الموضوع
:
.,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
عرض مشاركة واحدة
26-08-2009, 07:18 PM
المشاركة
24
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
17365
المشاركات:
53,311
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !
فيا أخي الحبيب:
ها هو رمضان قد أتي .
رمضان :
الذي طالما حنت إليه قلوب المتقين .
رمضان :
الذي طالما اشتاقت إليه نفوس الصالحين.
وكيف لا تحن القلوب إلى شهر الخير والبركة .
كيف لا تشتاق القلوب إلى شهر المغفرة و الرحمة.
أخي الحبيب:
إن هذا الشهر قد خصه الله بخصائص عظيمة ، وميزه الله بفضائل جليلة .
فهو شهر الصيام
؛ الذي
هو ركن من أركان الإسلام
.
الصيام ؛
الذي كل عمل بن آدم له إلا الصوم ، فإنه لله وهو يجزي به .
إنه شهر تتفتح
فيه أبواب الجنان
،
وتغلق أبواب النار.
إنه
شهر تصفد فيه مردة الشياطين
.
أخي الحبيب :
إن من أعظم فضائل رمضان أنه موسم كبير للمغفرة .
نعم ، المغفرة التي نحتاجها جميعا
المغفرة :
التي من كُتبت له ، فقد كُتب له الخير كله .
وهل يُمنع العباد من دخول الجنان إلا بسبب عدم المغفرة ؟
وهل يَدخل العباد النار إلا بسبب الذنوب التي لم تُغفر؟
الذنوب :
التي هي سبب لكل بلاء ، ومصيبة .
الذنوب :
التي تُورث في القلب ظلمة ، و وحشة .
الذنوب :
التي تحول بينك و بين ربك و مولاك .
أخي الحبيب :
يا من يُريد المغفرة :
يا من أثقلت كواهلَه المعاصي:
هاهو موسم من مواسم المغفرة قد أقبل .
اسمع إلى هذه الأحاديث الصحيحة لتتعرف على أنهار من المغفرة
في هذا الشهر الكريم .
أولا: صيام رمضان
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«
من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه
»
( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
2- وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«
الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان
مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
» ( أخرجه مسلم ) .
يالها من بشرى عظيمة ، بشرى بالمغفرة ؛
يا من تصوم رمضان ابتغاء وجه الله ، واطلب الأجر من الله
وأبشر فالمغفرة وشيكة بإذن الله .
أخي الحبيب :
إن أردت المغفرة فليكن صومك عن
المحرمات
قبل أن تصوم عن
المباحات
ليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، وكل جوارحك ، فالله قد حرم عليك
في نهار رمضان الأكل و الشرب وهما مباحان ، لينبهك على ترك الحرام
من باب أولى .
أما إذا لم تفعل فاسمع إلى هذا الحديث الذي يقول فيه..
رسول الله صلى الله عليه وسلم «
من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه
».
لا إله إلا الله ؛ كم جاع وكم عطش ، وكم نصب و تعب ، ولكن ليس له شيء
من الأجر لأنه لم يصم عن المحرمات .
أخي الحبيب:
إن الله غني عنك و عن جوعك وعطشك ، و إنما يريد الله منك
–
من وراء الصيام
– تقواه سبحانه و تعالى .
نعم يا أخي إنما يريد الله التقوى ، و هي الغاية التي من أجلها فرض الله
الصيام
{
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
}.
فحققِ التقوى حتى تنال المغفرة ، أمسك لسانك ، و غض بصرك
واحفظ سمعك عن هذه المحرمات حتى تفطر في الجنات بإذن الله .
ثانيا: قيام رمضان :
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«
من قام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه
»
( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
سبحان الله
! يا أخي ، إنها ليالي معدودة ، تنصب فيها القدمين لله
وتصلي لله ، تحصل على هذه المغفرة ، فاعزم بقلبك على قيام رمضان
واخلص لله .
بل و اسمع إلى هذه البشارة النبوية ، كما في السنن من حديث :
أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«
إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام الليلة
» .
كم يأتي الشي
طان إلى أحدنا فيجعله يأكل عند الإفطار كثيرا
فإذا ما رام القيام لصلاة التراويح أحس بثقل الجسم ، و أحس بالتعب
لأن عقله و ذهنه أصبح عند قدميه ، فهو يراوح بينهما ، لا تلذذا بالعبادة
و لكن استثقالا لها .
كم يأتي الشيطان
إلى أحدنا ، فما أن يفرغ من صلاة العشاء
إلا ويبدأ يذكره بأعماله و أشغاله حتى يترك صلاة التراويح .
و ربما استخدم مكره معنا ؛ فيزهدنا في صلاة التراويح
لأنها مستحبة و ليست بواجبة ، أو أن أعمالنا و سعينا في طلب المعيشة
أفضل ، أو ربما استخدم أسلوب التسويف
فيقول لأحدنا لازلت في أول رمضان و أنت متعب من الصيام
انتظر حتى غد ثم تبدأ في المحافظة على صلاة التراويح من أولها.
و هكذا يمضي رمضان - ليلة تلو ليلة - و نحن لم نصل إلا القليل من الليالي .
ثالثا: قيام ليلة القدر
4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«
من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه
»
( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
ليلة واحدة ، تجتهد فيها بالعبادة ، بالطاعة ، هذه الليلة التي
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان
من أجلها ، والظفر بها _ وهو من قد غفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر
– فحري بنا - ونحن الذين لم نعلم بعد ما مصيرنا ، ما حالنا يوم القيامة
– أن نجتهد في قيام تلك الليلة ، التي قيامها يُعادل قيام أكثر من ثلاث
و ثمانين عاما، قال تعالى {
ليلة القدر خير من ألف شهر
} .
أخي الحبيب :
والله إن السجلات ملأى بالذنوب و السيئات ، أفلا نغسلها بقيام ليلة واحدة .
وحتى تدرك هذه الليلة ، فعليك بقيام العشر الأواخر كلها، إن كنت صادقا
في طلب المغفرة .
أخي الحبيب :
إن أنهارا من المغفرة أمامك يوشك أن تجري من أجلك ، فهلا انغمست فيها
لعلها تطهرك ، لعلها تغسل عنك صحائف ؛ طالما سودتها ، لعلها تكفر ذنوبا ؛
طالما حالت بينك وبين ربك و مولاك.
أخي الحبيب :
أسباب المغفرة كلها منعقدة لكي يُغفر لك .
والله
– يا أخي - ما فتح الله أبواب الجنان إلا من أجل أن يُدخلك فيها .
والله ؛
ما غلّق الله أبواب النيران إلا ليُبعدك عنها .
ما صفّد الله مردة الشياطين إلا لتُقبل عليه ، وعلى طاعته ،
التي هي سبب رضاه ، التي هي سبب سعادتك وفلاحك .
أخي الحبيب :
هل تجد أرحم من ربك و مولاك - وهو غني عنك و عن طاعتك - لا و الله لن تجد أبدا .
انظر كيف يعاملك ، وكيف تعامله .
تعصيه فيستر عليك ، وتتمادى في المعصية فيحلم عليك
وتسرف على نفسك في الذنوب و المعاصي فيدعوك للمغفرة والتوبة.
يقول تعالى :
{
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم
} .
أخي الحبيب :
تأمل هذه الآية ،كم تحبب الله فيها إلى عباده - لا أقول المحسنين
ولكن المسرفين على أنفسهم - لم يقل الله {
الذين أجرموا
} ،
و لم يقل {
الذين عصوا
} ، و لكن قال {
الذين أسرفوا على أنفسهم
} ،
وقبلها نسبك إليه فقال {
يا عبادي
} ليعلمك أنك مهما فعلت من الذنوب
و مهما أكثرت من المعاصي فإنك لا تزال عبد من عباده .
ثم أخبرك أن لا تقنط من رحمته ، و أعلم بأن الله يغفر كل الذنوب كلها
–
مهما عظمت
– إذا تبت منها .
وهل شهر رمضان وما فيه من أسباب المغفرة إلا من أجلك ، ومن أجل محو ذنوبك .
إن غفران الذنوب أمنية الصالحين ، فهذا عبد الله بن مسعود يقول :
(
وددت لو أن الله غفر لي ذنبا واحدا وأن لا يُعرف لي نسب
وددت أني عبد الله بن روثة ، و أن الله غفر لي ذنبا واحدا
).
و لكن سبحان الله ! فهناك من المسلمين من لا يريد المغفرة والرحمة
جعلوا رمضان موسما للعب واللهو ، قضوا أيامه في الحرام
وسهروا لياليه في المعاصي ، زادت ذنوبهم ذنوبا ، وزادت صحائفهم سوادا.
ألا فليتذكر أولئك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
أتاني جبريل ،
فقال :
يا محمد ، من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله
، قل :
آمين
، فقلت :
آمين .
يا محمد ، من أدرك شهر رمضان ، فمات و لم يُغفر له فأدخل الله النار
فأبعده الله ،
فقل :
آمين
، فقلت :
آمين
.
و من ذُكرت عنده فلم يصلي عليك
فمات فدخل النار فأبعده الله
، فقل :
آمين
، فقلت
آمين
»
(رواه الطبراني ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله)
لا إله إلا الله
! يا أخي ؛
انظر من الداعي و من المؤمن ، الداعي جبريل
خير الملائكة ، والمؤمن محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر
فالدعاء مستجاب لا محالة .
أخي الحبيب:
هل سألت نفسك لمن هذه الفضائل كلها ؟
أهي للملائكة ؟
أم هي للبهائم و الحيوانات ؟
كلا و الله ، يا أخي الحبيب.
إنها و الله ، لك ، و من أجلك .
نعم ، الله فتح أبواب الجنة لك ، وغلق أبواب النار من أجلك
وصفد مردة الشياطين لتقبل عليه .
كم من ملك مقرب ليس له «
و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
».
يا أخي:
أيام رمضان أيام مغفرة ، ورحمة ، أيام رمضان أيام محو للسيئات .
يا أخي :
أما آن
أن تُغفر الذنوب
.
أما آن أن
تُمحى الخطايا .
يا طالب المغفرة :
هاهي أسبابها أمامك ، هاهي بين يديك .
أخي الحبيب:
إن الله يحب أن يغفر لعباده {
والله يريد أن يتوب عليكم
} ،
ولكن الله لا يُعطي المغفرة إلا لمن يستحقها .
يا أخي :
إن لم يُغفر لنا في رمضان – وقد انعقدت أسبابها –
فمتى يغفر لنا ؟
إن لم يتب الله علينا في رمضان
، فمتى يتاب علينا ؟
أخي الحبيب :
لا تحقر من الذنوب شيئا ، فلقد أدخل الله امرأة النار بسبب حبس هرة .
فإياك ، إياك أن تتهاون في ذنب أو معصية ، لا تنظر إلى صغر المعصية
ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
أخي الحبيب :
هلم إلي
شهر المغفرة
، إلي
شهر الرحمة
، اجتهد بالعبادة
أكثر من
الطاعة
، ابتعد عن
المعاصي
، فلا سبيل إلي المغفرة إلا بهذا الطريق .
عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ،
وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك
الأصدقاءْ ..
وعظـَـمة ثرائك
تخلقُ
لك الْمنافقونْ
..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..
اللّهم أغفر "
لأم عبدالعزيز
" واسكنها جنات الفردوس الأعلى
واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
رد مع الإقتباس