منتديات الأماكن - رمضان ترفق..دموع المشفقين تدفق..‎

الحمد لله المتفرد بالإنشاء والإيجاد,المتعالي بعزه وقهره عن الأنداد والشركاء والأضداد,
المتنزه بجلاله وكماله عن الصاحبة والأولاد,والآباء والأجداد,الغني الذي كل غني إليه فقير,
وكل عسير عليه يسير,والباقي ملكه على الآباد,قسم عباده إلى شقي وسعيد
ومقبول وطريد,فلا معاصيهم تنقص ملكه ,ولا طاعتهم تزيد,
فله الملك التام بخلقه والإنفراد.
رافع السبع الشداد,وجاعلها عالية بغير عماد,ومزينها بكل كوكب نير وقاد,من توكل عليه كفاه وآواه,
وبابه محط الركاب وملاذ العباد,خزآئنه ملئى فلا تغيظها النفقات,سمعه قد وسع جميع الأصوات,
وبصره سبحانه قد أحاط بجميع المرئيات,يحب السآئلين وينيل الطالبين,فسبحانه من إله
يسمع أنين المذنبين في حنادس الظلام,ولاتختلف عليه اللغات,إليه ترجع الأمور والأحداث,
واشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له,وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى خيرة العباد,
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تتعاقب إلى قيام الأشهاد وخروج الأموات ليوم التناد,
وسلم تسليماً.
قال الله تعالى: (والذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون.أولئك يسارعون
في الخيرات وهم لها سابقون)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سالت رسول الله صلى الله عن هذه الآيه
(والذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجله أنهم إلى ربهم راجعون)
أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون
ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم اولئك الذين يسارعون في الخيرات .
كان السلف الصالح رحمهم الله يهتمون بقبول العمل بعد أدائه,ففي الصحيحين عن أبي هريرة
رضي الله عنه,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه,أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال:
امين ,امين, امين, قيل يارسول الله:انك صعدت المنبر فقلت: امين,امين,امين,
فقال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار
فأبعده الله قل امين فقلت امين .
أحبتي ماذا فاته من فاته خير رمضان!!واي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان!!
كم جاد مَن حظه فيه القبول والغفران, وكم خاب من كان حظه فيه الخيبة والخسران,
رب قائم حظه من قيامه السهر, وصائم حظه من صيامه الجوع والعطش ,
أحبتي تدبروا القران المجيد, فسيدلكم على الامر الرشيد, وايقظوا قلوبكم لفهم الوعد والوعيد,
ولازموا طاعة ربكم هذا شان العبيد,
واحذروا من عضبه فكم قصم من كل جبار عنيد,
أما علمت عبد الله أنك مسؤول الزمان, مشهود عليك يوم تنطق الاركان’
محفوظ عليك يوم فعلت في زمن الامكان,محاسب على خطوات القدم وكلمات اللسان,
(إِذْ يَتَلَقَى المُتَلَقِيَانِ عَنِ الَيمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدْ.مَايَلْفِظُ مِنْ قَولٍ اَلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدْ)
فكأنك بالموت قد اختطفك اختطاف البرق, ولم تقدر على دفعه عنك بملك الغرب والشرق,
وندمت علىى تفريطك بعد اتساع الخرق, وتأسفت على ترك الأولى والاخرى احق
(وجآءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد)
فيوم يعيد الأجساد, ويلم شتاتها بقدرته ويجمعها,ونادى بنفخة الصور فاسمعها
(وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)
فيهرب منك الاخ وينسى اخائك,ويعرض عنك الصديق ويرفض ولائك,ويتجافاك الحبيب
المعاشر صباحك ومسائك,
وتلقى من الهول كل ماأزعجك وسائك فتنسى أولادك وتنسى نسائك
( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك)
فتجري الدموع, وتتقطع الاكباد من الحسرات افذاذا ,ويهب لهيب النار على الفجار فيجعلهم جذاذا,
فياعثرة العاصين وقد صعب تلافيها, ويابهجة المخلصين وقد تكامل صافيها, اذا دخلوا الجنه اشرق ظاهرها
واستنار خافيها (لهم ماشاؤون فيها ولدينا مزيد)
اعلمو رحمكم الله انكم على وداع شهركم هذا الذي شرفه الله وعظمه,
ورفع قدره وكرمه بالصيام, والقيام, وتلاوة القران, ونزول الرحمة عليكم من الله والرضوان,
شهر أمانات القلوب, وكفارات الذنوب ,واختصاص المساجد بالازدحام والتحاشد,
وهبوط الاملاك بصكاك العتق والفكاك ,شهر فيه المساجد تعمر, والمصابيح تزهر,
والايات تذكر, والقلوب تجبر, والذنوب تغفر ,
فياليت شعري من المقبول منا فنهنيه بحسن عمله,
ام ليت شعري من المطرود منا فنعزيه بسوء عمله,
فيآئيها المطرود بإصراره وطغيانه,وغفلته وخسرانه, وتماديه وعصيانه,
أين مقلتك الباكية!!وأين دمعتك الجاريه!! وأن زفرة الرائحة الغادية!!
لاي يوم اخرت توبتك؟ ولاي عام ادخرت عدتك؟ فكم من مُأمل أمل بلوغه فلم يبلغه,
وكم من مدرك له لم يختمه, وكم ممن اعد ليوم عيده جعل في تلحيده, وثياب لتزيينه صارت لتكفينه,
ومتأهب لفطره صار مرتهن في قبره, وكم من لايصوم بعده سواه.
فالنحمد على بلوغ ختامه,ولنسأله قبول صيامه وقيامه, ولنراقبه لأداء حقوقه,
ولنعتصم بحبل الله وتوفيقه .
أين من كانوا معنا ليالي رمضان شاهدين, وفي كل حق لله معاملين,من الاباء والامهات,
والاخوة والاخوات,والجيرة والقرابات,اتاهم والله هادم اللذات, وقاطع الشهوات, ومفرق الجماعات,
فعطل منهم المساجد, تراهم في بطون الالحاد صرعى لايجدون لما هم فيه دفعاً,
ولا يملكون لانفسهم ضراً ولا نفعاً.
فرحم الله إمراً مهد فيه لنفسه ,واشتغل بيومه عن غده وامسه,واظهر لفراق شهر رمضان جزعه,
وسلم على شهره وودعه, السلام عليك ياشهر رمضان
ســلام من الرحمن كـــــل أوان ** على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصـــيام فإنـــه ** أمان من الرحمن كـــل امان
لـئـن فـنـيـت أيـامـه الـغـربـغـتـةً** فما الحزن من قلبي عليه بفان

لاحرمنا الله وإياكم الدوام على مايحب ويرضى , وهيأ لنا أسباب طاعته ورضاه,
وغفر لنا ووالدينا والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.