المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاكل إجتماعية: اليأس لايصنع شيئاً


الشريب بزه
27-04-2002, 06:52 PM
شجرة اليأس تثمر ثماراً مرة..لقد تسيطر على حياة كثير من المسلمين اليوم سحابة قاتمة من اليأس، ويشعر طائفة منهم أن الواقع الذي يعيشونه لا مناص لهم منه ولا خلاص. كثير من المسلمين يشعر أن واقعه لا يمكن أن يتفق مع ما يقتنع به، ويتطلع للتغيير، لكنه ما يلبث أن يصل به الأمر إلى اليأس من تغيير هذا الواقع الذي يعيشه

أثار اليأس:

أولاً/اليأس لايمكن ان يصنع شيئاً:

اليأس لا يدفع للعمل، ولا يحرك ساكناً، ولا يثير همة، بل غاية ما يتركه من أثر على صاحبه أن يبقى ينتظر النهاية الأليمة،وحين نغرس اليأس في نفوسنا وفي نفوس الآخرين من حيث نشعر أو لا نشعر فإننا لن نصنع شيئاً، إننا قد نتصور أن مزيد التألم على الواقع وأن ارتفاع حدة السخط والتبرم دليل على الغيرة وأن هذا ربما يكون أكثر دافعاً للإصلاح

ثانياً/اليأس يقضي على أي اتجاه نحوالإصلاح والتغيير :

وحين يسيطر اليأس على الإنسان فإنه لا يمكن أن يفكر في التغيير ولا يمكن أن ينطلق نحو التغيير.

ثالثاً /اليأس يثبط من حولة ولايقف ضررة على نفسة:

اليائس دوما يتحدث مع الآخرين بألفاظ مثل: لا أمل،اليائس يئد المشاريع والأفكار الطموحة، فحين تنشأ أفكار ومشروعات فيها نوع من الطموح والتميز ويتوقع منها أصحابها أن تنتج وتثمر، هذه المشروعات حين تثار في مجتمع اليائسين فإنها توأد دائماً، فهم ينظرون إلى مواقع الفشل ويتنبؤن بفشل هذه المشروعات والأعمال قبل نجاحها

رابعاً / اليأس يفهم الأحداث المباشرة والخيرة فهمايتفق مع نفسيته:

فهو يشكك في صحة الأخبار السارة أو يهون من شأنها، إنك لو حدثته عن الصحوة وانتشارها فإنك تراه يهون من شأنها ويقول لك إن هذه ظاهرة محدودة وضعيفة وهزيلة، وفيها أمراض وعلل. وحينما تحصل أخبار سارة فهو يبحث لها عن تفسير يتفق مع طريقة تفكيره ويشكك في الدوافع وراء هذه الأحداث.
خامساً / اليأس في تقويمة ينظر إلى الاخطاء والسلبيات ويضخمها



سدادساً / اليأس يولد نفسية تفهم الأحداث فهماً خاطئاً يؤثر على تفكير صاحبة



عــوامـل اليأس



أولاً_ إنتشارالفساد وغربة الدين:

من يتأمل واقع مجتمعات المسلمين اليوم يجد أن مظاهر الفساد قد انتشرت في حياتهم؛ فالمنكرات الظاهرة أصبحت معلماً بارزاً وظاهراً في بلاد المسلمين،ن بل أصبح إنكارها تدخلاً في شؤون الآخرين، واستمرار المنكرات وظهورها في مجتمعات المسلمين وحياتهم أدى بفئة كبيرة من المسلمين إلى اليأس من تغير الأحوال، وإلى الشعور بأن هذا الفساد أصبح جزءاً لا يتجزأ من واقع المسلمين وحياتهم.

ثانياً_ اتجاه التغيير وحركته:

لئن كان واقع المسلمين اليوم يعاني من الفساد، فالمستقبل لدى الكثيرين لايبعث على التفاؤل؛ فالاتجاه يسير إلى مزيدٍ من الانفتاح على الفساد، ويسير إلى مزيد من الغربة.

ثالثاً_المتغيرات الجديدة:

المتغيرات الجديدة تنذر بمستقبل لا يعلم حاله إلا الله عز وجل؛ ففي ظل عصر العولمة وعصر الانفتاح على العالم الآخر ستزول خصوصية المجتمع، وتتضاءل إمكانات المجتمعات المحافظة في السيطرة على أبنائها.

رابعاً _مواقع قوى التغيير:

رغم تباين قوى التغيير وتفاوتها فإننا نستطيع أن نصنفها في تيارين: القوى التي تريد أن تعيد المجتمعات إلى أصالتها ومنهجها الشرعي، والقوى التي تريد أن تقود المجتمعات نحو الفساد. وحينما تقارن بين اتجاه وقوى الإصلاح واتجاه وقوى الفساد وماذا يملك هؤلاء من الإمكانات والوسائل وماذا يملك أولئك؟فتيار الإصلاح لا يساوي شيئاً بالنسبة لهذا التيار الجارف. إذا فرؤية ذلك تزيد هؤلاء يأساً .

خامساً _إخفاقات الصحوة وأمراضها .



سادساً _طريقة التفكير ولغة الحديث:

فطريقة تفكير هؤلاء التي دائماً تنظر إلى الجانب المظلم والجانب السيئ، والحديث الذي يتعلق بواقع الأمة غالباً ما يكون حديثاً ناقداً متشائماً، بل حتى الصور الإيجابية يحولها هؤلاء إلى سلبية.هذه هي العوامل التي أدت إلى بروز ظاهرة اليأس وسيطرتها.
P>كيف نتخلص من اليأس..؟؟



أولاً / أن ندرك أن اليأس مذموماً شرعاً وعقلاً:

إن الناس حين يتخلصون من ضغط الواقع ومؤثرا ته ويفكرون تفكيراً مجرداً فإنهم يرون أن العمل والتفاؤل أمر لا بد منه، وأنه مهما ساء الواقع فالعمل لابد أن يترك أثره. واليأس لم يأت في نصوص الشرع إلا في مقام الذم والعيب بل حين يصل الإنسان اليائس إلى يأسه من روح الله ورحمته فإن هذا من صفات الكافر كما قال الله عز وجل: (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) جميل أن ندرك أن اليأس لا يمكن أن يدفع إلى الأمام، جميل أن ندرك سوء واقعنا سواءً أكان واقعنا الشخصي أو واقع مجتمعاتنا, لكن ينبغي أن لا يتجاوز هذا الإدراك حده لأنه لا يمكن أن يدفعنا إلى العمل، بل سيدفعنا فيما بعد للقعود والاستسلام. حين ندرك أن اليأس مذموم ولا يأتي إلا في مقام الذم والعيب، ندرك أن اليأس لا يدفع للعمل بل يدفع للقعود والتواني والكسل، وسيدفعنا هذا إلى أن نتجاوز حالة اليأس التي نعيشها.

ثانياً /ألإعتدال في النقد :

إن تفكيرنا في أحيان كثيرة تفكير متطرف، فلا نجيد إلا الإعجاب المطلق المبالغ فيه، أو الذم والنقد المبالغ فيه،فلابد من النقد حتى يؤدي دوره وثمرته، فإما أن ننتقد أنفسنا نحن وإما أن ينتقدنا الآخرون، لكن النقد ينبغي أن يكون بموضوعية واتزان فحينما نبالغ في النقد ويتجاوزحده فإن هذا الأمر سيؤدي إلى اليأس ,جيئ برجل يشرب الخمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلد فسبه رجل، فقال صلى الله عليه وسلم :"لا تعينوا الشيطان عليه"

ثالثاً /النظر في السنن الربانية:

وهذا الأمر أمر مهم، من ذلك أن تنظر أن هذا الدين جاء من عند الله تبارك وتعالى وهو الذي له الخلق وله الأمر وهو الذي خلق الناس وهو أعلم بهم، بل هو تبارك وتعالى أعلم بالناس من أنفسهم (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ، وقد شرع الله تبارك وتعالى لهم هذا الدين، ولم يشرع للناس إلا ما يطيقونه, وهذا يقودنا إلى نتيجة بدهية وهي أن كل ما أمرنا الله عز وجل به فهو مما نطيق فعله، وأن كل ما نهانا عنه تبارك وتعالى عنه فهو مما نطيق تركه والتخلي عنه، ولو عشنا فترة وألفنا واقعاً سيئاً في ذوات أنفسنا، كمنكر أو معصية داومنا عليها وتخيلنا أنها أصبحت جزءاً منا فهذا من كيد الشيطان وتلبيسه، و إلا فما دام الله تبارك وتعالى قد نهانا عنها وحرمها علينا وكلفنا تبارك وتعالى بالتخلي عنها فنحن نطيق أن نتجنبها ابتداءً ونطيق أن نتخلى عنها حينما نقع فيها

رابعاً /النظر في النصوص الشرعية التي تدل على تمكين الدين وانتصار الإسلام :

ومنها ما جاء في كتاب الله عز وجل (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)

خامساً / إدراك أن استحكام اليأس طريقاً للفرج:

ولرب نازلة يضيق بها الفــتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكان يظنها لا تفرج

سادساً /ألأحداث السيئة في ظاهرها قد تكون خيراً:

قد يكون حدثاً لا يرى منه الناس إلا الوجه السيئ فيصبح خيراً والناس لا يعلمون في قصة الإفك حين قُذفت عائشة رضي الله عنها بالزنا،فهل كان يدور في بالها حين سمعت هذه المقولة أن هذا الحدث سيكون خيراً لها؟ فبرأها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات وهي كانت تقول كان شأني في نفسي أحقر مما أن ينزل الله فيّ قرآناً وكان غاية ما تأمله رضي الله عنها أن يري الله تعالى نبيه رؤيا يراها فيها. وحينما نعيش روح التفاؤل فإن الأحداث التي تواجهنا ينبغي أن نتعامل معها بتوازن, نعم نحن لا نعيش في أحلام، ولا نتغافل عن المخاطر لكن إذا كنا نريد الإصلاح والتغيير فلنبحث عن الجوانب والثغرات التي يمكن من خلالها أن نصلح ونصل إلى الهدف المنشود.

سابعاً / قراءة التاريخ :

حين نقرأ التاريخ سنجد أن الفرج دائماً يأتي بعد الشدة والضيق . http://sm2000sm.jeeran.com/blackandwhitehn.jpg

القاتل
28-04-2002, 02:32 AM
موضوع جميل جدا اخوي الشريب بزه وجديد .

وما بعد الضيق الا الفرج باذن الله.

مشاركه حلوه