منتديات الأماكن

منتديات الأماكن (https://www.al-amakn.com/vb//index.php)
-   ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ (https://www.al-amakn.com/vb//forumdisplay.php?f=6)
-   -   حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح ) (https://www.al-amakn.com/vb//showthread.php?t=71823)

| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:24 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284905861.jpg



http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284728855.jpg

1- لماذا الحديث عن فهم القرآن.
2- تيسير القرآن للعباد..
3- هل فهم القرآن وتدبره مقتصر
على العلماء؟
4- الخطأ في فهم القرآن.
5- الاختلاف في الفهم والتفسير.
6- معالم ترشدك إلى الطريق الصحيح.





http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284912688.gif

1- لماذا الحديث عن فهم القرآن؟
الحديث عن فهم القرآن هو أهم حديث ينبغي الحرص عليه لعدد من الأمور:
أولاً: القرآن هو أصل الأصول كلها، وقاعدة أساسات الدين، وبه صلاح أمور
الدين والدنيا والآخرة، وهو إنما نزل ليعمل به، ولا يمكن أن يعمل الإنسان
بشيء لا يفهمه، ومثَلُ من يقرأ القرآن ولا يفهمه، كمثل قوم جاءهم كتاب
من ملكهم يأمرهم فيه وينهاهم، ويدلهم على ما ينفعهم، ويحذرهم مغبة
سلوك طريق معين لأن عدوهم فيه يتربص بهم، فعظموا الكتاب ورفعوه فوق
رؤوسهم، وصاروا يتغنون بقراءة ما فيه، لكنهم سلكوا الطريق الذي نهاهم
عنه فخرج عليهم العدو فقتلهم.
ثانيًا: عدم فهم القرآن معناه زوال العلم وارتفاعه، فعن أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ،
ثُمَّ قَالَ:
((هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنْ النَّاسِ، حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ))
فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ؟! فَوَاللَّهِ
لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ:
((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ
وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟
!))
قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ؟!
فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ
بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ؛ الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلَا
تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعً(1).
فزوال العلم يكون بعدم وجود من يقوم به، ويفهمه حق فهمه، وهو ذهاب
أوعيته،ويكون بعدم العمل به، فمن لم يعمل بما علم فلا فائدة في علمه،
والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن العلم يرتفع من الناس مع أن أصله
موجود، لكن لما لم يستفد الناس منه، ويفهموه حق فهمه كان وجوده
وعدمه سواء.
ثالثًا: الأجر العظيم والثواب الجزيل في فهم القرآن وتدبره، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي
الصُّفَّةِ فَقَالَ:
((أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ الْعَقِيقِ، فَيَأْخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ
زَهْرَاوَيْنِ بِغَيْرِ إِثْمٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟
))
قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
((فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَإِنْ ثَلَاثٌ فَثَلَاثٌ مِثْلُ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ
))(2).
وإذا كان تعلم العلم هو أفضل الأعمال وأحبها، وأشرفها وأرفعها، فأعلى
درجات العلم هو معرفة كلام الله وفهمه؛ لأن شرف العلم من شرف
المعلوم، وكتاب اللهأشرف شيء في الوجود، فتعلمه أشرف شيء وأرفعه.
رابعًا: فهم القرآن حق فهمه سبب لوجود الألفة، واجتماع القلوب، وزوال
الخلاف المذموم، الذي ينشأ عنه الافتراق والاقتتال، وعدم فهمه سبب
لوجود الخلاف والشقاق؛ عن إبراهيم التيمي قال: خلا عمر ذات يوم، فجعل
يحدث نفسه؛ كيف يحتلف هذه الأمة، ونبيها واحد، وقبلتها واحدة؟
فأرسل إلى ابن عباس، فقال:
كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد، وقبلتها واحدة، فقال ابن عباس:
يا أمير المؤمنين إنا أنزل علينا القرآن فقرآناه، وعلمنا فيم نزل، وإنه سيكون
بعدنا أقوام يقرؤون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان
لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا..(3)
خامسًا: إن من أعرض عن تعلم القرآن وفهمه، فقد يبتليه الله تعالى
بالانشغال عنه والانصراف إلى غيره؛ فإن الله أخبر في كتابه أن من جاءه العلم
ثم أعرض عنه وهجره فإنه يورثه جهلاً ويصرف قلبه عن فهم العلم والتعلق به،
قال تعالى عن اليهود:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ، واتبعوا ما تتلوا الشيطان
على ملك سليمان
}
فهؤلاء اليهود لما جاءهم كتاب الله على لسان رسول الله الذي يعرفون وصفه
ونعته كما يعرفون أبناءهم، فتركوه وأعرضوا عنه، ابتلاهم الله جل وعلا باتباع
أرذل الكتب وأكذبها وأضرها وهو ما تتلوه الشيطان على ملك سليمان(4)،
وقال تعالى:
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون
(10)} [سورة الروم 30/10]، فالله عاقبهم لما فعلوا الأمور السيئة، وارتكبوا
الأحوال الشنيعة بالتكذيب والاستهزاء، ولو أنهم أصلحوا واستجابوا لجعل الله
في قلوبهم التصديق والاتباع.
وقد ذكرنا في محاضرة (أفلا يتدبرون القرآن) أن الاهتمام بالفهم لا يعني إهمال
الحفظ، وتحسين القراءة، وضبط التجويد، بل هذه الأمور عليها ثواب جزيل، لكنها
جمعيًا وسيلة لفهم القرآن.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284918911.png

2- تيسير القرآن للعباد..
يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17)}
[سورة القمر 54/17]،
فهذا القرآن العظيم قد سهل الله ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم والعلم؛
لأنه أحسن الكلام لفظًا، وأصدقه معنى، وأبينه تفسيرًا، فكل من أقبل عليه
يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير، وسهله عليه، والذكر شامل لكل ما يتذكر
به العالمون من الحلال والحرام، وأحكام الأمر والنهي، وأحكام الجزاء والمواعظ
والعبر، والعقائد النافعة، والأخبار الصادقة، ولهذا كان علم القرآن حفظًا وتفسيرًا
أسهل العلوم وأجلها، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه،
قال بعض السلف عند هذه الآية:
هل من طالب علم فيعان عليه(5)؟
ويقول الله جل وعلا: {فإنما يسرناه بلسانك لعلم يتذكرون}، ويقول سبحانه:
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً (97)}
[سورة مريم 19/97].
فهذه نعمة عظيمة؛ فهل من مدكر؟ هل من متعظ؟ هل من مقبل على
كلام الله يفهمه ويتعلمه؟ والله يعينه ويوفقه ويسدده..







3-هل فهم القرآن وتدبره مقتصر
على العلماء؟

فهم القرآن وتدبره ليس مقصورًا على العلماء
بل كل واحد لا بد أن يأخذ حظه من القرآن ..
بحسب ما ييسره الله له وبحسب ما معه من
الفهم والعلم والإدراك؛ فالله تبارك وتعالى
دعا عباده كلهم إلى تدبر القرآن وفهمه، لم
يخص طائفة بذلك دون طائفة، ولو كان فهم
القرآن وتدبره مقتصرًا على فئة من الناس
لكان نفع القرآن محصورًا عليهم ولكان ..
الخطاب في الآية موجهًا إليهم وهذا معلوم
البطلان..
قال ابن عباس: التفسير على أربعة
أوجه؛ وجه تعرفه العرب من كلامها
وتفسير لا يعذر أحد بجهالته،،

وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير
لا يعلمه إلا الله(6).
فالوجه الذي لا يعذر أحد بجهالته هو :
معرفة ما فيه من الأحكام الواضحة ..
والمواعظ الجلية المؤثرة، والحجج القوية
البينةوالمعاني الكلية التي دلت عليها الآيات.
فمثلاً حين تتأمل كلام الله، ماذا تجد؟
تجد معاني عظيمة، منها:
أنك تجد ملكًا له الملك كله، وله الحمد كله،
أزِمَّةُ الأمور كلها بيده، ومصدرها منه، ،
ومردها إليه، مستويًا على عرشه لا تخفى
عليه خافية من أقطار مملكتهعالمًا بما في
نفوس عبيده، مطلعًا على أسرارهم ..
وعلانيتهم، منفردًا بتدبير المملكة، يسمع
ويرى، ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب، ويكرم
ويهين، ويخلق ويرزق ويميت ويحيى ويقدر
ويقضي ويدبرالأمور نازلة من عنده، دقيقها
وجليلها وصاعدة إليه، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه،
ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، فلا يخفى عليه
شيء في الأرض ولا في السماء...
ثم تأمل كيف تجده يثني على نفسه ..
ويمجد نفسه، ويحمد نفسه، وينصح عباده،
ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم،
ويرغبهم فيه،ويحذرهم مما فيه هلاكهم،
ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته، ويتحبب ..
إليهم بنعمه وآلائه،يذَكِّرهم بنعمه عليهم،
ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها، ويحذرهم
من نقمه، ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة
إن أطاعوه، وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه
(7)، إلى غير ذلك من الأمور الواضحة الجلية.
فمثل هذا متيسر لكثير من الناس بحمد الله،
لكنه يحتاج إلى شيء من التأمل، والنظر في
بعض التفاسير النافعة المختصرة..
كما أن في القرآن من الكنوز والأسرار،
والمعارف والعلوم ما يختص به أهل العلم، كل
بحسبه؛

فأهل اللغة يعرفون من دقائق إعرابه وبلاغته
وأوجه البيان فيه ما لا يعرفه غيرهم، والفقهاء
يعرفون من أحكام الحلال والحرام فيه وأوجه
الاستدلال، وأنواع الأحكام، ما لا يعرفه غيرهم..
وهكذا..



http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284728855.jpg

4- الخطأ في الفهم..
الوقوع في الخطأ عند تدبر القرآن وفهمه وارد، فإن الإنسان قد يفهم من الكلام
معنى عامًا، ويكون المقصود ما هو أخص من ذلك، وقد يفهم منه معنى آخر غير
المراد منه، وهذا قد وقع للصحابة رضي الله عنهم، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ..
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ)) فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فَقَالَ:
((لَيْسَ ذَاك الْحِسَابُ، إِنَّمَا ذَاك الْعَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ))(8).
فتَمَسَّكَتْ عَائِشَةُ بِظَاهِرِ لَفْظِ الْحِسَابِ؛ لِأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ، فبين لها النبي ..
صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْحِسَابَ الْمَذْكُورَ فِي الْآيَةِ إِنَّمَا هُوَ أَنْ تُعْرَضَ أَعْمَالُ
الْمُؤْمِنِ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْرِفَ مِنَّةَ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي سَتْرِهَا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَفِي عَفْوِهِ
عَنْهَا فِي الْآخِرَةِ(9).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟
قَالَ: ((لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ {لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} بِشِرْكٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى
قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}))(10).
والأمثلة على ذلك كثيرة، لكن قد يكون الخطأ بسبب تقصير في النظر والتأمل،
ومعرفة ما يجب معرفته، أو بسبب هوى في النفس؛ فإن بعض الناس يكون في
نفسه معنى المعاني، أو يعتقد شيئًا من الاعتقاد، ثم يطلب ما يدل عليه من
القرآن، فيفهم الآية على غير المقصود منها؛ لتوافق ما نفسه واعتقاده،
والواجب على المسلم أن يكون همه طلب معرفة مراد الله تعالى ومقصوده،
ولا يكون همه البحث عما يوافق ما في نفسه؛ فإن الفهم الصحيح
"يمده حسن القصد، وتحري الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع
مادته اتباع الهوى، وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك التقوى
"(11).
ثم إن الحديث عن فهم القرآن وتدبره ليس معناه أن المسلم يجعل من نفسه
مفسرًا،يتكلم في معنى كل آية، دون نظر في تفاسير أهل العلم، وفهمها
الفهم الصحيح؛ لأن التفسير معناه بيان مراد الله، وهذا مقام خطير،..
عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار))(12)،
وقال أبو بكر الصديق:
"أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم؟
وعن ابن أبي مليكة قال: سأل رجل ابن عباس عن: {يوم كان مقداره ألف سنة}
فقال له ابن عباس فما: {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} ؟
فقال الرجل: إنما سألتك لتحدثني،
فقال ابن عباس: "هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما"، فكرِه أن
يقول في كتاب الله ما لا يعلم، وعن عبيد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال:
"إذا حدثتَ عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده"، وعن إبراهيم قال:
"كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه"، وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر
قال: قال الشعبي: "والله ما من آية إلا وقد سَأَلتُ عنها، ولكنها الرواية عن الله
وقال مسروق: "اتقوا التفسير؛ فإنما هو الرواية عن الله".
فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف تدل على تحرجهم عن الكلام
في التفسير بما لا علم لهم به، أو أن يقولوا فيه برأيهم، فأما من تكلم بما يعلم
من ذلك لغة وشرعًا فلا حرج عليه(13).

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284906851.gif

5- الاختلاف في الفهم والتفسير..
قد يقع اختلاف في فهم الآية، وتجد عددًا من الأقوال في كتب التفسير،
فلا تدري أي المعاني هو المراد، فتظن أنك لم تفهم المقصود من الآية،
ولإزالة هذا الإشكال لا بدأن نبين أمرين مهمين:
الأمر الأول: الفهم العام للآية لا يضر معه الاختلاف في بعض التفاصيل.
أي أنك قد تكون فاهمًا الآية في الجملة، لكن لا تفهم معنى هذه الكلمة،
أو لا تدريأي المعاني أصح، فهذا لا إشكال فيه، ويكفيك المعنى العام،
وبخاصة إذا كانت معرفة المعنى الخاص مما لا يترتب عليه فائدة كبيرة،
ومن أمثلة ذلك ما رواه أَنَس قال:
"كُنَّا عِنْد عُمَر وَعَلَيْهِ قَمِيص فِي ظَهْره أَرْبَع رِقَاع, فَقَرَأَ :
{وَفَاكِهَة وَأَبًّا} فَقَالَ: هَذِهِ الْفَاكِهَة قَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا الْأَبّ؟ ثُمَّ قَالَ:
مَهْ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّف"
وفي لفظ آخر عَنْ أَنَس أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر يَقُول: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا}
الْآيَة، إِلَى قَوْله {وَأَبًّا} قَالَ: "كُلّ هَذَا قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْأَبّ؟" ثُمَّ رَمَى عَصًا
كَانَتْ فِي يَده، ثُمَّ قَالَ:
"هَذَا لَعَمْر اللَّه التَّكَلُّف، اِتَّبِعُوا مَا بُيِّنَ لَكُمْ مِنْ هَذَا الْكِتَاب،وَمَا لَا فَدَعُوهُ"(14).
أما إذا ترتب على فهم المعنى الخاص أمر علمي فلا بد من معرفته،
كما في قوله تعالى: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء}، فالمعنى
الإجمالي للآية أن المطلقة تعتد بثلاثة أقراء، لكن اختلف أهل العلم في
القرء ما هو؟ أهو الحيض أو الطهر، وهنا إن كان عندك معرفة بالفقه، وقدرة
على الترجيح فأنت تنظر في أقوال أهل العلم، وتتعرف على أدلتهم،
وإلا سألت من تثق في علمه.
الأمر الثاني: التفريق بين اختلاف التنوع، واختلاف التضاد.
اختلاف التنوع هو أن يكون لفظ الآية محتملاً لجميع المعاني المذكورة، ولا بأس
أن تدل على الجميع، كقوله تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة}
فبعضهم يقول: القسورة الرامي أي الصائد الذي يرمي الصيد، وبعضهم يقول
هو الأسد، فيجوز أن يكون المراد هذا، ويجوز أن يكون المراد هذا.
ومثاله أيضًا قوله تعالى:
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم
مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
(32)}
[سورة فاطر 35/32]، فبعض أهل العلم يفسر السابق بأنه الذي يصلي في أول
الوقت، والمقتصد الذي يصلي في أثناء الوقت، والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر
إلى اصفرارالشمس، وبعضهم يقول: السابق هو المحسن بأداء الصدقة والزكاة،
فيؤدي الواجبات والمستحبات، والمقتصد هو المقتصر على الواجب وهو الزكاة،
والظالم لنفسه هو أكل الربا، أو مانع الزكاة.. وهكذا.
والآية تشمل كل هذه المعاني؛ فالسابق هو المسابق إلى فعل الخيرات كلها،
فيتقرب بالمستحبات والواجبات، ويترك المحرمات والمكروهات، والمقتصد هو
الفاعل للواجبات التارك للمحرمات، والظالم لنفسه هو المضيع للواجبات، المنتهك
للمحرمات وإنما يذكر أهل التفسير أنواعًا أو صورًا من الاقتصاد، والسبق،
والظلم(15).وأما اختلاف التضاد فهو أن تكون المعاني المذكورة متقابلة، لا يمكن
الجمع بينها، بل لا بد من ترجيح أحدها، مثل قوله تعالى:
{فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}
ما المراد بالقول في هذه الآية؟ هل كل قول فتكون أل للجنس، أم أن المقصود
بالقول هو القرآن فقط، بدلالة أن الله إنما يذكره في أكثر من موضع بهذا اللفظ،
كما في قوله:
{أفلم يدبروا القول..}، وقوله: {إنه لقول رسول كريم..}.




http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284911862.jpg

6- معالم ترشدك إلى الطريق
الصحيح للفهم.

1- وأتوا البيوت من أبوابها:
علمنا الله في كتابه أننا إذا أردنا أن نفعل شيئًا
أن نأتيه من الطريق السهل القريب، الذي جُعل
موصلاً إليه، ونحن في طلبنا لفهم القرآن ينبغي
أن نصل إليه من الطريقالواضح السهل، الذي
يحصل به المقصود، وهذا الطريق الواضح قائم
على ثلاثة أركان:
الركن الأول: تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة،
ثم بأقوال الصحابة.إن أولى ما فسر به القرآن
بالقرآن، فإذا أردت أن تفهم القرآن حق الفهم
فتأمل فيه كله، فانظر إلى سياق الآية كلها،
وما قبلها وما بعدها، وأيضًا ابحث عن معنى
الآية في سورة أخرى، فما وجدته مجملاً في
مكان، ستجده مبينًا في مكان آخر، وما وجدته
مختصرًا في مكان ستجده مبسوطًا في مكان
آخر، وقد ذم الله من يتمسك ببعض الآيات دون
بعض، أو يأخذ المتشابهات ويدع المحكمات،
فقال تعالى:
{أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض
وقال:
{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه
منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
}.


ومن أمثلة بيان القرآن بالقرآن: قوله تعالى:
{فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا}
ما المراد بذكره هنا؟ أهو القرآن، وما أنزله
الله من الكتب الهادية؟

أو المراد ذكره بتسبيحهوتمجيده وتهليله؟
إذا تأملت سياق الآية كاملة ستجد أن
المعنى المقصود هو الأول دون الثاني
قال تعالى:
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ
وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى
وَقَدْ كُنتُ بصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ
آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى
(126)}
[سورة طـه 20/123-126].
ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه
ما هي هذه الكلمات، ورد بياناها في قوله تعالى:
{قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا
لنكونن من الخاسرين
}.
ومن أمثلته: قوله تعالى:
{ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى
يبلغ أشده
}
ما المراد بالأشد هنا؟ لأن الأشد يتناول البلوغ،
ويتناول ثلاثين سنة، وأربعين وستين، وغير
ذلك كن الله بين المراد بالأشد في حق اليتيم
في سورة النساء بقوله:
{وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن
آنستم منهم رشدًا فادفعوا إليهم أموالهم
..}.
ثم تأتي سنة النبي صلى الله عليه وسلم مبينة
للقرآن، كما قال تعالى:
{ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}
قال الشافعي رحمه الله:
"كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو مما فهمه من القرآن،..
قال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم
بين الناس بما أراك الله

وقال تعالى:
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي
اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
}..".
ثم أقوال الصحابة؛ لأنهم شاهدوا من القرائن
والأحوال التي اختصوا بها، ما لم يشاهده
غيرهم، ولما لهم من الفهم التام، والعلم
الصحيح..
عن ابن مسعود قال:
"والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب
الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت،
ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله
المطايا لأتيته

وقال: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر
آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن
والعمل بهن
"(16).
فهم جمعوا العلم والعمل.
الركن الثاني: معرفة أسباب النزول.
فالقرآن مركب من حروف وكلمات، فدلالته
دلالة لفظية، والدلالة اللفظية تتوقف ...
معرفتها في كثير من الأحيان على معرفة
مقتضيات الأحوال، وحال المخاطب والخطاب
والجهل بأسباب النزول موقع في الشبه ..
والإشكالات ومورد للنصوص الظاهرة مورد
الإجمال، سأل بُكير نافعًا مولى..
ابن عمر:
كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال:
"يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات
أنزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين
".
ومن أمثلة ذلك قول الله تعالى:
{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
}
[سورة المائدة 5/93]،
فبعض الناس يفهم أن ظاهر هذه الآية يدل
على إباحة الخمر؛ لأن الله رفع الجناح عن ..
المؤمن فيما طعم إذا هو اتقى الله تعالى،
لكن سبب النزول يدل على المعنى المراد،
فعن الْبَرَاءِ قَالَ: مَاتَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ،
فَلَمَّا حُرِّمَتْ الْخَمْرُ قَالَ رِجَالٌ:
كَيْفَ بِأَصْحَابِنَا وَقَدْ مَاتُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ؟
فَنَزَلَتْ:
{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ..
}(17).
فمعرفة سبب النزول يدلك على المعنى
الصحيح، وليس معنى سبب النزول أن
الآية مقتصرة على الأشخاص الذين ..
نزلت فيهم، بل هي تتناولهم وتتناول من
كان في منزلتهم.
الركن الثالث: معرفة اللغة العربية.
القرآن نزل بلسان عربي مبين، فمن أراد
أن يفهمه حق الفهم فإنه محتاج إلى ..
معرفة اللغة العربية، ومعرفة عادات العرب
في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة
التنزيل.وبناء على ذلك فإذا أردنا تفسيرًا
يكون معنا دائمًا، ويرشدنا إلى المعنى ..
الصحيح في الجملة، فإننا نختار من ..!
التفاسير ما تكون له عناية بهذه الأمور
الثلاثة؛
مثل تفسير ابن كثير، وتفسير ابن سعدي،
وهذان التفسيران يعينان على فهم ..
المعنى.وهناك تفاسير معاصرة جيدة،
فيها ترتيب وتنسيق، فتذكر معاني ..
الكلمات،ثم المعنى الإجمالي، ثم تذكر
الفوائد من الآيات كتفسير وهبة الزحيلي،
وتفسير الجزائري، وكلها إن شاء الله فيها
خير ونفع.
والتفاسير بحمد الله كثيرة، وجميعها
مشتملة على أمور نافعة، لكن بعضها قد
يكون لصاحبة اعتقادات فاسدة ربما أفسد
عليك المعنى وأنت لا تشعر،أو دلك على
معنى باطل، وبعضها مطول، فتراه يطيل
النفس في مباحث لغوية، أو أصولية، ...
أو فقهية، أو يحكي ،،
إسرائيليات لا حقيقة لها، لكن إذا كنت
تريد أن تعرف معنى بعض الآيات على
التفصيل، وترى ما قيل في معناها، فإنك
ترجع إلى هذه التفاسير، وترى كلام أهل
العلم.



http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284918911.png

2- اشتغل بالنافع المفيد، ودع ما لا فائدة فيه:
يقول الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ
الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
(189)}.
فالمسؤول عنه في هذه الآيات هو الأهلة، لكن لم يذكر الله تعالى عن
أي شيء سألوا، فربما سألوا عن سبب كونها تبدو أول الشهر هكذا،
ثم تكبر، أو سألوا عن فائدة كونها كذلك، أو سألوا عن الهلال ذاته كيف هو،
فجاء الجواب ببيان الفائدة من الأهلة، وهو أنها دلائل يستدل بها الناس على
الأوقات.فإذا قرأت سورة الكهف مثلاً، فلا تشغل نفسك بتفاصيل القصة
التي لم يذكرها القرآن مما لا فائدة منها، كلون كلبهم، ومكان وجودهم،
وعددهم، ونحو ذلك، ولكن تأمل ما في القصة من الحكم والمواعظ، من
قدرة الله وعجيب تصريفه للأمور، و حفظه لعباده المؤمنين، ورفعه لدرجاتهم،
وأنه يحيى الموتى، وغير ذلك من فوائد القصة، وقد علمنا الله هذا الأدب
في نفس السورة حين قال:
{سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً
بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ
إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً
(22)}
[سورة الكهف 18/22]،
أي: لا تجادل أحدًا في عددهم إلا أن يكون كلامك مبنيًا على العلم واليقين
أما المماراة المبنية على الجهل والرجم بالغيب، أو التي لا فائدة فيها فلا
تشغل وقتك بها، ولا تسأل أحدًا منهم عن عددهم؛ لأنهم يتكلمون بغير
علم ويقين.
وهكذا في غير ذلك من الآيات...

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284906851.gif

3- تحريك القلب وشغله بالتفكر
في معنى ما يلفظ به اللسان

فيتأمل الأوامر والنواهي، ويعتقد في قلبه قبولها، والعمل بها،
ويستغفر الله عن التقصير في امتثالها، وإذا مر بآية رحمة
استبشر وسأل، كقوله:
{والسابقون السابقون، أولئك المقربون} فيقول: اللهم اجعلني من
السابقين، وإذا مر بآية عذاب أشفق وتعوذ، كقوله:
{يوم تقلب وجوههم في النار}
فيقول: أعوذ بالله من عذاب النار، اللهم نجنا من عذاب النار، وإذا مر
بآية فيها دعاء تضرَّعَ وطَلَبَ،كقوله تعالى:
{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
فيسأل الله تعالى ذلك، وهكذا كان النبي صلى الله يفعل، كما أخرج
مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة،
فافتتح البقرة، ثم النساء، فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً،
إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ.
وروى أبو داود والترمذي بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ..
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَرَأَ مِنْكُمْ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فَانْتَهَى إِلَى
آخِرِهَا {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}
فَلْيَقُلْ: بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنْ الشَّاهِدِينَ، وَمَنْ قَرَأَ
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}
فَانْتَهَى إِلَى {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى؟}
فَلْيَقُلْ بَلَى، وَمَنْ قَرَأَ {وَالْمُرْسَلَاتِ..} فَبَلَغَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}
فَلْيَقُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ)).

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1282328671.jpg

4- معرفة المقاصد الأساسية، والأمور المهمة
التي ركز عليها القرآن، وأكثر من بيانها.

ففي القرآن مواضيع فصل فيها، وأوضحها، وأعادها، فينبغي الاهتمام بهذه
الأمور والعناية بها، وفهمها حق الفهم، والمتأمل في القرآن يجده مثلاً قد
أكثر من تقرير التوحيد، ونفي الشرك، وأخبر أن جميع الرسل دعوا الناس
إلى عبادة الله وحده ولا شريك، وأن الدعاء إنما يتوجه به إلى الله، وسائر
الأعمال الصالحة، فيدل هذا على أهمية هذا الموضوع، وعظيم خطره،
ووجوب فهمه حق الفهم.
ونجد أن الله بين في كتابه أن هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن سعة الرزق
فيها لا يدل على صلاح ومحبة من وسع له، وأنها قد زينت بأنواع الزينات،
لكي يظهر الصادق في الإيمان بالله من الكاذب، ومن يشتري ما عند الله
بهذه الدار الفانية.

وكذلك نجد أن الله بين في كتابه كثيرًا من أحكام الأسرة، فيما يتعلق
بالعشرة، وحقوق الزوجين على بعض، وأحكام الطلاق، وما يجب للمطلقة
من الحقوق، وما يجب عليها، فيدلنا ذلك على أهمية بناء المجتمع من هذه
الناحية، وأن معرفة أحكام الله في ذلك سبب قوي لبناء مجتمع صالح.
ومما يعينك على هذا أن تجمع الآيات التي تحدثت عن موضوع واحد، وتنظر
في دلالتها، وتقارنها بالأحكام الأخرى.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284906851.gif

5- معرفة العلاقة بين أسماء الله الحسنى، والآيات
التي وردت فيها.

كثيرًا ما يختم الله بعض الآيات باسم من أسمائه، وعند التأمل تجد علاقة
واضحةبين المعنى الوارد في الآية، ومعنى الاسم الذي وردت فيه، فآية
الرحمة مختومةبأسماء الرحمة، وآيات العقوبة والعذاب مختومة بأسماء
العزة والقدرة والحكمة والعلم والقهر، ويحكى أن أعرابيًا كان يستمع لقارئ،
فقرأ قوله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً
مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(38)} [سورة المائدة 5/38]، فأخطأ القارئ فقال:
والله غفور رحيم، فاستنكر الأعرابي ذلك، ولم يقتنع بأن الله أنزل هذا،
فاستدرك القارئ فوجد أنه قد أخطأ، فأعادها على الصواب، فقال الأعرابي:
الآن نعم، عز فحكم فقطع.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:
{قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}
[سورة البقرة 2/32]، فلما اعترف الملائكة بعجزهم، وقصور علمهم أمام
علمه وحكمته ختم الآية بما يناسب ذلك.
وقوله: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284914696.bmp

وقوله تعالى:
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم
}.
وقوله: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن
قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
(17)}
[سورة النساء 4/17]، فختم جل وعلا هذه الآية بهذين الاسمين ليبين
أنه يعلم الصادق في توبته، والذي يكون في قلبه خوف ورغبة ورهبة،
ولكن الشيطان أغواه، والنفس الأمارة بالسوء زينة له، فوقع فيما يغضب الله
ممن كان كاذبًا، فليس في قلبه شيء من ذلك، وأنه حكيم في توفيقه للتوبة
من يستحقها، ويبادر إليها إذا تهيأت له أسبابها، وحرمانه من لا يستحقها؛
لأنه وإن سنحت له فرصة التوبة لم يبادر لها، كما قال تعالى:
{ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284906851.gif

6- التفكر في لوازم المعنى الذي فهمته.
إذا فهمت معنى الآية فهمًا صحيحًا فتفكر في الأمور التي يتوقف عليها
هذا المعنى، ولا يحصل بدونها، وما يشترط لها، وكذلك تفكر فيما يترتب
على هذا المعنى، وما يمكن أن يتفرع منه، وينبني عليه.
ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
وأيديكم إلى المرافق
...} فإيجاب الوضوء يستلزم طلب الماء، والسعي
في حصوله، من شراء وغيره، وهذه أفعال معتادة للإنسان قد يفعلها
وهو لا يشعربثوابها، ولكن إذا تأمل أنها وسيلة للوضوء ونوى الثواب فيها
من الله فإن الله يثيبه،فيثيبه على الشراء، وعلى سعيه في الحصول على
الماء.وقوله تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} فهذه الآية
تأمرنا أن نحكم بين الناس بالعدل، ويدخل في هذا صغير الأمور وكبيرها،
فكل شيء أردنا أن نحكم فيه بين اثنين أن نعدل، والعدل مبني على العلم،
فلا يمكن أن تحكم بالعدل وأنت جاهل، فالآية تأمر إذًا بالعلم في كل أمر
أردت أن تحكم فيه، فإن كان الحاكم عامًا فلا بد أن يكون عنده من العلم ما
يؤهله للحكم، وإن كان الحاكم خاصًا في بعض الأمور كالشقاق بين الزوجين
مثلاً، فينبغي أن يكون عارفًا بما يصلح أن يحكم فيه بينهما، ويكون عنده من
المعرفة بمشاكل الأزواج، ونفسياتهم، وطرق حل المشاكل الزوجية ما يعينه
على ذلك.
وقوله تعالى:
{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ
يَفْعَلُونَ
(34)} [سورة النمل 27/34]، فالله صدق بلقيس وهي كافرة لما قالت
كلمة حق وصدق، حيث قالت: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا
أعزة أهلها أذلة
}
قال الله تعالى مصدقًا لها في قولها: {وكذلك يفعلون}، فنفهم من هذا أن من
جاء بالحق قبلنا منه ذلك، ولو كان فاجرًا، أو كافرًا.
قال الشاعر:

لا تحقرن الرأي وهو موافق *** حكم الصواب إذا أتى من ناقص
فالدُّرُّ، وهو أعز شيء يُقتنى *** ما حَطَّ قيمتَه هوانُ الغائــص
(18)


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284918911.png

7- الحذف يفيد تعميم المعنى المناسب
في بعض الآيات يذكر الله تعالى فعلاً من الأفعال، أو ما في معنى الفعل،
ثم يحذف متعلقه، فيفيد ذلك تعميم المعنى المناسب للمقام.
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: {ألهاكم التكاثر} فحذف المتكاثر به؛ ليعم جميع
ما يقصد الناس فيه المكاثرة، من الرياسات والأموال والجاه والضيعات والدور
والقصور، والأولاد،والعلم الذي يراد به الترفع على الناس لا العمل به.
وقوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201)}
[سورة الأعراف 7/201]، فهم مبصرون ماذا؟ سكت عن ذلك وحذفه؛ ليفيد أنهم
أبصروا من أين جاءهم مس الشيطان، والأمر الذي يكون به التخلص من الذنب،
وحقيقة الشيطان وحرصه على إغوائهم، وأنه لا يصلهم منه إلا الشر.
وقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ
(183)} [سورة البقرة 2/183]، تتقون ماذا؟ حذفه ليفيد كل ما قيل في
حكمة الصيام، فتتقون ما حرم عليكم بسبب الصيام، وما حرم عليكم في غير
الصيام،وتتقون الأخلاق السيئة، وتقومون بالحقوق الواجبة، وقل ما شئت من
الحكم..

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284906851.gif

8- الإعجاز العلمي وفهم المعنى.
يراد بالإعجاز العلمي الاكتشافات الحديثة في الكون والطب والغذاء ونحو ذلك
وربط هذه الاكتشافات بدلالات النصوص، وتفسير القرآن بها.
ومما لا شك فيه أن المعنى المقصود من كلام الله في كتابه يظهر بدون حاجة
إلى هذه المكتشفات، وقد فهم الصحابة ومن بعدهم كتاب الله حق فهمه
وقاموا به على أكمل وجه، ولم يعرفوا مثل هذه الأمور،..
لكن الناس انقسموا في الإعجاز العلمي إلى ثلاثة فرق:
الفريق الأول: رد ذلك مطلقًا، ولم ير صحة ربط النصوص بهذه الاكتشافات
ولم ينظر إليها نظر اعتبار، ورأى أنها تفسد المعنى؛ لأن الاكتشافات مبنية
على الملاحظة والتجرية، وقد تصيب وتخطئ، فربما كان هذا الاكتشاف خطأ
فنحمل عليه المعنى في كتاب الله، ثم يتبين خطؤه، فيكون ذلك سببًا في
الطعن في القرآن.
الفريق الثاني: اعتمدوا على هذه الاكتشافات والاختراعات اعتمادًا كليًا،
وأبطلوا كل ما يخالفها، وجعلوا ذلك دليلاً على إعجاز القرآن، وأنه من عند الله،
بل إنهم إذا لم يستطيعوا التوفيق بين المكتشف الحديث، وبين دلالة الآية
تأولوا الآية بتأويل بعيد، حتى يتوافق مع ما قرره لهم البحث المعاصر.
الفريق الثالث: توسط في هذا الجانب، ورأى أن الاكتشافات الحديثة إذا صحت
فإنها تعين على فهم بعض الآيات، وترشد إلى المعنى المراد مما ذكره أهل
العلم قبل ذلك، ولكنهم لا يتعلقون بها تعلق الفريق الثاني، ولا ينكرونها إنكار
الفريق الأول، ويستخدمونها سلاحًا للدعوة، ويقولون: إن كان ما دل عليه
الاكتشافات الحديثة مما لا يخالف ما فسر أهل العلم به كتاب الله، إما لأنه
وجد ما يدل عليه من كلامهم، أو أنه يدل على معنى جديد لا يصادم كلامهم
فهو مقبول، وإن كان يخالف ما فسره به السلف فإنه لا يقبل.
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: {يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقًا من بعد خلق
في ظلمات ثلاث

فإن العلم الحديث اكتشف هذه الظلمات، وهي موجودة في كتاب الله تعالى.
وقوله تعالى:
{أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ (10)
جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الأَحْزَابِ
(11)} [سورة ص 38/10-11].
قال الشنقيطي في أضواء البيان(21): "يفهم منه أن لو تستطيع جند من
الأحزاب الارتقاء في أسباب السماء، أنه يرجع مهزومًا صاغرًا داخرًا ذليلاً..
ومعلوم أنها لم يفسرها بذلك أحد من العلماء، بل عبارات العلماء تدور
على أن الجند المذكور هو الكفار الذين كذبوه صلى الله عليه وسلم،
وأنه صلى الله عليه وسلم سوف يهزمهم، وأن ذلك تحقق يوم بدر، أو يوم
فتح مكة، ولكن كتاب الله لا تزال تظهر غرائبه، وعجائبه وغرائبه متجددة
على مر الليالي والأيام...، ولا مانع من حمل الآية على ما حملها عليه
المفسرون، وما ذكرنا أيضًا أنه يفهم منها؛ لما تقرر عند العلماء من
أن الآية إن كانت تحتمل معاني كلها صحيح تعين حملها على الجميع".

موقع صيد الفوائد..






| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:38 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
تدبُّر القرآن
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284763587.png
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284759081.gif
فالقرآن هو كلام الله، وهو أحسن الكلام، وهو حبل الله المتين والذِّكر الحكيم
والصراط المستقيم، أنزله سبحانه على نبيه صلى الله عليه وسلم وتعبدنا
بتلاوته، من عمل به اُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط
مستقيم، لا تشبع منه العلماء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تزيغ به الأهواء،
من تركه من جبار قصمه الله، أنزله سبحانه لينذر من كان حيّاً ويحق القول
على الكافرين.
قال: { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }
[الحشر: 21]، فإذا كان هذا شأن الجبل فكيف يكون حال المكلفين؟!،
وهل يليق بهم العبث والمزاح واللعب أثناء سماع الآيات البينات؟،
لقد بلغ التدبر في آيات الله كل مبلغ، فكان الواحد يمر بقوله تعالى:
{ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً } [الإسراء: 109]، فيسجد ثم يقول
لنفسه: هذا السجود فأين البكاء، وسمع أبو الدحداح قوله تعالى:
{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً }
[البقرة: 245]، فقال: أوَ يَقبل الله منا القرض، فتصدق ببستان له فيه ستمائة
نخلة، ثم ذهب لزوجته يخبرها، فقالت: بشرك الله بخير، ولم تلطم خداً أو تشق
جيباً، أو تقول له ضيعتنا، بل عمدت إلى صغارها، تخرج ما في جيوبهم وأيديهم
من تمر، لأن البستان قد صار لله تعالى، وكانوا لربما قرأوا الآية الواحدة طوال
الليل يتدبرون معناها، فقد قامت أسماء بت أبي بكر رضي الله عنها الليل كله
تردد قوله تعالى:
{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ، إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ }
[الطور: 27، 28].
وقام سعيد بن جبير –رحمه الله- بقوله:
{ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }
[البقرة: 281]، ويمر الواحد بالآية تبكيه كما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عندما مر بقوله تعالى: { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ } [يوسف: 86]، سُمِعَ
نشيجه من مؤخرة المسجد.
ولم يقتصر ذلك على الراسخين في العلم، حديثي العهد بمعرفة الإسلام، حكى
عبد الواحد بن زيد قال: ركبنا سفينة فانكسرت بعرض البحر، فأوفأتنا على جزيرة،
فرأينا رجلاً يعبد صنماً، فقلنا: ما تعبد؟ فأشار لهذا الصنم، وقال: وأنتم ما تعبدون؟،
قلنا: نعبد الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي الأحياء والأموات
قضاؤه، قال: فما دليلكم عليه؟، قلنا: بعث إلينا رسول الله، قال: وأين هو؟، قلنا:
قبضه الله إليه، قال: فما علامتكم عليه؟، قلنا: ترك لنا كتاب الملك، قال: أرونيه،
قال عبد الواحد: فدفعنا له مصحفاً، قال: لا أحسن هذا (أي لا يحسن القراءة
يقول: فقرأنا له سورة من كتاب الله، وهو يبكي ويقول: ما ينبغي لمن كان هذا
كلامه أن يُعصى، قال عبد الواحد: فعلمناه من شرائع الإسلام حتى آوانا الليل
فنمنا، فقال: أإلهكم الذي تعبدونه ينام؟، قلنا: مولانا حيٌ قيوم لا ينام، قال:
بئس العبيد أنتم تنامون ومولاكم لا ينام، يقول عبد الواحد: فتعجبنا له، وبلغنا
عبادان فدفعنا له مالاً، فقال: سبحان الله، دللتموني على طريق لم تسلكوه،
إني كنت أعبد صنماً في البحر فلم يضيعني فكيف بعد ما عرفته، وهذا القصة
الطريقة التي حكاها ابن الجوزي تدل على مبلغ تدبر الرجل وفقهه رغم حداثة
تدينه، وذلك فصل الله يؤتيه من يشاء.
خرج هارون الرشيد يوماً من مجلس الإمارة فاعترضه يهودي، وقال له: اتق الله،
فنزل هارون من على دابته وسجد على الأرض، فقال له أتباعه: إنه يهودي،
قال هارون: اتق الله، { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ
الْمِهَادُ
} [البقرة: 206]، فكان عملهم ووعظهم وتذكيرهم يدل على عظيم تدبرهم
لآيات الله.
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284763587.png
ومن ذلك لما قدم سليمان بن عبد الملك المدينة، وذهب إليه الناس يهنئونه وامتنع
أبو حازم فبعث له سليمان يعاتبه، ويقول له: وجوه الناس زاروني وأنت لم تزرني،
فقال له أبو حازم: أنت لم تعرفني قبل هذا وأنا لم أرك قبل هذا اليوم، قال يا أبا حازم،
قل لي: لماذا نكره الموت؟، قال: لأنكم عمَّرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فتخافون أن
تخرجوا من العمران إلى الخراب، قال: فما لنا عند الله غداً؟، قال: اعرض نفسك على
كتاب الله، قال: وأين أجده؟، قال: عند قوله تعالى:
{ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ، يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ،
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ
}
[الانفطار: 13- 16]، وقال: فأين رحمة الله إذن؟، قال: { قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }
[الأعراف: 56]، فهذا التدبر يورث الحزن والفطنة ودقة التمييز بين الطيب والخبيث
والفاسد والصحيح ويجعل الإنسان راغباً راهباً كما أنه يفضي إلى رسوخ الإيمان في
القلب.
قال ابن القيم –رحمه الله-:
الناس ثلاثة: رجل قلبه ميت فذلك الذي لا قلب له، ليست الآية ذكرى في حقه،
فهذا الثاني: رجل له قلب حي مستعد لكنه غير مستمع للآيات المتلوة التي يخبر
بها الله عن الآيات المشهودة أما لعدم ورودها، أو لوصلها إليه، وقلبُهُ مشغول عنها
بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضراً، فهذا أيضاً لا تحصل له الذكرى، مع استعداده
ووجود قلْبِه.
والثالث: رجلٌ حيٌّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغَى بسمعهِ، وألقى السمع
وأحضر قلبه، ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهدُ القلبي، مُلقي السمع،
فهذا القسْمُ هو الذي ينتفعُ بالآيات المتلوَّة والمشهودة.
فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر.
والثاني: بمنزلة البصير الطامح ببصره إلى غير جهة المنظورة إليه، فكلاهما لا يراه.
والثالث: بمنزلة البصير الذي حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصرَه وقابل، وقابلهُ على
توسُّط من البُعد والقرب، فهذا هو الذي يراه.
فسبحان من جعل كلامه شفاء لما في الصدور، فاعلم أن الرجل قد يكون له قلبٌ وقادٌ،
مليءٌ باستخراج العِبَر، واستنباط الحِكَم، فهذا قلبه يوقعُهُ على التذكُّر والاعتبار، فإذا
سمع الآيات كانت له نوراً على نورٍ، وهؤلاء أكملُ خلق الله، وأعظمهم إيماناً وبصيرة،
وحتى كأن الذي أخبرهم به الرسول مشاهدٌ لهم، لكن لم يشعُرُوا بتفاصيله وأنواعه،
حتى قيل: إن مثل حال الصِّديق مع النبي صلى الله عليه وسلم كمثل رجُلين دخلا داراً،
فرأى أحدُهُما تفاصيل ما فيها وجزئياته، والآخر وقعت يداه على ما في الدار ولم ير
تفاصيله ولا جزئياته، لكن علم أن فيها أموراً عظيمة، ولم يُدرك بصرُه تفاصيلها، ثم خرجا
فسأله عمَّا رأى في الدار فجعل كما أخبره بشيء صدَّقه، لما عنده شواهد، وهذه
أعلى الدرجات الصدِّيقيَّة، ولا تستبعد أن يمن الله المنان على عبد بمثل هذا الإيمان
فإن فضل الله لا يدخل تحت حصر ولا حسبان.
فصاحب هذا القلب إذا سمع الآيات وفي قلبه نورٌ من البصيرة ازداد بها نوراً على نوره،
فإن لم يكن للعبد مثلُ هذا القلب فألقى السمع وشهد قلبه ولم يغب حصل له التذكر
أيضاً، { فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ } [البقرة: 265]، والوابل والطَّلُّ في جميع الأعمال
وآثارها وموجباتها، وأهلُ الجنة سابقون مقرِّبون وأصحاب يمين، وبينهما في درجات
التفصيل ما بينهما؟
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284763587.png
وقد وردت الآيات تستحث العباد على التدبر:
قال تعالى: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرً }
[النساء: 82].
وقال: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ } [المؤمنون: 68].
وقال: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ص: 29].
وقال سبحانه: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ } [محمد: 24].

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بتُّ عند خالتي ميمونة فتحدَّث رسول الله
صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رَقَد، فلما كان ثُلُث الليل الآخر قعد
فنظر إلى السماء فقال: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ
} [آل عمران: 190]، ثم قام فتوضَّأ واستَنَّ فصلى، إحدى عشرة
ركعة ثم أذَّن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح [متفق عليه].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً
صلاةً فأطال فيها، فلما انصرف قلنا –أو قالوا- يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة، قال:
"إني صليت صلاةَ رغبةٍ ورهبةٍ، سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين،
ورَدَّ عليَّ واحدة، سألتُه ألا يسلط عليهم عدواً من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن
لا يهلكهم غرقاً، فأعطانيها، وسألته أن لا تجعل بأسهم بينهم، فردَّها عليَّ
"
[رواه ابن ماجه والترمذي وقال حسن صحيح].
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة،
فافتتح بالبقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى، فقلتُ يصلي بها في ركعة، فمضى،
ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً، إذا مرَّ بآية فيها
تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوَّذ [رواه مسلم].
وورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
"اقرأ عليَّ"، قلت: أقرأُ عليك وعليك أُنزل؟، قال: "فإني أُحب أن أسمعه من غيري
فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ
عَلَى هَؤُلاء شَهِيدً
} [النساء: 41]، قال: "أمسكفإذا عيناه تذرفان"
[رواه البخاري ومسلم].
وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان أول ما بُدئ
به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى
رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء يتحنَّث فيه
وهو التعبد- الليالي أولات العَدَدِ [رواه البخار ومسلم].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ركعتان مقتصدتان في تفكُّر خير من قيام ليلة بلا قلب.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا تلا هذه الآية :
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } [الحديد: 16]، قال: بلى يا رب،
بلى يا رب.
وعن طاوس قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم: يا روح الله، هل على الأرض
اليوم مثلك؟، فقال: نعم، من كان منطقه ذكراً، وصمته فكراً، ونظره عبرة، فإنه مثلي.
قال عبد الله بن المبارك: مر رجل براهب عند مقبرة ومزبلة، فناداه فقال: يا راهب،
إن عندك كنزين من كنوز الدنيا، لك فيهما معتبر، كنز الرجال وكنز الأموال.
وعن محمد بن كعب القرظي قال: لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ { إِذَا زُلْزِلَتِ
و{ الْقَارِعَةُ } لا أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر أحب إليَّ من أن أهذُّ القرآن ليلتي
هذا –أو قال-: أنثره نثراً.
قال الفضيل: إنما نزل القرآن ليُعمل به فاتخذ الناس قراءته عملاً، قيل: كيف العمل به؟،
قال: ليحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند
عجائبه.
قال ابن القيم: أما التأمل في القرآن فهو تحديق نظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر
على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر، قال تعالى:
{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ص:29]، وقال تعالى:
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ } [محمد: 24]، وقال تعالى:
{ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } [المؤمنون: 68]، وقال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
[الزخرف: 3].
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284763587.png
وقال الحسن: نزل القرآن ليُتدبر ويُعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً.
فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبُّر القرآن، وإطالة
التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر
بحذافيرها، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغايتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما وتَتُلُّ في يده
مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة وتُثبت قواعد الإيمان في قلبه وتشيد بنيانه وتوطد
أركانه وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه وتحضره بين الأمم وتريه أيام فيهم
وتبصره مواقع العبر وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله
وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه وقواطع
الطريق وآفاتها وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل
الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة
وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه.
وبالجملة: تعرفه الرب المدعوَّ إليه وطريق الوصول إليه وما له من الكرامة إذا قدم عليه.
وتعرفه مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشيطان والطريق الموصلة إليه،
ما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه.
وفي تأمل القرآن وتجبره وتفهمه أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد.
عباد الله:
القرآن ليس كتاب مطالعة ولا جغرافيا بل هو كلام رب العالمين فتدبروه ولا تنثروه نثر
الرمل ولا تهزوه هز الشعر قفوا عند عجائبه حركوا به القلوب وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين.
أحكام التدبر
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284763587.png
يقول الله - عزوجل - في محكم كتابه: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ
هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
}1، وتنص الآية على أن
كلام الله هو أحسن الحديث، فقد وصفه ربنا بأنه مثاني، ثم أضاف عليه وصفاً آخر:
"تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله
قال الإمام الألوسي: "الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود
الذين يخشون ربهم إذا قرعت صفات الجلال أبواب قلوبهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم
إلى ذكر الله بالشوق والطلب
"2.
وقد دعانا ربنا في غير ما آية إلى تدبر كتابه، وتأمل معانيه وأسراره فقال -
عز من قائل -: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ}3،
وحضَّ نبيهُ - صلى الله عليه وسلم - أمتَه على التدبر وفهم معاني القرآن فقال حين
نزل قوله - تعالى -: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ
لأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
}4
((ويلٌ لمن قرأها، ولم يتفكر فيها))5.
وهكذا كان حال النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام عند سماعهم للقرآن؛
فإنهم كانوا ينصتون له بأسماعهم، ثم يتدبرونه بعقولهم؛ فلا يتجاوزوا العشر الآيات
حتى يحفظوها، ويتدبروها، ويعملوا بما فيها، ولنا فيما ورد من حاله -
صلى الله عليه وسلم - مع تدبر كتاب ربه نبأ عظيم؛ إذ يقول فيه ابن مسعود -
رضي الله عنه -: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرأ علي!!)) قلت:
آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإني أحب أن أسمعه من غيري))، فقرأت عليه
سورة النساء حتى بلغت:
{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال: ((أمسك))،
فإذا عيناه تذرفان6.
وكان السلف الصالح يتابعون ويسيرون على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -
في التعامل مع القرآن فيتدبرون القرآن ويأمرون بذلك فقد جاء أن ابن عباسٍ -
رضي الله عنهما - كان يقول: "ركعتان في تفكرٍ خيرٌ من قيام ليلة بلا قلب"، وكان
الفضيل - رحمه الله - يقول: "إنما نزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس قراءته عملاً،
قيل: كيف العمل به؟ قال: ليحلُّوا حلاله، ويحرِّموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا
عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه
".
وكان منهم من يقوم بآية واحدة يرددها طيلة الليل يتفكر في معانيها ويتدبرها،
فلم يكن همهم مجرد ختم القرآن؛ بل القراءة بتدبر وتفهم، يقول محمد بن كعب
القُرَظِي: "لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ"إذا زلزلت" و"القارعة" لا أزيد عليهما،
وأتردد فيهما، وأتفكر؛ أحبُّ إليَّ من أن أَهُذَّ القرآن - أي أقرأه بسرعة
-".



http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283717707.png

| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:39 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
ثمار التدبر:

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284764521.jpg

ولعل من ثمار التدبر ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - قائلاً:
"فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته؛ من تدبر القرآن،
وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير
والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما، وغاياتهما وثمراتهما، ومآل
أهلهما، وتَـتُلُّ في يده - تضع - مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد
الإيمان في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر،
وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه
".
آداب تلاوة القرآن الكريم
فإن القرآن العظيم كلام الحق - سبحانه وتعالى -، أنزله على أشرف نبي
- صلى الله عليه وسلم -، فشرّف به هذه الأمة وكرَّمها به، وجعله المعجزة
الخالدة، ورتَّب على قراءته والعمل به الأجور العظيمة
لذلك كله كان لا بد لمن أراد أن يتلو هذا الكلام العظيم من أن يتحلى بالآداب الفاضلة،
والأخلاق الكريمة سواء قرأه في رمضان أو في غيره من الشهور،
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284765308.png




http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284759081.jpg

ومن تلك الآداب:
1- أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك.
2- أن يَسْتَاكَ تطهيراً وتعظيماً للقرآن.
3- أن يكون طاهراً من الحدثين.
4- أن يكون نظيف الثوب والبدن.
5- أن يقرأه بخشوع وتفكر وتدبر.
6- أن يكون قلبُه حاضراً؛ فيتأثر بما
يقرأ تاركاً حديث النفس وأهواءها.
7- يستحب له أن يبكي مع القراءة؛
متأثرا بعِظَات القرآن وعبره، فإن لم
يبكِ فليتباكى قال - تعالى -
مادحاً أهل العلم:
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ
كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ
يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً
}1.
8- أن يزين قراءته ويُحَسِّنَ صوتَه بها،
وإن لم يكن حسن الصوت حسَّنه
ما استطاع؛ بحيث لا يخرج به إلى حد
التمطيط.
9- أن يتأدب عند تلاوة القرآن الكريم فلا
يضحك، ولا يعبث، ولا ينظر إلى ما يلهي،
بل يتدبر ويتذكر قوله - سبحانه وتعالى -:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُولُو الْأَلْبَابِ
}2"3.




http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284765308.png

تلك هي بعض آداب تلاوة القرآن؛ هلم أيها المسلم إلى العمل بها الآداب،
وتعليمها لمن تستطيع من المسلمين؛ فمن دل على هدى فله مثل أجر فاعله.
اللهم وفقنا لتدبر كتابك، وصدق الإيمان به، وأذقنا حلاوة تلاوته؛ إنك سميع الدعاء.



http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283717707.png

| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:40 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
تــــدبر القــــرآن

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284770693.jpg

قال تعالى : [ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ] .
" النساء : 82 " .
وقال تعالى : [ الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين
يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء
ومن يضلل الله فما له من هاد
] . " الزمر : 22 " .
يقول الصحابة الكرام رضوان الله عليهم :
( كنا نسمع لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يقرأ القرآن أزيزاً كأزيز المرجل من بكاء )
يقول الإمام علي رضي الله عته : ( لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها ) .




http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284770693.bmp

معنى التدبر :
يقول الحسن البصري رحمه الله : قال :
[ كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا
آياته وليتذكر أولوا الألباب
] : " ص : 29 ".
و تدبر آياته إلا إتباعه .. ما هو بحفظ حروفه
وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول قد
قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفاً وقد
والله أسقطه كله ما ترى القرآن له في خلق
ولا عمل .



المقصود من القراءة الكيف لا الكم :
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما
أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة . ( أي بسرعة وبدون تدبر ) .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : كان الفاضل من أصحاب رسول الله ..
صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها ،
ورزقوا العمل بالقرآن .. ولقد تعلم عبد الله بن رضي الله عنهما سورة البقرة في
ثمان سنين فلما ختمها نحر جزورا .
وسأل معينة على التدبــر :
1- الخوف من الله تعالى ، قال سبحانه : [ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ]
" ق : 45 "
[ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ] " طه : 1 ، 2 ، 3 " .
2- حصر الفكر أثناء القراءة بالقرآن وتفريغه من شواغل الدنيا .
3- التأدب بآداب التلاوة " الآداب القلبية والبدنية " .
4- اختيار الزمان المناسب والمكان اللائق بكتاب الله تعالى .
5- البدء بالاستعاذة والبسملة .
التدبر العملي وله طريقتان :
الأولــى : يكون حسب تسلسل الآيات باستخراج معانيها ومحاولة تطبيقها .
الثانيـــة : اختيار عنوان لموضوع وتتبع ما يتعلق بهذا الموضوع من الآيات القرآنية .



http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283717707.png

| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:41 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284780551.png
آداب قراءة القرآن الكريم
.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284777975.jpg

هذه بعض الآداب المتعلقة بقراءة القرآن:
على المسلم أن يتأدب بآداب التلاوة لكتاب الله تعالى ومنها:
أولاً: إخلاص النية لله تعالى لأن أي عمل من الأعمال لا يقبله الله ما لم يكن خالصاً
له وحده، يقول تعالى: ( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) ،
ويقول تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).
ثانياً: أن يقرأ بقلب حاضر منصرف إلى السماع ويتدبر كل ما يقرؤه ويحاول الفهم قدر
استطاعته، وأما أولئك الذين يهذون القرآن هذّا، ولا يتدبرون معانيه ولا يخشعون
عند وعده ووعيده فقلوبهم مشغولة بغير القراءة من متاع الدنيا وعرضها الزائل.
ثالثاً: أن يقرأ على طهارة كاملة، لأن هذا من تعظيم كلام الله واحترامه، ولا حرج
عليه لو كان مضطرا للقراءة ولا يجد وسيلة لبلوغ الماء، كمن يرقد على السرير أو
في سيارة لا يملك إيقافها أو في طائرة أو في سجن وما أشبه ذلك فهؤلاء قد
يكونون معذورين وهم على غير طهارة شريطة أن يتطهروا من الحدث الأكبر.
رابعاً: ألا يقرأ في أماكن مستقذرة كدورات المياه وأماكن المنكرات والمعاصي ،
أو في مجتمع لا ينصت له كمجتمع البيع والشراء، أو مجتمع الرياضة وغير ذلك من
المجتمعات المشغولة، لأن القراءة في هذه الأماكن إهانة لكتاب الله.
خامساً: أن يستعيذ باالله من الشيطان الرجيم عند بدء القراءة سواء كان من أول
السورة أو من وسطها لقول الله تعالى:
( فإذا قّرأت القرآن فّاستعذ باللَه من الشَيطّان الرَجيم ). ثم يقول في بدء السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
سادساً: أن يحسن صوته بالقرآن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً لما روى أبو هريرة
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما أذن الله لشيء
(أي ما استمع لشيء) كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به »
متفق عليه.
والجهر بالقراءة أولى إلا إذا كان حوله من يتأذى بجهره في قراءته كالنائم والمصلي ،
فإنه حينئذ يجهر جهراً خفيفاً يسمعه هو ولا يسمعه من حوله.
سابعاً: ومن آداب تلاوة القرآن أن يسجد عند تلاوة الآيات التي فيها سجود سواء كان
الوقت وقت نهي أو غيره.والله أعلم .

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284777975.gif

لقد أمر الله عباده أن يتفكروا ويتدبروا في معاني وكلمات القرآن الكريم ، ووعدهم
بالثواب العظيم ، على كل حرف منه عشر حسنات ، ولقد شرع الله تعالى لعباده
الطريق الميسور لقراءة القرآن الكريم على مبادئ وصفات معينة حتى يصلوا إلى
المقصود وهو تحقيق مبادئه وتطبيق أحكامه ، وأمر الله عز وجل نبيه ..
صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " ورتل القرآن ترتيلا ". (المزمل: 4
وقال تعالى : "وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ".
(الإسراء:106
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يارب حله (أي ألبسه حلة)
فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول يارب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول يا رب ارض
عنه فيرضى عنه ، فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل أية حسنة
" رواه الترمذي.
ولننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لمعاذ رضي الله عنه :
" يا معاذ إن أردت عيش السعداء وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والأمن من
الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور والري يوم العطش والوزن يوم
الخسفة والهدى يوم الضلال فادرس القرآن فإنه ذكر الرحمن وحرز من الشيطان
ورجحان في الميزان ( أخرجه الديلمي).
ومن خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر لنا فضل المعلم الذي
يعلم القرآن : قال صلى الله عليه وسلم : "يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه
الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت
الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام
" أخرجه الترمذي
والنسائي وابن ماجة.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على إتقان القراءة
عندما كان يلقنه إياها جبريل عليه السلام.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل عليه
السلام ، ويلقنهم إياه بنفس الصفة.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284777975.gif

كانت قراءة النبي - عليه الصلاة والسلام - للقرآن قراءة مفسرة مرتلة؛ كما أمره
ربه بذلك بقوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}3 "أي اقرأه على مهل مع تدبر، قال الضحاك:
"اقرأه حرفاً حرفاً"، وقال الزجاج: "هو أن يبين جميع الحروف، ويوفي حقها من
الإشباع، وأصل الترتيل التنضيد، والتنسيق، وحسن النظام، وتأكيد الفعل بالمصدر
يدل على المبالغة على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف ببعض، ولا ينقص من
النطق بالحرف من مخرجه المعلوم مع استيفاء حركته المعتبرة"4.
وقراءة القرآن بالترتيل تُعنى بالتجويد، وتبيين الحروف، وتحسين المخارج، وإظهار
المقاطع؛ وهذا حسن مطلوب، وقد سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
عن قوله - تعالى -: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} فقال: "هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف
وعن ابن عباس أيضاً في قوله: {ورتل القرآن ترتيلاً} قال: "يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع
لا يهذرم"5، وسمع علقمة رجلاً يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رتل القرآن -
فداه أبي وأمي -، وقال أبو بكر بن طاهر: تدبر في لطائف خطابه، وطالب نفسك بالقيام
بأحكامه، وقلبك بفهم معانيه، وسرك بالإقبال عليه"6.
وجاء في حديث عبد اللَّه بن عمرو - رضي الله عنه -
قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -:
((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَكَ
عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا
))7، وهذه أم سلمة - رضي ا لله عنها -
تصف لنا قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
للقرآن وترتيله له فتقول:

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284780551.jpg

"كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ثم يقف
((الحمد لله رب العالمين)) ثم يقف، ثم يقول: ((الرحمن الرحيم)) ثم يقف،
ثم يقول: ((مالك يوم الدين)) ثم يقف"88
وقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه كيف يرتلون القرآن ويجودونه؛
حتى أصبح منهم من يقرأ القرآن غضاً طرياً كما أنزل بشهادة النبي..
- صلى الله عليه وسلم - لهم، وأمره الناس بأخذ القرآن عنهم، حيث قال:
((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم مولى أبي
حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب
))99.
وشهر رمضان هو فرصة عظيمة للمسلمين جميعاً لقراءة القرآن، والخلوة به،
وتدبر معانيه، وتأمل آياته، وينبغي أن نعلم أن لقراءة القرآن مراتب ذكرها علماء
التجويد، وبعضهم يعدُّها أربعاً نذكرها مختصرة:
المرتبة الأولى: التحقيق: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم، مع تدبر
المعاني، ومراعاة الأحكام.
المرتبة الثانية: الترتيل: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم، مع تدبر
المعاني، ومراعاة الأحكام.
المرتبة الثالثة: الحذر: وهي القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام.
المرتبة الرابعة: التدوير: وهي القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع، مع
مراعاة الأحكام.
ويمكن للإنسان أن يقرأ القرآن على أي مرتبة من هذه المراتب، أو أن يكون له
في رمضان عدة مصاحف، فمصحف يقرأه بمرتبة التحقيق، ومصحف يقرأه بمرتبة
الترتيل، ومصحف بمرتبة الحذر، ومصحف بمرتبة التدوير.
والمقصود هو أن يقرأ الإنسانُ القرآنَ بتدبر وتمهل وتعقل، ويحذر من أن يقرأه
هذرمة؛ حتى يحوز القارئ على الأجور العظيمة فعن ابن مسعود - رضي الله عنه
- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((ومن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول:
ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف
))110، وروى زيد بن ثابت
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل))11.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284778437.gif

ما أمتع العيش مع كلام الرحمن، ما أحلاها من حياة، ما أطيبه من ظِلال، ما أروعها
من أفنان، وما ألذَّ ذلك كله حين يكون في شهر القرآن، شهر رمضان،
{نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء}1.
ولنعش الآن في ظلال هذه الآية العظيمة التي ورد فيها تشريع ركن صيام رمضان حيث
يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ
...}2.
انظر أيها الأخ الحبيب كيف استفتح الله - تعالى - الجليل الكبير هذه الآية
العظيمة، وهذا الحكم الكبير؛ بذلك النداء الحاني، النداء الذي يشعر المرء
المسلم حين يقرأه بالدفء والحنان والرحمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} ما ألطفه
من نداء! وما ألينه من تمهيد!.
يناديهم - سبحانه - ويستثير فيهم هذا الوصف العظيم أي الإيمان به - سبحانه -؛
فهم أهل التصديق والإقرار، أهل السمع والطاعة، وهنا نتذكر ذلك الرجل
الذي أتى عبدَ الله بنَ مسعود - رضي الله عنه - فقال: أوصني، فقال له:
"إذا سمعت الله - عز وجل - يقول في كتابه: يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها
سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تصرف عنه"3.
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}:
أي فرض عليكم الصيام وهو العمل الذي اختص الله نفسه بأن يجزي عليه
((إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به))4،
{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} فقد "كان العرب يعرفون الصوم، وقد جاء في
«الصحيحين» عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان يومُ عاشُوراءَ يوماً تصومه
قريش في الجاهلية
"، وفي بعض الروايات قولها: "وكان رسول الله يصومه"5،
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "لما هاجر رسول الله إلى المدينة وَجد اليهود
يصومون يوم عاشوراء، فقال: ((ما هذا))؟ فقالوا:
"هذا يومٌ نجَّى الله فيه موسى، فنحن نصومه"، فقال رسول الله..
- صلى الله عليه وسلم -: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصام وأمر بصومه"6،
ومعنى سؤاله هو السؤال عن مقصد اليهود من صومه لا تعرُّف أصل صومه، وفي
حديث عائشة - رضي الله عنها -: "فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضة، وقال رسول الله..
- صلى الله عليه وسلم -: ((من شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء أفطر))7،
فوجب صوم يوم عاشوراء بالسُنَّة، ثم نسخ ذلك بالقرآن، فالمأمور به صوم معروف
زيدت في كيفيته المعتبرة شرعاً قيودُ تحديد أحواله وأوقات..."8.
"فحصل في صيام الإسلام ما يخالف صيام اليهود والنصارى في قيود ماهية الصيام
وكيفيتها، ولم يكن صيامنا مماثلاً لصيامهم تمام المماثلة، فقوله:
{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}9 تشبيه في أصل فرض ماهية الصوم لا في
الكيفيات، والتشبيهُ يُكتفَى فيه ببعض وجوه المشابهة، وهو وجه الشبه المراد
في القصد، وليس المقصود من هذا التشبيه الحوالةَ في صفة الصوم على ما كان
عليه عند الأمم السابقة، ولكن فيهم أغراضاً ثلاثة تضمنها التشبيه: أحدها الاهتمام
بهذه العبادة، والتنويه بها لأنها شرعَها الله قبلَ الإسلام لمن كانوا قبل المسلمين،
وشرعها للمسلمين، وذلك يقتضي اطِّراد صلاحها، ووفرة ثوابها، وإنهاض همم
المسلمين لتلقي هذه العبادة كي لا يتميز بها من كان قبلهم.
والغرض الثاني أن في التشبيه بالسابقين تهويناً على المكلفين بهذه العبادة أن
يستثقلوا هذا الصوم؛ فإن في الاقتداء بالغير أسوة في المصاعب، فهذه فائدة لمن
قد يستعظم الصوم من المشركين فيمنعه وجوده في الإسلام من الإيمان، ولمن
يستثقله من قريبي العهد بالإسلام، وقد أكَّد هذا المعنى الضّمني قوله بعده:
{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}10.
والغرض الثالث إثارة العزائم للقيام بهذه الفريضة حتى لا يكونوا مقصرين في قبول
هذا الفرض، بل ليأخذوه بقوة تفوق ما أدى به الأمم السابقة"11.
وقوله - تعالى -: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} "لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك
الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة
فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
))12"13، فـ"الصوم يكسر
شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر:
المرء يسعى لعارية بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين، وخفت
عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعاً له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهوناً عليه أمر
الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى، فيكون معنى الآية: فرضت عليكم
الصيام لتكونوا به من المتقين، الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا
الكتاب هدى لهم..."14.

لنتدبر القرآن الكريم

إن الحسرة لتغشانا، وإن الأسى ليخيم علينا؛ حين نقرأ دفتر التاريخ، ونقارن
أنفسنا بأولئك الرجال الذين كانت تتغير أحوالهم، وتستقيم حياتهم؛ عندما يتلون
كتاب الله - تعالى -، بل عندما يذكَّرون بآية واحدة، أو يوعظون بقطعة من آية
فتجدهم يبكون ويتأثرون، وكيف لا يكون ذلك وقد وصف الله هذا الكتاب فقال:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
فكيف بقلوب من لحم ودم؟!.
لكن أين قلوبنا نحن؟! وأين تأثرنا بهذا القرآن العظيم؟! نقرأه عشرات المرات،
ونخرج منه كما دخلنا إليه، فإلى الله نشكو قسوة في قلوبنا، ونسأله أن يفك
أسرها لتدبر كلامه.
وهنا أيها المسلم الحبيب بعض من الوصايا الغالية،.والتي ستكون - بإذن الله -
عوناً لك على تدبر كلام الله - تعالى -:
1- احرص على أن تكون التلاوة في الليل وقد هجع الناس، وهدأت الأصوات،
وخفت الضجيج لقول الحق - سبحانه -: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}.
2- أن تقرأ السورة وتتمثل في نفسك أنها نزلت لك خاصة.
3- أن تقرأ الآية كلمة كلمة، وكل كلمة لم تفهما تسارع إلى كتب التفسير
الميسرة، ولا تتعداها حتى تفهم معناها، وتطلع على بعض أسرارها،
"ويكون بيد طالب العلم المبتدئ بعض التفاسير الموثقة المختصرة جدًا؛
لَأَنَّ كثرة التفاريع تُذْهِب عليه وقته لأنه لا يستوعب
"3.
4- يستحب بعض العلماء أن تكون هذه القراءة في صلاة كقيام الليل لأنه قد
جاءت نصوص تمدح هؤلاء الذين يقيمون الصلاة بالقرآن كقوله - تعالى -:
{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}4.5
5- احرص على أن تكون قراءة التدبر هذه قراءة عن ظهر قلب لا نظراً في المصحف،
بحيث يحصل التركيز التام، وانطباع الآيات عند القراءة.
6- أن تكون هذه القراءة قراءة خاصة غير قراءة التلاوة والمراجعة والحفظ.
7- يقول - تعالى -: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}6،

فلا بد لتدبر القرآن من قلب خاشع، ولن تحصل ذلك إلا بأمرين:

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284778437.jpg

الأول: دعاء الله - تعالى - أن يرزقك قلباً خاشعاً.
والثاني: مجاهدة النفس على استحضار القلب، ومحاولة نسيان شواغل
الدنيا عند هذه التلاوة.
8- ربط الآيات بواقعك اليومي ونظرتك للحياة.
9- تكرار الآيات وترديدها.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284778191.gif
10- الترتيل والترسل في القراءة، وعدم العجلة؛ إذ المقصود هو الفهم
وليس الكم، وهذه مشكلة الكثيرين، وهم بهذا الاستعجال يفوتون على
أنفسهم خيراً عظيماً.
11- الجهر بالقراءة ليقوى التركيز، ويكون التوصيل بجهتين بدلاً من واحدة
أي الصورة والصوت.
هذه وسائل وأدوات يكمل بعضها بعضاً في تحقيق وتحصيل مستوى
أعلى وأرفع في تدبر آيات القرآن الكريم والانتفاع والتأثر بها.
أيها المسلم الحبيب: "قف عند الباب حتى يفتح لك إن كنت تدرك
عظمة ما تطلب، فإنه متى فُتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات
أن تصفه، ولا العبارات أن تصور حقيقته، أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم
نفسك من كنز عظيم، وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك
"7.
اللهم افتح قلوبنا لتدبر كلامك، ووفقنا للعمل بكتابك، واجعله جنتنا
في الدنيا، وشفيعنا في الآخرة.
والحمد لله رب العالمين.
ختاما
"لا تنس أن تطلب التوفيق ممن بيده التوفيق
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}4"


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284780551.png

| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:43 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif


قراءة سورة الفاتحة بعد صلاة الوتر

السؤال :
أرجو من فضيلتكم إفتائي عن قراءة سورة الفاتحة بعد صلاة العشاء
-أي: بعد الوتر- وذلك لعدد غير محدد، مثل:
مائة مرة أو أقل أو أكثر بدون تحديد عدد معين أو وقت معين، علماً
بأنني أقرأ القرآن دائماً راجياً من المولى جل وعلا زيادة في الأجر
والثواب، فهل هذا يعتبر بدعة أم لا، وأنا بعد قراءة الفاتحة أطلب من
الله التوبة والمغفرة والهداية؟
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif
الجواب :
القرآن كلام الله تعالى، وفضل كلامه تعالى على كلام البشر كفضل
الله على عباده، وفضل قراءة القرآن عظيم لا يقدر قدره إلا الله
سبحانه لكن ليس للقارئ أن يخص سورة أو آية بالتلاوة في وقت معين
أو لغرض معين إلا ما خصه الرسول صلى الله عليه وسلم كفاتحة الكتاب
للرقية، أو في الصلاة في كل ركعة، وكقراءة آية الكرسي عندما يأخذ
مضجعه من فراشه للنوم رجاء أن يحفظه الله من الشيطان، وكقراءة
المعوذات: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}
و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} للرقية.
وكذلك ليس له أن يلتزم تكرار سورة أو آية مرات محدودة إلا إذا ثبت ذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك عبادة فيراعى فيها التوقيف
من الشرع.
ومن هذا يتبين أن تخصيص قراءة سورة الفاتحة بالليل بعد الوتر مرات بدعة،
ولو لم يحدد العدد؛ لأنه لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا
عن أحد من خلفائه الراشدين رضي الله عنهم فالخير في القراءة دون تقيد
بالفاتحة ولا تخصيص للقراءة بالليل بعد الوتر، بل يشرع الإكثار من قراءة القرآن
الكريم للفاتحة وغيرها من غير تحديد لعدد معين أو وقت معين إلا ما جاء
في الشرع المطهر كما سبق بيانه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة

هل يقرأ المأموم الفاتحة أم يستمع لقراءة الإمام؟
أمر الله سبحانه وتعالى بالاستماع والتزام الصمت والقرآن يقرأ

( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من أن الصلاة التي لا يقرأ فيها
بالفاتحة تبطل . أرجو أن تخبرني ماذا أفعل دون الوقوع في ما يتعارض مع
أي من هذين الأمرين إذا كان الإمام لا يترك مجالا للمأمومين لقراءة الفاتحة ؟
وما هو الصحيح في المسألة ؟

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif
أولا :
سبق في جواب السؤال رقم (10995) بيان أن قراءة الفاتحة ركن من أركان
الصلاة في حق الإمام والمأموم والمنفرد .
ثانياً :
وأما السكتة التي يسكتها بعض الأئمة بعد قراءتهم للفاتحة ، فليس سكتة
طويلة يتمكن المأموم فيها من قراءة الفاتحة ،
وإنما هي سكتة يسيرة ، يحصل بها الفصل بين قراءة الفاتحة ، وقراءة السورة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"السكتة بين قراءة الفاتحة ، وقراءة سورة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم
على ما ذهب إليه بعض الفقهاء من أن الإمام يسكت سكوتا يتمكن به المأموم
من قراءة الفاتحة ، وإنما هو سكوت سير يتراد به النفس من جهة ، ويفتح الباب
للمأموم من جهة أخرى ، حتى يشرع في القراءة ويكمل ، ولو كان الإمام يقرأ
فهي سكتة يسيرة ليست طويلة " انتهى.
"فتاوى أركان الإسلام" (ص323-324 ) .
فإذا كان الإمام لا يسكت سكتة طويلة بعد قراءة الفاتحة ، فإن المأموم عليه أن
يقرأ الفاتحة ، ولو مع قراءة الإمام السورة ،
لأن هذا هو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في صلاة الفجر .
روى أبو داود (823) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ،
فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ :
( لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ ! قُلْنَا : نَعَمْ ،
يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا ) .
وقد حسنه الترمذي وصححه البيهقي والخطابي وغيرهم ، وهو نص في وجوب
قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة الجهرية.
قال الشيخ ابن باز : " فإن لم يسكت الإمام فالواجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة
ولو في حال قراءة الإمام في أصح
قولي العلماء " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (11/221) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"فإن قيل : إذا كان الإمام لا يسكت فمتى يقرأ المأموم الفاتحة ؟
فنقول : يقرأ الفاتحة والإمام يقرأ ؛ لأن الصحابة كانوا يقرؤون مع الرسول ..
صلى الله عليه وسلم فقال :
( لا تفعلوا إلا بأم القرآن ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ) " انتهى .
"فتاوى أركان الإسلام" ( ص322 ) .
وأما قوله تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) فهذا عام مخصوص بغير
الفاتحة ، بمعنى أنه يجب الإنصات لقراءة
الإمام القرآن في الصلاة إلا إذا كان المأموم يقرأ الفاتحة فقط ، بدليل قول الرسول
صلى الله عليه وسلم :
( لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا ) وكان ذلك في صلاة
الفجر ، وهي صلاة جهرية كما هو معلوم .
فيكون المأموم مأمور بالإنصات إلا عن قراءة الفاتحة .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

قراءة الفاتحة في الصلاة

سؤالي يتعلق بالطريقة الصحيحة لتأدية صلاة الفريضة خلف الإمام ، وبالتحديد
قراءة سورة الفاتحة .
1- هل يجب علينا أن نقرأ سورة الفاتحة بصوت منخفض والإمام يقرأ بها جهرا
خلال الركعتين الأوليتين من صلوات الفريضة ؟
2- هل يجب علينا أن نقرأ سورة الفاتحة في نفس الحالة لكن في الركعة الثالثة
أو الركعة الرابعة ،
أي في الركعات التي يُسرّ فيها الإمام بالقراءة ؟

لقد أثير هذا السؤال نتيجة لأن جماعة الحي السكني ترغب في تصحيح طريقة
صلاتنا . وأهل الحي على رأيين ،
أحدهما هو : إذا كان الإمام يصلي فإن علينا أن نستمع فقط سواء أكان يقرأ
جهرا (الركعتين الأولى والثانية)
أو سرا (في الثالثة والرابعة) ؛ أما أصحاب الرأي الآخر فقالوا بأن الصلاة لا تقبل
بدون قراءة سورة الفاتحة ، سواء أقرأ بها الإمام جهرا أم سرا .
أرجو أن تبين لنا الصواب وتزودنا بأكبر عدد ممكن من الدلائل ..
الحمد لله
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif
قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في كل ركعة في حق الإمام والمنفرد
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ) رواه البخاري (الأذان/714) ، أما قراءة
الفاتحة للمأموم خلف الإمام في الصلاة
الجهرية فللعلماء فيها قولان :
القول الأول : أنها واجبة ، والدليل عليها عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
ولمّا علّم النبي صلى الله عليه وسلم المُسِيء صلاته ، أمره بقراءة الفاتحة .
وصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرؤها في كل ركعة ، قال الحافظ
ابن حجر في فتح الباري :
" وَقَدْ ثَبَتَ الإِذْنُ بِقِرَاءَةِ الْمَأْمُومِ الْفَاتِحَةَ فِي الْجَهْرِيَّةِ بِغَيْرِ قَيْد , وَذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيّ فِي " جُزْء الْقِرَاءَة "
وَاَلتِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّانَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ رِوَايَة مَكْحُول عَنْ مَحْمُود بْن الرَّبِيع عَنْ عُبَادَة
" أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ فِي الْفَجْرِ , فَلَمَّا فَرَغَ
قَالَ : لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : فَلَا تَفْعَلُوا إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ,
فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا " ا.هـ .
القول الثاني : أن قراءة الإمام قراءة للمأموم ، والدليل على ذلك قول الله تعالى :
( وإذا قُرِئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ) الأعراف /204 ، قال ابن
حجر : " وَاسْتَدَلَّ مَنْ أَسْقَطَهَا عَنْهُ فِي الْجَهْرِيَّةِ كَالْمَالِكِيَّةِ بِحَدِيث
( وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا ) وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِي .
والذين يقولون بوجوبها ، فإنهم يقولون إنها تُقرأ بعد أن يفرغ الإمام من قراءة
الفاتحة ، وقبل أن يَشْرَع في قراءة السورة الأخرى ، أو أنها تُقرأ في سَكَتَاتِ
الإمام قال ابن حجر : " يُنْصِتُ إِذَا قَرَأَ الإِمَام وَيَقْرَأُ إِذَا سَكَتَ " إ.هـ .
قال الشيخ ابن باز : المقصود بسكتات الإمام أي سكتة تحصل من الإمام في
الفاتحة أو بعدها ، أو في السورة التي بعدها ، فإن لم يسكت الإمام فالواجب
على المأموم أن يقرأ الفاتحة ولو في حال قراءة الإمام في أصح قولي العلماء .
انظر فتاوى الشيخ ابن باز ج/11 ص/221
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن مثل هذا السؤال فأجابت :
الصحيح من أقوال أهل العلم وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة على المنفرد
والإمام والمأموم في الصلاة الجهرية والسرية لصحة الأدلة الدالة على ذلك
وخصوصها ، وأما قول الله تعالى :
( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون )
فعام ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإذا قرأ فأنصتوا )
عام في الفاتحة وغيرها . فيخصصان بحديث : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
جمعا بين الأدلة الثابتة ، وأما حديث :
( من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ) فضعيف ، ولا يصح ما يقال من أن تأمين
المأمومين على قراءة الإمام الفاتحة يقوم مقام قراءتهم الفاتحة ، ولا ينبغي أن
تجعلوا خلاف العلماء في هذه القضية وسيلة إلى البغضاء والتفرق والتدابر ،
وإنما عليكم بمزيد من الدراسة والاطّلاع والتباحث العلمي . وإذا كان بعضكم يقلّد
عالماً يقول بوجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة الجهرية وآخرون يقلدون
عالماً يقول بوجوب الإنصات للإمام في الجهرية والاكتفاء بقراءة الإمام للفاتحة
فلا بأس بذلك ، ولا داعي أن يشنِّع هؤلاء على هؤلاء ولا أن يتباغضوا لأجل هذا .
وعليهم أن تتسع صدورهم للخلاف بين أهل العلم ، وتتسع أذهانهم لأسباب
الخلاف بين العلماء ، واسألوا الله الهداية لما اختلف فيه من الحق إنه سميع
مجيب ، وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284940649.gif




| ▐الخلــود ▐| 18-09-2010 03:39 AM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 

| ▐الخلــود ▐| 18-09-2010 08:18 AM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284820417.gif

التلاوة والترتيل والتجويد والتدوير والحذر


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284778191.jpg

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284778191.jpg

حكم النون والميم المشددتين

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284784390.jpg

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284784390.jpg

احكام النون الساكنة والتنوين

الفرق بين النون الساكنة والتنوين
النون الساكنة هى من اصل الكلمة تنطق وتكتب
لكن التنوين هو حرف زائد ينطق ولا يكتب
الفرق بين النون الساكنة والتنوين اربع امور
اولا : النون الساكنة نون ساكنة اصلية التنوين نون ساكنة لكنها زائدة
ثانيا : النون الساكنة تثبت في اربع حالات الوقف والوصل والخط واللفظ
لكن التنوين يثبت فقط في حالتين في الوصل واللفظ ويسقط في
حالتين الوقف والخط
ثالثا: النون الساكنة تقع في الكلمة متوسطة ومتطرفة لكن التنوين
يقع متطرفة فقط
رابعا: النون الساكنة في الاسماء والحروف والافعال والتنوين تكون
في الاسماء فقط

آحكام النون الساكنة والتنوين أربع:
http://www.up.qatarw.com/up/2010-09-..._765746643.gif
1- الاظهار
2- الادغام
3- الاقلاب
4- الاخفاء

آول حكم من احكام النون الساكنة والتنوين ( الاظهار )

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284785318.jpg
http://www.up.qatarw.com/up/2010-09-..._765746643.gif
1- اظهار النون الساكنة عند الهمزة
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284791742.gif
2- اظهار التنوين عند الهمزة
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284791742.gif
3- اظهار التنون الساكنة عند الهاء
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284791742.gif
4- اظهار النون الساكنة عند الهاء وعند الهمزة
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284791965.gif
5- اظهار التنوين عند الهاء
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284791965.gif
6- اظهار التنوين عند الغين

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284791965.gif

( الادغام )

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284786009.jpg
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284786009.jpg
http://www.up.qatarw.com/up/2010-09-..._765746643.gif
ظهور الادغام فى كلمة واحدة
(دُنْيَا - قِنْوَان - صِنْوَان -بُنْيَان )
للقواعد المستثنى من الادغام

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284795856.gif
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284795856.gif

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284786887.jpg

يكون الإدغام بغنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف كلمة (ينمو).
وهو على قسمين: إدغام كامل بغنة وإدغام ناقص بغنة

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284786887.jpg

إدغام كامل بغنة:
له حرفان الميم والنون. والغنة الباقية عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في
هذين الحرفين تكون للحرف المدغم فيه ولهذا كان الإدغام كاملا. ومثال ذلك:
- النون الساكنة مع النون
﴿ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّـفْعِهِمَا ﴾ (البقرة 219)
التنوين مع النون
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّـاعِمَةٌ ﴾ (الغاشية 8)
النون الساكنة مع الميم
﴿ وَيُسْقَى مِن مَّـاء صَدِيدٍ ﴾ (ابراهيم 16)
التنوين مع الميم
﴿ وَلَيَكُونـاًمِّنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ (يوسف 32)
هذه نون التوكيد وليست تنوينا ولكنها تأخذ حكم التنوين من حيث الإدغام.
عند الإدغام بغنة يجب مدها مقدار حركتين
إدغام ناقص بغنة:
له حرفان الواو والياء. والإدغام ناقص هنا لأن الغنة الباقية صفة للحرف
المدغم. ومثال ذلك:
- النون الساكنة و التنوين مع الواو
﴿ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ (البقرة 107)
في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الواو في
﴿ مِن وَلِيٍّ
وإدغام للتنوين في الواو
﴿ وَلِيٍّ وَلاَ
النون الساكنة والتنوين مع الياء
﴿ فَمَن يَـعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾ (الزلزلة 7)
في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الياء في كلمة
﴿ فَمَن يَـعْمَلْ ﴾ وإدغام للتنوين في الياء ﴿ خَيْراً يَرَهُ
إدغام بلا غنة
يكون الإدغام بلا غنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء.
وإدغام النون الساكنة والتنوين في هذين الحرفين إدغام كامل.
النون الساكنة مع اللام
﴿ وَيُؤْتِ مِن لَّـدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾ (النساء 40)
التنوين مع اللام
﴿ هُدًى لِّـلْمُتَّقِينَ ﴾ (البقرة 2)
النون الساكنة مع الراء
﴿ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ (البقرة 5)
التنوين مع الراء
﴿ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (البقرة 173)


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284820417.gif

| ▐الخلــود ▐| 18-09-2010 11:55 AM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 

تابع الحكم الثاني من آحكام النون الساكنة والتنوين ( الادغام )

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284798708.jpg

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284798708.jpg

الحكم الثالث من آحكام النون الساكنة والتنوين وهو ( الاقلاب )

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284799645.jpg

مثال :
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284799645.gif

آخر حكم من آحكام النون الساكنة والتنوين هو ( الاخفاء )

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284800021.jpg

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284837310.gif





[/IMG][/URL]

| ▐الخلــود ▐| 18-09-2010 12:32 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284800971.gif
عن آحكام الميم الساكنة
وهى مقدمة بسيطة لآحكام الميم الساكنة

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284800971.jpg

آول حكم من آحكام الميم الساكنة وهو

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284800971.jpg

آحكام الميم الساكنة


http://www.up.qatarw.com/up/2010-09-..._929332833.jpg

القلقلة


http://www.up.qatarw.com/up/2010-09-...1726970301.jpg

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284818688.gif





| ▐الخلــود ▐| 18-09-2010 12:44 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
آحكام المد
آول حكم من آحكام المد وهو ( المد الاصلى )


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284802969.jpg

تابع من آحكام المد ( المد الاصلى )

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284802969.jpg

ثانى حكم من آحكام المد وهو ( المد الفرعى )

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284807715.jpg

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284807715.jpg





| ▐الخلــود ▐| 18-09-2010 02:31 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 

| ▐الخلــود ▐| 20-09-2010 08:59 AM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبآحكم / مساؤكم .. رضى وسعادة ورحمة من المولى تغشاكم
آسعد الله آيامكم وثبت الله خطاكم..!!
وهكذا أكون قد انتهيت من طرح مواضيع في القرآن الكريم وتصحيح تلاوة
سورة الفاتحة .
وقريبا سنبدأ في طرح المسابقة اليومية وإن شاء الله فيها الفائدة للجميع ..

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1281372093.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1281372093.gif

نضع بين أيديكـم هذه المسابقـة اليوميـة .. ، سهلة
في أسلوبها ، مفيـدة في موضوعهـا .. فنبحـر في أعمـاق هذا الكتـاب ..
ننهل من معينـه .. ونتأدب بآدابه .. ونتخلق بأخلاقه ..

[ مسابقة القرآن الكريـم ] ..
فيها تحريك القلوب والعقـول بمـا يرضي الله عز وجل وبمـا يكـون عونـا ً على طاعتـه ..

نقاط سريعة حول المسابقة :
اسئلة المسابقة سهلة جدا .... والهدف التدبر في الآيات بحثا عن الإجابة واختبار
معلوماتكم ..
إن فهم القرآن والتفكر فيه هو الذي يُثمر الإيمان ، وتذكّر ما فيه من المعاني العظيمة!
سوف يلاحظ المشارك في هذه المسابقة ارتباطه العجيب بالقرآن اثناء البحث عن الاجابة .
وستكون المسابقة سؤالين في اليوم الواحد واعلان عن الفائز يوميا ..!

نسأل الله أن يحقق المطلوب من هذا العمل ..
وأن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم ..

رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل ونسأل الله عزّ و جل
أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا،،



بالتوفيق للجميع ..]

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1284963545.gif



صادق وعد 20-09-2010 01:38 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
جزاكِ الله الف خير
وجعلها في موازين حسناتك
وربي ينفعنا بها
ويجعل مثواكِ الجنه

فاقد الحنان 20-09-2010 04:09 PM

رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
 
}{مــســ آآلـيــآسـمـيـنـ ـــــــاء}{

جزآكـ اللهـ خير
وفيـ موازينـ حسناتكـ انـ شاء اللهـ
باركـ اللهـ فيـ طرحكـ وعملكـ وتواجدكـ

،
،
..،،..

..... ،، .. أرق تحيهـ .. ،، .....

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/6306_1236769784.gif


الساعة الآن 08:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant