واشتكت لي
واشتَكَت لي . واشتَكَت لَواعِجَ قلبَها المَكلُومُ بالحَسرة . واشتَكت لي ، مِن صَدرٍ كَنَزَ كِنزأً من كنوز الذكرى ، فاستحالَ إلى مصدَرٍ للبَسمة . وقَلبٌ كابّدَ لَوعَةَ الافتراق ، فَصَارَ يقطُرُ بَدَلاً من الدماءِ أنين . واشتَكَت ، شَوقاً . وآه, ومرارةً وهجراً وابتِعَاد. واشتّكَت حنيناً يَمزِجُ وجودها ، بذكرى لا تغيب . فَيَختَلُّ عندها كل نَظَرٍ إلى كُنهِ الوُجود لِيُرَجَّعَ الصدى ، إليها كلمةُ : أحبُّهُ. لم أزل أعيشُ الحب فيه أنا هكذا لا أستطيع إلا الحب . واشتَكت حَنيناً يحيلُ كِيانَها لِعبَق طعمَ ذكرى وَاشتَكَت ، أفولُ شمسٍ ، وانطِماسُ قَمَر . وجّفافُ زَهرٍ وانقطاعُ مَطَر واشتكت إليَّ عَذَابَ ذِكرى ، وشَوقُ كَبِدٍ لعزيزِ ماءٍ واشتكت ، دموعٌ لا تفارقُ الوجنات ، تودُّ لو أنها تحفِرُ ثَلْماً على الخدودِ ليراهُ الجميع . واشتكت . وقلت ُ لها : إنَّ من هَجرَ لا يَستَحِقُّ منك هذا الذبول . ولربما الآن يُمارس لعبةً أخرى ، يقولُ لها كلماتُ حب . ويمضي معها وقتٌ سَقيمٌ لفراغ يكتَنِف عالمَه. أو يُشبِع بظهورها معهُ رَغبَةَ تَمَيُّزٍ يجدها إكمالا" لهيبةِ مظهَرِهِ أمام الآخرين . أو لِسَوَادٍ حَجَب النور عن نفسِهِ وَلَّدتهُ تجربةٍ سابقة ، فأراد الانتقام عن طريق تمثيل دورِ مُحبّ. أو أنه اشتهاءٍ ورغبةٍ تحرق خياله المريضُ فتحيل جسده إلى أُوار ثم اشتكت . فقلت ُ لها : تَعَلي إِلَيَّ. فَلِكَثرةِ شكواكِ أَدمَنتُ عليك . وتعبتُ من التِكرار . وعشِقتُكِ . فتعالي إلَيَّ . تعالي إلي ، فمن الألمِ إلذي تَلَبَّسَ في حياتك، أحببتُكِ. وتعالي . فلَقَد ذَكَّرتِني أن الأنثى يمكنهاُ أيضا" أن تعيش الإحساس ، فأحببتُ منكِ ذلكَ ، بعد أن اغتيل في حياتي منذ سنينَ وعُقود . وتعالي إلي . اسجد للهِ شكرا" وعرفانا" انكِ دَخَلتِ عَتَبَة داري ، فوددت أن أقَبِّل التراب الذي مشّيتِ عليه حتى وصلت لقلب داري . وتعالي إلي . أذوقُ من شفتيكِ طعمَ حياةٍ حَجَبتها عني نرجسية امرأةٍ عَشِقَت نفسها ، فَصَدّقَت بأن عشقَ الذات ، يُجَرِّمُ عِشقَ الآخرين بل ويُحَرِّم الحياة عليهم . وتعالي إلي . أَجبُرُ كَسرِكِ ، وتُشيعِينَ فيَّ حياتي، أو فيما تبقى منها نَظرَةَ وَالِهٍ ، عاشقٍ ، يَشتَمُّ رائحتكِ من أقاصي الأرض، كي يركع لله شاكرا"على عطائه الذي لا ينضب ، وأحلى عطاؤهُ ، كان أنتِ . وتعالي إليَّ . وخبِّئيني في عوالم عيناك ِ . وتعالي إليَّ وخَبِّئيني بصدرك ، حتى أعيش ذكرى انتمائي إليك، ولأَقطِفَ ثمار الأمان لحياتي . وحتى أشعرُ أخيرا" بأني وصلتُ . وتعالي . وأَتَيتِ لي ذات يوم . وَقُلتِ : هَجَرَني ، وأُحبُّهُ . فَقُلتُ : وإليكِ وأشتكي لك اليوم وكل يوم وأمام جميع النساء ، بأني أحبك يا أجمل النساء أحبك يا أحلى النساء أحبك يا أغلى النساء . وأحبكِ . أحمد عاصم آقبيق 22/11/2010م |
رد: واشتكت لي
نبضٌ فاخر !
يطيبُ لي متابعةُ قلمكْ فلتواصل ابداعك ياأحمد حفظك المولى |
رد: واشتكت لي
الإبنة الكريمة التي رمزت لنفسها بلفظة مبسوطة
تكريم لي من ابنتي العزيزة بزيارتها لمتصفحي ، أكون شاكرا"ديمومة التواصل . اكرر شكري ،أكون سعيدا" تفضلك بزيارة مُدَوَّنتي :( عندما تصدق الكلمات ) أحمد |
الساعة الآن 08:47 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.