( جبرني الوقت )
25-07-2011, 12:15 AM
معلومات روعهـ اتمنى تقرأوها
قد تتعجب عندما تسمع بأن بكتيريا صغيرة لا ترى بالمجهر مثل بكتيريا الكوليرا. تقتل إنساناً أو حيواناً يكبرها بملايين المرات .
و السبب في ذلك هو أن البكتيريا التي تدخل جسم الإنسان أو أي كائن حي آخر ، تتكاثر بسرعة مذهلة عندما تكون الظروف مناسبة لنموها . و تحتاج البكتيريا لبضعة أيام أو أشهر حتى تتكاثر بأعداد كبيرة و تسبب المرض .
و تسمى هذه الفترة بفترة – الحضانة – وهي الفترة التي تنقضي منذ دخول البكتيريا المرضية أو الفيروس المسبب للمرض إلى الجسم حتى تظهر أعراض المرض . فمثلاً فترة الحضانة للرشح 2-3أيام ، و للدفتيريا من يومين إلى ستة أيام ، و للأنفلونزا من 24-48ساعة ، و لشلل الأطفال من أسبوع إلى أسبوعين . و للتيفوئيد من أسبوع إلى أسبوعين ، قد تطول أو تقصر على حسب كمية الجراثيم
تُلحق البكتيريا و الفيروسات أضراراً بجسم الكائن الحي بطريقتين :
الأولى : هي أن تفرز بعض أنواع البكتيريا المرضية ، مثل بكتيريا الدفتيريا ، السموم داخل جسم الكائن الحي ، و تؤثر هذه السموم على أعضاء هامة في الجسم مثل القلب أو غيره من الأعضاء فتسبب لها التلف .
ثانياً : أما الطريقة الثانية التي يمكن أن تضر بها البكتيريا أو الفيروسات جسم الكائن الحي هي تحطيمها للخلايا . فمثلاً مرض السل تقوم البكتيريا بإتلاف خلايا الرئة ، و قد يتآكل أحد أوعية الدموية في الرئة فيزف منه الدم ، و عندما يسعل الشخص المصاب بهذا المرض يخرج الدم مع البصاق من فمه .
تدخل البكتيريا أو الفيروسات جسم الكائن الحي أو جسم الإنسان بثلاث طرق : فقد تدخل مع الهواء الذي نتنفسه عن طريق الأنف أو الفم إلى الجهاز التنفسي ، و قد تدخل مع الطعام و الشراب الذي نتناوله عن طريق الفم إلى الجهاز الهضمي، و أخيراً يمكن أن تدخل البكتيريا أو الفيروسات عن طريق الجلد في حالة وجود جروح فيه .
يشكل الجلد الذي تتركب بشرته من طبقة سميكة من الخلايا الميتة ، حاجزاً يمنع البكتيريا أو الفيروسات من الدخول إلى الجسم ، كما تفرز الأغشية المخاطية المبطنة للجهازين التنفسي و الهضمي سائلاً مخاطيا ً تعلق به البكتيريا أو الفيروسات فيمنعها من التوغل إلى داخل الجسم ، لاحظ أن المخاط يكثر عند الإنسان المصاب بالرشح مثلاً ، و تبطن القصبة الهوائية من الداخل خلايا مخاطية لها أهداب ذات حركة مستمرة و تدفع هذه الأهداب السائل المخاطي مع البكتيريا العالقة أو الفيروسات العالقة به إلى الفم أو الأنف فيتخلص منها الجسم .
و بالإضافة إلى ذلك تفرز بعض الأعضاء في الجسم سائلاً يقتل البكتيريا ، فالمعدة تفرز حمض ( الهيدرو كلوريك ) الذي يقتل معظم أنواع البكتيريا التي نبتلعها مع الطعام ، و تفرز الغدة الدمعية في العين ، السائل الدمعي الذي يقتل العديد من أنواع البكتيريا الداخلة إلى العين . لكن ماذا يحدث عندما تخترق البكتيريا أو الفيروسات جلد الإنسان أو الكائن الحي ؟
عندما تخترق البكتيريا الجلد ، تتصدى لها خلايا الدم البيضاء التي تعتبر خط الدفاع الأول عن الجسم ، حيث أن هذه الخلايا بحركتها الأميبية تحيط بالبكتيريا و تبتلعها و تهضمها .
عندما يجرح الإنسان يتكون دُمـّل مكان الجرح . يحتوي هذا الدّمّل على الصديد أو القيح ، و إذا فحصنا الصديد تحت المجهر نلاحظ أنه يتكون من كتلة من خلايا الدم البيضاء و البكتيريا ، كما نلاحظ العديد من البكتيريا داخل خلايا الدم البيضاء .
و قد تفرز البكتيريا السموم التي تقتل خلايا الدم البيضاء ، و قد تتكاثر هذه الجراثيم بسرعة لا تستطيع معها خلايا الدم البيضاء ابتلاعها و القضاء عليها . و تبدأ عندها البكتيريا في الانتشار داخل الجسم ، و رغم ذلك يمكن أن يستعيد الجسم صحته ...
يعتمد جسم الإنسان في مقاومته جراثيم المرض في هذه الحالة على خط الدفاع الثاني عن الجسم ، و هي الأجسام المضادة أو ما تسمى ( Antibodies ) . فينتج الجسم المضاد في جسم الإنسان كرد فعل لدخول مادة غريبة كالبروتين مثلا ً . و تسمى المادة الغريبة هذه بمولدة الجسم المضاد أو الأنتيجين(Antigen ) و يعتبر بروتين البكتيريا هنا هو الأنتيجين . و من خصائص الجسم المضاد نوعية الأنتيجين الذي يكونه . ففي حالة مرض التيفوئيد مثلاً ، فإن أنتيجين بكتيريا التيفوئيد يحث جسم الإنسان على إنتاج أجسام مضادة تقاوم بكتيريا التيفوئيد . و لا يكون للأجسام المضادة المتكونة في هذه الحالة أي تأثير على بكتيريا الكوليرا مثلاً أو غيرها . و متى تشكلت الأجسام المضادة للمرة الأولى في جسم الكائن الحي . يمكن أن تبقى معه عدة أشهر أو حتى عدة سنواتـ . و تكسبه مناعة ضد ذلك المرض ، و مثال ذلك : إذا أصابك مرض الحصبة في وقت ما فإن جسمك يكتسب المناعة ضد هذا المرض مدى الحياة ، و لا تصاب به مرة أخرى ..و قد لاحظ الناس منذ القدم أنه إذا أصيب شخص بمرض معين و شفي منه ، تصبح لديه مناعة ضد المرض , وتسمى هذه المناعة بـ ( المناعة الطبيعية ) أو ( Natural Immunity ) ، و لم يستطع العلماء تعليل ذلك و قد لاحظ الطبيب الإنجليزي جينر
1749-1823م . الشيء نفسه الذي لاحظه الناس القدماء ، و قد توصل نتيجة لتجاربه إلى اكتشاف عظيم خلّص الإنسانية من مرض رهيب ألا وهو مرض الجدري . درس جينر جدري البقر الذي يشبه إلى حد ما جدري الإنسان ، و لا حظ أن حالبات الأبقار يصبن أحياناً بمرض جدري البقر، و اعتقد المزارعون في ذلك الوقت أن الشخص الذي يصاب بمرض جدري البقر و يشفى منه ، تحصل لديه مناعة ضد مرض الجدري الذي يصيب الإنسان ، و لاختبار هذه الفكرة أو الفرضية أخذ جينر قسماً من سائل البثرات ( الصديد ) الموجودة على جلد البقر المصاب ووضعها على جرح ذراع طفل صغير، فظهرت على الطفل أعراض المرض ، و لكن بشكل طفيف . و تساءل جينر : هل تكونت لدى الطفل مناعة ضد مرض جدري الإنسان ؟؟ ل توجد إلا طريقة واحدة للتأكد من ذلك ألا وهي إدخال جزء من الصديد الموجود في بثرات شخص مصاب بجدري الإنسان إلى دم الطفل . و بالرغم من إمكانية حدوث الموت للطفل في حالة فشل هذه العملية ، فقد استمر جينر في تجربته . و بعد ستة أسابيع نفذ جينر تجربته على الصبي باستعمال جدري الإنسان ، و لم يصب الطفل بالمرض ، لقد اكتسب الطفل مناعة ضد مرض الجدري ، و بهذه الطريقة اكتشف جينر التلقيح ( التطعيم ) ( Vaccination ) و تسمى هذه المناعة التي اكتسبها الطفل بالمناعة المصطنعة ( Artificial Immunity ) ،
مرّ قرن من الزمان على تجربة جينر حتى تم التوصل إلى معرفة كيفية إنتاج المناعة بالتلقيح . إن فيروسات جدري البقر ، لحسن الحظ و فيروسات جدري الإنسان متشابهة إلى حد أن الأجسام المضادة الناتجة عن جدري البقر فعالة ضد جدري الإنسان ، لقد اكتسب الطفل في التجربة السابقة مناعة نشطة ( Active Immunity ) عندما أدخل جينر فيروسات جدري البقر ( الأنتيجين ) إلى دمـه .
و منذ عهد جينر اقترحت عدة طرق لإنتاج المناعة النشطة في الجسم ، منها قتل البكتيريا أو الفيروسات المسببة لمرض معين بمواد كيميائية ، ثم حقنها كأنتيجينات في دم الشخص . فتنتج بذلك أجسام مضادة لهذا المرض في دم ذلك الشخص . ومنها حقن الجسم بالبكتيريا أو الفيروسات بعد زرعها عدة مرات في وسط مصطنع أو حي فتتولد في الدم أجسام مضادة ، و هناك طريقة أخرى لإكساب الجسم مناعة نشطة ، و هي حقنه بأنتيجينات تسمى ( توكسويدات ) ( Toxoids ) ، و هي عبارة عن سموم مخفضة تجمع من مزارع البكتيريا بعد معالجاتها بمواد كيميائية لإضعافها و عند حقن هذه المواد في الجسم تنتج الأجسام المضادة للسموم (Antitoxins) .
و تستعمل هذه الطريقة مع بعض أنواع البكتيريا التي تفرز السموم داخل الجسم مثل بكتيريا الدفتيريا و التيتانوس ، حيث تقم الأجسام المضادة للسموم بإتلاف السموم و إبطال مفعولها .
يستغرق أحداث المناعة النشطة أشهراً و سنوات ، و في حالة انتشار المرض قد يكون الوقت متأخراً للبدء في المناعة النشطة ، و في حالات كهذه يعتمد الطبيب على ما يسمى المناعة السالبة ( Passive Immunity ) . تكتسب المناعة السالبة باستعمال الأجسام المضادة المتكونة في الحيوانات ، فإذا حقن حيوان معين مثل الحصان بأنتيجين مرض معين ، تتكون في مصل دم الحصان أجسام مضادة لهذا المرض ، و يسمى المصل في هذه الحالة بالمصل المضاد ( Antiserum ) . يحقن المصل في دم الشخص الذي يحتاج لمناعة عاجلة ضد مرض معين انتشر في البلاد فجأة ، و تكون المناعة هنا قوية ، و لكنها سرعان ما تفقد ، و ذلك لأنه لم يدخل أي أنتيجين إلى دم الشخص ، و لم تتشكل في دمه أجسام مضادة جديدة .
و توجد في خلايا الكائنات الحية مادة تسمى ( أنترفيرون ) ( Interferon ) و هي مركبة من بروتيني يستطيع حماية الكائن الحي من الأحماض النووية المخالفة لأحماضه ، و لهذه المادة أهمية خاصة في حماية الكائن الحي من جزيئات ( RNA ) ، ( DNA ) الغريبة عنه . و التي تدخل في تركيب الفيروسات ، لقد اقترح بعض العلماء أن هذه المادة يمكن أن تستعمل في علاج مرض السرطان ، فيما لو كانت الفيروسات ، كلما يعتقد العلماء ، هي أحد العوامل المسببة لهذا المرض ..
قد تتعجب عندما تسمع بأن بكتيريا صغيرة لا ترى بالمجهر مثل بكتيريا الكوليرا. تقتل إنساناً أو حيواناً يكبرها بملايين المرات .
و السبب في ذلك هو أن البكتيريا التي تدخل جسم الإنسان أو أي كائن حي آخر ، تتكاثر بسرعة مذهلة عندما تكون الظروف مناسبة لنموها . و تحتاج البكتيريا لبضعة أيام أو أشهر حتى تتكاثر بأعداد كبيرة و تسبب المرض .
و تسمى هذه الفترة بفترة – الحضانة – وهي الفترة التي تنقضي منذ دخول البكتيريا المرضية أو الفيروس المسبب للمرض إلى الجسم حتى تظهر أعراض المرض . فمثلاً فترة الحضانة للرشح 2-3أيام ، و للدفتيريا من يومين إلى ستة أيام ، و للأنفلونزا من 24-48ساعة ، و لشلل الأطفال من أسبوع إلى أسبوعين . و للتيفوئيد من أسبوع إلى أسبوعين ، قد تطول أو تقصر على حسب كمية الجراثيم
تُلحق البكتيريا و الفيروسات أضراراً بجسم الكائن الحي بطريقتين :
الأولى : هي أن تفرز بعض أنواع البكتيريا المرضية ، مثل بكتيريا الدفتيريا ، السموم داخل جسم الكائن الحي ، و تؤثر هذه السموم على أعضاء هامة في الجسم مثل القلب أو غيره من الأعضاء فتسبب لها التلف .
ثانياً : أما الطريقة الثانية التي يمكن أن تضر بها البكتيريا أو الفيروسات جسم الكائن الحي هي تحطيمها للخلايا . فمثلاً مرض السل تقوم البكتيريا بإتلاف خلايا الرئة ، و قد يتآكل أحد أوعية الدموية في الرئة فيزف منه الدم ، و عندما يسعل الشخص المصاب بهذا المرض يخرج الدم مع البصاق من فمه .
تدخل البكتيريا أو الفيروسات جسم الكائن الحي أو جسم الإنسان بثلاث طرق : فقد تدخل مع الهواء الذي نتنفسه عن طريق الأنف أو الفم إلى الجهاز التنفسي ، و قد تدخل مع الطعام و الشراب الذي نتناوله عن طريق الفم إلى الجهاز الهضمي، و أخيراً يمكن أن تدخل البكتيريا أو الفيروسات عن طريق الجلد في حالة وجود جروح فيه .
يشكل الجلد الذي تتركب بشرته من طبقة سميكة من الخلايا الميتة ، حاجزاً يمنع البكتيريا أو الفيروسات من الدخول إلى الجسم ، كما تفرز الأغشية المخاطية المبطنة للجهازين التنفسي و الهضمي سائلاً مخاطيا ً تعلق به البكتيريا أو الفيروسات فيمنعها من التوغل إلى داخل الجسم ، لاحظ أن المخاط يكثر عند الإنسان المصاب بالرشح مثلاً ، و تبطن القصبة الهوائية من الداخل خلايا مخاطية لها أهداب ذات حركة مستمرة و تدفع هذه الأهداب السائل المخاطي مع البكتيريا العالقة أو الفيروسات العالقة به إلى الفم أو الأنف فيتخلص منها الجسم .
و بالإضافة إلى ذلك تفرز بعض الأعضاء في الجسم سائلاً يقتل البكتيريا ، فالمعدة تفرز حمض ( الهيدرو كلوريك ) الذي يقتل معظم أنواع البكتيريا التي نبتلعها مع الطعام ، و تفرز الغدة الدمعية في العين ، السائل الدمعي الذي يقتل العديد من أنواع البكتيريا الداخلة إلى العين . لكن ماذا يحدث عندما تخترق البكتيريا أو الفيروسات جلد الإنسان أو الكائن الحي ؟
عندما تخترق البكتيريا الجلد ، تتصدى لها خلايا الدم البيضاء التي تعتبر خط الدفاع الأول عن الجسم ، حيث أن هذه الخلايا بحركتها الأميبية تحيط بالبكتيريا و تبتلعها و تهضمها .
عندما يجرح الإنسان يتكون دُمـّل مكان الجرح . يحتوي هذا الدّمّل على الصديد أو القيح ، و إذا فحصنا الصديد تحت المجهر نلاحظ أنه يتكون من كتلة من خلايا الدم البيضاء و البكتيريا ، كما نلاحظ العديد من البكتيريا داخل خلايا الدم البيضاء .
و قد تفرز البكتيريا السموم التي تقتل خلايا الدم البيضاء ، و قد تتكاثر هذه الجراثيم بسرعة لا تستطيع معها خلايا الدم البيضاء ابتلاعها و القضاء عليها . و تبدأ عندها البكتيريا في الانتشار داخل الجسم ، و رغم ذلك يمكن أن يستعيد الجسم صحته ...
يعتمد جسم الإنسان في مقاومته جراثيم المرض في هذه الحالة على خط الدفاع الثاني عن الجسم ، و هي الأجسام المضادة أو ما تسمى ( Antibodies ) . فينتج الجسم المضاد في جسم الإنسان كرد فعل لدخول مادة غريبة كالبروتين مثلا ً . و تسمى المادة الغريبة هذه بمولدة الجسم المضاد أو الأنتيجين(Antigen ) و يعتبر بروتين البكتيريا هنا هو الأنتيجين . و من خصائص الجسم المضاد نوعية الأنتيجين الذي يكونه . ففي حالة مرض التيفوئيد مثلاً ، فإن أنتيجين بكتيريا التيفوئيد يحث جسم الإنسان على إنتاج أجسام مضادة تقاوم بكتيريا التيفوئيد . و لا يكون للأجسام المضادة المتكونة في هذه الحالة أي تأثير على بكتيريا الكوليرا مثلاً أو غيرها . و متى تشكلت الأجسام المضادة للمرة الأولى في جسم الكائن الحي . يمكن أن تبقى معه عدة أشهر أو حتى عدة سنواتـ . و تكسبه مناعة ضد ذلك المرض ، و مثال ذلك : إذا أصابك مرض الحصبة في وقت ما فإن جسمك يكتسب المناعة ضد هذا المرض مدى الحياة ، و لا تصاب به مرة أخرى ..و قد لاحظ الناس منذ القدم أنه إذا أصيب شخص بمرض معين و شفي منه ، تصبح لديه مناعة ضد المرض , وتسمى هذه المناعة بـ ( المناعة الطبيعية ) أو ( Natural Immunity ) ، و لم يستطع العلماء تعليل ذلك و قد لاحظ الطبيب الإنجليزي جينر
1749-1823م . الشيء نفسه الذي لاحظه الناس القدماء ، و قد توصل نتيجة لتجاربه إلى اكتشاف عظيم خلّص الإنسانية من مرض رهيب ألا وهو مرض الجدري . درس جينر جدري البقر الذي يشبه إلى حد ما جدري الإنسان ، و لا حظ أن حالبات الأبقار يصبن أحياناً بمرض جدري البقر، و اعتقد المزارعون في ذلك الوقت أن الشخص الذي يصاب بمرض جدري البقر و يشفى منه ، تحصل لديه مناعة ضد مرض الجدري الذي يصيب الإنسان ، و لاختبار هذه الفكرة أو الفرضية أخذ جينر قسماً من سائل البثرات ( الصديد ) الموجودة على جلد البقر المصاب ووضعها على جرح ذراع طفل صغير، فظهرت على الطفل أعراض المرض ، و لكن بشكل طفيف . و تساءل جينر : هل تكونت لدى الطفل مناعة ضد مرض جدري الإنسان ؟؟ ل توجد إلا طريقة واحدة للتأكد من ذلك ألا وهي إدخال جزء من الصديد الموجود في بثرات شخص مصاب بجدري الإنسان إلى دم الطفل . و بالرغم من إمكانية حدوث الموت للطفل في حالة فشل هذه العملية ، فقد استمر جينر في تجربته . و بعد ستة أسابيع نفذ جينر تجربته على الصبي باستعمال جدري الإنسان ، و لم يصب الطفل بالمرض ، لقد اكتسب الطفل مناعة ضد مرض الجدري ، و بهذه الطريقة اكتشف جينر التلقيح ( التطعيم ) ( Vaccination ) و تسمى هذه المناعة التي اكتسبها الطفل بالمناعة المصطنعة ( Artificial Immunity ) ،
مرّ قرن من الزمان على تجربة جينر حتى تم التوصل إلى معرفة كيفية إنتاج المناعة بالتلقيح . إن فيروسات جدري البقر ، لحسن الحظ و فيروسات جدري الإنسان متشابهة إلى حد أن الأجسام المضادة الناتجة عن جدري البقر فعالة ضد جدري الإنسان ، لقد اكتسب الطفل في التجربة السابقة مناعة نشطة ( Active Immunity ) عندما أدخل جينر فيروسات جدري البقر ( الأنتيجين ) إلى دمـه .
و منذ عهد جينر اقترحت عدة طرق لإنتاج المناعة النشطة في الجسم ، منها قتل البكتيريا أو الفيروسات المسببة لمرض معين بمواد كيميائية ، ثم حقنها كأنتيجينات في دم الشخص . فتنتج بذلك أجسام مضادة لهذا المرض في دم ذلك الشخص . ومنها حقن الجسم بالبكتيريا أو الفيروسات بعد زرعها عدة مرات في وسط مصطنع أو حي فتتولد في الدم أجسام مضادة ، و هناك طريقة أخرى لإكساب الجسم مناعة نشطة ، و هي حقنه بأنتيجينات تسمى ( توكسويدات ) ( Toxoids ) ، و هي عبارة عن سموم مخفضة تجمع من مزارع البكتيريا بعد معالجاتها بمواد كيميائية لإضعافها و عند حقن هذه المواد في الجسم تنتج الأجسام المضادة للسموم (Antitoxins) .
و تستعمل هذه الطريقة مع بعض أنواع البكتيريا التي تفرز السموم داخل الجسم مثل بكتيريا الدفتيريا و التيتانوس ، حيث تقم الأجسام المضادة للسموم بإتلاف السموم و إبطال مفعولها .
يستغرق أحداث المناعة النشطة أشهراً و سنوات ، و في حالة انتشار المرض قد يكون الوقت متأخراً للبدء في المناعة النشطة ، و في حالات كهذه يعتمد الطبيب على ما يسمى المناعة السالبة ( Passive Immunity ) . تكتسب المناعة السالبة باستعمال الأجسام المضادة المتكونة في الحيوانات ، فإذا حقن حيوان معين مثل الحصان بأنتيجين مرض معين ، تتكون في مصل دم الحصان أجسام مضادة لهذا المرض ، و يسمى المصل في هذه الحالة بالمصل المضاد ( Antiserum ) . يحقن المصل في دم الشخص الذي يحتاج لمناعة عاجلة ضد مرض معين انتشر في البلاد فجأة ، و تكون المناعة هنا قوية ، و لكنها سرعان ما تفقد ، و ذلك لأنه لم يدخل أي أنتيجين إلى دم الشخص ، و لم تتشكل في دمه أجسام مضادة جديدة .
و توجد في خلايا الكائنات الحية مادة تسمى ( أنترفيرون ) ( Interferon ) و هي مركبة من بروتيني يستطيع حماية الكائن الحي من الأحماض النووية المخالفة لأحماضه ، و لهذه المادة أهمية خاصة في حماية الكائن الحي من جزيئات ( RNA ) ، ( DNA ) الغريبة عنه . و التي تدخل في تركيب الفيروسات ، لقد اقترح بعض العلماء أن هذه المادة يمكن أن تستعمل في علاج مرض السرطان ، فيما لو كانت الفيروسات ، كلما يعتقد العلماء ، هي أحد العوامل المسببة لهذا المرض ..