حنين وردة
09-10-2009, 03:08 AM
احد اجمل القصايد التي تتطرق لموضوع الحياة و الموت باسلوب غاية في الروعة و الدقة
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ
إِنَّ الغَريبَ غَريـبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ
على الْمُقيميـنَ فـي الأَوطـانِ والسَّكَـنِ
لا تنهرن غريبا حال غربته
الدهر ينهره بالذل والمحن
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني
و َقُوَّتـي ضَعُفَـتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا
الله يَعْلَمُهـا فـي السِّـرِ والعَلَـنِ
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
وقَـدْ تَمادَيْـتُ فـي ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
تَمُـرُّ ساعـاتُ أَيَّامـي بِـلا نَـدَمٍ
ولا بُكـاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حَـزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً
عَلى المعاصِـي وَعَيْـنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ
يَا حَسْرَةً بَقِيَـتْ فـي القَلـبِ تُحْرِقُنـي
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُهـا
وَأَقْطَـعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلـك الأَهـلِ مُنطَرِحَـاً
عَلـى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُنـي
دع عنك عدلي يا من كان يعدلني
لو كنت تعلم مابي كنت تعذرني
دعني أسح دموعا لا انقطاع لها
فهل عسى عبرة منها تخلصني
و اليوم قد صرت منطرحـــــــا
على الفراش و أيديهم تقلبني
و قد تجمع حولي من ينوح
و من يبكي علي و ينعاني و ينذبني
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَنـي
وَلَـمْ أَرَ الطِّـبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها
مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا
بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَـلٍ
نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي
وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِـلاً حَذِقـاً
حُـراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ
فَجاءَني رَجُـلٌ مِنْهُـمْ فَجَرَّدَنـي
مِـنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً
وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ المـاءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني
غُسْلاً ثَلاثـاً وَنَـادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ
وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لهـا
وَصـارَ زَادي حَنُوطِـي حيـنَ حَنَّطَنـي
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَـوا أَسَفـاً
عَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ
مِـنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِـي مَـنْ يُشَيِّعُنـي
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا
خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّـى ثـمّ وَدَّعَنـي
صَلَّوْا عَلَيَّ صَـلاةً لا رُكـوعَ لهـا
ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُنـي
وَأَنْزَلوني إلى قَبري علـى مَهَـلٍ
وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَنـي
فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً
وَصَفَّـفَ اللَّبِـنَ مِـنْ فَوْقِـي وفارَقَنـي
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا
حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَـنِ
فـي ظُلْمَـةِ القبـرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا
أَبٌ شَفيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُـنـي
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبـرِ، يـا أَسَفـاً
عَلـى الفِـراقِ بِـلا عَمَـلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ
مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَنـي
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهـم
قَـدْ هَالَنـي أَمْرُهُـمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهِمُ
مَالِـي سِـوَاكَ إِلهـي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْـوٍ مِنـك يـا أَمَلـي
فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا
وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَنـي
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلـي
وَحَكَّمَتْـهُ فِـي الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَها
وَصَـارَ مَالـي لهـم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلـى فِعْلِهـا فـي الأَهْـلِ والوَطَـنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ
خد القناعة من دنياك و ارض بها
لو لم يكن لك إلا راحة البدن
يا زارع الخير تحصد بعده ثمرا
يا زارع الشر موقوف على الوهن
يا نفس كفي عن العصيان و اكتسبي
فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يا نفس ويحك ثوبي واعملي حسن
عسى تجازين بعد الموت بالحسن
ثم الصلاة على المختار سيدنا
{عليه الصلاة و السلام}
ما وضأ البرق في شام و لا يمن
و الحمد لله ممسينا و مصبحنا
بالخير و العفو و الإحسان و المنن
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ
إِنَّ الغَريبَ غَريـبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ
على الْمُقيميـنَ فـي الأَوطـانِ والسَّكَـنِ
لا تنهرن غريبا حال غربته
الدهر ينهره بالذل والمحن
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني
و َقُوَّتـي ضَعُفَـتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا
الله يَعْلَمُهـا فـي السِّـرِ والعَلَـنِ
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
وقَـدْ تَمادَيْـتُ فـي ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
تَمُـرُّ ساعـاتُ أَيَّامـي بِـلا نَـدَمٍ
ولا بُكـاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حَـزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً
عَلى المعاصِـي وَعَيْـنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ
يَا حَسْرَةً بَقِيَـتْ فـي القَلـبِ تُحْرِقُنـي
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُهـا
وَأَقْطَـعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلـك الأَهـلِ مُنطَرِحَـاً
عَلـى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُنـي
دع عنك عدلي يا من كان يعدلني
لو كنت تعلم مابي كنت تعذرني
دعني أسح دموعا لا انقطاع لها
فهل عسى عبرة منها تخلصني
و اليوم قد صرت منطرحـــــــا
على الفراش و أيديهم تقلبني
و قد تجمع حولي من ينوح
و من يبكي علي و ينعاني و ينذبني
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَنـي
وَلَـمْ أَرَ الطِّـبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها
مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا
بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَـلٍ
نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي
وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِـلاً حَذِقـاً
حُـراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ
فَجاءَني رَجُـلٌ مِنْهُـمْ فَجَرَّدَنـي
مِـنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً
وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ المـاءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني
غُسْلاً ثَلاثـاً وَنَـادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ
وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لهـا
وَصـارَ زَادي حَنُوطِـي حيـنَ حَنَّطَنـي
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَـوا أَسَفـاً
عَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ
مِـنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِـي مَـنْ يُشَيِّعُنـي
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا
خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّـى ثـمّ وَدَّعَنـي
صَلَّوْا عَلَيَّ صَـلاةً لا رُكـوعَ لهـا
ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُنـي
وَأَنْزَلوني إلى قَبري علـى مَهَـلٍ
وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَنـي
فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً
وَصَفَّـفَ اللَّبِـنَ مِـنْ فَوْقِـي وفارَقَنـي
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا
حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَـنِ
فـي ظُلْمَـةِ القبـرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا
أَبٌ شَفيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُـنـي
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبـرِ، يـا أَسَفـاً
عَلـى الفِـراقِ بِـلا عَمَـلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ
مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَنـي
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهـم
قَـدْ هَالَنـي أَمْرُهُـمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهِمُ
مَالِـي سِـوَاكَ إِلهـي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْـوٍ مِنـك يـا أَمَلـي
فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا
وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَنـي
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلـي
وَحَكَّمَتْـهُ فِـي الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَها
وَصَـارَ مَالـي لهـم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلـى فِعْلِهـا فـي الأَهْـلِ والوَطَـنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ
خد القناعة من دنياك و ارض بها
لو لم يكن لك إلا راحة البدن
يا زارع الخير تحصد بعده ثمرا
يا زارع الشر موقوف على الوهن
يا نفس كفي عن العصيان و اكتسبي
فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يا نفس ويحك ثوبي واعملي حسن
عسى تجازين بعد الموت بالحسن
ثم الصلاة على المختار سيدنا
{عليه الصلاة و السلام}
ما وضأ البرق في شام و لا يمن
و الحمد لله ممسينا و مصبحنا
بالخير و العفو و الإحسان و المنن