وانزلوا نعشي بهدوء
وأنزلوا نعشيَ بهدوء، واكشِفوا عن وجهي ، اتركوني لهنيهاتٍ انظر إليها ، لعلي أراها ، أو لعلها تبتسم لي البسمة الأخيرة قبل أن يُسلِموني لمرقدي الأخير . حيث صمتٌ مطبق، حيث الوداع الأخير .حيث لا أنيس ، لا أحد ، سوى الصمت سوى الاغتراب الطويل .
وأنزلوا نعشي ، أَرفِقوا بي ، فلقد كنت عزيزا" محب . كنت أكتب الأشعار ، أروي حكايات الشوق ، أرقُب الأنثى من بعيد . أكَرِّمُها ، أحنُوا عليها ، أضيءُ لها عمري شموعا" لترى الطريق . لا تقولوا لها كان ، فأنا لا زلت بها الشفيق الرفيق وإن تركت المكان والزمان فأنا بها لا زلت خليق . قولوا لها بأني كنت أحبها ، اعشقها أذوب شوقا" إليها . وعاتبوها برفق . أفهموها بأنها هي التي قتلتني برفضي ، وأنا الذي ما أحب يوما" أن يذوق طعم الأفول . ذكِّروها أني كنت أنام على صوتها ، أصحو على همساتها ، أغفو على ترانيمها ، أذوب شوقا" كالأطفال لسماع حكاياتها ، عنها ، عن الأزهار، عن كل شيء ، فقط لأنها هي التي تدندن بها .وأنها نضرة كنضارة عودها ، وأنها لم تزل خضراء مثل حقول وهمي وفرحي بها . وأنزلوا نعشي بسكينة ووقار ، فاليوم أَزمِعُ على الرحيل،إلى حقولٍ أرجو أن تكون خضراء ، لم يمشي عليها ، كعودِ الحياة عند حبيبتي ، عود طري أخضر . بها زهور ، بها فرح ، بها شوق لها ، شوقي لزهورها ، لبسمتها ، لحبي لها . لتأريخ أقاصيص كنت أحب أن أشدوا بها لها . قولوا لها : لقد ترك لك كل شيء ، لقد ترك لك عناوين جديدة أولها حب دفين أشعلَ فيه نار الحب والرغبة والاشتياق لأنوثتكٍ ، لبسمتكِ ، لأملٍ في العيش أمام أعتابكِ . قولوا لها لقد ترك لك الكلمات وعندما تصدق الكلمات، وما صدقت الكلمات إلا عندما بدأ الكتابة لك ,حدك . واليوم رحل . لم يترك من المال إلا القليل ، لكنه ترك لك حبا" يتّسِع لأقطار السماوات والأرض . اليوم ترك لك كلمة أحب أن يقولها هو ، أحبك ولا زال يرددها من الأعماق لقد احبك بصدق ولا زال يرددها من هناك أحبك أحمد عاصم آقبيق 23/01/2010 ahmedasemakbik@*******.com |
الساعة الآن 01:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.