المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في رحاب رمضان


طــ الأحزان ــائر
31-08-2008, 12:03 AM
الصيام وبناء الضمير وتزكية النفس



للشيخ سلمان مندني



لرمضان وقْعٌ في النفس مختلفٌ، ينتقل به الإنسان إلى ميدان آخر، تزكو به نفسه وفكره وجوارحه، ويعيش الإيمان فيه واقعًا، لا يجد بين الإيمان والحياة فاصلاً، وإنما يترجم معاني رمضان في أفعاله وأقواله وسلوكه وتعامله.. فهو عف اللسان، عف اليد، عف القلب والخاطر.

ورمضان بحق مدرسة إيمانية؛ يتجدد معها إيمان العبد. كلما شعر بألم الجوع والعطش، ازداد إيمانه بالامتناع عن المباح وارتقت نفسه بالامتناع عن الحرام، وتسامى عنه، وحافظ على صيامه من أن تخدشه كلمة أو تؤثر فيه لفظة؛ فلا يصوم عن المباح ليفطر على الحرام.

لذلك كان الصيام مدرسة التقوى التي يعيش بها الضمير حيًّا حذرًا مدركًا، تفرحه الطاعة وتؤذيه المعصية. إن همّ صاحبه بسيئة نهاه عنها، وإن همّ صاحبه بحسنة حثّه عليها. يكبر ضميره وينمو حتى يكون في بصر العبد وأذنه وفي يده ورجله ولسانه، بل في خواطر نفسه وإحساسه. وهو بحد ذاته فوز، وأي فوز أكبر من أن ينتصر الإنسان على نفسه فيعمل بحسب ما يمليه عليه دينه وليس بحسب ما تهواه نفسه: "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا".

ولا أدل على سمو مكانة الصوم ومنزلته من أن الله جلّ شأنه قال فيما رواه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الصيام لي وأنا أجزي به" رواه مسلم. فقد أضاف الجليل الصوم إلى نفسه، وليس بعد ذلك من تشريف ينسحب على من صام إيمانًا واحتسابًا. وفيه أيضًا أنه لا يطلع عليه أحد إلا الله، وكم ممتنع عن الأكل والشرب، غير أنه عند الله غير صائم وإن كان صائمًا في ظاهره كما يظن به الناس.

وهذا هو سر رقي الإنسان وتزكية نفسه وجوارحه وفكره؛ فهو يعيش الإيمان بهذا الإحساس فيزداد نقاءً وصفاءً وحسن معاملة؛ فهو عف اللسان لا يقول إلا حقًا ولا ينطق إلا صدقًا ويتعبد الله بذلك. وهو عف اليد، لا تمتد إلى حرام أو إيذاء أو شرور، وإنما هي يد عليا في كل شيء؛ يد خير وصلاح وعطاء وبناء، يد طيبة منفقة متصدقة معينة.

وهو عف القلب والخاطر مشغول الفكر والوجدان بالذكر والتسبيح والقرآن، فإن جال في نفسه شيء من وسوسة الشيطان تذكر؛ فإذا هو مبصر، واستغفر؛ فإذا هو مدرك، ورأى برهان ربه في قلبه وفكره نورًا وصلاة ويقينًا وعلمًا؛ فاندحر منهما الشيطان وعاد خائبًا خاسرًا مرددًا: "إلا عبادك منهم المخلصين" (الحجر: 40).

والصائم إذا امتنع عن الحلال المباح؛ استجابة لله وطاعة لأوامره، فإنه من باب أولى أكثر طواعية للامتناع عن الحرام وترفعًا عنه. فالحرام يصادم الفطرة والجبلة، والعبادة تتوافق مع الفطرة وتنسجم مع طبيعة الإنسان.

والصوم تربية للنفس على الإخلاص في العبادة والمراقبة وإحياء الضمير ويقظته، وهذا هو مراد الصيام: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183). والتقوى هي ميزان المؤمن في الحياة؛ بها يتحرى الحق من الباطل والطيب من الخبيث والرشد من الغي والصحيح من السقيم، فيكون في نور من الله وعلى نور من الله، وهذا هو محصلة العبادات جميعها: "يا أيها الذين آمنوا اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة:21).

والصيام فوز للإنسان، فأي فوز أكبر من أن ينتصر الإنسان على نفسه الأمارة بالسوء والتي خلقت وفيها عوامل تعيقها: من غفلة ونسيان وسهو وضعف وعجز وتقصير، وغير ذلك. ولا يغلب ذلك كله إلا الإيمان؛ فهو الطاقة والوقود والعزيمة.

"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز" رواه أحمد. والعبد في صيامه قد ألجم وكبح جماح نفسه، وأعلن بذلك انتصاره عليها واستهان بحاجتها ودوافعها، فأصبح همه طاعة الله وعصيانها: "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا" (الأحزاب:71)؛ لأنه عرف المسار، وأدرك طريقه، وتغلب على المعوقات الكثيرة والتي أشقها شهوات النفس ورغباتها.



وكل عام وانتم بألف خير

هلآليــهً ذوووق
31-08-2008, 12:15 AM
طائر الاحزان

يعطيك العافية وجزاك الله خير

جوٍوٍري
31-08-2008, 06:13 AM
::


رمضآن مدرسه روحآنيه تعبق ال قلبــْ به
وتزكيه لِ النفس وسمو بِ ال جوآرح وال روح
هو تربيه وتطهير للكل مآ في قلبــ ال مُسلمـ
ف اللهمـ بلغنآ رمضآن وإعنآ ع صيآمه وقيآمه "


.. ال طآئِر ال حزين ..

وكل عآمـ وانتــِ إلى الله أقربــْ
وطرح يستظل بِ في ال بركه و ال رحمه لِ هذآ ال شهر
جعله ال مولى بِ ميزآن حسنآتكـ "،



؛


ودي ..!

N.S.A
31-08-2008, 04:55 PM
جزاك الله خير على الموضوع الرائع

طــ الأحزان ــائر
01-09-2008, 12:31 AM
هلاليه.....

جوري.....

NSA......


جزاكم الله كل خير

ومشكووورين على المرور الحلو

دمتم بخير

| ▐الخلــود ▐|
01-09-2008, 04:11 AM
طــ الأحزان ــائر


جزاكــــ الله خيراً وجعله في موازين حسناتكــــ

أسأل الله أن يعطيكـــ أطيب مافي الدنيا " محبة الله "

وأن أحسن مافي الجنة " رؤية الله "

وأن ينفعكــــ بأنفع الكتب " كتاب الله "

وأن يجمعكـــ بأبر الخلق " رسول الله "


كل عام وأنت بخير



http://www.al-amakn.net/up3/uploads/7341b5160a.gif (http://www.al-amakn.net/up3)

طــ الأحزان ــائر
01-09-2008, 06:03 PM
أم فهد.......


وأنتي بخير


يعطيكي العافيه ومااقصرتي


جزاك الله خير


وحفظك الله

~ آلغربآء ~
16-09-2008, 10:15 PM
جزاك الله خير الجزاء .. طرح مبارك


اسأل الله ان يجعله في موازين حسناتكم

وان يغفر لكم

حفظكم الرحمن

طــ الأحزان ــائر
17-09-2008, 03:57 AM
الغربااء.........


يعطيك العاافيه ومااقصرت مرورك أسعدني كثيرا



وجزاك الله خير



دمت بخير