المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نحمي الشباب من خطر الانترنت


الفت2007
06-05-2008, 07:06 PM
]الأخوة الاعزاء/ حفظكم الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،


فبداية نسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء، وأن يثيبك خير الثواب على هذا الاهتمام الطيب الحسن في المحافظة على شباب المسلمين، فإن المسلم أخو المسلم، يحرص على مصلحته، ويحرص على نفعه ونصيحته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ فقال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم في صحيحه.

وأيضاً فإن هذا السعي المحمود هو داخل ومندرج في الإصلاح في الأرض، وقد أخبر جل وعلا أنه يثيب المصلحين الذين يصلحون ما أفسد الناس كما قال تعالى: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}.

ومن هنا نبدأ معكم الكلام في أمر حماية المسلمين عموماً من خطر وضرر شبكة المعلومات العالمية، فإن الآية التي ذكرناها، والتي بينت أجر المصلحين وعظم قدرهم، هي نفسها التي تبين أساس الحل وأصوله بأوجز عبارة، وأبلغ إشارة مع الوضوح وعدم التعقيد، فأساس الحل هو التمسك بكتاب الله تعالى، وهذا هو الذي بدأت به الآية: {والذين يمسكون بالكتاب}، فبهذا التمسك، وبهذه الاستقامة على منهج الله يكون حماية الأمة الإسلامية، ليس من خطر الإعلام فقط بل ومن كل خطر، ومن كل بلاء ومحنة، وإيضاح ذلك أن التمسك بكتاب الله يعني إقامة شريعة الله، في جميع جوانب الحياة التي تشمل العقائد والعبادات، والمعاملات والعقوبات والآداب، فمتى ما أقيم شرع الله، وحكم كتاب الله، فإن الحماية الأصيلة، والوقاية القوية، ستكون هي الحاصلة والموجودة، وهذا يعني ضرورة أن يكون هنالك خطوات تتخذ على مستوى الأفراد والجماعات.

فمن ذلك أنه لابد من توعية الأمة عموماً بجميع طبقاتها، من الخطر الإعلامي الذي يقصد إفساد عقائد المسلمين بل وإفساد جميع شؤون حياتهم الدينية والدنيوية معاً، ولابد في هذا من استخدام الوسائل الممكنة ونشرها بين الناس في مدارسهم وجامعاتهم وفي مراكز عملهم، سواء كان ذلك بإقامة المحاضرات والندوات أو عن طريق الشريط الإسلامي أو الكتيبات، ونحو ذلك من الوسائل التي تبين خطر الضرر الإعلامي المنحرف الذي يعمل على هدم كل فضيلة ونشر كل رذيلة، مع التنبيه على وجود مراكز إعلامية هي بحمد الله على النقيض من الإعلام الفاسد، فليس المقصود أن جميع المراكز الإعلامية تقوم بنشر الفساد، بل إن منها ما هو عامل من العوامل القوية على نشر الفساد والرذيلة ومنها ما هو عامل على نشر الإصلاح والفضيلة كما هو معلوم وواقع.

الأمر الثاني: أنه لابد لكل فرد من أفراد الأمة ممن يحملون هم هذا الدين وممن بصرهم الله تعالى بكيد الكافرين والمفسدين في الأرض، لابد لهؤلاء وأمثالهم أن لا يبخلوا بجهودهم الفردية في توضيح هذه الأمور للناس سواء بالمشاركة في الأداء الإعلامي مباشرة أو بالدعوة الفردية بين الأهل والأقارب والمحيط الاجتماعي بحيث يكون الفرد مكملاً لعمل الجماعة، وليس هذا الأمر بالأمر النظري بل هو أمر فعال وإيجابي للغاية، فإن الكلمة الصادقة النافعة في محلها تثمر جهداً عظيماً مكملاً لها في الجهود ومتمماً لسائر العمل.

الأمر الثالث: إيجاد البديل الصالح، وإيجاد الموقع الإسلامي النظيف والعمل على إنشاء مثل هذه المراكز والمشاركة فيها ودعمها بكل جهد ممكن، فإن الناس متى ما وجدوا البديل الشرعي والبديل السليم، فإن كثيراً منهم بحمد الله ينصرف إليه، أو على الأقل فإنه يقلل من ضرر مشاركته في مواقع منحرفة ومضللة تضر الدين والدنيا.

الأمر الرابع: لابد من العناية الكاملة في تحصيل العلوم الشرعية بحيث إن دعوة الناس إلى الهدى وتبصيرهم بطرق الضلال ليتجنبوها، تكون على بصيرة ونور وعلم، لا على مجرد وهم أو خيال، بل الواجب هو تحصيل القدر الذي تؤدى به الدعوة إلى الله في هذا الباب أو ذاك، وهذا يختلف بحسب أحوال الناس وقدراتهم وطبيعة الناس المدعوين، وهذا الأصل قد قرره الله تعالى غاية التقرير بقوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وهذا هو عينه طريق النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه الذي سار عليه صلوات الله وسلامه عليه.

الأمر الخامس: لابد من التحذير من المواقع المضللة والتي تبث الشبهات وتعمل على التشكيك في دين الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك التي تعمل على نشر الرذيلة والفساد في الأرض، بحيث تعمل على بيان وفضح أهدافهم ولمقاصدهم للناس كما قال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}، فلابد إذن من تعريف الناس بالحق وأهله، وتعرفيهم كذلك بالباطل وأهله، وبذلك تتم هداية الخلق.

الأمر السادس: الاعتناء البالغ بتوعية القائمين على تربية الشباب والأطفال وهذا يشمل الآباء والأمهات والمعلمين في المدارس والجامعات ونحوهم فإن الأمانة الواجب حفظها تشمل كل هؤلاء، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرر هذا المعنى غاية التقرير بقوله ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)) والحديث مخرج في الصحيح.

الأمر السابع: المثابرة والجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الاستطاعة والقدرة، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقبله وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم في صحيحه، وقال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة تفوق الحصر، وإنما المقصود هو الإشارة إلى هذه المعاني عموماً، ولا ريب أن هذا الموضوع هو موضوع جدير بالبحث، وجدير بالطرح المستمر والجاد، وقد أشرنا إلى قواعد عامة، وخطوات ممكنة بحسب ما تحتمله هذه السطور، ونسأله جل وعلا أن يثيبك خيراً على هذا السؤال الكريم، وعلى هذا المقصد النبيل. [/color]