منتديات الأماكن

منتديات الأماكن (https://www.al-amakn.com/vb//index.php)
-   ●{ منتدى الأماكن العام ~ (https://www.al-amakn.com/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   الوردةُ الحمراءْ ! (https://www.al-amakn.com/vb//showthread.php?t=72910)

كبيرٍة بـ سموٍ ذآتي ..! 09-10-2010 11:11 AM

الوردةُ الحمراءْ !
 

خلف كُل سطرْ .. حكمه !




وقف "جان" في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة، وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحدا بعد الآخر.

كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط.
قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين.
لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا وراح يقلب صفحاته.
لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة.
أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، وشعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.
ذهب إلى البيت وراح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة وتوطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها.
خلال تلك المدة، اُستدعي للخدمة وغادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.
بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا واستأنف علاقته بتلك السيدة التي أكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر وتوقع أن تكون في غاية الجمال.
أتفقا على موعد لتزوره، وبناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.
شعر بأن الثواني التي م رت كانت أياما، وراح يمعن في كل وجه على حدة.


لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة وشعرها*الأسود الجميل، وقال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!
شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه واقترب بضع خطوات باتجاها مبتسما وملوحا بيده.
كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته، ولاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.
شعر بخيبة أمل كبيرة: "ياإلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجئ بامرأة بعمر أمي وقد كذبت عليّ"
أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفا، لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حيا.
استجمع قواه، حياها بأدب ومدّ يده مصافحا: أهلا، أنا الضابط جان وأتوقع بأنك ال سيدة مينال!
قال يحدث نفسه: "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!، ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة: "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا"
فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال، ولا أعرف شيئا عما بينكما. ثم تابعت تقول:
قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر ومرت بقربك منذ لحظات، وأعطتني وردة حمراء وقالت: سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا. إن كان لطيفا معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، وإن لم يدعوك اتركيه وشأنه، لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك.
عانقها شاكراً وركض باتجاه المطعم!

اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعر ف الأخلاقي.
ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته، ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها، ومع ذلك لم يخرج عن أدبه، بل ظل محتفظا برباطة جأشه. تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا ومتفائلا خلال الحرب، وحاول في لحظة أن يتناسى غشها، فكان لطيفا ودعاها إلى تناول الغداء.
هناك مثل صيني يقول:
إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم !

</b></i>

جووود 09-10-2010 09:35 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
قصة بالفعل رائعة

لك الشكر غاليتي

على هذا الطرح الوردي

دمتِ بودٍ وألق وإبداع

جووود


( غانم ) 10-10-2010 12:17 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
يعطيك العافية وسلمت اياديك
على الطرح ...
لاعدمناك
تحياتي

{.. غَسْق 15-10-2010 04:09 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
مسـآءك إكليل الأوركيد
كبيرة بـ سمو ذآتي
يعطيك العـآفية على الحكـآية القصيرة
ذآت المعـآني الكبيرة.
فت بعض الموآقف ... تسعفنـآ حين نقع في حرج الموآقف
لـ قلبك أنفـآس الأوركيد
{.. غَسْق

تَفَاصِيْل! 24-11-2011 01:29 AM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
قصهَ رائعه.. يعطيكٍ آلعآفيةً ‘ ×~
كل الود والاحترام

Σ ѕ с α Đ α 24-11-2011 01:40 AM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
يخليك ربي على جمآل طرحك
سلمت يدينك
ودي وتقديري

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1321614623.gif

¸.خَوْاطِر إِمَارَاتِيْه.¸ 11-12-2011 10:42 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 

http://www.al-amakn.net/up/uploads/i...2341bb1356.gif
كبيرة بـ سمو ذآتي
http://www.al-amakn.net/up/uploads/i...55da1c97e5.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد مساؤكِ بسرور وسعادة تغمر حياتكِ
بكل جمال ومحبة
قصه تحمل معاني جميله ودرس لمن
لا يعلم اصول المعاملة والتعامل مع
من قدم له حافز ودافع
لان المواقف هي من تكشف المعادن
التي نتعايش معها

http://www.al-amakn.net/up/uploads/i...520db4cb68.gif
http://www.al-amakn.net/up/uploads/i...e4df506082.gifhttp://www.al-amakn.net/up/uploads/i...e4df506082.gif
http://www.al-amakn.net/up/uploads/i...520db4cb68.gif
منهم يرسمون خيبات الامل على وجوهنا
ومنهم من ينبتها من جديد
شكرا غاليتي على هدفكِ
السامي من طرح القصة
لكِ مني اجمل واصدق
الدعوات ان يصادفكِ من
يستحق هذه الروح الغاليه
أحترامــــي
أختكِ
http://www.al-amakn.net/up/uploads/i...cecd831848.gif
خواطر إماراتيه
http://www.al-amakn.net/up/uploads/i...b6046894f4.gif

رنيم الغرام 11-12-2011 10:48 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
الله يعطيك العافيه يارب

فهد النصار 19-12-2011 03:02 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
صفحة تستحق
تهنئة. قلمك. وفكرك على. هذا السمو في الفكر
والطرح والاستفادة ستكون. لكل من يقرأ هذه
الصفحة

إرتواء 20-12-2011 02:36 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
كبيــــــــــــــــــرة ،،

لم تكن حكمة وانما حكمة ومعنى روائيه انتي بما سطرتي


رائعه انت بإتنقائك لتفاصيل تلك القصة سمو الروح يأتي بحسن التعامل مع الاخرين


ومعرفة الصاحب بإختبارة في مواقفة معك وليس بكلماته المنمقه ،،


جزال لك والمن ع نثرك ياااصاحبة القلم المبدع ،،



ودي ممدوود لاقصى حدود بنات افكارك ،،،


تحياتي ،، ارتوااء

عـذبـه الاطـبــآع 20-12-2011 06:23 PM

رد: الوردةُ الحمراءْ !
 
يسلموو على روعه آختيارك

لاحرمناك ولاحرمنا جديدك

ودي ..:sm7:


الساعة الآن 08:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant