منتديات الأماكن - أفضل العبادة.. تلاوة القرآن

http://www.al-amakn.net/up2/uploads/c25c855461.gif

أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نتعهد القرآن وحذرنا صلى الله عليه وسلم عن تعريضه للنسيان، حول هذا الموضوع يقول فضيلة الشيخ على عبدالرحيم تمّام إمام وخطيب مسجد السيدة عائشة بالقاهرة:

عن ابى موسى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "تعاهدوا القرآن، فوالذى نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الابل فى عقلها" متفق عليه. وعن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل الابل المعقلة إن عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت" متفق عليه.

وعن البراء بن عازب رضى الله عنهما، قال: "سمعت النبى صلى الله عليه وسلم قرأ فى العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه" متفق عليه. وسيدنا محمد صلى الله وسلم، هو القدوة الحسنة فلا شك انهم كانوا يتعاهدون القرآن خشية التفلت وكانوا ايضا يقرأونه بصوت حسن، كما كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتلون القرآن بترتيل كما أمر الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بذلك "ورتل القرآن ترتيلا" "سورة المزمل آية 4" ويسمعونه فى إنصات، وقد أمر الله بذلك فقال تعالى: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" "سورة الأعراف آية 204"، قلوبهم فى بحار معانيه عائمة وعقولهم حول اسراره حائمة وألسنتهم وجوارحهم عن اللغو واللهو صائمة، قال الله تعالى "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته".

وكذلك كان السلف الصالح فى تلاوة القرآن وسماعه وترتيله وتدبره فى أدب وخشوع، وكلما زاد العبد قربا من ربه ازداد خوفا وخشية، كما تشير الآية الكريمة اليه "إنما يخشى الله من عباده العلماء" "سورة فاطر آية 28"، قال حجة الاسلام الغزالي: كانوا يتلونه حق تلاوته يشترك فيها اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تدبر المعانى وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار، فاللسان يرتل والعقل يترحم والقلب يتعظ.

وقال صلى الله عليه وسلم "أفضل عبادة أمتى تلاوة القرآن"، رواه البيهقى فى الشعب. وروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يقرأ الآية فى قيامه من الليل فيتدبرها حتى ربما سقط من قيامه من شدة خشيته وخشوعه، وروى عن تميم الدارى أنه قام بهذه الآية ليلة "أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات". وقد قال تعالى "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" "الحشر 21".