منتديات الأماكن

منتديات الأماكن (https://www.al-amakn.com/vb//index.php)
-   خيمة الأماكن الرمضانية (https://www.al-amakn.com/vb//forumdisplay.php?f=29)
-   -   { وداعاً يا شهر الصيام ..~ (https://www.al-amakn.com/vb//showthread.php?t=72356)

| ▐الخلــود ▐| 05-09-2010 10:14 PM

{ وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283713861.jpg

ليلة القدر خير من ألف شهر:

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png

من فضائل هذه الأمة أن جعل الله - تعالى - لها مواسم للطاعات والأعمال الصالحات؛
ليتفضل عليهم بالرحمة والغفران والعتق من النيران, ومن هذه المواسم شهر رمضان,
ومن أعظم فضائل شهر رمضان اشتماله على ليلة القدر التي باركها الله وشرفها على
غيرها من الليالي فقال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ *
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
}.
ليلة القدر: خير من ألف شهر في الخيرات والأجور. عملٌ صالح في ليلة القدر خير
من عَمِل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع:
"ليلة القدر مختصة بهذه الأمة، زادها الله شرفاً، فلم تكن لمن قبلها..."،
وقال أيضاً:
"ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة، ويستحب طلبها والاجتهاد في إدراكها ".
ما أدركها داع إلا وظفر بتعجيل الإجابة، ولا سأل فيها سائل إلا أعطاه سؤاله وأثابه،
ولا استجاره فيها مستجير إلا أجاره الله وكفاه، ولا أناب إليه فيها منيب إلا قبله
واجتباه، ولا تعرض لمعروفه طالب إلا جاد عليه وحباه.
قال سفيان الثوري - رحمه الله -: "الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة،
قال:
وإذا كان يقرأ وهو يدعو ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يوافق"،
وقال ابن رجب رحمه الله: "ومراده - أي سفيان - أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة
التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً، وقد كان النبي ..
صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمرُّ بآية فيها
رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة، والدعاء
والتفكر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها، والله أعلم؛
وقد قال الشعبي في ليلة القدر:
ليلها كنهارها؛ وقال الشافعي في القديم: "أستحب أن يكون اجتهاده في نهارها
كاجتهاده في ليلها" طلائع السلوان في فضائل رمضان لحمزة بن فايع الفتحي
(1/158). .
وما سميت بليلة القدر إلا لأنها ذات قدر وشرف عظيم، ولو لم يكن لها من القدر
إلا أن الله أنزل فيها القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا؛ لكفى تعظيماً وشرفاً،
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) رواه البخاري.
فقوله "إيماناً واحتساباً" يعني إيماناً بالله, وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها,
واحتساباً للأجر وطلب الثواب.
وقد أخفى الله سبحانه وتعالى علمها على العباد رحمة بهم, ليكثر عملهم في
طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة، والذكر، والدعاء, فيزدادوا قربة من الله وثواباً,
واختباراً لهم أيضاً ليتبين بذلك من كان جاداً في طلبها، حريصاً عليها؛ ممن كان ممن
كسلان متهاوناً.
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم مقدار خيريتها كما صح من حديث أنس بن
مالك رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير
كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم
)) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني

وقد يتساءل كثير من المسلمين: كيف نعرف ليلة القدر؟ وهل لها علامات تعرف بها؟
ما صفاتها؟


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png

فإن من علامات ليلة القدر:

1- أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة: فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة،
تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء
)) أخرجه الطيالسي وصححه الألباني.
2- أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها وتصبح ضعيفة حمراء:
فعن زر بن حبيش رضي الله عنه قال: سمعت أبيَّ بن كعب يقول - وقيل له إن عبد الله
بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر - فقال أُبيّ: "والله الذي لا إله إلا هو
إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني -، ووالله إني لأعلم أي ليلة هي: هي الليلة التي
أمرنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين،
وأمارتها: أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" رواه مسلم. ولا بأس
أن يجمع بين هذا الأثر، وبين الحديث السابق ((تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء))
بأن يقال: أتها أول ما تبدو ضعيفة حمراء، ثم تكون بيضاء لا شعاع لها إلى ما شاء الله، ثم
تعود على طبيعتها.
3- ليلة لا يُرمى فيها بنجم: فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ((ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، ولا يرمى فيها بنجم،
ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها
)) رواه الطبراني وصحح الألباني هذا الجزء
من الحديث.

وذكر بعض العلماء علامات أخرى - منها -:

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png

4- زيادة النور في تلك الليلة وطمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن.
5- أنها أرجى في الأوتار من العشر الأواخر: وقد دل على ذلك أحاديث كثيرة منها
حديث أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر)) رواه
البخاري ومسلم. قال ابن تيمية رحمه الله : "ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر
رمضان هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هي في العشر الأواخر ))
رواه البخاري . وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى
وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع
وعشرين " الفتاوى الكبرى (2/475).
فالله الله في الاجتهاد في هذه الليلة، وتحريها كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرونها؛
لأنها أفضل الليالي وفيها من الخيرات والبركات والمسرات ما ليس في غيرها.
وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله أرأيت
إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟ قال: (( تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ))
صحيح ابن ماجه.
شمر أخي عن ساعد الجد، وقم لله حتى تتفطر قدماك كما قام نبيك - صلى الله عليه وسلم -،
وأعلن التوبة والرجوع إلى الله في ثلث الليل الآخر رافعاً أكف الضراعة، ودموعك تجري على
خديك، وقلبك حاضر منكسر، وقف بباب مولاك ، ولُذ بجنابه. فإذا ما تعلقت الروح بالملكوت
الأعلى؛ فحينها ناجه بخضوع وخشوع، وناده منيباً مخبتاً : يا وهاب، يا منان، يا رحمن، يا غافر
الذنب، يا كاشف الكرب، أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى "أن تعتقني من النار"،
ثم اطرح جبهتك على عتبة باب المحبة، وتلطف في الدعاء، واهتف بذل وانكسار، وخوف
واضطرار، ورجاء واستسلام، واسأل وأنت موقن بالإجابة،،
( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ). فحينها يأتيك الجواب ممن يجيب المضطر إذا دعاه
ويكشف السوء: "عبدي قد غفرت وسامحت، وسترت وصفحت".

اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً. واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا، وأعتقنا من النار،
وأسعدنا سعادة لا نشقى بعدها أبداً.

اختم شهرك بكثرة الاستغفار:

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png

ها هي الأيام قد دارت، وها هو الوقت يمضي، والشهر الكريم قد أزف على الرحيل.

تلك أنواره توشك أن تنطفئ، وذاك نجمه قد قارب على الأفول بعد السطوع.
تلك الليالي التي شعت بنور القائمين والتالين والعاكفين؛ أوشكت على الظلمة، والأيام
التي عُمِّرت بالطاعة والتلاوة والصيام قد أوشكت على الوداع.
إن وداع هذا الشهر ليهيج في النفس الأحزان، فكيف يفارق الحبيب محبوبه الذي يخشى
أن يكون آخر العهد به، إنها لحظات لا ندري حقيقة أهي لحظات عزاء ومواساة، أم لحظات
فرح وسرور.
نعم: إن خروج هذا الشهر المبارك ليجمع بين الحالين: حال العزاء، وحال الفرح والتهنئة.
فالعزاء لكل الأمة على وجه العموم؛ إذ ستفقد شهر الصيام، والقيام، والذكر، ستفقد تلك
النفحات الربانية، والمنح الإلهية التي منحها الله عز وجل لعباده في هذا الشهر المبارك،
فلحظات وداعه لا تُنسى، ولوعتها لوعةٌ لا تبلى، وإن حرقة الوداع لتُلهب الأحشاء، وإن دموعه
لتحرق الوجنات بحرا
رة العبرات، وقد آن لهذا الشهر أن يودع كل مؤمن تذوَّق حلاوة الطاعة والأنس بالله.
عزاؤنا في خروج هذا الموسم المبارك، والشهر الكريم؛ عزاء على وجه الخصوص لمن قصر
عن استغلال الفرصة، وغفل فيه عن باب الجنة، ولم يحسن العمل. أن يكون ممن شملهم
قول المصطفى صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه :
أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر، فلما رقى الدرجة الأولى قال: آمين،
ثم رقى الثانية، فقال: آمين، ثم رقى الثالثة فقال: آمين، فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول
آمين ثلاث مرات؟، قال: ((لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل عليه السلام فقال: شقي
عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: شقي عبد أدرك والديه
أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شقي عبد ذكرتَ عنده ولم يصل عليك
فقلت: آمين
)) صحيح الأدب المفرد.
ومع خروج شهر رمضان المبارك يودعه المؤمنون في كل أصقاع الأرض، وأرجاء المعمورة،
فمنهم من يودّعه بقلب وجلٍ يؤمّل قبول العمل ويخشى ألا يتقبّل منه. ومنهم من يودّعه
ويودّع معه الأعمال الصالحة، وهذا هو المخذول الذي لم تتحقق ثمرة الصيام والقيام عنده،
إذ إن الغاية من الصوم هي تحقيق التقوى في النفس، والتزكية للعبد في الأقوال والأفعال،
فإن التقوى هي الكلمة الجامعة التي ختم الله بها آية الأمر بالصيام، ويجب ألا يُغفَل عنها
بعد انقضاء شهر الصيام، بل تبقى شعاراً لأعمال الأفراد والأمم.
وإن من نعم الله العظيمة علينا أن يبلغنا تمام هذا الشهر ويختمه لنا ونحن على الطاعة
والإخبات والإنابة، وهي غنيمة لا ندري والله من يبلغها مرة أخرى، ومن يفضي إلى الله
ولا تسنح له الفرصة لمثل هذه الأيام والليالي الفاضلة.
فهلم نختم شهر رمضان بالتوبة إلى الله ، والإنابة إليه ، فإن كلاً منا لا يخلو من الخطأ والتقصير،
وكل بني آدم خَطَّاء، وخير الخطائين التوابون.
هلمّ نختم عملنا في هذا الشهر بالحمد والثناء على الله وكثرة الاستغفار. إذ هو مطلوب بعد
كل عمل صالح لما قد يعتريه من نقص وخلل، فهو مكمل للأعمال وجابر لنقصها ، وأرجى
لقبولها. وقد (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا انصرف من صلاته ، استغفر ثلاثاً ))
رواه مسلم.
قال سبحانه في وصف عباده المؤمنين :
{ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } المؤمنون: 60،
وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهم الذين يشربون
الخمر ويسرقون قال:
((لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل
منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون
)) صحيح الترمذي.
وقد حث الله في كتابه وحث النبي صلى الله عليه وسلم في خطابه على استغفار
الله تعالى والتوبة إليه، فقال سبحانه:
{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ
ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
} هود: 3.
وقال تعالى: { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا
إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ
} فصلت: 6.
وقال تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } النور: 31.
وقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ
عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
} التحريم: 8.
وقال تعالى: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } البقرة: 222.
وعن الْأَغَرِّ بن يَسَار الْمُزنِيِّ رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ
يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ
» رواه مسلم وأحمد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» رواه البخاري.

يا من صمت وقمت وذرفت دموعك توبة وأسفاً على خطيئاتك :

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png

ها هو شهر الصيام قد أزف رحيله، وأوشكت أيامه ولياليه أن تمضي شاهدة على
كل منا ما استودعه فيها، والمؤمن يفرح بإكمال الصيام والقيام، وإتمام عدة رمضان،
شكراً لله عز وجلّ على ما منّ به عليه ووفقه إليه من الطاعات، ورجاء ما عنده من
الثواب والعتق من النيران.
وضعيف الإيمان يفرح بإكماله لتخلصه من الصيام الذي كان ثقيلاً عليه ضائقاً به صدره،
والفرق بين الفريقين عظيم .
هلمّ جميعاً نتدارك ما بقي من ليالٍ معدودة هي خير ليالي العام، ونجتهد في الدعاء
والصلاة والقيام وقراءة القرآن، ونختم شهرنا بكثرة الاستغفار وسؤال الله القبول،
ونكون من عدم قبول العمل على وجل.
فما ندري وربي من هو المقبول فنهنيه، ومن هو المردود فنعزيه.
اللهم يامن فتحت أبوابك للطالبين ، وأظهرت غناك للراغبين، يامن تجيب دعوة
المضطرين، نحن الفقراء إليك، المضطرون إلى عفوك ومغفرتك، اللهم فأنزل علينا
رحمة من عندك، تهدي بها قلوبنا، وتلم بها شعثنا، وتغفر بها ذنوبنا، وتتقبل بها أعمالنا.

اللهم اختم لنا شهرنا بالقبول والمغفرة والعتق من النار.
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، فاغفر لنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
.


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png

| ▐الخلــود ▐| 05-09-2010 11:46 PM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png

زكاة الفطر:
عشنا رمضان كأحلى ما يعيش الإنسان لحظات الزمان، نتنفس عبيره، ونستنشق
أنفاسه؛ فتكون لنا زاداً وبلغةً تبلغنا إلى الآخرة بإذن الله تعالى؛ ثم ها هو يوشك أن
تنقضي أيامه، وتنتهي ساعاته؛ فيشتد الأسف، وتكبر اللوعة؛ حزناً على ما فرطنا
فيه من الأوقات، واقترفنا فيه من الأخطاء. وألماً على فراق ضيف تعرضنا فيه لأجمل
النفحات.
ولما كان الكمال لله وحده، وكان التقصير طبيعة من طباع النفس البشرية في كل
أعمالها؛ شرع الله لنا ما يجبر الخلل، ويكمل النقص؛ في سائر العبادات؛ ومن هذه
العبادات عبادة الصيام.
فشرعت لنا زكاة الفطر في ختام شهر رمضان، وهي عبادة من العبادات، وقربة من
القربات العظيمة؛ لارتباطها بالصوم الذي أضافه الله إلى نفسه إضافة تشريف وتعظيم:
((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))
تعريفها وحكمها:
هي الصدقة التي تخرج عند الفطر من رمضان، وسميت بذلك لأن الفطر هو سببها.
وحكمها الوجوب، وقد فرضت في السنة الثانية من الهجرة في رمضان قبل العيد
بيومين.
ودليل وجوبها حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرض زكاة الفطر ، صاعا من تمر أو صاعا من شعير ، على كل حر أو عبد ، ذكر وأنثى ،
من المسلمين
)) رواه البخاري ومسلم. ، وأجمعت الأمة على وجوبها .

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283716964.jpg
حكمتها:
1ـ طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وجبراً لصومه كما يجبر سجود السهو خلل الصلاة.
2ـ طعمة للمساكين يوم العيد.

لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ((فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر
طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة
مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات
)) صحيح أبي داود

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283717264.jpg
مقدارها:
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png
زكاة الفطر مقدارها صاع من القوت الغالب في البلد ( من غالب طعام الناس )
كالشعير أو الأرز أو الأقط أو غيرها من أقوات العباد،
صحّ عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: (( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر ، صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير ، على العبد والحر ، والذكر والأنثى ،
والصغير والكبير ، من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة
))
رواه البخاري.
وجاء من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: ((كنا نخرج زكاة الفطر ، صاعاً
من طعام ، أو صاعاً من شعير ، أو صاعاً من تمر ، أو صاعاً من أقط ، أو صاعاً من زبيب
))
رواه البخاري ومسلم
وكلما كان من هذه الأصناف أطيب وأنفع للفقراء؛ فهو أفضل وأعظم أجراً.
وكان مقدار صاع النبي صلى الله عليه وسلم أربع حفنات بكفي رجل معتدل الخلقة،
وقد قدَّرها العلامة ابن عثيمين رحمه الله بكيلوين وأربعين غراماً من البر الجيد، ومن
الأرز ألفين ومائة جرام "2100" جرام.
ولا يجوز إخراجها نقداً عند جمهور العلماء والأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد،
وهو الراجح. لما جاء في حديث ابن عمر وحديث أبي سعيد الخدري ( صاعاً من طعام )
وهذا نص صحيح صريح، فلا اجتهاد مع النص، والعبادات توقيفية. وهذا هو فعل النبي..
صلى الله عليه وسلم وفعل صحابته وهم أحرص الناس على اتباع هديه وتطبيق سنته،
وقد كانت الدنانير والدراهم موجودة في المدينة في عهد الصحابة ومن بعدهم، وكان
الناس أكثر حاجة إليها من اليوم، ومع ذلك لم يخرج الصحابة ومن بعدهم نقوداً.
على من تجب:
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png
تجب على كل مسلم، ومن يعول من المسلمين، غربت عليه شمس آخر يوم من
رمضان. ويجد الفضل عن نفقته ونفقة من يعول. لحديث ابن عمر السابق.
وليس لزكاة الفطر نصاب: فكل من ملك ما زاد على قوت نفسه، ومن يعول؛
فقد وجبت عليه.
"فيخرجها القادر عن نفسه، ثم عن زوجته وعياله، ومن تلزمه نفقتهم، والزوجة
المعقود عليها إذا لم تنتقل إلى بيت زوجها ففطرتها على أهلها؛ لأن فطرتها تتبع
نفقتها؛ إلا أن يكون تأخر الانتقال بسبب الزوج فتجب عليه النفقة والفطرة، والمطلقة
الرجعية فطرتها على زوجها؛ لأنها لا تزال زوجة ". [ فتاوى الشيخ ابن عثيمين ]
بل "إذا أخذ الفقير الفطرة وجب عليه أن يخرج عن نفسه، ثم عياله إن زاد عن حاجتهم
يوم العيد شيء، والحمل يستحب الإخراج عنه ولا يجب
"
[ فتاوى اللجنة الدائمة 9/346 ]
ولا يجب إخراجها عن الزوجة الناشز.
ومن أخرج عمن لا تلزمه فطرته فلا بد من إذنه، ومن ترك إخراج زكاة الفطر أثم،
ووجب عليه القضاء. وتكون صدقة من الصدقات.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283716262.jpg
وقت وجوبها وإخراجها:
تجب بغروب الشمس ليلة العيد (أي ليل آخر يوم من رمضان)، فمن مات بعده ولو
بدقائق وجب إخراج فطرته؛ لأنه كان حياً حينما وجبت، ومن ولد قبل الغروب ولو
بدقائق وجب الإخراج عنه؛ لأن وقت الوجوب مرَّ عليه وهو حي موجود،
ومن أسلم أو وُلِد بعد الغروب، وكذلك من مات قبل الغروب. فلا تجب زكاة الفطر
في حقهم.
وأما وقت إخراجها المستحب فهو ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، ويجوز تقديمها
على العيد بيوم أو يومين.
ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد بلا عذر لحديث ابن عباس رضي الله عنهما:
((من أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من
الصدقات
)) صحيح أبي داود ، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما :
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج زكاة الفطر أن تؤدى ، قبل خروج
الناس إلى الصلاة
)) رواه مسلم. وأما المعذور فيبادر بإخراجها حين زوال عذره.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283716964.jpg
المستحقون لزكاة الفطر:
هم الفقراء، والمساكين من المسلمين، ؛ فيعطون منها بقدر حاجتهم, ولا يجوز
إعطاؤها للكفار لا من الخدم ولا من غيرهم، كما أنها لا تجب عن الكافر.
والواجب أن تصل إلى مستحقها أو وكيله في وقتها قبل الصلاة، فلو نواها لشخص
ولم يصادفه ولا وكيله وقت الإخراج؛ فإنه يدفعها إلى مستحق آخر، ولا يؤخرها
عن وقتها.

توزيع الفطرة الواحدة على أكثر من فقير:
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png
يجوز للإنسان أن يوزع الفطرة الواحدة على عدة فقراء، وأن يعطي الفقير الواحد
فطرتين فأكثر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدَّر الفطرة بصاع، ولم يبين قدر
من يعطي، فدل على أن الأمر واسع، وعلى هذا لو كال أهل البيت فطرتهم،
وجمعوها في كيس واحد، وصاروا يأخذون منها للتوزيع من غير كيل؛ فلا بأس،
لكن إذا لم يكيلوها عند التوزيع فليخبروا الفقير بأنهم لا يعلمون عن كيلها خوفاً
أن يدفعها عن نفسه وهي أقل من الصاع.

اللهم فقهنا في ديننا، وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علماً، اللهم اختم لنا شهر رمضان
بغفرانك، والعتق من نيرانك، وأدخلنا الجنة، وأجرنا من النار.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً


وداع رمضان ومداومة الصيام:
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png
رمضـانُ ودَّع وهـو في الآمـاق
يا ليته قـد دام دون فـراقِ
ما كـان أقصَـرَه عـلى أُلاَّفِـه
وأحبَّـه في طـاعةِ الخـلاق
زرع النفـوسَ هـدايةً ومـحبـة
فأتى الثمارَ أطايبَ الأخـلاق
«اقرأ» به نزلتْ، ففـاض سناؤُهـا
عطرًا على الهضبات والآفـاق
ولِليـلةِ القـدْر العظيـمةِ فضلُـها
عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّـاق
فيها المـلائـكُ والأمـينُ تنـزَّلوا
حتى مطـالعِ فجـرِها الألاق
في العــامِ يـأتي مـرةً . لكنـّه
فاق الشهـورَ به على الإطلاق
شهرُ العبـادةِ والتـلاوةِ والتُّقَـى
شهرُ الزكـاةِ، وطيبِ الإنفاق

ما أسرع تعاقب الأيام ومرور الليالي ، وتصرم الشهور والأعوام ، بالأمس قلنا أهلاً
رمضان والفرحة تغمرنا ، والسعادة تملأ قلوب المحبين المخبتين ، واليوم ها هو
ضيفنا ، هاهو شهرنا ، ها هو حبيبنا قد آذن بالرحيل، بعد أيام معدودة سيرحل رمضانُ
ويذهب ليكون حجة وشاهداً لبعضنا، وحجة وشاهداً على بعضنا، نعم حجة وشاهداً
لمن صاموا فأحسنوا الصيام، ولمن قاموا فأحسنوا القيام، ولمن بذلوا فأحسنوا العطاء،
ولمن عرفوا قدر رمضان فاستغلوا الأوقات، وحجة وشاهداً على أولئك المفرطين،
الذين صامت أجسامهم ولم تصم أرواحهم، أولئك الذين لم يكن حظهم من الصيام إلا
الجوع والعطش، أولئك الذين زهدوا في الأجر فلم يكترثوا بأبواب الخير المشرعة في
رمضان، غلت أيديهم عن الإنفاق فبخلوا، وأغراهم الشيطان -وهو مسلسل- فسهروا
على المحرمات، سماعاً ومشاهدة، فاستحقوا دعاء جبريل عليهم بالرغام والإبعاد.
(بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له) ( صحيح الترغيب )
فيا من وفقك الله للاستفادة من رمضان بالاستقامة على أمره ونهيه، إن هذه نعمةٌ
عظيمة، والنعم تدوم بالشكر، قال الله سبحانه: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }
إبراهيم: 7،
والشكر الحقيقي هو الشكر العملي، فأدِّ شكر هذه النعمة بعد رمضان، بالمحافظة
على استقامتك، أثبت لربك ثم لنفسك أنك صادق في هذه الاستقامة، وأنك إنما
تعبد الله قناعة لا عادة، وأنك تعبد رب رمضان، لا رمضان.
لقد تعودنا الصيام في رمضان ، فهل يستمر معنا هذا الصيام بعد خروج رمضان وانقضائه،
أم ينقطع بانقطاع رمضان.
إن رب رمضان هو رب شوال ورب شعبان وغيرهما من الشهور، وكما شرع الله تعالى لنا
صيام شهر رمضان فرضاً ، فقد شرع لنا صيام بعض الأيام نفلاً وتطوعاً لتقربنا إلى الله تعالى.

ومن صيام التطوع:
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png
أولاً: صيام الست من شوال:
وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى صيام الست
من شوال كما جاء في الحديث الشريف: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان
كصيام الدهر
) رواه مسلم.
ففي هذا الحديث الحث على صيام ست من شهر شوال، وأن من أتبع رمضان بها كتب
له أجر من صام الدهر، فالحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام
بشهرين فذلك صيام سنة. وما دام أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين عظيم أجر
صيامها فحري بكل مسلم أن يعقد العزم على صيامها ويجد ويجتهد في عدم إضاعتها.
أخي المسلم: صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على
توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة
في المواصلة في طريق الصالحات.
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: "فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب
المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً
" ( لطائف المعارف 244 )
ثانياً: صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
ومن صيام التطوع صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وقد أوصى النبي
صلى الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه بصيام ثلاثة أيام من كل شهر
كما قال: "أوصاني خليلي بثلاث ، لا أدعهن حتى أموت :
صوم ثلاثة أيام من كل شهر ،وصلاة الضحى ، ونوم على وتر" رواه البخاري ،
وروي استحباب أن تكون هذه الأيام الثلاثة أيام البيض وهي: اليوم الثالث عشر
والرابع عشر والخامس عشر، فمن أمكنه أن يجعل الثلاثة في أيام البيض فهو
أفضل وإلا صام في غيرها، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، يعدل صيام سنة؛
لأن الحسنة بعشر أمثالها، وصيام الثلاث من كل شهر يعد صيام الشهر كله.
ثالثاً: صيام يوم عرفة لغير الحاج:
إن فضل يوم عرفة لا يخفى على مسلم؛ ولأجل ذلك رغب النبي ..
صلى الله عليه وسلم في صيامه لغير الحاج، فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال:
(يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم. وهذا إنما يستحب لغير الحاج،
أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه،
وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
وليوم عرفة فضائل منها أنه يوم أكمل الله فيه دينه، وهو اليوم الذي أخذ الله فيه
الميثاق على ذرية آدم، وهو يوم أقسم الله به في كتابه الكريم، وهو يوم عيد
لأهل الموقف بعرفة، وهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة من الله
تعالى لملائكته بأهل الموقف.
رابعاً: صيام المحرم، وتأكيد صوم عاشوراء ويوماً قبلها،
أو يوماً بعدها:

فعن أبي هريرة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصيام أفضل
بعد رمضان؟ قال: (صيام شهر الله المحرم) رواه مسلم .وعن عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا
اليوم ، يوم عاشوراء ، وهذا الشهر ، يعني شهر رمضان
) رواه البخاري .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صام، وأمر الناس
بصيامه، فلما فُرض رمضان قال: (من شاء صامه ومن شاء تركه)، متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة
وجدهم يصومون يوما -يعني عاشوراء- فقالوا: هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله فيه
موسى، وأغرق آل فرعون فصام موسى شكراً لله فقال: (أنا أولى بموسى منهم).
فصامه وأمر بصيامه. رواه البخاري ومسلم
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال:
(إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع) قال: فلم يأت العام المقبل،
حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه مسلم. وفى لفظ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) يعنى مع يوم عاشوراء.
وهو على ثلاث مراتب: الأولى: صوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر،
والثانية: صوم التاسع، والعاشر، والثالثة، صوم العاشر وحده.
خامساً: صيام أكثر شعبان:
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان:
كما قالت عائشة رضي الله عنها:ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل
صيام شهر قط، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه في شعبان. رواه مسلم.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أراك تصوم من شهر
من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ،
وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي ، وأنا صائم
)
صحيح النسائي . وتخصيص صوم النصف منه ظناً أن له فضيلة على غيرة، مما لم يأت
به دليل صحيح.
سادساً: صوم يومي الاثنين، والخميس:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم
الاثنين والخميس، قال: فقيل له، قال: (إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس أو كل يوم
اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول: أخرهما
)
رواه أحمد وصححه أحمد شاكر والأرناؤوط ، والألباني في تمام المنة.
وفي صحيح مسلم: أنه سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: (ذلك يوم ولدت فيه،
ويوم بعثت، أو أنزل علي فيه
).
سابعاً: صيام يوم وإفطار يوم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: دخل عليَّ رسول الله ...
صلى الله عليه وسلم فقال: (ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار)
قلت: بلى: قال: (فلا تفعل، قم ونم، وصم وأفطر، فإن لجسدك عليك حقا،
وإن لعينك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإنك عسى
أن يطول بك عمر وإن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فإن بكل حسنة
عشر أمثالها فذلك الدهر كله
)، قال: فشددت فشدد علي، فقلت:
فإني أطيق غير ذلك قال: (فصم من كل جمعة ثلاثة أيام
قال: فشددت فشدد علي، قلت: أطيق غير ذلك، قال: (فصم صوم نبي الله داود
قلت: وما صوم نبي الله داود؟ قال: (نصف الدهر) رواه البخاري
هذه بعض نوافل الصيام، والتي يستحب للمؤمن متابعتها بعد صيام رمضان .
و ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً )
رواه البخاري ومسلم.

نسأل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا، وأن يعيننا على ذكره
وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا للصالحات حتى الممات،إنه سميع مجيب.


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283716262.jpg
وداعاً يا شهر الصيام:
اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن في صحة وعافية وإيمان.
آه يا شهر القرآن، آه يا شهر التراويح والقيام، آه يا شهر الصدقة والصيام.
وداعاً يا أحلى الليالي وأسعد الأوقات .. كم كان فيها من خيرات ونفحات ..
وتلاوات وصدقات .. وجباه ساجدة .. وعيون دامعة.. وأفئدة وجلة..
وداعا تردد كل المدائن ..كل الأزقة.. كل البيوت..
وداعا تردد كل المآذن.. كل السهول.. وكل الجبال..
وداعا تردد هذي الوهاد.. وتلك السحاب..
وداعاً وتُلهِب كلَّ الخدودِ دموعُ الوداع...

لقد عشنا رمضان، أحببناه وأنسنا به، لقد ملك قلوبنا، وصافح أحاسيسنا،
وهاهو الآن يفارقنا، يودعنا.. شاهد لنا أو علينا. فيا ليت شعري من هو المقبول
فنهنيه، ومن هو المحروم فنعزيه.
كيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع؟ وهو لا يدري هل بقي له في
عمره إليه رجوع؟

أين حرق المجتهدين في نهاره؟ أين قلق المجتهدين في أسحاره؟ فكيف حال من
خسر في أيامه ولياليه؟ ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه؟ وقد عظمت فيه مصيبته،
وجلّ عزاؤه! كم نصح المسكين فما قبل النصح؟ كم دعي إلى المصالحة فما أجاب
إلى الصلح؟ كم شاهد الواصلين فيه وهو متباعد؟ كم مرت به زمر السائرين وهو
قاعد؟؛ حتى إذا ضاق به الوقت، وخاف المقت؛ ندم على التفريط حين لا ينفع الندم،
وطلب الاستدراك في وقت العدم.
أخي : لا أجد ما أعزيك به أبلغ من أن أقول أحسن الله عزاءنا جميعاً بانصرام
هذا الشهر العظيم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لنا فيه خير ما كتبه لعباده
الصالحين. وأن يجعلنا ممن أعتقهم من النيران إنه جواد كريم.
لا بد لنا أيها الأخ المبارك بعد هذا الفراق من وقفة يقفها كل مسلم ومسلمة، يقف
مع نفسه قائلاً: لقد عشت رمضان، وصليت فيه، لقد صمت فيه وقمت، لقد كنت
أحرص فيه على الطاعة، وأسارع إلى القربة، لقد أحسست فيه براحة قلبي، وهدوء
نفسي، وصفاء عيشي. ولذة المناجاة والأنس بالله تعالى.
وهنا أسألكِ أيتها النفس:
لماذا لا أجعل من عمري كله رمضان؟! هل هناك عائق يعوق؟
أيتها النفس: ألست تريدين السعادة؟ ألست تطلبين الراحة؟ ألست
تسعين للطمأنينة؟
هل هناك أسعد مما وجدت في رمضان؟ هل هناك أمتع وأحلى وألذ
من تلك اللحظات؟

فيا نفسي اجعلي كل حياتك رمضان:
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png
صحيح أن النفوس تمل، ولا يمكن أن تبقى على حال واحدة من النشاط والإقبال،
وأن لمواسم الخيرات نفحاتها ورحماتها وبركاتها وإقبالها.
ولكن إياك يا نفس أن تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً.
لئن فترت همتك يا نفس يوماً فلا تفتر عن واجب، ولا تتجاوز إلى محرم. واسمعي
قول حبيبك صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل عمل شرة ، و لكل شرة فتنة ، فمن
كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، و من كانت إلى غير ذلك فقد هلك
))
رواه أحمد وصححه الألباني
أخي : إن من علامات قبول الطاعة الطاعة بعدها، والحسنة تنادي أختها، والموفق
من حافظ على حسناته من الضياع، وواظب على الطاعات والإحسان حتى يأتيه
الموت وهو على أحسن حال من الإنابة والإقبال على الله.
- حافظ أخي على الصلوات الخمس في جماعة كما كنت في رمضان.
- صم الإثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر. وأكثر من النوافل.
- واظب على قراءة القرآن الكريم ولو ورقة واحدة من القرآن قبل كل صلاة،
وسيكون المجموع اليومي: خمسة أوراق (نصف جزء) لا بأس، وفي الأسبوع
ثلاثة أجزاء ونصف، وفي الشهر أربعة عشر جزءاً، ويضاف لها نصف جزء، وهكذا
في الشهر الآخر؛ أي تنهي المصحف كاملاً في كل شهرين، إنه خير كثير، فإذا
اعتادت النفس عليه؛ فلن تشبع منه أبداً.
- الوتر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تتركه ولو حتى بعد صلاة العشاء
مباشرة إن لم أستطع القيام في الليل.
- اجعل مبلغاً محدداً من الدخل الشهري لجارك المسكين، أو كفالة ذلك اليتيم،
أو إعانة طالب علم...ولو مبلغاً يسيراً ولو حتى درهماً واحداً؛ فالحسنة بعشر
أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ولا يزال الله ينمي الصدقة في
يده سبحانه حتى تكون مثل الجبل، ولعله أن يكتب بذلك الدرهم آلاف الحسنات؛
والله ذو الفضل العظيم.
ـ أبواب الخير كثيرة مشرعة طوال العام ، بر وصلة، جود وإحسان، خوف ورجاء،
إحسان إلى الوالدين، أمر بالمعروف، نهي عن المنكر، حج وعمرة، حسن خلق،
معاشرة بالمعروف.......
فلنجتهد في فعلِ الطاعاتِ، واجتناب الخطايَا والسيئاتِ، لنفوز بالحياةِ الطيبةِ في
الدنيا والأجْر الكثير بعد المَمَات. {مَنْ عَمِلَ صَـلِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
} النحل 97

اللهم اجعل شهر رمضان شاهداً لنا عندك يوم نلقاك، اللهم أعده علينا أعواماً عديدة،
وأزمنة مديدة، ونحن في مزيد من الصحة والعافية والأمن والإيمان. اللهم أعنا على
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وثبت قلوبنا على الإيمان.
والحمد لله ربَّ العالمينَ، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين..


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1283711670.png





حادي الوجد 06-09-2010 04:46 AM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
الخلـــــود


الله يجزاك جناته العلى

طرح قيم ارجو ان تعم الفائده

ويبلغنا واياكم

ليلة القــدر

صادق وعد 06-09-2010 04:52 AM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
الخلود

جزاكِ الله الف خير
وجعلها الله في موازين حسناتك

وأسال الله أن يجعلنا ممن يقوم
ليلة القدر ايماناً واحتساباً
فيغفر له ماتقدم من ذنبه

وأسأله سبحانه وتعالي
أن يعتق رقابنا من النار
اللهم امين

| ▐الخلــود ▐| 07-09-2010 07:36 PM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
: ✿✿:








||حادي||
يَعْطيكـْ العَآفيَة عَ مُروركـْ آلكَريمْ..
آسْآل الله آن يرزقَكـَ فَسيحَ الجنّاتْ
دمْتَ بـِ طآعَة الله..
......

•• мš. ấหốŭď | ▐|✿~ 09-09-2010 07:35 AM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 




][ الْخُلُوْد..’
الْلَّهُم آَمَيَيَن
جَزَاك الْلَّه خَيْر
فِي مَوَازِيّن حَسَنَاتِك بِإِذْن الْلَّه
بِشَغَف لِجَدِيْدِك
شَتْائل اليَآسِمين لكَ http://vb.eqla3.com/images/smilies/rose.gif

لــ ج ــيــن..||~ 09-09-2010 08:53 PM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 

http://www.moeforum.net/vb1/uploaded..._1221171934gif

شكرا جزيلا لكلماتك النقيه الصادقه..
وتقبل الله منا واياكم...
طرح قيم اتمنى ان يعم عالجميع بالفائده..
شكرا لجهودك القيمه...
تقديري واحترامي لك ولجهودك...
لقلبك ارق التحايا واعذبها...

| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:40 AM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
: ✿✿:








||صآدق وعد||
يَعْطيكـْ العَآفيَة عَ مُروركـْ آلكَريمْ..
آسْآل الله آن يرزقَكـَ فَسيحَ الجنّاتْ
دمْتَ بـِ طآعَة الله..
......

| ▐الخلــود ▐| 17-09-2010 05:41 AM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
: ✿✿:








||عنود||
يَعْطيـكـِ العَآفيَة عَ مُروركـِ آلغالي..
آسْآل الله آن يرزقَكـِ فَسيحَ الجنّاتْ
دمْتِ بـِ طآعَة الله..
......

العـطــشان 18-09-2010 12:11 PM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
الخلود


ربي يكتب لك الاجر والثواب اختي الكريمه


يعطيك العافيه




العطشان

| ▐الخلــود ▐| 23-09-2010 02:47 PM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
: ✿✿:








||لجيــن||
يَعْطيـكـِ العَآفيَة عَ مُروركـِ آلغالي..
آسْآل الله آن يرزقَكـِ فَسيحَ الجنّاتْ
دمْتِ بـِ طآعَة الله..
......

| ▐الخلــود ▐| 23-09-2010 02:48 PM

رد: { وداعاً يا شهر الصيام ..~
 
: ✿✿:








||العطشآن||
يَعْطيكـْ العَآفيَة عَ مُروركـْ آلكَريمْ..
آسْآل الله آن يرزقَكـَ فَسيحَ الجنّاتْ
دمْتَ بـِ طآعَة الله..
......


الساعة الآن 12:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant