ

ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ

وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ

ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ

متى تفهمْ ؟

متى تفهمْ ؟

بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ

ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ

وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ

وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ

بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ

وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ

أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ

ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ

تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ

تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ

متى تفهمْ ؟

متى يا أيها المُتخمْ ؟

متى تفهمْ ؟

بأنّي لستُ مَن تهتمّْ

بناركَ أو بجنَّاتكْ

وأن كرامتي أكرمْ..

منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ

وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ

أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ

ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ

متى تفهمْ ؟

تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ

كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ

لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ

كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ

على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ

فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ

كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ

ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا

ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ

كأنَّ جميعَ من صُلبوا..

على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..

وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ

تغوصُ القدسُ في دمها..

وأنتَ صريعُ شهواتكْ

تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ

متى تفهمْ ؟

متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:20 AM
امرأة حمقاء

يا سيدي العزيز

هذا خطاب امرأة حمقاء

هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟

اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء

رانية أم زينب

أم هند أم هيفاء

اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء

يا سيدي

أخاف أن أقول مالدي من أشياء

أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء

فشرقكم يا سيدي العزيز

يصادر الرسائل الزرقاء

يصادر الأحلام من خزائن النساء

يستعمل السكين

والساطور

كي يخاطب النساء

ويذبح الربيع والأشواق

والضفائر السوداء

و شرقكم يا سيدي العزيز

يصنع تاج الشرف الرفيع

من جماجم النساء

لا تنتقدني سيدي

إن كان خظي سيئاً

فإنني اكتب والسياف خلف بابي

وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب

يا سيدي

عنترة العبسي خلف بابي

يذبحني

إذا رأى خطابي

يقطع رأسي

لو رأى الشفاف من ثيابي

يقطع رأسي

لو انا عبرت عن عذابي

فشرقكم يا سيدي العزيز

يحاصر المرأة بالحراب

يبايع الرجال أنبياء

ويطمر النساء في التراب

لا تنزعج !

يا سيدي العزيز ... من سطوري

لا تنزعج !

إذا كسرت القمقم المسدود من عصور

إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري

إذا انا هربت

من أقبية الحريم في القصور

إذا تمردت , على موتي ...

على قبري

على جذوري

و المسلخ الكبير

لا تنزعج يا سيدي !

إذا انا كشفت عن شعوري

فالرجل الشرقي

لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...

الرجل الشرقي

لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ...

معذرة .. معذرة يا سيدي

إذا تطاولت على مملكة الرجال

الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً

من حصة الرجال

والجنس كان دائما ً

مخدراً يباع للرجال

خرافة حرية النساء في بلادنا

فليس من حرية

أخرى ، سوى حرية الرجال

يا سيدي

قل ما تريده عني ، فلن أبالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد أبالي

لأن من تكتب عن همومها ..

في منطق الرجال امرأة حمقاء

ألم اقل في أول الخطاب إني

امرأة حمقاء ؟

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:24 AM
رسالة من سيدة حاقدة

قُلتَ ... لا تدخُلي

وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيكَ … وزعمتَ لي …

أن الرفاق أتوا إليك … أهُمُ الرفاق أتوا إليك

أم أن سيدةً لديك … تحتلُ بعدي ساعديك ؟

وصرختُ محتدماً : قفي ! والريحُ … تمضغُ معطفي …

والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذلُ لا تتأسف

أنا لستُ آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرِفِ … ماذا لو انكَ يا دني … أخبرتني

أني انتهى أمري لديكَ … فجميعُ ما وشوشتني

أيامَ كنتَ تحبنيَ … من أنني …

بيتُ الفراشةِ مسكني … وغدي انفراطُ السوسنِ

أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني …

لا تعتذر …

فالإثمُ … يحصدُ حاجبيكَ أحمرها تصيحُ بوجنتيك

ورباطُكَ … المشدوه … يفضحُ

ما لديكَ … ومن لديكَ

يا من وقفتُ دمي عليكَ

وذللتنيَ ونفضتني

كذبابةٍ عن عارضيك

ودعوتُ سيدةً إليكَ ………… وأهنتني

من بعد ما كنتُ الضياء بناظريك …

إني أراها في جوار الموقدِ … أخذت هُنالك مقعدي …

في الركن … نفس المقـعدِ …

وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذاتَ اليدِ …

سترددُ القصص التي أسمعتني …

ولسوف تخبرها بما أخبرتني …

وسترفع الكأس التي جرعتني …

كأساً بها سممتني

حتى إذا عادت إليكُ … لتروُد موعدها الهني …

أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

وأضعت رونقها كما ضيعتني …

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:26 AM
لعبة بيديه

أيظن أني لعبة بيديه؟

أنا لا أفكر في الرجوع إليه

اليوم عاد كأن شيئا لم يكن

وبراءة الأطفال في عينيه

ليقول لي : إني رفيقة دربه

وبأنني الحب الوحيد لديه

حمل الزهور إليّ .. كيف أرده

وصباي مرسوم على شفتيه

ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي

كيف التجأت أنا إلى زنديه

خبأت رأسي عنده .. وكأنني

طفل أعادوه إلى أبويه

حتى فساتيني التي أهملتها

فرحت به .. رقصت على قدميه

سامحته .. وسألت عن أخباره

وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون أن أدري تركت له يدي

لتنام كالعصفور بين يديه ..

ونسيت حقدي كله في لحظة

من قال إني قد حقدت عليه؟

كم قلت إني غير عائدة له

ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..

MeMoRiEs
10-08-2007, 02:29 AM
أكبر من كل الكلمات

سيّدتي ! عندي في الدفترْ

ترقصُ آلافُ الكلمات

واحدةٌ في ثوبٍ أصفَرْ

واحدةٌ في ثوبٍ أحمَرْ

يحرقُ أطرافَ الصفحاتِ

أنا لستُ وحيداً في الدنيا

عائلتي .. حُزْمةُ أبيات

أنا شاعرُ حُبٍّ جَوَّالٌ

تعرفُهُ كلُّ الشُرُفاتِ

تعرفهُ كلُّ الحُلْوَاتِ

عندي للحبِّ تعابيرٌ

ما مرَّتْ في بال دواة

الشمسُ فتحتُ نوافذَها

و تركتُ هنالكَ مرساتي

و قطعتُ بحاراً .. و بحاراً

أنبشُ أعماقَ الموجاتِ

أبحثُ في جوف الصَدَفاتِ

عن حرفٍ كالقمر الأخضرْ

أهديهِ لعينيْ مولاتي

*

سيِّدتي ! في هذا الدفترْ

تجدينَ ألوفَ الكلمات

الأبيضَ منها و .. و الأحمَرْ

الأزرقَ منها و .. و الأصفَرْ

لكنَّكِ .. يا قمري الأخضَرْ

أحلى من كلِّ الكلماتِ

أكبرُ من كُلِّ الكلماتِ ..

MeMoRiEs
10-08-2007, 10:20 AM
حافية القدمين

هل عندكِ شكٌّ أنكِ أحلى امرأةٍ في الدنيا ؟.

وأهمُّ امرأةٍ في الدنيا ؟.

هل عندكِ شكٌّ أني حينَ عثرتُ عليكِ ..

ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.

هل عندكِ شكٌّ أني حينَ لمَسَتُ يديكِ

تغير تكوينُ الدنيا ؟.

هل عندكِ شكٌّ أن دخولكِ في قلبي

هو أعظمُ يومٍ في التاريخ ..

وأجملَ خبرٍ في الدنيا ؟.

2
هل عندكِ شكٌّ في من أنتِ؟

يا من تحتلُ بِعينيها أجزاء الوقت

يا امرأةً تكسِرُ حينَ تمُرُّ ، جدار الصوت

لا أدري ما ذا يحدث لي ؟

كأنكِ أنثاي الأولى

وكأني قبلكِ ما احببت

وكأني ما مارستُ الحبَّ ..ولا قبلتُ ولا قُبلت

ميلادي أنتِ.. وقبلكِ لا أتذكرُ أني كنت

وغِطاءِ أنتِ .. وقبل حنانِكِ لا أتذكرُ أني عِشت ..

وكأني أيتها الملكة ..من بطنكِ كالعصفورِ خرجت ...

3
هل عندكِ شكٌّ أنكِ جزٌ من ذاتي

وبأني من عينيكِ سرقتُ النَّار ..

وقمتُ بأخطرِ ثوراتي

أيتها الوردةُ .. والياقُوتةُ .. والريحانةُ ..

والسلطانةُ ..

والشعبيةُ ..

والشرعيةُ بينَ جميعِ الملِكاتِ ..

يا سمكاً يسبحُ في ماءِ حياتي

ياقمراً يطلع كل مساءٍ من نافذةِ الكلماتِ ..

يا أعظمَ فتحٍ بينَ جميعِ فتوحاتي

يا آخرَ وطنٍ أُولدُ فيهِ ..

وأدفنُ فيهِ ..

وأنشرُ فيهِ كتاباتي ..

4
يا مرأةِ الدهشةِ .. يا امرأتي

لا أدري كيفَ رماني الموجُ على قدميكِ

لا أدري كيفَ مشيتِ إليَّ ..

وكيفَ مشيتُ إليكِ ..

يا من تتزاحمُ كل طيور البحرِ ..

لكي تستوطنَ في نهديكِ ..

كم كانَ كبيراً حظي حينَ عثرتُ عليكِ ..

يا امرأةً تدخلُ في تركيبِ الشِعر ..

دافِئةٌ أنتِ كرملِ البحر ..

رائِعةٌ أنتِ كليلةِ قدر ..

من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمر ..

5
كم صارَ جميلاً شعري ..

حينَ تثقفَ بينَ يديك ..

كم صرتُ غنّياً .. وقويّاً ..

لما أهداكِ اللهُ اليّْ ..

هل عندكِ شكٌ أنكِ قبسٌ من عينيّْ

ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليديّْ ..

هل عندكِ شكٌ ..

أنَّ كلامكِ يخرجُ من شفتي ّْ ؟

هل عندكِ شكٌ ..

أنّي فيكِ .. وأنكِ فيّْ ؟؟

6
يا ناراً تجتاحُ كياني

يا ثمراً يملأُ أغصاني

يا جسداً يقطعُ مثلَ السّيفِ ،

ويضرِبُ مثلَ البركانِ ..

يا نهداً يعبقُ مثلَ حقولِ التبغِ ِ

ويركضُ نحوي كحصانِ ..

قولي لي :

كيفَ سأنقذُ نفسي من امواجِ الطوفانِ..

ماذا أفعلُ فيكِ؟. أنا في حالةِ إدمانِ ..

قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي

وصلت لحدود الهذيانِ ...

7
ي ذاتَ الأنفِ الأغريقيّ ..

وذاتَ الشَّعرِ الأسباني

يا امرأةٍ لا تتكرَّرُ في آلافِ الأزمانِ ..

يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القدمينِ بمدخلِ شرياني

من أينَ أتيتِ ؟ وكيفَ أتيتِ؟

يا حدى نِعَمِ الله عليَّ ..

وغِيمةَ حُبٍ وحنانٍ ..

يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي ..

آهٍ .. كم ربي أعطاني ..

admin
10-08-2007, 10:24 AM
واني احبكي

حديثك سُجادة ٌ فارسيه..
وعيناك عصفورتان دمشقيتان..
تطيران بين الجدار وبين الجدار..
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولة ً تحت ظلِّ السِّوار..
وإني أحبكِ..
ولكن أخاف التورط فيك،
أخاف التوحّد فيك،
أخاف التقمص فيك،
فقد علَّمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبَّك.. فهو نهاري
ولستُ أناقش شمس النهار
أنا لا أناقش حبّك..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي.. وفي أيِّ يوم ٍ سيذهب.
وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..

* * *

دعيني أصبُّ لك الشاي،
أنتِ خرافيّة الحسن هذا الصباح،
وصوتكِِ نقشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيَّه
وعقدكِ يلعبُ كالطفل تحت المرايا..
ويرتشفُ الماء من شفة المزهريّه
دعيني أصبُّ لك الشاي، هل قلتُ إني أحبُّك؟
هل قلت إنِّي سعيدٌ لأنك جئتِ..
وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيدة
ومثل حضور المراكبِ، والذكرياتِ البعيده..

* * *

دعيني أترجم بعض كلام المقاعدِ وهي ترحبُ فيكِ..
دعيني، أعبِّر عما يدور ببال الفناجين،
وهي تفكّرُ في شفتيكِ..
وبالِ الملاعق، والسُكَّريه..
دعيني أضيفكِ حرفاً جديداً..
على أحرفِ الأبجديّه..
دعيني أناقضُ نفسي قليلاً
وأجمعُ في الحُب بين الحضارة والبربريّه..

* * *

- أأعجبكِ الشاي؟
- هل ترغبين ببعض الحليبِ؟
- وهل تكتفين - كما كنت دوماً - بقطعةِ سُكَّر؟
- وأما أنا فأفضّلُ وجهكِ من غير سُكَّر..

أكرّرُ للمرّة الالف أني أحبك..
كيف تريدينني أن أفسِّر ما لا يفسر؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟
وحزني كالطفل.. يزداد في كلِّ يوم جمالاً ويكبر..
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين..
أحبُّك أنتِ..
دعيني أفتشُ عن مفرداتٍ..
تكون بحجم حنيني إليك..
وعن كلماتٍ.. تغطي مساحة نهديكِ..
بالماء، والعشب، والياسمين
دعيني أفكر عنك..
وأشتاق عنكِ..
وأبكي، وأضحك عنكِ..
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين..

* * *

دعيني أنادي عليكِ، بكلِّ حروف النداءِ..
لعلي إذا ما تغرغرت باسمكِ، من شفتي تولدين
دعيني أؤسّسُ دول عشق ٍ..
تكونين أنتِ المليكة فيها..
وأصبحُ فيها أنا أعظم العاشقين..
دعيني أقود انقلاباً..
يوطّدُ سلطة عينيك بين الشعوب،
دعيني.. أغيّرُ بالحبِّ وجه الحضارةِ..
أنتِ الحضارةُ.. أنتِ التراث الذي يتشكلُ في باطن الأرض
منذ ألوف السنين..

* * *

أحبك..
كيف تريديني أن أبرهن أن حضوركِ في الكون،
مثل حضور المياه،
ومثل حضور الشجر
وأنّكِ زهرةُ دوَّار شمس ٍ..
وبستانُ نخل ٍ..
وأغنية ٌ أبحرتْ من وترْ..
دعيني أقولك بالصمتِ..
حين تضيقُ العبارة ُ عمّا أعاني..
وحين يصيرُ الكلام مؤامرة ً أتورط فيها.
وتغدو القصيدة ُآنية ً من حجر..

* * *

دعيني..
أقولكِ ما بين نفسي وبيني..
وما بين أهداب عيني، وعيني..
دعيني..
أقولكِ بالرمز، إن كنتِ لا تثقين بضوء القمر..
دعيني أقولك بالبرق،
أو برذاذ المطر..
دعيني أقدّمُ للبحر عنوان عينيكِ..
إن تقبلي دعوتي للسفر..
لماذا أحبُّكِ؟
إنَّ السفينة في البحر، لا تتذكّرُ كيف أحاط بها الماء..
لا تتذكرُ كيف اعتراها الدوار..
لماذا أحبّكِ؟
إنّ الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءتْ..
وليست تُقدِّم أيَّ اعتذار..

* * *

لماذا أحبُّكِ.. لا تسأليني..
فليسَ لديَّ الخيارُ.. وليس لديكِ الخيارْ..

MeMoRiEs
10-08-2007, 10:39 AM
يوميات امرأة لامبالية

لماذا في مدينتنا ؟

نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

ونسرق من شقوق الباب موعدنا

ونستعطي الرسائل

والمشاويرا

لماذا في مدينتنا ؟

يصيدون العواطف والعصافيرا

لماذا نحن قصديرا ؟

وما يبقى من الإنسان

حين يصير قصديرا ؟

لماذا نحن مزدوجون

إحساسا وتفكيرا ؟

لماذا نحن ارضيون ..

تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

لماذا أهل بلدتنا ؟

يمزقهم تناقضهم

ففي ساعات يقظتهم

يسبون الضفائر والتنانيرا

وحين الليل يطويهم

يضمون التصاويرا

أسائل نفسي دائماً

لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

لكل الناس

كل الناس

مثل أشعة الفجر

لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

ومثل الماء في النهر

ومثل الغيم ، والأمطار ،

والأعشاب والزهر

أليس الحب للإنسان

عمراً داخل العمر ؟

لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

طبيعياً

كلقيا الثغر بالثغر

ومنساباً

كما شعري على ظهري

لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟

كما الأسماك في البحر

كما الأقمار في أفلاكها تجري

لماذا لا يكون الحب في بلدي

ضرورياً

كديوان من الشعر

انا نهدي في صدري

كعصفورين

قد ماتا من الحر

كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

كم اضطهدا

وكم رقدا على الجمر

وكم رفضا مصيرهما

وكم ثارا على القهر

وكم قطعا لجامهما

وكم هربا من القبر

متى سيفك قيدهما

متى ؟

يا ليتني ادري

نزلت إلى حديقتنا

ازور ربيعها الراجع

عجنت ترابها بيدي

حضنت حشيشها الطالع

رأيت شجيرة الدراق

تلبس ثوبها الفاقع

رأيت الطير محتفلاً

بعودة طيره الساجع

رأيت المقعد الخشبي

مثل الناسك الراجع

سقطت عليه باكية

كأني مركب ضائع

احتى الأرض ياربي ؟

تعبر عن مشاعرها

بشكل بارع ... بارع

احتى الأرض ياربي

لها يوم .. تحب فيه ..

تبوح به ..

تضم حبيبها الراجع

وفوق العشب من حولي

لها سبب .. لها الدافع

فليس الزنبق الفارع

وليس الحقل ، ليس النحل

ليس الجدول النابع

سوى كلمات هذى الأرض ..

غير حديثها الرائع

أحس بداخلي بعثاً

يمزق قشرتي عني

ويدفعني لان أعدو

مع الأطفال في الشارع

أريد..

أريد..

كايه زهرة في الروض

تفتح جفنها الدامع

كايه نحله في الحقل

تمنح شهدها النافع

أريد..

أريد أن أحيا

بكل خليه مني

مفاتن هذه الدنيا

بمخمل ليلها الواسع

وبرد شتائها اللاذع

أريد..

أريد أن أحيا

بكل حرارة الواقع

بكل حماقة الواقع

يعود أخي من الماخور ...

عند الفجر سكرانا ...

يعود .. كأنه السلطان ..

من سماه سلطانا ؟

ويبقى في عيون الأهل

أجملنا ... وأغلانا ..

ويبقى في ثياب العهر

اطهرنا ... وأنقانا

يعود أخي من الماخور

مثل الديك .. نشوانا

فسبحان الذي سواه من ضوء

ومن فحم رخيص نحن سوانا

وسبحان الذي يمحو خطاياه

ولا يمحو خطايانا

تخيف أبي مراهقتي

يدق لها

طبول الذعر والخطر

يقاومها

يقاوم رغوة الخلجان

يلعن جراة المطر

يقاوم دونما جدوى

مرور النسغ في الذهر

أبي يشقى

إذا سالت رياح الصيف عن شعري

ويشقى إن رأى نهداي

يرتفحان في كبر

ويغتسلان كالأطفال

تحت أشعه القمر

فما ذنبي وذنبهما

هما مني هما قدري

متى يأتي ترى بطلي

لقد خبأت في صدري

له ، زوجا من الحجل

وقد خبأت في ثغري

له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

له ، مجدولة الخصل

ليخطفني

ليكسر باب معتقلي

فمنذ طفولتي وأنا

أمد على شبابيكي

حبال الشوق والأمل

واجدل شعري الذهبي كي يصعد

على خصلاته .. بطلي

يروعني ..

شحوب شقيقتي الكبرى

هي الأخرى

تعاني ما أعانيه

تعيش الساعة الصفرا

تعاني عقده سوداء

تعصر قلبها عصرا

قطار الحسن مر بها

ولم يترك سوى الذكرى

ولم يترك من النهدين

إلا الليف والقشرا

لقد بدأت سفينتها

تغوص .. وتلمس القعرا

أراقبها وقد جلست

بركن ، تصلح الشعرا

تصففه .. وتخربه

وترسل زفرة حرى

تلوب .. تلوب .. في الردهات

مثل ذبابة حيرى

وتقبح في محارتها

كنهر .. لم يجد مجرى

سأكتب عن صديقاتي

فقصه كل واحده

أرى فيها .. أرى ذاتي

ومأساة كمأساتي

سأكتب عن صديقاتي

عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

عن الأبواب لا تفتح

عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

عن الحلمات تحت حريرها تنبح

عن الزنزانة الكبرى

وعن جدارنها السود

وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

دفن بغير أسماء

بمقبرة التقاليد

صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

داخل متحف مغلق

نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

بلا خوف

سأكتب عن صديقاتي

عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

عن الأشواق تدفن في المخدات

عن الدوران في اللاشيء

عن موت الهنيهات

صديقاتي

رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

سبايا في حريم الشرق

موتى غير أموات

يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

صديقاتي

طيور في مغائرها

تموت بغير أصوات

خلوت اليوم ساعات

إلى جسدي

أفكر في قضاياه

أليس هوالثاني قضاياه ؟

وجنته وحماه ؟

لقد أهملته زمنا

ولم اعبا بشكواه

نظرت إليه في شغف

نظرت إليه من أحلى زواياه

لمست قبابه البيضاء

غابته ومرعاه

إن لوني حليبي

كان الفجر قطره وصفاه

أسفت لا نه جسدي

أسفت على ملاسته

وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

رثيت له

لهذا الوحش يأكل من وسادته

لهذا الطفل ليس تنام عيناه

نزعت غلالتي عني

رأيت الظل يخرج من مراياه

رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

تحرر من قطيفته

ومزق عنه " تفتاه "

حزنت انا لمرآه

لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

لماذا الله أشقاني

بفتنته .. وأشقاه ؟

وعلقه بأعلى الصدر

جرحاً .. لست أنساه

لماذا يستبد ابي ؟

ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

كسطر في جريدته

ويحرص على أن أظل له

كأني بعض ثروته

وان أبقى بجانبه

ككرسي بحجرته

أيكفي أنني ابنته

أني من سلالته

أيطعمني أبي خبزاً ؟

أيغمرني بنعمته ؟

كفرت انا .. بمال أبي

بلؤلؤة ... بفضته

أبي لم ينتبه يوماً

إلى جسدي .. وثورته

أبي رجل أناني

مريض في محبته

مريض في تعنته

يثور إذا رأى صدري

تمادى في استدارته

يثور إذا رأى رجلاً

يقرب من حديقته

أبي ...

لن يمنع التفاح عن إكمال دورته

سيأتي ألف عصفور

ليسرق من حديقته

على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه

وابسط فوقها في فرح وعفوية

أمشط فوقها شعري

وارمي كل أثوابي الحريرية

أنام , أفيق , عارية ..

أسير .. أسير حافية

على صفحات أوراقي السماوية

على كراستي الزرقاء

استرخي على كيفي

واهرب من أفاعي الجنس

والإرهاب ..

والخوف ..

واصرخ ملء حنجرتي

انا امرأة .. انا امرأة

انا انسانة حية

أيا مدن التوابيت الرخامية

على كراستي الزرقاء

تسقط كل أقنعتي الحضارية

ولا يبقى سوى نهدي

تكوم فوق أغطيتي

كشمس استوائية

ولا يبقى سوى جسدي

يعبر عن مشاعره

بلهجته البدائية

ولا يبقى .. ولا يبقى ..

سوى الأنثى الحقيقة

صباح اليوم فاجأني

دليل أنوثتي الأول

كتمت تمزقي

وأخذت ارقب روعة الجدول

واتبع موجه الذهبي

اتبعه ولا أسال

هنا .. أحجار ياقوت

وكنز لألي مهمل

هنا .. نافورة جذلى

هنا .. جسر من المخمل

..هنا

سفن من التوليب

ترجوا الأجمل الأجمل

هنا .. حبر بغير يد

هنا .. جرح ولا مقتل

أأخجل منه ..

هل بحر بعزة موجه يخجل ؟

انا للخصب مصدره وأنا يده

وأنا المغزل ...

MeMoRiEs
10-08-2007, 10:44 AM
وصفة عربية لمداواة العشق

تصوَّرتُ حُبَّكِ..

طَفْحَاً على سطح جلْدِي..

أداويهِ بالماء.. أو بالكُحُولْ

وبرَّرتُهُ باختلافِ المناخْ..

وعلَّلتُه بانقلاب الفُصٌولْ..

وكنتُ إذا سألوني، أقولْْ:

هواجسُ نَفْسٍ..

وضَرْبَةُ شمسٍ..

وخَدْشٌ صغيرٌ على الوجهِ.. سوف يزولْ...

سَيُحيي المراعي.. ويَرْوي الحقولْ..

ولكنَّهُ اجتاحَ برَّ حياتي..

فأغرَقَ كلَّ القرى..

وأتلفَ كلَّ السُهُولْ..

وجرَّ سريري..

وجدرانَ بيتي..

وخَلَّفني فوق أرض الذُهُولْ..

***

تصوَّرتُ في البدءِ..

أنَّ هواكِ يمرُّ مرورَ الغمامَه

وأنَّكِ شطُّ الأمانْْ

وبرُّ السلامَهْ..

وقدَّرتُ أن القضيّةَ بيني وبينكِ..

سوفَ تهونُ ككُلِّ القضايا..

وأنّكِ سوف تذوبينَ مثلَ الكتابة فوق المرايا..

وأنَّ مرورَ الزمانْ..

سيقطعُ كلَّ جُذور الحنانْ

ويغمُرُ بالثلج كلَّ الزوايا

***

تصوَّرتُ أنَّ حماسي لعينيكِ كان انفعالاً..

كأيِّ انفعالْ..

وأنَّ كلامي عن الحُبِّ، كان كأيِّ كلامٍ يُقَالْ

واكتَشفتُ الآنَ.. أنيَ كنتُ قصيرَ الخيالْ

فما كان حُبُّكِ طَفْحاً يُداوى بماء البنفسج واليانسُونْ

ولا كان خَدْشاً طفيفاً يُعالَجُ بالعشب أو بالدُهُونْ..

ولا كان نوبةَ بَرْدٍ..

سترحلُ عند رحيل رياح الشمالْ..

ولكنَّهُ كان سيفاً ينامُ بلحمي..

وجَيْشَ احتلالْ..

وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ..

وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ..

MeMoRiEs
10-08-2007, 10:51 AM
مَنْ عَلَّمني حُبَّاً .. كُنْتُ له عَبْدَا


1

مَن علَّمني

كيفَ أُقَشِّرُ كالتُفَّاحةِ قلبي

حتَّى تأكُلَ منهُ نساءُ الأرضِ جميعاً

كنتُ له عَبْدَا...

2

مَنْ عَلَّمني

كيفَ أُؤسِّسُ وطناً

يُشْبِهُ شَكْلَ القلبِ ،

وشَكْلَ الشِرْيَانِ التاجيِّ ،

وشَكْلَ العُصْفُورِ الدُوريِّ ،

وشَكْلَ التُفَاحِ الشامِيِّ ،

لكنتُ لهُ أيضاً عَبْدَا ...

3

مَنْ عَلَّمني

كَيفَ أُحِبُّ امرأَةً حتَّى حَدِّ الهَذَيَانِ

مَنْ عَلَّمني

كيفَ بوُسْع امرأةٍ ـ دُونَ سِوَاها ـ

أَنْ تتحرَّكَ مثلَ السَمَكِ الأحمرِ داخلَ شِرْيَاني

مَنْ عَلَّمني

كيفَ بوُسْع امرأةٍ ـ دُونَ سِوَاها ـ

أَنْ تخترعَ الشِعْرَ

وتَرْسُمَ شَكْلَ الأَزْمَانِ ..

مَنْ عَلَّمني

كيفَ تصيرُ امرأَةٌ ـ دُونَ سِوَاها ـ

أَقوى نَوْعٍ من أنواعِ الإِدْمَانِ

مَنْ عَلَّمني ما لا أَعْلَمُ

كنتُ له دوماً عَبْدَا ..

4

مَنْ علَمني

أَوَّلَ دَرْسٍ في أحوالِ الوَجْدْ

مَنْ علَّمني

كيفَ أُواصِلُ عِشْقي

منذُ المَهْدِ .. وحتَّى اللَّحدْ ..

مَنْ عَلَّمني

أَنْ أَسْتَخْرِجَ ذَهَباً مِن أَوْدِيَة النَهْدْ

مِنْ عَلَّمني أَنَّ حبيبي

نَوعٌ من أَعشابِ البحرِ ،

وفَرْعٌ من عائلةِ الوَردْ

مَنْ سَمَّاني مَلِكاً في تاريخ العِشْقِ ،

فقد أعطاني كلَّ المجدْ

مَنْ ثَقَّفني ..

مَنْ شَرَّفَني بهوى امرأةٍ

كنتُ لهُ دوماً عَبْدَا ...

5

مَنْ علَّمني

كيفَ أقولُ كلاماً يُشْبِهُ رائحةَ الحِنْطَهْ

أو يُشْبِهُ لونَ الخُبْز الطالعِ من عند الفَرَّانْ

مَنْ علَّمني

أَنْ أَتزَوَّج هذا الشَعْبَ ،

وأَرفُضَ أَيَّ زواجٍ بالسُلْطَهْ

وعُقُودَ اللُؤلُؤِ والمَرْجَانْ ..

مَن عَلَّمني

كيفَ أُواجهُ بالأزهارِ ، وبِالأَشعارِ ،

هَرَواتِ الشُرْطَهْ

مَنْ عَلَّمني

أَنْ لا أعملَ سائسَ خيلٍ عند الوالي

أو جاريةً ترقُصُ في حَفَلات (البابِ العالي)

مَنْ علَّمني

أَنْ لا أحنيَ قامةَ شِعْري

كنتُ لهُ دوماً عَبْدَا ..

6

مَنْ علَّمني

كيفَ أُغَيِّرُ .. كيفَ أُدَمِّرُ ..

كيفَ أُكَنِّسُ هذا القُبْحَ ،

وأَزْرَعُ في الأرض الرَيْحَانْ

مَنْ علَّمني

كيفَ سأُنْقِذُ هذا المركبَ ،

من أَنواءِ البَحْرِ ،

وأسنانِ الجُرْذَانْ

من أعطاني عُودَ ثِقَابٍ

حتَّى أُحرقَ كلَّ أكاذيبِ التاريخ ،

لكنتُ لهُ دوماً عَبْدَا ..

7

مَنْ عَلَّمني

أَنْ أَنْقضَّ على الأَشياءِ

وأَرْفعَ راياتِ العِصْيَانْ

مَنْ علَّمني

كيفَ أُسافرُ ضدَّ الموجِ .. وضدَّ الريحِ ..

وأُشعلُ في البحر النيرانْ

مَنْ عَلَّمني

كيفَ تكونُ الكِلْمةُ سَيْفاً

في وجهِ السُلْطانْ

من أهداني سِفْرَ الثورةِ ،

كنتُ له دوماً عَبْدَا ..

8

مَنْ علَّمني

كيفَ أَموتُ على أوراقي

حتَّى ينتصرَ الإِنسانْ .

مَن علَّمني

كيفَ أُكَوِّرُ قلبي مثلَ رغيفِ الخبز ،

لكي أُطعِمَهُ للإِنسانْ .

مَنْ علَّمني

كيفَ أُزيلُ الكِلْفَةَ بين كِتَابِ الشِعْرِ ،

وأفواهِ الفُقَراءْ

مَنْ علَّمني

كيفَ أكُونُ بسيطاً

مثلَ العُشْبِ ،

ومثلَ الماءْ ..

مَنْ علَّمني

أَنْ أَستعملَ لغةً

فيها نَزَواتُ الأَطفالِ ..

وفيها إحسَاسُ البُسَطَاءْ ..

مَنْ علَّمني

أَنَّ الشِعْرَ ، رسالةُ حُبٍّ نكتُبُها للناسِ ،

وليسَ هنالكَ شِعْرٌ لا يتوجَّهُ للإنسانْ .

من علَّمني هذي الحِكْمَة في تعريفِ الشِعْرِ ..

لكنتُ لهُ دوماً عَبْدَا ...

MeMoRiEs
10-08-2007, 11:03 AM
مِن بَدَويّ.. مع أطيب التمنيَّات


1

إذا عكّرتُ سَهْرَتَكِ الجميلةَ،

آسفٌ جدّاً..

إذا أظهرتُ كلَّ توحُشّي.. وخُشُونتي

هذا المساءْ..

أنا آسفٌ جدّاً

إذا ما كنتُ مُنْطوياً على نَفْسي

ومُكْتَئباً.. ومُنْسَحِقاً..

ومكسورَ المَشَاعرِ، كالإناءْ..

أنا آسفٌ جداً..

فما اهتمَمْتُ بربْطةِ العُنُقِ الوَقُورَةِ..

والحِذاءْ..

مَنْ قالَ إنَّ قصائدَ الشعراءِ،

تنتعلُ الحذاءْ؟

فأنا أتيتُ من العَرَاءِ.. إلى العَرَاءْ

لا تخجلي منِّي..

ومن عشقي البدائيِّ البسيطِ،

فإنَّ أكابرَ العُشَّاقِ

كانوا خارجينَ على الحَيَاءْ..

2

أنا آسفٌ جداً..

هذي غَلْطَةٌ كبرى بتاريخي،

ومن علامات الغَبَاءْ..

هل ممكنٌ أن يُهْمِلَ الإنسانُ وَجْهَاً

تلتقي فيه السماءُ مع السماءْ؟

أنا آسفٌ جداً.. لفَرْط جهالتي

أنا شاعرُ الحُبِّ الذي لا يُتقِنُ الإعلانَ عن نَزَوَاتِهِ أبداً،

فإنَّ عواطفي، ليست ثياباً في الهواءْ

أنا باطنيٌّ – ربَما- حتى العَيَاءْ.

ومضرَّجٌ بغُمُوضهِ حتى العَيَاءْ.

قد لا أكونُ مهذَّباً، مثل الذينَ عرفْتِهِمْ

ومُعَلَّباً مثلَ الذينَ عرفتِهِمْ

ومُشمَّعاً.. ومُلمَعاً..

مثلَ الذينَ عرفتِهِمْ.

لكنَّني أُعطي دمي،

من أجل لحظة كبرياءْ..

3

أنا آسفٌ جداً..

إذا أفْسَدْتُ ليلتكِ المُثيرةَ،

آسفٌ.. إن كنتُ لوَّثْتُ الهواءْ

أَنَانيٌّ.. شِتَائيٌّ..

أنتِ الجميلةُ.. والصغيرةُ..

والمليئةُ بالطموح وبالرَجَاءْ..

فتحمّلي فوضايَ..

إنّي لم أكنْ عُضْواً قديماً

في نوادي الحاكمينَ..

ولا نوادي الأغنياءْ..

4

لا تنظُري لي هكذا..

وكأنني من كوكب المرِّيخ.. جئتُ

وعَصْرِ رُوَّاد الفَضَاءْ..

أنا ضائعٌ بين العصور كَمرْكَبٍ

في البحر، تقذفه الرياحُ كما تشاءْ

آخرُ الكلماتِ، في زَمَن التعهُّر والغَبَاءْ

فلا تمشي على بِقَعِ الدماءْ..

5

عَفْواً..

إذا لَخْبَطْتُ عُطْلَة آخر الأسبوعِ

إن طبيعتي تأبى التصنُّعَ.. والرياءْ

أنا لستُ أعرفُ ما أحبُّ..

ومَنْ أُحِبُّ..

فسامحيني إن حملتُ حقيبتي

وتركتُ معركةَ الخواتمِ.. والأساورِ.. والفِراءْ..

أمشي على قَدَمينِ من نارٍ.. وماءْ

ويختلطُ الدُخَانُ، مع النَبيذِ، مع النُحَاس، مع العَقيقِ

مع الأمامِ، مع الوراءْ..

هل كانتِ العينانِ قبل الدَمْعِ،

أم في الأصلِ، قد كانَ البُكَاءْ؟

هل ناهداكِ خطيئتانِ عظيمتانِ.. كما روَوُا

أم ناهداكِ يُصحِّحانِ جميعَ أخطاءِ السَمَاءْ؟

هل يا تُرى الأشجار تمشي وهي واقفةٌ

وهل حرّيةُ الإنسان كانت.. قبل أن كان الفضاءْ؟

والحبُّ. هل هو حالةٌ عقليَّةٌ؟

أم حالةٌ جسديَّةٌ؟

أم أنَّهُ شيءٌ يُرَكَّبُ كالدَواءْ.

6

أم أنني بالشِعْرِ، أوجدتُ النساءْ؟؟

أم في الأصلِ، قد كانَ البُكَاءْ؟

هل ناهداكِ خطيئتانِ عظيمتانِ.. كما روَوُا

أم ناهداكِ يُصحِّحانِ جميعَ أخطاءِ السَمَاءْ؟

هل يا تُرى الأشجار تمشي وهي واقفةٌ

وهل حرّيةُ الإنسان كانت.. قبل أن كان الفضاءْ؟

والحبُّ. هل هو حالةٌ عقليَّةٌ؟

أم حالةٌ جسديَّةٌ؟

أم أنَّهُ شيءٌ يُرَكَّبُ كالدَواءْ.

6

هل كنتِ قبل قصائدي موجودةً

أم أنني بالشِعْرِ، أوجدتُ النساءْ؟؟

MeMoRiEs
10-08-2007, 11:20 AM
محاولاتٌ لقتل امرأةٍ لا تُقْتَل

1

وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

ثُمَّ أمامَ القرار الكبيرِ، جَبُنْتْ

وعدتُكِ أن لا أعودَ...

وعُدْتْ...

وأن لا أموتَ اشتياقاً

ومُتّْ

وعدتُ مراراً

وقررتُ أن أستقيلَ مراراً

ولا أتذكَّرُ أني اسْتَقَلتْ...

2

وعدتُ بأشياء أكبرَ منّي..

فماذا غداً ستقولُ الجرائدُ عنّي؟

أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي جُنِنْتْ..

أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي انتحرتْ

وعدتُكِ..

أن لا أكونَ ضعيفاً... وكُنتْ..

وأن لا أقولَ بعينيكِ شعراً..

وقُلتْ...

وعدتُ بأَنْ لا ...

وأَنْ لا..

وأَنْ لا ...

وحين اكتشفتُ غبائي.. ضَحِكْتْ...

3

وَعَدْتُكِ..

أن لا أُبالي بشَعْرِكِ حين يمرُّ أمامي

وحين تدفَّقَ كالليل فوق الرصيفِ..

صَرَخْتْ..

وعدتُكِ..

أن أتجاهَلَ عَيْنَيكِ ، مهما دعاني الحنينْ

وحينَ رأيتُهُما تُمطرانِ نجوماً...

شَهَقْتْ...

وعدتُكِ..

أنْ لا أوجِّهَ أيَّ رسالة حبٍ إليكِ..

ولكنني – رغم أنفي – كتبتْ

وعَدْتُكِ..

أن لا أكونَ بأيِ مكانٍ تكونينَ فيهِ..

وحين عرفتُ بأنكِ مدعوةٌ للعشاءِ..

ذهبتْ..

وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

كيفَ؟

وأينَ؟

وفي أيِّ يومٍ تُراني وَعَدْتْ؟

لقد كنتُ أكْذِبُ من شِدَّة الصِدْقِ،

والحمدُ لله أني كَذَبْتْ....

4

وَعَدْتُ..

بكل بُرُودٍ.. وكُلِّ غَبَاءِ

بإحراق كُلّ الجسور ورائي

وقرّرتُ بالسِّرِ، قَتْلَ جميع النساءِ

وأعلنتُ حربي عليكِ.

وحينَ رفعتُ السلاحَ على ناهديْكِ

انْهَزَمتْ..

وحين رأيتُ يَدَيْكِ المُسالمْتينِ..

اختلجتْ..

وَعَدْتُ بأنْ لا .. وأنْ لا .. وأنْ لا ..

وكانت جميعُ وعودي

دُخَاناً ، وبعثرتُهُ في الهواءِ.

5

وَغَدْتُكِ..

أن لا أُتَلْفِنَ ليلاً إليكِ

وأنْ لا أفكّرَ فيكِ، إذا تمرضينْ

وأنْ لا أخافَ عليكْ

وأن لا أقدَّمَ ورداً...

وأن لا أبُوسَ يَدَيْكْ..

وَتَلْفَنْتُ ليلاً.. على الرغم منّي..

وأرسلتُ ورداً.. على الرغم منّي..

وبِسْتُكِ من بين عينيْكِ، حتى شبِعتْ

وعدتُ بأنْ لا.. وأنْ لا .. وأنْ لا..

وحين اكتشفتُ غبائي ضحكتْ...

6

وَعَدْتُ...

بذبحِكِ خمسينَ مَرَّهْ..

وحين رأيتُ الدماءَ تُغطّي ثيابي

تأكَّدتُ أنّي الذي قد ذُبِحْتْ..

فلا تأخذيني على مَحْمَلِ الجَدِّ..

مهما غضبتُ.. ومهما انْفَعَلْتْ..

ومهما اشْتَعَلتُ.. ومهما انْطَفَأْتْ..

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصِدْقِ

والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

7

وعدتُكِ.. أن أحسِمَ الأمرَ فوْراً..

وحين رأيتُ الدموعَ تُهَرْهِرُ من مقلتيكِ..

ارتبكْتْ..

وحين رأيتُ الحقائبَ في الأرضِ،

أدركتُ أنَّكِ لا تُقْتَلينَ بهذي السُهُولَهْ

فأنتِ البلادُ .. وأنتِ القبيلَهْ..

وأنتِ القصيدةُ قبلَ التكوُّنِ،

أنتِ الدفاترُ.. أنتِ المشاويرُ.. أنت الطفولَهْ..

وأنتِ نشيدُ الأناشيدِ..

أنتِ المزاميرُ..

أنتِ المُضِيئةُ..

أنتِ الرَسُولَهْ...

8

وَعَدْتُ..

بإلغاء عينيْكِ من دفتر الذكرياتِ

ولم أكُ أعلمُ أنّي سأُلغي حياتي

ولم أكُ أعلمُ أنِك..

- رغمَ الخلافِ الصغيرِ – أنا..

وأنّي أنتْ..

وَعَدْتُكِ أن لا أُحبّكِ...

- يا للحماقةِ -

ماذا بنفسي فعلتْ؟

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

9

وَعَدْتُكِ..

أنْ لا أكونَ هنا بعد خمس دقائقْ..

ولكنْ.. إلى أين أذهبُ؟

إنَّ الشوارعَ مغسولةٌ بالمَطَرْ..

إلى أينَ أدخُلُ؟

إن مقاهي المدينة مسكونةٌ بالضَجَرْ..

إلى أينَ أُبْحِرُ وحدي؟

وأنتِ البحارُ..

وأنتِ القلوعُ..

وأنتِ السَفَرْ..

فهل ممكنٌ..

أن أظلَّ لعشر دقائقَ أخرى

لحين انقطاع المَطَرْ؟

أكيدٌ بأنّي سأرحلُ بعد رحيل الغُيُومِ

وبعد هدوء الرياحْ..

وإلا..

سأنزلُ ضيفاً عليكِ

إلى أن يجيءَ الصباحْ....

*

10

وعدتُكِ..

أن لا أحبَّكِ، مثلَ المجانين، في المرَّة الثانيَهْ

وأن لا أُهاجمَ مثلَ العصافيرِ..

أشجارَ تُفّاحكِ العاليَهْ..

وأن لا أُمَشّطَ شَعْرَكِ – حين تنامينَ –

يا قطّتي الغاليَهْ..

وعدتُكِ، أن لا أُضيعَ بقيّة عقلي

إذا ما سقطتِ على جسدي نَجْمةً حافيَهْ

وعدتُ بكبْح جماح جُنوني

ويُسْعدني أنني لا أزالُ

شديدَ التطرُّفِ حين أُحِبُّ...

تماماً، كما كنتُ في المرّة الماضيَهْ..

11

وَعَدْتُكِ..

أن لا أُطَارحَكِ الحبَّ، طيلةَ عامْ

وأنْ لا أخبئَ وجهي..

بغابات شَعْرِكِ طيلةَ عامْ..

وأن لا أصيد المحارَ بشُطآن عينيكِ طيلةَ عامْ..

فكيف أقولُ كلاماً سخيفاً كهذا الكلامْ؟

وعيناكِ داري.. ودارُ السَلامْ.

وكيف سمحتُ لنفسي بجرح شعور الرخامْ؟

وبيني وبينكِ..

خبزٌ.. وملحٌ..

وسَكْبُ نبيذٍ.. وشَدْوُ حَمَامْ..

وأنتِ البدايةُ في كلّ شيءٍ..

ومِسْكُ الختامْ..

12

وعدتُكِ..

أنْ لا أعودَ .. وعُدْتْ..

وأنْ لا أموتَ اشتياقاً..

ومُتّ..

وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منّي

فماذا بنفسي فعلتْ؟

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

والحمدُ للهِ أنّي كذبتْ....

MeMoRiEs
10-08-2007, 09:59 PM
خمس رسائل إلى أمي


صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

MeMoRiEs
10-08-2007, 11:40 PM
حبيبتي

حبيبتي : إن يسألونك عني

يوما، فلا تفكري كثيرا

قولي لهم بكل كبرياء

((... يحبني...يحبني كثيرا ))

صغيرتي : إن عاتبوك يوما

كيف قصصت شعرك الحريرا

وكيف حطمت إناء طيب

من بعدما ربيته شهورا

وكان مثل الصيف في بلادي

يوزع الظلال والعبيرا

قولي لهم: ((أنا قصصت شعري

((... لان من أحبه يحبه قصيرا

أميرتي : إذا معا رقصنا

على الشموع لحننا الأثيرا

وحول البيان في ثوان

وجودنا أشعة ونورا

وظنك الجميع في ذراعي

فراشة تهم أن تطيرا

فواصلي رقصك في هدوء

... واتخذي من أضلعي سريرا

وتمتمي بكل كبرياء:

((... يحبني... يحبني كثيرا ))

حبيبتيي: إن أخبروك أني

لا أملك العبيدا والقصورا

وليس في يدي عقد ماس

به أحيط جيدك الصغيرا

قولي لهم بكل عنفوان

يا حبي الأول والأخيرا

قولي لهم: ((... كفاني

((... بأنه يحبني كثيرا

حبيبتي يا ألف يا حبيبتي

حبي لعينيك أنا كبير

... وسوف يبقى دائما كبيرا

MeMoRiEs
10-08-2007, 11:43 PM
على دفتر

سأجمع كل تاريخي

على دفتر

سأرضع كل فاصلة

حليبَ الكلمةِ الأشقرْ

سأكتبُ . لا يهمُ لمنْ .

سأكتبُ هذه الأسطرْ

فحسبي أن أبوح هُنا

لوجه البَوْح ، لا أكثَرْ

حروفٌ لا مباليةٌ

أبعثرها ..

على دفترْ ..

بلا أملٍ بأن تبقى

بلا أملٍ بأن تُنشرْ

لعلَّ الريحَ تحملُها

فتزرع في تنقّلها

هنا حرجاً من الزعترْ

هنا كرْماً

هنا بيدرْ

هنا شمساً

وصيفاً رائعاً أخضرْ

حروفٌ سوف أفرطها

كقلب الخَوخة الأحمرْ

لكل سجينة .. تحيا

معي في سجني الأكبرْ

حروفٌ

سوف أغرزها

بلحم حياتنا .. خنجرْ

لتكسر في تمردها

جليداً

كان لا يُكْسر ..

لتخلعَ قفلَ تابوتٍ

أُعِدَّ لنا لكي نُقْبَرْ .

كتاباتٌ .. أقدمها

لأية مهجةٍ تشعُرْ

سيسعدني .. إذا بقيتْ

غداً .. مجهولةَ المصدرْ

MeMoRiEs
11-08-2007, 12:09 AM
أحبُّ طيورَ تشرينِ


أحبُّ أضيعُ مثل طيور تشرينِ ..

بينَ الحينِ والحينِ ...

أريدُ البحثَ عن وطنٍ ..

جديدٍ .. غير مسكونِ

وربٍ لا يطاردني .

وأرضٍ لا تُعاديني

أريدُ أفرُّ من جِلْدي ..

ومن صوتي ..

ومن لغتي

وأشردُ مثلَ رائحة البساتينِ

أريدُ أفرُّ من ظلَّي

وأهربُ من عناويني..

أريد أفرُّ من شرق الخرافة والثعابينِ ..

من الخلفاء ..

والأمراء ..

من كل السلاطين ..

أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..

أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...

والأمراء ..

من كل السلاطين ..

أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..

أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...

والأمراء ..

من كل السلاطين ..

أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..

أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...

MeMoRiEs
11-08-2007, 02:42 AM
حبك طير أخضر

حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ ..

طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ ..

يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ

ينقُرُ من أصابعي

و من جفوني ينقُرُ

كيف أتى ؟

متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟

لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي

إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ ...

حُبُّكِ طفلٌ أشقرُ

يَكْسِرُ في طريقه ما يكسرُ ..

يزورني .. حين السماءُ تُمْطِرُ

يلعبُ في مشاعري و أصبرُ ..

حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ

ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ

طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ ..

*

حُبُّكِ ينمو وحدهُ

كما الحقولُ تُزْهِرُ

كما على أبوابنا ..

ينمو الشقيقُ الأحمرُ

كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ

كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ ..

حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي ..

يُحيطُ بي

من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ

جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ

حلمٌ من الأحلامِ ..

لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ ..

*

حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟

أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟

أم شمعةٌ تضيءُ ..

أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟

أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ

*

كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري

أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي ..

و أنَّ من يًُحِبُّ ..

لا يُفَكِّرُ ..

MeMoRiEs
11-08-2007, 02:44 AM
رسالة من تحت الماء


إن كنتَ صديقي.. ساعِدني

كَي أرحَلَ عَنك..

أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني

كَي أُشفى منك

لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً

ما أحببت

لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً

ما أبحرت..

لو أنِّي أعرفُ خاتمتي

ما كنتُ بَدأت...

إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني

أن لا أشتاق

علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق

علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق

علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني

من هذا اليَمّ..

فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم

الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق

وأنا ما عندي تجربةٌ

في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق

إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ

فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ

إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..

إنّي أغرق..

أغرق..

أغرق..

MeMoRiEs
11-08-2007, 02:46 AM
أحبك جداً


أحبك جدا

واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل

واعرف انك ست النساء

وليس لدي بديل

واعرف أن زمان الحبيب انتهى

ومات الكلام الجميل

لست النساء ماذا نقول..

احبك جدا..

احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى

وأنت بمنفى..وبيني وبينك

ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار.

واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار

ويسعدني..

أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية

ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..

يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر

أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر

أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين

وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني

أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها

سألتك بالله ..لا تتركيني

لا تتركيني..

فما أكون أنا اذا لم تكوني

أحبك..

أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا

وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..

وما همني..ان خرجت من الحب حيا

وما همني ان خرجت قتيلا

MeMoRiEs
11-08-2007, 02:50 AM
إلى الأمير الدمشقي (( توفيق قباني ))

1

مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات..

ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات

فكيف يغني المغني؟

وقد ملأ الدمع كل الدواه..

وماذا سأكتب يا بني؟

وموتك ألغى جميع اللغات..

2

لأي سماء نمد يدينا؟

ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا..

يهاجمنا الموت من كل صوب..

ويقطعنا مثل صفصافتين

فأذكر، حين أراك، عليا

وتذكر حين تراني ، الحسين

3

أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري

كمئذنة كسرت قطعتين..

وشعرك حقل من القمح تحت المطر..

ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر

أواجه موتك وحدي..

وأجمع كل ثيابك وحدي

وألثم قمصانك العاطرات..

ورسمك فوق جواز السفر

وأصرخ مثل المجانين وحدي

وكل الوجوه أمامي نحاس

وكل العيون أمامي حجر

فكيف أقاوم سيف الزمان؟

وسيفي انكسر..

4

سأخبركم عن أميري الجميل

سأخبركم عن أميري الجميل

عن الكان مثل المرايا نقاء، ومثل السنابل طولا..

ومثل النخيل..

وكان صديق الخراف الصغيرة، كان صديق العصافير

كان صديق الهديل..

سأخبركم عن بنفسج عينيه..

هل تعرفون زجاج الكنائس؟

هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل..

وهل تعرفون نوافير روما؟

وحزن المراكب قبل الرحيل

سأخبركم عنه..

كان كيوسف حسنا.. وكنت أخاف عليه من الذئب

كنت أخاف على شعره الذهبي الطويل

... وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي

وقد صبغته دماء الأصيل

فما حيلتي يا قصيدة عمري؟

إذا كنت أنت جميلا..

وحظي جميلا..

5

لماذا الجرائد تغتالني؟

وتشنقني كل يوم بحبل طويل من الذكريات

أحاول أن لا أصدق موتك، كل التقارير كذب،

وكل كلام الأطباء كذب.

وكل الأكاليل فوق ضريحك كذب..

وكل المدامع والحشرجات..

أحاول أن لا أصدق أن الأمير الخرافي توفيق مات..

وأن الجبين المسافر بين الكواكب مات..

وأن الذي كان يقطف من شجر الشمس مات..

وأن الذي كان يخزن ماء البحار بعينيه مات..

فموتك يا ولدي نكتة .. وقد يصبح الموت أقسى النكات

6

أحاول أن لا أصدق . ها أنت تعبر جسر الزمالك،

ها أنت تدخل كالرمح نادي الجزيرة، تلقي على الأصدقاء التحيه،

تمرق مثل الشعاع السماوي بين السحاب وبين المطر..

وها هي شفتك القاهرية، هذا سريرك، هذا مكان

جلوسك، ها هي لوحاتك الرائعات..

وأنت أمامي بدشداشة القطن، تصنع شاي الصباح،

وتسقي الزهور على الشرفات..

أحاول أن لا أصدق عيني..

هنا كتب الطب ما زال فيها بقية أنفاسك الطيبات

وها هو ثوب الطبيب المعلق يحلم بالمجد والأمنيات

فيا نخلة العمر .. كيف أصدق أنك ترحل كالأغنيات

وأن شهادتك الجامعية يوما .. ستصبح صك الوفاه!!

7

أتوفيق..

لو كان للموت طفل، لأدرك ما هو موت البنين

ولو كان للموت عقل..

سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين

ولو كان للموت قلب .. تردد في ذبح أولادنا الطيبين.

أتوفيق يا ملكي الملامح.. يا قمري الجبين..

صديقات بيروت منتظرات..

رجوعك يا سيد العشق والعاشقين..

فكيف سأكسر أحلامهن؟

وأغرقهن ببحر الذهول

وماذا أقول لهن حبيبات عمرك، ماذا أقول؟

8

أتوفيق ..

إن جسور الزمالك ترقب كل صباح خطاك

وإن الحمام الدمشقي يحمل تحت جناحيه دفء هواك

فيا قرة العين .. كيف وجدت الحياة هناك؟

فهل ستفكر فينا قليلا؟

وترجع في آخر الصيف حتى نراك..

أتوفيق ..

إني جبان أمام رثائك..

فارحم أباك...

MeMoRiEs
25-08-2007, 12:08 PM
إلى تلميذهـ

قُل لي –ولو كذباً – كلاما ناعماً

قد كادَ يقتلني بكَ التمثالُ

مازلتِ في فن المحبّة .. طفلةً

بيني وبينكِ أبحرٌ وجبالُ

لم تستطيعي – بعدُ – أن تتفهمي

أن الرجال جميعهم .. أطفالُ

إني لأرفض أن اكون مهرجاً

قزماً .. على كلماتة يحتالُ

فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً

فالصمتُ في حرم الجمال .. جمال

كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا

إن الحروف تموت حين تقالُ



قصص الهوى قد أفسدتك فكلها

غيبوبةٌ .. وخرافةٌ .. وخيالُ

الحب ليس روايةً شرقيةً

بختامها يتزوج الأبطالُ

لكنةُ الإبحارُ دون سفينة

وشعورنا أن الوصول محالُ



هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ

وعلى الشفاة المطبقات سؤالُ

هو جدولُ الأحزان في أعماقنا

تنمو كروم حولة وغلالُ

هو هذه الأزمات تسحقنا معاً

فنموت نحنُ .. وتزهر الآمالُ

هو أن نثور لأيّ شيءٍ تافةٍ

هو يأسُنا .. هو شكنا القتالُ

هو هذه الكف التي تغتالنا

ونقبل الكفَّ التي تغتال ..



لاتجرحي التمثالَ في إحساسة

فلكم بكى في صمته .. تمثال

قد يطلع الحجر الصغير براعماً

وتسيل منه جدالٌ وظلالُ

إني أُحبكِ .. من خلال كابتي

حسبي وحسبك .. أن تظلّي دائماً

سرّاً يمزقني .. وليس يقالُ..

MeMoRiEs
01-09-2007, 02:49 PM
تلومني الدنيا

تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

كأنني أنا التي..

للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

كأنني.. أنا التي

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

قد علّقتُه..

تلومُني الدنيا إذا..

سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

كأنني أنا الهوى..

وأمُّهُ.. وأختُهُ..

هذا الهوى الذي أتى..

من حيثُ ما انتظرتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

وكلِّ ما سمعتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني فاتحاً

يديهِ لي.. رددْتُهُ

وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..

هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

على ستائري..

أراهُ.. في ثوبي..

وفي عطري.. وفي أساوري

أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..

أراهُ منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنهُ

طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

لو أخبروني أنهُ..

سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

لكنتُ قد طردتهُ..

يا أيّها الغالي الذي..

أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ

هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ

أروعُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني زائراً

بالوردِ قد طوّقتهُ..

وليتني حينَ أتاني باكياً

فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ

MeMoRiEs
01-09-2007, 02:51 PM
طريق واحد


أريدُ بندقيّه..

خاتمُ أمّي بعتهُ

من أجلِ بندقيه

محفظتي رهنتُها

من أجلِ بندقيه..

اللغةُ التي بها درسنا

الكتبُ التي بها قرأنا..

قصائدُ الشعرِ التي حفظنا

ليست تساوي درهماً..

أمامَ بندقيه..

أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..

إلى فلسطينَ خذوني معكم

إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه

إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه

عشرونَ عاماً.. وأنا

أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه

أبحثُ عن بيتي الذي هناك

عن وطني المحاطِ بالأسلاك

أبحثُ عن طفولتي..

وعن رفاقِ حارتي..

عن كتبي.. عن صوري..

عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..

أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه

إلى فلسطينَ خذوني معكم

يا أيّها الرجال..

أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال

أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها

زيتونةً، أو حقلَ برتقال..

أو زهرةً شذيّه

قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي

بارودتي.. صارت هي القضيّه..

أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..

أصبحتُ في قائمةِ الثوّار

أفترشُ الأشواكَ والغبار

وألبسُ المنيّه..

مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني

أنا الذي أغيّرُ الأقدار

يا أيّها الثوار..

في القدسِ، في الخليلِ،

في بيسانَ، في الأغوار..

في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار

تقدموا..

تقدموا..

فقصةُ السلام مسرحيّه..

والعدلُ مسرحيّه..

إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ

يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..

MeMoRiEs
03-09-2007, 12:54 PM
ثقافتنا


ثقافتنا

فقاقيع من الصابون والوحل

فمازالت بداخلنا

"رواسب من " أبي جهل

ومازلنا

نعيش بمنطق المفتاح والقفل

نلف نساءنا بالقطن

ندفنهن في الرمل

ونملكهن كالسجاد

كالأبقار في الحقل

ونهذا من قوارير

بلا دين ولا عقل

ونرجع أخر الليل

نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل

نمارسه خلال دقائق خمسه

بلا شوق ... ولا ذوق

ولا ميل

نمارسه .. كالات

تؤدي الفعل للفعل

ونرقد بعدها موتى

ونتركهن وسط النار

وسط الطين والوحل

قتيلات بلا قتل

بنصف الدرب نتركهن

يا لفظاظة الخيل

قضينا العمر في المخدع

وجيش حريمنا معنا

وصك زواجنا معنا

وقلنا : الله قد شرع

ليالينا موزعه

على زوجاتنا الأربع

هنا شفه

هنا ساق

هنا ظفر

هنا إصبع

كأن الدين حانوت

فتحناه لكي نشبع

تمتعنا " بما أيماننا ملكت "

وعشنا من غرائزنا بمستنقع

وزورنا كلام الله

بالشكل الذي ينفع

ولم نخجل بما نصنع

عبثنا في قداسته

نسينا نبل غايته

ولم نذكر

سوى المضجع

ولم نأخذ سوى

زوجاتنا الأربع

MeMoRiEs
09-09-2007, 03:50 AM
رفقاً بأعصابي

شَرَّشْتِ ..

في لحمي و أعْصَابي ..

وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ

شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي

و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي ..

شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً

و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي ..

شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي

وحوائجي .. و زجَاج أكوابي ..

شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً

و سنابلاً ، و كرومَ أعنابِ

شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي

مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ

تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي ..

و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي ..

شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً

فَتَوَقَّفي .. رِفْقاً بأعصابي ..

MeMoRiEs
09-09-2007, 03:52 AM
قصيدة اعتذار لأبي تمام

1 -

أحبائي :

إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..

منها يضجر الضجر

إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة

تفرقنا .. وتجمعنا

وتعطينا حبوب النوم في فمنا

وتسطلنا .. وتكسرنا.

كما الأوراق في تشرين تنكسر

فإني سوف أعتذر ..

2 -

أحبائي :

إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا

ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..

ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..

ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة

على حبل طويل من بلاغتنا

سأجمع كل أوراقي..

وأعتذر...

3 -

إذا كنا سنبقي أيها السادة

ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..

وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..

إذا كنا سنقرأ مرة أخرى

قصائدنا التي كنا قرأناها ..

ونمضغ مرة أخرى

حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها

إذا كنا سنكذب مرة أخرى

ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها

ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..

سأجمع كل أرواقي ..

وأعتذر..

4 -

إذا كان تلاقينا

لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..

ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر

إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر

وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر

ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر

إذا كانت هموم الشعر يا سادة

هي الترفيه عن معشوقة القيصر

ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..

إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..

ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..

فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..

5 -

أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟

وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..

أبا تمام ..

أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..

وأرملة هي الألفاظ والصور..

فلا ماء يسيل على دفاترنا..

ولا ريح تهب على مراكبنا

ولا شمس ولا قمر

أبا تمام، دار الشعر دورته

وثار اللفظ .. والقاموس..

ثار البدو والحضر ..

ومل البحر زرقته ..

ومل جذوعه الشجر

ونحن هنا ..

كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر

فلا ثوارنا ثاروا ..

ولا شعراؤنا شعروا ..

أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..

فكل قصورنا ورق ..

وكل دموعنا حجر ..

6 -

أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر

وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر

ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة

وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..

7 -

أمير الحرف .. سامحنا

فقد خنا جميعا مهنة الحرف

وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف

أبا تمام .. إن النار تأكلنا

وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..

عن المصروف .. والممنوع من صرف ..

وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!

وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا

ونقعد في بيوت الله ننتظر ..

بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر

ولن يأتوا .. ولن يأتوا

فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..

8 -

أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا

وبالشعراء قد كفروا..

فقل لي أيها الشاعر

لماذا الشعر - حين يشيخ -

لا يستل سكينا .. وينتحر؟

صـدى الوجدان
23-09-2007, 01:53 AM
رسالة إلى من ................
لنفترق قليلاً ..
لخير هذا الحب يا حبيبي
لخيرنا ..
لنفترق قليلاً ..
لأنني أريد أن تزيد في محبتي
أريد أن تكرهني قليلاً
لنفترق أحباباً ..
فالطير كل موسمٍ ..
تفارق الهضابا ..
والشمس يا حبيبي ..
تكون أحلى عندما تكون غيابا
كُن في حياتي الشك والعذابا
كُن مرةً أسطورةً ..
كُن مرةً سرابا ..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ جوابا
لنفترق ..
كي لا يصير حبُنا اعتيادا
وشوقنا رمادا ..
فباسم حب رائع
أزهر كالربيع في أعماقنا ..
أضاء مثل الشمس في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا
أسألك الرحيلا ..
حتى يظل حبنا جميلا ..
حتى يكون عمرهُ طويلا ..
أسألك الــــــــــرحيلا ..
.... .... .... ....

كم أعشق أحساسك ياصديقي نــــــــــــزار
لو أنك تعلم ..
كم رافقني شعرك في ليالي الشتاء البارد
لينساب إلى قلبي بدفء ...
لو أنك تعلم ...
كم تمنيت أن لا أفارق كلماتك أبداً
فتبقى لي هي كل شيء ..
آآآآآآآآآآآه يا صديقي نـــــــــــــــــــــــــــــزار
بعدك ماتت كل الكلمات ... وفي الوحل غرقت
حتى الرجل .. إن أراد أن يصف لمعشوقته حبه الكبير لها
وصفه على لسانك أيها العظيم
آآآآآآآآآآآه يا صديقي نــــــــــــــــــــــــزار
لو أنك تعلم ..
كيف صنعت من ( كاظم الساهر ) أسطوره
كلماتك هي من صنعته .. كلماتك ياصديقي ...

لن أبالغ أذا أخبرتك .. أني أملك كل ما خط قلمك
قرأت كل ما كتبت يا سيدي .....
من بين حروفك كل العاشقين يذوبون ..

آآآآآآآآآه ياسيدي .. كم أعشقك

MeMoRiEs
23-09-2007, 06:36 AM
صدى الوجدان

أشكرك على الحضور وعلى الانتقاء الجميل ..

MeMoRiEs
27-09-2007, 03:19 AM
في صَـدري شَيءٌ أخْـفِـيهِ


لا أدريــهِ!

شَيءٌ أرَّقــَـني..

يَخنقـُـني..

سَـاهُورُ السُّـحْمَـةِ يُـؤذِيـهِ

*****

في صَـدْري شَيءٌ يُرسِلـُـني

مِثـلَ مَـلاكٍ

يَـنثـُرُ للأحبَـابِ بَـريـدًا

أقلامًا.. وَرَقــًا.. وَقــَصِـيدًا

يـَزرَعُ أبْـياتـًا منْ حُـبٍّ

تـهـدِي مَـنْ ضَـلَّ إلى الدَّربِ

للجَـنـَّـة.. للـغـَـدِ.. للـتـِّيـهِ

*****

وإذا مَـا الغـُصَّةُ تـَحْرقــُـني

تـَغـْـشَـى صَـدْري

يُـرسِلـُـني "شَـيئـِـيَ" شَيطانـًا

يَـسْـرقُ أبياتـِـيَ مِـنْ حَـقـْـلي

وَيُهَـشِّـمُ مِـرآةَ الأمـَـل ِ

فـَـأرانِـي أنـْـكـِـرُ أحْـبَـابي

أطـْعـَـنـُهُمْ..

أهـْجُــرُ مِحْـرابـِي

مَـفـْجُوعٌ قـَـلـْبـِيَ.. مَجْـزورٌ

يا رَبُّ.. إليـكَ سَـأشْـكِـيهِ!

*****

شَـيءٌ في صَدريَ

عِـمْـلاقٌ..

يـَمْـلكُ أمـْـري

يَـدري أنـّي

مِـنْ نـَـزفِ فؤادي أسْـقِـيهِ

وَأهَـدْهِـدُهُ.. وأدَاريهِ

*****

أواهُ كَـأنـِّي عُـصْـفورٌ

عَـشِـقَ الأقفـَاصَ وَخـَـلـَّـدَها

والعَـينُ.. أتـَعْـشَـقُ مُسْهـِـدَهَا؟

وَالدَّربُ الشَّـائـِكُ يَـنظـرُني..

مُـنـْـتعِلاً خـَوفِـيَ أمْـشِـيـهِ

*****

شَـيءٌ في صَـدريَ..

أقـْـتـُـلـُهُ

لأعُـودَ أعُـودَ فـَـأحْـيـِـيهِ

شَيءٌ إنْ كـَانَ..

أكـُونُ أنا..

هُوَ ذاكَ..

نـَـقيضِي.. وَشَبيهي!

MeMoRiEs
28-09-2007, 09:11 PM
رجل وحيد



لو كنت أعرف ما أريد

ما جئت ملتجئا إليك كقطة مذعورة

لو كنت أعرف ما أريد

لو كنت أعرف أين أقضي ليلتي

لو كنت أعرف أين أسند جبهتي

ما كان أغراني الصعود

لاتسألي:من أين جئت،وكيف جئت،وما أريد

تللك السؤالات السخيفة مالدي لها ردود

ألديك كبريت وبعض سجائر؟

ألديك أي جريدة ماهم ما تاريخها..

كل الجرائد ما بها شيء جديد

ألديك-سيدتي- سرير آخر

في الدار، إني دائما رجل وحيد

أنت ادخلي نامي

سأصنع قهوتي وحدي ،

فإني دائما ..رجل وحيد

تغتالني الطرقات.. ترفضني الخرائط والحدود

أما البريد.. فمن قرون ليس يأتيني البريد

هاتي السجائر واختفي

هي كل ما أحتاجه

هي كل ما يحتاجه الرجل الوحيد

لا تقفلي الأبواب خلفك..

إن أعصابي يغطيها الجليد

لاتقفلي شيئا.. فإن الجنس آخر ما أريد

MeMoRiEs
28-09-2007, 09:18 PM
صُنع في طوكيو


أيا امرأةً..

من زُجاجٍ وقُطْنٍ..

سأرمي بنفسي من الطابقِ المِئَتينِ

اكْتئاباً.. وغُرْبَه

فماذا سأفعلُ فيكِ؟

أيا امرأةً وَضَعُوها بعُلبَهْ..

صحيحٌ.. بأنَّ ثيابَكِ أثوابُ لُعْبَهْ..

وَمَكياجَ وجْهِكِ.. مكْياجُ لُعْبَهْ..

ولكنني لستُ أخلُطُ

بين أمور الفِراشِ..

وبين أمور المَحَبَّهْ.

أيا امرأةً..

وصَلَتْني بكيسِ البريدِ..

أحاولُ تحريضَ عقليكِ..

من دون جدوى،

وكيفَ أُحاولُ تثقيفَ لُعْبَهْ؟؟

أيا امرأةً..

صَنَعُوها بطوكيو

لأَعْرِفُ أنكِ وَحْشٌ جميلٌ..

وكنْزٌ جميلٌ..

ولكنَّني لا أُحِسُّ بأيَّة رغْبَهْ....

أنا آسفٌ..

إن جرحتُ شُعُورَكِ

لكنّني...

لا أُحِسُّ بأيَّةِ رغْبَهْ...

فَعُودي إلى عُلبة المُخْمَل القُرْمُزيِّ

فإنَّ شُرُوطي في الحبِّ صَعْبَهْ...

MeMoRiEs
28-09-2007, 09:20 PM
افتراضاتٌ رماديّة


1

صَعْبٌ عليَّ كثيراً.

أن أتصوَّرَ عالماً لا تكُونينَ فيهْ.

صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ

بحراً لا يلبسُ قُبَّعتهُ الزرقاءْ..

أو قَمَراً لا يستحِمُّ برَغْوَة الحليبْ..

أو نجمَةً لا تلبسُ أساورَها..

أو بَجَعَةً، لا تحترفُ رقْصَ ( الباليهْ)..

2

أن تدورَ الكواكبُ،

وأن ترتفعَ السنابلْ،

وتتكاثرَ الأسماكْ،

وتُثرثرَ الضفادعُ النهريَّةْ،

وتُغنّيَ صراصيرُ الغابةْ،

وتستديرَ أكوازُ الصُنَوبَرْ،

وتشتعلَ أشجارُ الكَرَزْ،

دون إشارةٍ منكْ.

صَعْبٌ جداً...

أن يكونَ هناكَ فصولٌ أربعةْ..

إذا لم تقرأي عليها مزاميرَكِ..

3

صَعْبٌ جداً...

أن تنجحَ ثورةٌ،

أو يَشْتَهِرَ رَجُلٌ

أو تطيرَ حَمَامَةٌ

دون إرادة نَهْدَيْكِ..

صَعْبٌ جداً...

أن يسقُطَ مَطَرٌ

خارجَ أقاليمكْ..

ويصيحَ ديكٌ، لا يقفُ كالمَلِكْ

على بياض رُكْبَتَيْكِ...

4

صَعْبٌ عليْ.

صَعْبٌ عليَّ كثيراً.

أن أتصوَّرَ تاريخاً، لا يُؤرِّخُكِ..

وكتابةً لا تكتُبُكِ..

وقصيدةً، لا تُشكّلينَ إيقاعها الرئيسيّْ

لا تشربُ من ينابيعكْ..

أو عَمَلاً تشكيليّاً لا يَسْتَلْهِمُكِ

أو منحوتةً من البرونز، أو الحَجَرْ

لا تكون على مقياس جَسَدِكْ..

5

صَعْبٌ عليّْ.

صَعْبٌ عليَّ كثيراً.

أن أتصوّرَ بُلْبُلاً..

لا يدخُلُ إلى الكونسرفاتوارْ..

أو فراشةً..

لا تدخُلُ أكاديميةَ الفنون الجميلهْ

أو وردةً لا تشتركُ

6

صَعْبٌ عليّْ.

صَعْبٌ عليَّ كثيراً..

أن أتصوَّرَ نهْداً..

لا يُنقِّطُ ذهباً..

وامرأةً.. لا تُنقِّطُ أنوثَةْ..

وعُيُوناً لا تُمْطِرُ كحْلاً..

وقصيدةً لا تُمطِرُ موسيقى..

7

صَعْبٌ عليَّ كثيراً..

أو مكاناً لا تملأينَ أبعادَهْ..

صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرَ مقهى،

لا يحملُ رائحتكِ..

وشاطئاً رَمْليّاً

لا يحملُ آثارَ أقدامِكْ.

8

صَعْبٌ عليّْ.

أن أتصوَّرَ

وكيف يتشكَّلُ قَوْسُ قُزَحْ..

ولا تكونينَ معهْ..

وكيف يُشرقُ الشروقُ، ولا تكونينَ معهْ..

وكيف يغربُ الغروبُ، ولا تكونينَ معهْ..

وكيفَ تُعلنُ الحمائمُ زفافَها على شبابيكِنا..

ولا تكونينَ معي...

9

صَعْبٌ..

لا تكونينَ وراءَها..

لم تشتركي في كتابتِهْ..

وصعبٌ، أن تتفوّقَ عاشقةٌ على نَفْسِهَا

لم تتلمَذْ على يَدَيْكِ...

10

صَعْبٌ..

أن يجلسَ رجلٌ وامرأةٌ على طاولة

ولا تتدخَّلينَ في صياغة حوارِهِمَا

وأن يتبادلا قُبْلةً طويلَهْ

لا تتدخَّلينَ في توقيتِها..

11

أن يَقْبَلَ عُمَّالُ النسيجِ

أن يصنعوا قميصاً من الحريرْ

إلاَّ لكِسْوَة نَهْدَيْكِ..

12

صَعْبٌ..

أن يكونَ في العالم عِطْرٌ

لا يُستقْطَرُ من أزهارِكْ

وأن يكونَ هناكَ نبيذٌ

13

أن يكتشفَ علماءُ الآثارْ

أبجَديَّةً..

ليس فيها حُرُوفُ اسْمِكْ...

14

صَعْبٌ..

أن يجدَ جسداً نموذجياً للنَحتْ

15

صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ..

ماذا تفعلُ الشهورُ والأعوامُ.. بدونكْ

وماذا تفعلُ أيامُ الآحادِ.. بدونكْ

وماذا تفعلُ مقاعدُ الحدائقْ..

وأكشاكُ بيع الجرائدْ

بدونِكْ..

صعبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ..

ماذا تفعلُ يدايَ ... بدونِكْ..

16

صَعْبٌ عليَّ - يا سيدتي-

أن أتصوَّرَ شَكلَ الشِعْرِ،

وشَكْلَ الحُريَّةِ..

بدونكْ...

أبجَديَّةً..

ليس فيها حُرُوفُ اسْمِكْ...

14

صَعْبٌ..

على ميكيل أنجلو

أن يجدَ جسداً نموذجياً للنَحتْ

أكْمَلَ من جَسَدِكْ...

15

صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ..

ماذا تفعلُ الشهورُ والأعوامُ.. بدونكْ

وماذا تفعلُ أيامُ الآحادِ.. بدونكْ

وماذا تفعلُ مقاعدُ الحدائقْ..

والمكتباتُ..

وأكشاكُ بيع الجرائدْ

ومقاهي الرصيفْ..

بدونِكْ..

صعبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ..

ماذا تفعلُ يدايَ ... بدونِكْ..

16

صَعْبٌ عليَّ - يا سيدتي-

صَعْبٌ جداً..

أن أتصوَّرَ شَكلَ الشِعْرِ،

بدونِكْ..

وشَكْلَ الحُريَّةِ..

بدونكْ...

MeMoRiEs
30-09-2007, 02:34 AM
وصايا إلى امرأة عاقلة


1

أُوصيكِ بجنوني خيراً..

فهو الذي يمنحُ نَهْدَكِ

شَكْلَهُ الدائريّْ

ويومَ، ينحسرُ نَهْرُ جُنُوني

سيصبحُ نَهْدُكِ مُكعَّباً..

مثلَ صندوق البَريدْ...

2

أوصيكِ بجُنوني خيراً..

فهو الذي يغسلكِ

بالماء.. والعُشْبِ.. والأزهارْ

ويومَ أرْفَعُ عنكِ يَدَ جُنُوني

ستتحوَّلينَ،

إلى امرأةٍ من خَشَبْ...

3

أُوصيكِ بجنوني خيراً..

فطالما أنا عُصَابيٌّ..

ومكتئبٌ..

ومُتَوتّرُ الأعصابْ

فأنتِ جميلةٌ جداً..

وحين تزولُ أعراضُ جنوني

ستدخلينَ في الشَيخُوخَهْ....

4

أوصيكِ بجنوني خيراً..

فهو رصيدُكِ الجَمَاليّْ

وثروتُكِ الكُبرى

ويومَ أسحبُ منكِ

كفالةَ جُنوني..

سيُشهِرُونَ إفْلاسَكِ..

5

أوصيكِ بجنوني خيراً..

فهو التاجُ الذي به تحكمينَ العالمْ

ويومَ تغيبُ شمسُ جُنُوني

سيسقُطُ تاجُكِ

ويُجرّدك الشعبُ من جميع سُلُطَاتِكْ..

MeMoRiEs
30-09-2007, 02:36 AM
إنَّهُمْ يخطفونَ اللغة..إنَّهُمْ يخطفونَ القصيدةْْ


1

لا أدري ماذا أكتُبُ إليكِ؟

وفي زمن اللاحوارْ..

لا أعرفُ كيف أحاورُ يديْكِ الجميلتينْ.

وفي زمن الحُبّ البلاستيكيّْ

لا أجِدُ في كلِّ لغات الدنيا

جُمْلةً مُفيدَهْْ

أزيّنُ بها شَعْرَكِ الطريّْ..

كصُوف الكشْميرْ...

فالأشجارُ ترتدي الملابسَ المُرقَّطة

والقَمَرْ..

يلبسُ خُوذَتّهُ كلَّ ليلَةْ

ويقوم بدَوريَّةِ الحراسة

خلفَ شبابيكنا..

2

مخفرُ بوليسٍ كبيرْ

لكي نُثْبِتَ:

أننا لا نقربُ النِساءْ..

ولا نتعاطى إلاَّ العَلَفَ والماءْ..

ولا نعرفُ شيئاً عن زرْقَة البحرْ

وتُوركوازِ السَمَاءْْ.

وأنّنا لا نقرأ الكُتُبَ المقدَّسة

وليس في بيوتنا

مكتبةٌ.. ولا دفاترُ.. ولا أقلامُ رصاصْ

وأننا لا نزالْ

(أمواتاً عند ربِّهِم يُرْزَقُونْ).

3

في هذا الزَمن الذي باع كُلَّ أنبيائِهْ

ليشتريَ مكيِّفاً للهواءْ

ليقتنيَ جهازَ فيديو..

وقصيدةَ الشعرْ.. بحذاءْ.

في هذا الزمن المُدجَّجِ بموسيقى الجاز

وسراويل الجينزْ..

وشيكات (الأميركان إكسبرسْ).

في هذا الزمن الذي يعتبر سيلفستر ستالوني

أعظمَ من الإسكندر المقدوني..

ويصبحُ فيه مايكل جاكسونْ

أكثرَ شعبيةً من السيِّد المسيحْ..

أشعرُ بحاجةٍ للبكاء على كتفيكِ

قبل أن يفترسنا عصرُ الفورمايكا

وعصرُ تأجير الأرحامْ..

أشعرُ بحاجةٍ، يا حبيبتي،

لقراءةِ آخرِ قصيدةِ حُبٍٍّ، كتبتُها

قبلَ أن تُصبحي آخرَ النساءْ..

وأصبحَ أنا..

آخرَ حيوانٍ يقرضُ الشِعْر...

4

في زمن الميليشيات المثقَّفَه..

والكتابات المُفَخَّخَهْ..

والنقد المسلَّح..

في زمن الأيديولوجياتِ الكاتمةِ للصوتْ

والفتاوى الكاتمةِ للصوتْ

بسبب أنوثتها..

وخَطفِ المرأةِ

بسبب شمُوخ نَهْديْها..

وخَطْفِ اللّغَةْ

بسبب أسفارها الكثيرةِ إلى أوربا

وخطفِ الشاعرْ..

بسبب عَلاقاتِهِ المشبُوهَه

مع رامبو.. وفيرلين.. وبول ايلور.. ورينه شارْ

وغيرهم من الشعراء الصليبييّنْ

في زمن المسدّس الذي لا يقرأ.. ولا يكتُبْ.

أقرأُ في كتاب عينيكِ السوداوَينْ

كما يقرأ المعتقلُ السياسيّْ

كتاباً ممنوعاً عن الحريّهْ..

وكما يفرح المسجون

بعلْبَةِ سجائرٍ مُهرَّبهْ...

5

في زمن هذا الإيدز الثقافيّْ

الذي أكل نصفَ أصابعنا.. ونصفَ دفاترنا

ونصفَ ضمائرنا..

في زمن التلوث الذي لم يترك لنا غصناً أخضر

ولا حرفاً أخْضَرْ..

في زمن الكَتَبَةِ الخارجينَ من رحمِ النَفْطْ

والبقيّةُ تأتي...

صارَ فيه (وُوْ سترِيتْ)

أهمَّ من سُوق عُكاظْ

وسلطانُ بن بروناي

أهمَّ من أبي الطيب المُتنبِّي..

كما تلتجئُ الحمامةُ إلى بُرْج كاتدرائيهْ

وكما تتخبأُ غَزَالَةٌ بين القَصَبْ

من بواريد الصيَّادينْ...

6

في عصر أدبِ الأنابيبْ..

والأدباءِ.. الذين تُربِّيهُمُ السلطةُ في الأنابيبْ.

في زَمَنٍ صار فيه الغَزَلُ بالكومبيوتر..

واللُّواطُ الفكريّ بالكومبيوتر..

وهزُّ الأرْدَاف.. بالكومبيوترْ..

وهزُّ الأقلام.. بالكومبيوترْ..

في هذا الزمن الذي تساوت فيه تسعيرةُ الكاتب

وتسعيرةُ المومِسْ...

حيثُ السباحةُ لا تزالُ ممكنَهْ..

7

في زَمَنٍ يخافُ فيه القلمُ من الكلام مع الورقَهْ.

ويخافُ فيه الرضيعُ من الاقتراب من ثدي أُمّه..

ويخافُ فيه الليلُ أن يمشيَ وحدَهُ في الشارع

وتخافُ فيه الوردةُ من رائحتها..

والنَهْدَانِ من حَلْمَتَيْهِمَا..

والكُتُبُ من عناوينها..

في زمنٍ.. لا فَضلَ فيه لعربيٍّ على عربيّْ

إلاَّ بالقدرةِ على الخوفْ..

والقدرةِ عل البُكَاءْ..

أنادي عليكِ..

والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ

حتى لا يسقطَ بين أنياب المتوحَشِينْ...

8

في زَمَنٍ..

سافر فيه.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.

أتوسَّلُ إليكِ..

أن تظلّي معي.

حتى تظلَّ السنابلُ بخير

والجداولُ بخَيرْ...

والحريَّةُ بخيْر...

وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...

بكل الكلمات التي أحفظُها من زمن الطفوله

والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ

طَمَرتُهُ في حديقةِ البيت..

حتى لا يسقطَ بين أنياب المتوحَشِينْ...

8

في زَمَنٍ..

سافر فيه.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.

أتوسَّلُ إليكِ..

أن تظلّي معي.

حتى تظلَّ السنابلُ بخير

والجداولُ بخَيرْ...

والحريَّةُ بخيْر...

وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...

!! عابر سبيل !!
12-12-2007, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك على هاذا الطرح الرائع والمميز

ما ننحرم من جديدك...

MeMoRiEs
29-02-2008, 06:07 PM
وعليكم السلام والرحمهـ

حياكـ الله أخوي عابر سبيل :)

ريشهـ بيضآء
29-02-2008, 08:40 PM
فكرهـ :122:
اسمحي لي بالمشآركهـ..



بـ قصيدهـ ( العروبهـ) ..!


انا متعبٌ ودفآتري تعبت معي ..
هل للدفآتر يآ ترى أعصـأأأب ..!!
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟!!




هل في العيون التونسية شاطيء
ترتاح فوق رماله الاعصاب ؟

أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟

أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلى الخريطة كلنا أغراب

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد ... لكن ما هناك جواب

لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب

يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب

قبلاتهم عربية ... من ذا رأى
فيما رأى قبلا لها أنياب

يا تونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الانخاب ؟

وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز ... ومخافر ... وكلاب

والعالم العربي ....اما نعجة
مذبوحة أو حاكم قصاب

والعالم العربي يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب

والعالم العربي يخزن نفطه
في خصيتيه ... وربك الوهاب

والناس قبل النفط أو من بعده
مستنزفون ... فسادة ودواب

يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟
لم يبق من كتب السماء كتاب

ماتت خيول بني أمية كلها
خجلا ... وظل الصرف والاعراب

فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى ... فلا عمر ... ولا خطاب

وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب..!!!

من ذا يصدق ان مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب

ما هذه مصر ... فان صلاتها
عبرية ... وامامها كذاب

ما هذه مصر ... فان سماءها
صغرت ... وان نساءها أسلاب

ان جاء كافور ... فكم من حاكم
قهر الشعوب ... وتاجه قبقاب

بحرية العينين ... يا قرطاجة
شاخ الزمان ... وأنت بعد شباب

هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسي سراب

أنا متعب ... ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟

حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفاف جرحي روضة معشاب

لا تعدليني ان كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ما عليه نقاب

ان الجنون وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صواب ؟!

فتحملي غضبي الجميل فربما
ثارت على أمر السماء هضاب

فاذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحب والاحباب

واذا قسوت على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها الاهداب

فلربما تجد العروبة نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهاب

ولقد تطير من العقال حمامة
ومن العباءة تطلع الاعشاب

قرطاجة ...قرطاجة ... قرطاجة
هل لي لصدرك رجعة ومتاب ؟

لا تغضبي مني ... اذا غلب الهوى
ان الهوى في طبعه غلاب

فذنوب شعري كلها مغفورة
والله - جل جلاله - التواب

لكـِ تحيآآتي..

MeMoRiEs
29-02-2008, 09:00 PM
العروبهـ

رآئعهـ

يسلمووو ريشهـ على المشاركهـ الحلوهـ :)

ريشهـ بيضآء
01-03-2008, 01:53 AM
الله يسلمكـٍ اختي .. :)



حقآئب البكــآآأء


إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء ..
على حرير شعرك الطويل كالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له ..
في عتمة الجدائل ..
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير .. والغطاء
أمنحه .. جميع ما يشاء
من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
حقائب الدموع والبكاء..

ريشهـ بيضآء
01-03-2008, 11:25 AM
إلى تلميذه




قل لي ولو كذبا كلاما ناعما
قد كاد يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة طفلة
بيني وبينك أبحر وجبال
لم تستطيعي بعد ان تتفهمي
ان الرجـال جميعهم أطفـال
إني لأرفض ان أكون مهـرجا
قزما على كلماته يحتـال
فإذا وقفت امام حسنك صامتا
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب تقتل حبنا
ان الحروف تموت حين تقال



قصص الهوى قد أفسدتك فكلها
غيبوبة وخرافة وخيال
الحب ليس رواية شرقيه
بختامها يتزوج الابطال
لكنه الابحار دون سفينه
وشعورنا ان الوصول محال



هو أن تظل على الاصابع رعشة
وعلى الشفاة المطبقات سؤال
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله وغلال
هو هذه الازمات تسحقنا معا
فنموت نحن , وتزهر الامال
هو أن نثور لاي شئ تافه
هو يأسنا .. هو شكنا القتّـال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف الي تغتال
لا تجرحي التمثال في احساسه
فلكم بكى في صمته تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعما
وتسيل منه جداول وظلال
حسبي وحسبك ان تظلي دائما
سرا يمزقني .. وليس يقال

admin
01-03-2008, 03:32 PM
من أجمل قصائد نزار قباني
وطبعـ(ن) اللي حلاها زود ( القيصر )



ㄨ أتحبني ㄨ

أتحبني بعد الذي كان ؟
إني أحبك رغم ما كان
ماضيك لا أنوي إثارته
حسبي بأنكِ ها هنا الآن
تتبسمين وتمسكين يدي
فيعود شكي فيكي إيمانا
عن أمس لا تتكلمي أبداً
وتألقي شعراً وأجفانا
زمنً مضى وبقيتِ غالية
لا هنت أنتِ ولا الهوى هانا
لولا المحبة يا مدللتي
ما أصبح الإنسان إنسانا
طفلين كنا في تصرفنا
وغرورنا وضلال دعوانا
فلكم ذهبتِ وأنتِ غاضبةً
ولكم قسوت عليك أحيانا
فلربما انقطعت رسائلنا
ولربما انقطعت هدايانا
مهما علونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا
هذا الهوى نارُ بداخلنا
ورفيقنا ورفيق نجوانا
طفلُ نداريه ونعشقه
مهما بكى معنا وأبكانا
أحزاننا منه ونسأله
لو زادنا دمعاً وأحزانا
هاتي يديكِ .. فأنتي زنبقتي
وحبيبتي رغم الذي كان


ㄨㄨㄨㄨ

MeMoRiEs
01-03-2008, 07:24 PM
إلى نصف عاشقة

/
\
/

تحركي خطوةً.. يا نصفَ عاشقةٍ

فلا أريدُ أنا أنصافَ عشاقٍ

إن الزلازلَ طولَ الليل تضربني

وأنت واضعةٌ ساقاً على ساق

وأنت آخر من تعنيه مشكلتي

ومن يشاركني حزني وإرهاقي

تبلّّلي مرةً بالماء .. أو بدمي

وجرِّبي الموتَ يوماً فوق أحداقي

أنا غريبٌ.. ومنفيٌ.. ومستَلَبُ

وثلج نهديكِ غطّى كل أعماقي

أمن سوابقِ شعري أنت خائفة

أمن تطرُّفِ أفكاري، وأشواقي

لا تحسبي أنّ أشعاري تناقضني

فإنَّ شعري طفوليٌّ كأخلاقي...

/
\
/