المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشبـــــــــــــــــاب الـمحمـــدي ................@


أمير الشفافيه
19-02-2009, 08:48 PM
الشباب في كل أمّة هم الدم الجديد الضامن لحياتها
واستمرار وجودها ، وهم الامتداد الصحيح لتاريخها ، وهم الورثة
الحافظون لمآثرها ، وهم المصحّحون لأغلاطها وأوضاعها المنحرفة ،
وهم الحاملون لخصائصها إلى من بعدهم من الأجيال .


كنا شباباً فلما شبنا تلفّتنا إلى الماضي حنينًا إلى الشبيبة فرأينا
أن الشباب هو الحياة التي لا يدرك قيمتها إلا ّمن فارقها ، ورأينا أخطاء الشباب من حيث لا يمكن تداركها ؛ وسيصبح شباب اليوم شيوخ الغد
، فيشعرون بما نشعر به نحن اليوم ، وليت شعري إذا كان شيوخ اليوم هم شباب الأمس وشباب اليوم هم شيوخ الغد ، فعلام هذه الشكوى المترددة
بين الفريقين ؟ وهذا التلاوم المتبادل بين الحبيبين ؟ يشكو الشيوخ نزق الشباب وعقوقهم ونزواتهم الكافرة ، ويشكو الشباب بطء الشيوخ وترددهم وتراجعهم إلى الوراء ونظرتهم إلى الحياة نظرة الارتياب .




مهلاً أيها المتقاربان المتباعدان ، فليس التفاوت
بينكما كسبيًا يعالج ، وليس النزاع بينكما علميًا يحكم فيه الدليل ،
ولكنه سنّة وتطوّر . كنا حيث أنتم ، وستصبحون حيث نحن بلا لوم ولا عتاب
؛ هما مرحلتان في الحياة ثم لا ثالثة لهما طويناهما كرهًا ،
وستطوونهما كرهًا ، والحياة قصيرة وهي أقصر من أن نقطعها في لوم
أو نقطعها بنوم .
ليحرص الشباب على أن يكونوا كمالاً في أمّتهم لا نقصًا، وأن يكونوا زيناً لها لا شينًا ، وأن يضيفوا إلى تليد مكارمها طريفًا ، وإلى قديم
محاسنها جديد ً، وأن يمحوا كل سيئة لسلفهم بحسنة .

والشباب المحمّدي أحقّ شباب الأمم بالسبق إلى الحياة ، والأخذ بأسباب
القوة ، لأنّ لهم من دينهم حافزاً إلى ذلك ، ولهم في دينهم على كل
مكرمة دليل ، ولهم في تاريخهم على كل دعوى في الفخار شاهد .




أعيذ الشباب المحمدي أن يشغل وقته في تعداد ما اقترفه آباؤه من سيئات أو في الافتخار بما عملوه من حسنات ، بل يبني فوق ما بنى
المحسنون ، وليتق عثرات المسيئين .
وأعيذه أن ينام في الزمان اليقظان ، أو يهزل والدهر جادّ ،
أو يرضى بالدون من منازل الحياة .



يا شباب الإسلام ، وصيتي إليكم أن تتصلوا بالله تديّنًا ، وبنبيّكم اتّباعًا ، وبالإسلام عملا ً وبتاريخ أجدادكم اطّلاعًا ، وبآداب
دينكم تخلّقًا ، وبآداب لغتكم استعمالاً ، وبإخوانكم في الإسلام وِلداتكم
في الشبيبة اعتناءً واهتمامًا ، فإن فعلتم حزتم من الحياة الحظ
الجليل ، ومن ثواب الله الأجر الجزيل ، وفاءت عليكم الدنيا بظلها الظليل ..