منتديات الأماكن

منتديات الأماكن (https://www.al-amakn.com/vb//index.php)
-   ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ (https://www.al-amakn.com/vb//forumdisplay.php?f=6)
-   -   تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب (https://www.al-amakn.com/vb//showthread.php?t=82712)

الجفووول 15-01-2012 04:29 PM

تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 



إن العمل اليسير الموافق لمرضاة الرب وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أحب إلى الله –تعالى- من العمل الكثير إذا خلا عن ذلك أو عن بعضه، ولهذا قال الله -تعالى-: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك : 2]، وقال: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الكهف : 7]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [هود: 7].


فهو سبحانه وتعالى إنما خلق السموات والأرض والموت والحياة، وزيَّن الأرض بما عليها ليبلو عبادة أيهم أحسن عملًا، لا أكثر عملًا.





و"الأحسن" هو: الأخلص والأصوب، وهو الموافق لمرضاته ومحبته، دون الأكثر الخالي من ذلك، فهو سبحانه وتعالى يحب أن يُتعبَّد له بالأرضى له وإن كان قليلًا، دون الأكثر الذي لا يرضيه، والأكثر الذي غيره أرضى له منه.





ولهذا يكون العملان في الصورة واحدًا وبينهما في الفضل، بل بين قليل أحدهما وكثير الآخر في الفضل أعظم مما بين السماء والأرض، وهذا الفضل يكون بحسب رضا الرب –سبحانه- بالعمل، وقبوله له، ومحبته له، وفرحه به سبحانه وتعالى، كما يفرح بتوبة التائب أعظم فرح، ولا ريب أن تلك التوبة الصادقة أفضل وأحب إلى الله –تعالى- من أعمال كثير من التطوعات وإن زادت في الكثرة على التوبة.


ولهذا كان القبول مختلفًا ومتفاوتًا بحسب رضا الرب سبحانه بالعمل: فقبول يوجب رضا الله سبحانه وتعالى، ومباهاة الملائكة، وتقريب عبده منه.


وقبول يترتب عليه كثرة الثواب والعطاء فقط.





كمن تصدق بألف دينار من جملة ماله –مثلًا- بحيث لم يكترث بها، والألف لم تنقصه تقصًا يتأثر به، بل هي في بيته بمنزلة حصى لقيه في داره أخرج منها هذا المقدار، إما ليتخلص من همه وحفظه، وإما ليجازى عليه بمثله، أو غير ذلك.





وآخر عنده رغيف واحد هو قوته، لا يملك غيره، فآثر به على نفسه من هو أحوج إليه منه، محبة لله، وتقربًا إليه وتوددًا، ورغبة في مرضاته، وإيثارًا على نفسه.








فيا لله كم بعد ما بين الصدقتين في الفضل، ومحبة الله وقبوله ورضاه، وقد قَبِل سبحانه هذه وهذه، لكن قبول الرضا والمحبة والاعتداد والمباهاة شيء، وقبول الثواب والجزاء شيء.





والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه؛ حتى تكون صورة العملين واحدة وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله -تعالى-.





وتتفاضل أيضًا بتجريد المتابعة، فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلًا لا يحصيه إلا الله –تعالى-، وينضاف هذا إلى كون أحد العملين أحب إلى الله في نفسه.





مثاله: الجهاد وبذل النفس لله –تعالى- هو من أحب الأعمال إلى الله –تعالى-، ويقترن بتجريد الإخلاص والمتابعة، وكذلك الصلاة والعلم وقراءة القرآن، فإذا فَضُل العلم في نفسه، وفَضُل قصد صاحبه وإخلاصه، وتجرَّدت متابعته؛ لم يمتنع أن يكون العمل الواحد أفضل من سبعين، بل وسبعمائة من نوعه.





فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة، ويطلعك على سر العمل والفضل، وأن الله -سبحانه وتعالى- أحكم الحاكمين، يضع فضله مواضعه، وهو أعلم بالشاكرين.



جزى الله خير كاتبه وناشره




المرجع: المنار المنيف في الصحيح والضعيف


للإمام: ابن القيم -رحمه الله-



جووود 15-01-2012 04:34 PM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
نسأل الله سبحانه
أن يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم
بارك الله فيك و جزاك كل خير
و جعل ما نقلته في موازين حسناتك
تقديري لشخصك
جووود

لــ ج ــيــن..||~ 17-01-2012 12:30 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 


طََرِِحْْ’فِـِي مٌُُنْْتََهََى آلرّّوْْعََ’ـهََـ..
يََعْْ’ـطِِِيكـْْ آلْْفْْ عََ’ـآفْْيََهـ..
بِِــٍِ..شٌُُووقْْ لِِجََ’ـدِيدكـْْ..
:
:
وِِدّّيْْ..!

ارجوان 17-01-2012 05:22 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
نوفا
جزاك الله خير
وجعلها الله في موازين حسناتك
ودي

العـطــشان 17-01-2012 09:16 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
نوفـــا


ربي يكتب لك الاجر والثواب من عنده




يسعدك ربي

الجفووول 18-01-2012 08:49 PM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
اختي جود

جزاك الله خير وشكر لك طيب الرد

الجفووول 18-01-2012 08:50 PM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
اختي لجين
جزاك الله خير وشكر لك طيب الرد

الجفووول 18-01-2012 08:51 PM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
اختي ارجوان
جزاك الله خير وشكر لك طيب الرد

الجفووول 18-01-2012 08:52 PM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
اخي العطشان
جزاك الله خير وشكر لك طيب الرد

القيصر 19-01-2012 12:32 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
جزاك الله خير اختي

نوفا

ربي يجعل ما قدمتيه في ميزان حسناتك

الجفووول 26-01-2012 02:42 PM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
اخي القيصر
جزاك الله خير وشكر لك طيب الرد

مخمليــة المشاعــر 27-01-2012 01:23 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 

جزاك الله خير ،، على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر,,
ودي..



راقية بقلمي 06-04-2012 11:17 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 




http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/...1320296023.gif { عَزِيْزَتِي ..
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ وَفِي مِيزآنَ حَسنَآتكـ ...
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ ...
دمْتَـ/ي بـِ طآعَة الله ..
رَاقِيَة بِقَلَمِي







الجفووول 08-04-2012 03:34 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
مخملية المشاعر
جزاك الله خير وشكر لك طيب الرد

الجفووول 08-04-2012 03:36 AM

رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب
 
راقية بقلمي
جزاك الله خير وشكر لك طيب الرد


الساعة الآن 10:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant