منتديات الأماكن

منتديات الأماكن (https://www.al-amakn.com/vb//index.php)
-   ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ (https://www.al-amakn.com/vb//forumdisplay.php?f=6)
-   -   الــوفــــآء (https://www.al-amakn.com/vb//showthread.php?t=89484)

| ▐الخلــود ▐| 04-04-2014 03:41 AM

الــوفــــآء
 







إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا،
من يهدِ الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فإن الوفاء خُلقٌ حميدٌ، تفاخر به العرب قديمًا، وأكده الإسلامُ أيما تأكيد، يقول سبحانه وتعالى:
﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ﴾ [النحل:٩١]،

ويقول سبحانه: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا ﴾ [الإسراء:٣٤]،
وفي السنة النبوية وصايا كريمة تحض على الوفاء، وتأمر به، وتعيب من اتصف بضده،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق
حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر
).
وقد قال رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يقول:
..( ولا دينَ لمنْ لا عهدَ له
ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيه بالمحل الأفضل، والمقام الأسمى، فوفاؤه،
وصلته لأرحامه كان مضرب المثل، وحق له ذلك وهو سيد الأوفياء.

مكانة الوفاء بالوعد في الإسلام:
إن الإسلام جاء ليعلي وليشيد إشادة كريمة بهذا الخلق، وليشن حملة ضارية على نقيضها، ألا وهي
إخلاف الوعد؛ وهذه الصفة العالية وهذا الخلق النبوي الكريم امتدح الله بها عباده المؤمنين الذين
صدقوا عهودهم مع الله وعهودهم مع الناس، ورعوا الأمانات المختلفة الدينية والدنيوية، وثبتوا على
هذه الحال حتى لقوا ربهم عز وجل.
يقول تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ
مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ

أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ
هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون:١-٨]، ويقول سبحانه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا
مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
﴾ [الأحزاب:٢٣].
وجعل الإسلام نقيض هذه الصفة من صفات المنافقين، كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
( وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ). وهذا يدل على أن إخلاف الوعد محرم، لأنه من صفات المنافقين.

النصوص الشرعية تأمر بالوفاء:
جاء عدد من نصوص الكتاب والسنة تحض على الوفاء بالعهد، ومن ذلك:

أمر الكتاب بالوفاء:
قال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً ﴾ [الإسراء:٣٤]،
فقد أمر الله تعالى في هذه الآية بالوفاء بالعهد، وقال تعالى:
﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾ [النحل:٩١].
وقد أمرنا الله تعالى بالوفاء في كل أمورنا، فقال سبحانه:
﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ [البقرة:٤٠]،
وقال سبحانه: ﴿ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ﴾ [الأنعام:١٥٢]،
وقال سبحانه: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾ [النحل:٩١]؛
وغير ذلك كثير من الآيات في كتاب الله عز وجل.
ودعا الناس إلى الوفاء بالعهود والعقود حتى مع الأعداء، ولم يكونوا كاليهود؛
إنّ اليهود قالوا: لا حرج علينا في حبس أموال العرب قد أحلّها اللّه لنا؛
لأنّهم ليسوا على ديننا، وكانوا يستحلّون ظلم من خالفهم في دينهم يقولون:
لم يجعل اللّه لهم في كتابنا حرمة، فبلَّغ عن ربه عز وجل قوله:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة:١].

الوفاء بالعهد صفة لأولياء الله سبحانه وتعالى:
فقال في أولي الألباب: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ
[الرعد:١٩-٢٠].

حث السنة على الوفاء بالعهد:

قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثٌ لَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِنَّ رُخْصَةٌ: بِرُّ الوَالِدَيْنِ مُسْلِمًا كان أوْ كافِرًا،
والوَفاءُ بالعَهْدِ لِمُسْلِمٍ كانَ أوْ كافِرٍ، وأداءُ الأَمانَةِ إلى مُسْلِمٍ كانَ أوْ كافِرٍ
».

الإسلام ينهى عن الخيانة:
وقد كان النهي عن الخيانة من الأحكام التي جاء بها الإسلام، حتى من يُخشى خيانته من الأعداء؛
فلا ينبغي خيانتهم؛ لأن الخيانة خلق ذميم والله لا يحب الخائنين. قال الله سبحانه وتعالى:
﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال:٥٨]؛
فإذا خاف الرسول صلى الله عليه وسلم أو أتباعه من قوم عاهدوهم خيانةً بأمارة تلوح أو ترشد إلى
ذلك، فلا ينبغي للمسلم أن يخون بناء على ما ظهر من إقدام العدو على الخيانة، ولكن عليه أن يبين
لهم أن العهد الذي بيننا وبينكم قد ألغي.
قال ابن كثير رحمه الله: «أي: أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب
لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، أي: تستوي أنت وهم في ذلك
».

الوفاء بالعهد خلق نبوي كريم:
وسلوك إسلامي نبيل، جعله الله صفة لأنبيائه، فقال تعالى في إبراهيم:
﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم:٣٧].
وفي حين ابتلاه ربه بكلمات وأوامر ونَوَاهٍ؛ فأتمهن، وقام بهن، وفي حين
قدم ولده إسماعيل قربانًا تنفيذًا لأمر الله، وفي حين صبر على النار ابتغاء مرضاة الله.






كحيلان11 21-04-2014 08:07 AM

رد: الــوفــــآء
 
الخلود
طرح طيب وجميل يحمل الفائدة يبين أهمية الوفاء وضرورته في
حياة الناس وذلك من خلال أيات كريمات في كتابه بارك الله فيكِ
وجزاكِ خير الجزاء واجزل لكِ المثوبة والعطاء وجعلكِ ممن قال
فيهم وقليل من عبادي الشكور وفتح عليكِ من كل خير قولي آمين
ووووووووودي ووووووووردي وخاااالص شكري

Al Dalaa3 27-04-2014 02:58 AM

رد: الــوفــــآء
 
جزآك الله جنهَ عُرضهآ السموآتِ والآرضَ
بارك الله فيكَ وَغفرّ ذنبِك وآنار دربِك
وجعل ثوآب مآ كتبت في ميزآن حسنآتِك





الساعة الآن 12:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant