السحاب
18-01-2006, 12:24 AM
المتابع لدخول تلفزيون الواقع الى العالم العربي، يلاحظ ان موجة التقليد الاعمى والتي تتصادم في معظمها مع التقاليد والموروثات العربية والاسلامية طغت خلال السنوات الماضية على هذا الدخول في عدة تجارب، بينما لاحظنا لاول مرة دخول لايام معدودة لنوع يمثل تجربة فريدة من خلال نقل وقائع حج مجموعة صناع الحياة التي اشرف عليها الداعية المعروف عمرو خالد.
فالتجارب السابقة سواء ما استمر منها او توقف او ما ارتبط بموسم، ارتبطت في معظمها برامج مماثلة في الغرب اخذت كما هي بترجمة حرفية دون أي تعديل يراعي بأي حال ان الجمهور المستهدف ذو ثقافة مغايرة تعتبر كثيرا مما يبث عبر هذه البرامج نوع من "الرذيلة على الهواء"، وهو ما جعل بعض البرامج تتوقف فعلا مثل (Big Brother) الذي بثته فضائية (MBC) السعودية لايام لكنها توقفت امام مد واسع من النقد والهجوم خصوصا من المجتمعات الخليجية المحافظة ومنها البحرين التي كانت مركزا لبث هذا البرنامج.
وعلى الرغم من ان برنامج (Big Brother) بات احد اشهر لبرامج الاكثر مشاهدة في الغرب، الا انه "وبمفهوم الثقافة الغربية" اصبح برنامجا يتناول قضايا سياسية واجتماعية، بمعنى انه تطور عن الفكرة العربية لتلفزيون الواقع التي تركز على وضع الفتيات والشبان في اماكن مغلقة بهدف تغيير الصورة النمطية عن وجود محددات دينية وتقليدية تحكم هذه العلاقات.
فمؤخرا استضاف برنامج (Big Brother) الذي تبثه في بريطانيا القناة الرابعة في (BBC) السياسي المخضرم والشهير والمثير للجدل "جورج غالوي" والذي يحظى باحترام منقطع النظير في العالم العربي نظرا لوقوفه مع الشعب العراقي اثناء الحصار الدولي الذي استمر لاكثر من عشرة اعوام، وهو المعروف بقيادته لحملة "الطفلة مريم" التي اصيبت بالسرطان وكان فعله في بريطانيا اكثر من حكومات عربية مجتمعة في حشد التعاطف الشعبي مع العراق والقضية الفلسطينية، لدرجة ان غالوي الذي فاز على ح** العمال في احد معاقله الرئيسية في لندن يرفض زيارة فلسطين لوجود الاحتلال الصهيوني فيها.
وبما ان غالوي سيحصل على عائد مادي جراء مشاركته في برنامج (Big Brother) فقد قرر ان يتبرع بربع هذا العائد للشعب الفلسطيني، أي ان هذه البرامج في الغرب لم تعد مجرد اداة لممارسة انواع من الرذيلة المقنعة.
وبالانتقال الى الفكرة الاكثر استمرار في تلفزيون الواقع نجد برنامج "ستار اكاديمي" الذي تتبنى بثه منذ سنوات فضائية (LBC) اللبنانية عبر قناة خاصة تبث عبر قمر العرب سات المملوك لشركة تسيطر السعودية على اغلب اسهمها، وتساهم فيها مختلف الدول العربية.
ومن يتابع بعض ما يعرض على القناة الخاصة، او تنتقيه (LBC) لبثه كل ليلة عبر قناتيها على النيل سات والعرب سات يلاحظ مدى الفراغ الذي تعيشه مجموعة تبحث عن البطولة في مسادين تتصادم مع كل القيم، وتظهر الفوضى في البرنامج بين شبان قادمين من مجتمعات منفتحة كلبنان وتونس وغيرها، وبين شبان قادمين من السعودية مثلا، فتظهر مشاهد تتنقل بين "الهبل" للبعض و"الفجور الواضح" للبعض الاخر، دون وجود ادنى فكرة في البرنامج، الذي تحصد (LBC) من وراءه الملايين من الدولارات جراء تهافت المواطنين العرب وخصوصا الخليجيين للتصويت لاحد "النجوم" من خلال رسائل عبر الهواتف الخلوية، او ارسال تعليقات على ما يشاهدونه من مشاهد يظهر من التعليقات انها بهدف "الاستمتاع النظري والحسي" دون قناعة بجدوى ما يعرض.
ويماثل فكرة ستار اكاديمي ما عرضته نفس الفضائية في الصيف الماضي مما عرف بـ"الوادي" والذي استضافت فيه (LBC) ممثلين خليجيين على الاغلب وعرب من جنسيات اخرى في برنامج "الوادي" وكان الجميع في ضيافة المغنية والراقصة اللبنانية "هيفاء وهبي" التي لا يتذكرها الشباب العربي الا بصورها وحركاتها التي تثير غرائزهم، وهو ما يظهر بقوة في المنتديات المختلفة التي تكون هيفاء احد مواضيعها.
وبين رذيلة "الوادي" و"ستار اكاديمي"، شاهد المواطن العربي لاربعة ايام فقط تلفزيون واقع جديد تمثل في بث متواصل لرحلة حج فريق صناع الحياتة الذي يشرف عليه الداعية المعروف عمرو خالد.
البث كان من قبل شبكة (ART) التي يملكها المستثمر السعودي صالح كامل وعبر قناتي اقرأ والمناسبات وتخصيص قناة ثالثة اطلق عليها اسم "صناع الحياة"، وفيما كان البث متواضعا في عدد ايامه الا انه اعطى دلالات كبيرة في تعطش المشاهد العربي لتلفزيون الواقع صاحب الفضيلة ونبذه لتلفزيون الواقع الذي يروج للرذيلة.
فقد تمكن الداعية عمرو خالد من تأمين جهات ممولة لمشاريع فريق صناع الحياة المنتعددة وجميعها تخدم مجتمعات عربية اسلامية، مما يوحي الى تقبل المشاهد لهذه الفكرة النبيلة، بينما نلاحظ ان التعليقات والافكار عن ستار اكاديمي والوادي تنحصر في بث الفضائح من خلال "صور وتعليقات واخبار واسرار" تبحث عن الاثارة للغرائز ولا تبحث عن الفوائد.
ما اظهره البث المتواضع لاربعة ايام لفريق صناع الحياة يضع مسئولية كبيرة على كافة المشتغلين في حقل الفضائيات ومتخذي القرار فيها، فالتجربة الناجحة واضحة للعيان لكنها تحتاج للمبادرين، والممول لها سيكون ملايين من المشاهدين العرب من خلال رسائلهم ومشاركاتهم من جهة، بل ان شركات وجهات ومحسنين لن يبخلوا على تلفزيون يبث الفضيلة في مواجهة فضائيات باتت اشبه بكباريهات على الهواء تجذب المراهقين لاشباع رغباتهم بطريقة مهينة حتى للشعر الانساني عند المرأة والرجل على حد سواء.
فالتجارب السابقة سواء ما استمر منها او توقف او ما ارتبط بموسم، ارتبطت في معظمها برامج مماثلة في الغرب اخذت كما هي بترجمة حرفية دون أي تعديل يراعي بأي حال ان الجمهور المستهدف ذو ثقافة مغايرة تعتبر كثيرا مما يبث عبر هذه البرامج نوع من "الرذيلة على الهواء"، وهو ما جعل بعض البرامج تتوقف فعلا مثل (Big Brother) الذي بثته فضائية (MBC) السعودية لايام لكنها توقفت امام مد واسع من النقد والهجوم خصوصا من المجتمعات الخليجية المحافظة ومنها البحرين التي كانت مركزا لبث هذا البرنامج.
وعلى الرغم من ان برنامج (Big Brother) بات احد اشهر لبرامج الاكثر مشاهدة في الغرب، الا انه "وبمفهوم الثقافة الغربية" اصبح برنامجا يتناول قضايا سياسية واجتماعية، بمعنى انه تطور عن الفكرة العربية لتلفزيون الواقع التي تركز على وضع الفتيات والشبان في اماكن مغلقة بهدف تغيير الصورة النمطية عن وجود محددات دينية وتقليدية تحكم هذه العلاقات.
فمؤخرا استضاف برنامج (Big Brother) الذي تبثه في بريطانيا القناة الرابعة في (BBC) السياسي المخضرم والشهير والمثير للجدل "جورج غالوي" والذي يحظى باحترام منقطع النظير في العالم العربي نظرا لوقوفه مع الشعب العراقي اثناء الحصار الدولي الذي استمر لاكثر من عشرة اعوام، وهو المعروف بقيادته لحملة "الطفلة مريم" التي اصيبت بالسرطان وكان فعله في بريطانيا اكثر من حكومات عربية مجتمعة في حشد التعاطف الشعبي مع العراق والقضية الفلسطينية، لدرجة ان غالوي الذي فاز على ح** العمال في احد معاقله الرئيسية في لندن يرفض زيارة فلسطين لوجود الاحتلال الصهيوني فيها.
وبما ان غالوي سيحصل على عائد مادي جراء مشاركته في برنامج (Big Brother) فقد قرر ان يتبرع بربع هذا العائد للشعب الفلسطيني، أي ان هذه البرامج في الغرب لم تعد مجرد اداة لممارسة انواع من الرذيلة المقنعة.
وبالانتقال الى الفكرة الاكثر استمرار في تلفزيون الواقع نجد برنامج "ستار اكاديمي" الذي تتبنى بثه منذ سنوات فضائية (LBC) اللبنانية عبر قناة خاصة تبث عبر قمر العرب سات المملوك لشركة تسيطر السعودية على اغلب اسهمها، وتساهم فيها مختلف الدول العربية.
ومن يتابع بعض ما يعرض على القناة الخاصة، او تنتقيه (LBC) لبثه كل ليلة عبر قناتيها على النيل سات والعرب سات يلاحظ مدى الفراغ الذي تعيشه مجموعة تبحث عن البطولة في مسادين تتصادم مع كل القيم، وتظهر الفوضى في البرنامج بين شبان قادمين من مجتمعات منفتحة كلبنان وتونس وغيرها، وبين شبان قادمين من السعودية مثلا، فتظهر مشاهد تتنقل بين "الهبل" للبعض و"الفجور الواضح" للبعض الاخر، دون وجود ادنى فكرة في البرنامج، الذي تحصد (LBC) من وراءه الملايين من الدولارات جراء تهافت المواطنين العرب وخصوصا الخليجيين للتصويت لاحد "النجوم" من خلال رسائل عبر الهواتف الخلوية، او ارسال تعليقات على ما يشاهدونه من مشاهد يظهر من التعليقات انها بهدف "الاستمتاع النظري والحسي" دون قناعة بجدوى ما يعرض.
ويماثل فكرة ستار اكاديمي ما عرضته نفس الفضائية في الصيف الماضي مما عرف بـ"الوادي" والذي استضافت فيه (LBC) ممثلين خليجيين على الاغلب وعرب من جنسيات اخرى في برنامج "الوادي" وكان الجميع في ضيافة المغنية والراقصة اللبنانية "هيفاء وهبي" التي لا يتذكرها الشباب العربي الا بصورها وحركاتها التي تثير غرائزهم، وهو ما يظهر بقوة في المنتديات المختلفة التي تكون هيفاء احد مواضيعها.
وبين رذيلة "الوادي" و"ستار اكاديمي"، شاهد المواطن العربي لاربعة ايام فقط تلفزيون واقع جديد تمثل في بث متواصل لرحلة حج فريق صناع الحياتة الذي يشرف عليه الداعية المعروف عمرو خالد.
البث كان من قبل شبكة (ART) التي يملكها المستثمر السعودي صالح كامل وعبر قناتي اقرأ والمناسبات وتخصيص قناة ثالثة اطلق عليها اسم "صناع الحياة"، وفيما كان البث متواضعا في عدد ايامه الا انه اعطى دلالات كبيرة في تعطش المشاهد العربي لتلفزيون الواقع صاحب الفضيلة ونبذه لتلفزيون الواقع الذي يروج للرذيلة.
فقد تمكن الداعية عمرو خالد من تأمين جهات ممولة لمشاريع فريق صناع الحياة المنتعددة وجميعها تخدم مجتمعات عربية اسلامية، مما يوحي الى تقبل المشاهد لهذه الفكرة النبيلة، بينما نلاحظ ان التعليقات والافكار عن ستار اكاديمي والوادي تنحصر في بث الفضائح من خلال "صور وتعليقات واخبار واسرار" تبحث عن الاثارة للغرائز ولا تبحث عن الفوائد.
ما اظهره البث المتواضع لاربعة ايام لفريق صناع الحياة يضع مسئولية كبيرة على كافة المشتغلين في حقل الفضائيات ومتخذي القرار فيها، فالتجربة الناجحة واضحة للعيان لكنها تحتاج للمبادرين، والممول لها سيكون ملايين من المشاهدين العرب من خلال رسائلهم ومشاركاتهم من جهة، بل ان شركات وجهات ومحسنين لن يبخلوا على تلفزيون يبث الفضيلة في مواجهة فضائيات باتت اشبه بكباريهات على الهواء تجذب المراهقين لاشباع رغباتهم بطريقة مهينة حتى للشعر الانساني عند المرأة والرجل على حد سواء.