أم عبدالرحمن
01-08-2010, 01:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , أطال الله عمرك شيخنا وأدامك في خدمة الإسلام وبعد :
يا شيخ قبل فترة وفي لحظة ضعف إيمان أعطيت شخصا عنوان موقع إباحي بعد أن ضللني واعتقدت أنه فتاة , ولكن بعد خروجي من مقهى الانترنت تذكرت عظم ذنبي وحاولت جاهدا البحث عن هذا الشخص بواسطة برنامج "سكايب" الذي تحادثنا بواسطته لكنني لم أجده , والآن كلما عزمت على التوبة النصوح تذكرت هذا الذنب وانتكست على رأسي وخفت ألا تقبل توبتي فأعدل عنها في كل مرة , ولكنني حاولت تدارك الأمر فقمت و لا أزال بتحميل كل ما أستطيع من دروس و مواعظ وفلاشات و محاضرات وغيرها حول المواقع الإباحية وخطرها على الدين و حتى الصحة , و سأقوم بنشرها في أكبر عدد من المنتديات والمدونات طمعا في التكفير ولو قليلا عن ذنبي و إيصال هذه المادة لأكبر عدد من المشاهدين علها تساهم في إرشادهم وهدايتهم , فهل يمكن أن يكون هذا مما سيكفر عن ذنبي , وهل هناك من طرق أخرى للتكفير -علما أن الشخص ليس من دولتي و يعيش في دولة أخرى- ؟؟
أغثني يا شيخ , أرجوك يا شيخ فرج عن قلبي قليلا , والله أنا في ظلمة ...
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
قد قَرَن الله عزَّ وَجَلّ بين التوبة والإصلاح في مواضع كثيرة .
والتوبة تهدم ما قبلها .
وفي الحديث : الندم توبة . رواه الإمام أحمد .
وما تفعله أنت مِن إصلاح وإرشاد ونَشْر للخير ، هو مِن باب " إن الحسنات يُذْهِبن السيئات . وقد قال عليه الصلاة والسلام : إذا أسأت فأحسن . رواه الإمام أحمد .
ولا يتلاعب بك الشيطان ، فتَتْرك التوبة بسبب ذلك الذَّنْب ، فإن الإنسان قد يعمل الذَّنْب فيكون سَبَبًا في دخوله الجنة !
وتذكرت الآن مقولة للصحابي الجليل أبي أيوب رضي الله عنه ، إذ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ، يَتَّكِلُ عَلَيْهَا ، وَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ وَقَدْ أَخْطَرَتْهُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ آمِنًا .
وأخرى للتابعي الجليل سعيد بن جُبير رحمه الله ، إذ قال : إنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَبُ بِهَا ، وَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ ، فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إلَيْهِ مِنْهَا .
وثالثة لأبي حَازِمٍ رحمه الله إذ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ مَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم ! . .
يا شيخ قبل فترة وفي لحظة ضعف إيمان أعطيت شخصا عنوان موقع إباحي بعد أن ضللني واعتقدت أنه فتاة , ولكن بعد خروجي من مقهى الانترنت تذكرت عظم ذنبي وحاولت جاهدا البحث عن هذا الشخص بواسطة برنامج "سكايب" الذي تحادثنا بواسطته لكنني لم أجده , والآن كلما عزمت على التوبة النصوح تذكرت هذا الذنب وانتكست على رأسي وخفت ألا تقبل توبتي فأعدل عنها في كل مرة , ولكنني حاولت تدارك الأمر فقمت و لا أزال بتحميل كل ما أستطيع من دروس و مواعظ وفلاشات و محاضرات وغيرها حول المواقع الإباحية وخطرها على الدين و حتى الصحة , و سأقوم بنشرها في أكبر عدد من المنتديات والمدونات طمعا في التكفير ولو قليلا عن ذنبي و إيصال هذه المادة لأكبر عدد من المشاهدين علها تساهم في إرشادهم وهدايتهم , فهل يمكن أن يكون هذا مما سيكفر عن ذنبي , وهل هناك من طرق أخرى للتكفير -علما أن الشخص ليس من دولتي و يعيش في دولة أخرى- ؟؟
أغثني يا شيخ , أرجوك يا شيخ فرج عن قلبي قليلا , والله أنا في ظلمة ...
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
قد قَرَن الله عزَّ وَجَلّ بين التوبة والإصلاح في مواضع كثيرة .
والتوبة تهدم ما قبلها .
وفي الحديث : الندم توبة . رواه الإمام أحمد .
وما تفعله أنت مِن إصلاح وإرشاد ونَشْر للخير ، هو مِن باب " إن الحسنات يُذْهِبن السيئات . وقد قال عليه الصلاة والسلام : إذا أسأت فأحسن . رواه الإمام أحمد .
ولا يتلاعب بك الشيطان ، فتَتْرك التوبة بسبب ذلك الذَّنْب ، فإن الإنسان قد يعمل الذَّنْب فيكون سَبَبًا في دخوله الجنة !
وتذكرت الآن مقولة للصحابي الجليل أبي أيوب رضي الله عنه ، إذ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ، يَتَّكِلُ عَلَيْهَا ، وَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ وَقَدْ أَخْطَرَتْهُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ آمِنًا .
وأخرى للتابعي الجليل سعيد بن جُبير رحمه الله ، إذ قال : إنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَبُ بِهَا ، وَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ ، فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إلَيْهِ مِنْهَا .
وثالثة لأبي حَازِمٍ رحمه الله إذ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ مَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم ! . .