عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2009, 03:47 AM
المشاركة 65

  • غير متواجد
رد: المَوْسُوعَةُ العَقَدِيَّةُ .. ]]
القاهر، القهار

قال الله تعالى: {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد:16]
وقال تعالى: {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ
الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
} [غافر:16]، وقال عز وجل: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ
وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
} [الأنعام:18] وهو الذي قهر جميع الكائنات، وذلَّت له
جميع المخلوقات، ودانت لقدرته ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلي
فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن
وجميع الخلق فقراء إلى الله عاجزون، لا يملكون لأنفسهم نفعاً، ولا ضراً،
ولا خيراً ولا شراً وقهره مستلزم لحياته وعزته وقدرته فلا يتم قهره للخليقة
إلا بتمام حياته وقوة عزته واقتداره إذ لولا هذه الأوصاف الثلاثة لا يتم له قهر
ولا سلطان .

شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف
القحطاني - ص128

القدوس، السلام

قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ} [الحشر:23]
(القدوس، السلام) معناهما متقاربان، فإنَّ القدوس مأخوذ من قدَّس بمعنى:
نزَّهه وأبعده عن السوء مع الإجلال والتعظيم والسلام مأخوذ من السلامة فهو
سبحانه السالم من مماثلة أحد من خلقه، ومن النقص، ومن كل ما ينافي
كماله فهو المقدَّس المعظَّم المنزه عن كل سوء، السالم من مماثلة أحد من
خلقه ومن النقصان ومن كل ما ينافي كماله فهذا ضابط ما ينزه عنه: ينزه عن
كل نقص بوجه من الوجوه، وينزه ويعظم أن يكون له مثيل، أو شبيه أو كفوء
أو سمي، أو ند، أو مضاد، وينزه عن نقص صفة من صفاته التي هي أكمل
الصفات وأعظمها وأوسعها ومن تمام تنزيهه عن ذلك إثبات صفات الكبرياء
والعظمة له، فإنَّ التنزيه مراد لغيره ومقصود به حفظ كماله عن الظنون السيئة
كظن الجاهلية الذين يظنون به ظن السوء، ظن غير ما يليق بجلاله، وإذا قال
العبد مثنيا على ربه: (سبحان الله) أو (تقدس الله) أو (تعالى الله) ونحوها
كان مثنياً عليه بالسلامة من كل نقص وإثبات كل كمال قال الإمام :

ابن القيم رحمه الله تعالى في اسم (السلام): الله أحق بهذا الاسم من كل
مسمىً به، لسلامته سبحانه من كل عيب ونقص من كل وجه، فهو السلام
الحق بكل اعتبار، والمخلوق سلام بالإضافة، فهو سبحانه سلام في ذاته
عن كل عيب ونقص يتخيله وهم، وسلام في صفاته من كل عيب ونقص،
وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه
الحكمة، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار، فعلم أن استحقاقه
تعالى لهذا الاسم أكمل من استحقاق كل ما يطلق عليه، وهذا هو حقيقة
التنزيه الذي نزه به نفسه، ونزهه به رسوله، فهو السلام من الصاحبة والولد،
والسلام من النظير والكفء والسمي والمماثل، والسلام من الشريك ولذلك
إذا نظرت إلى إفراد صفات كماله وجدت كل صفة سلاماً مما يضاد كمالها
فحياته سلام من الموت ومن السِّنة والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام
من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه أو عروض نسيان أو
حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة
وكلماته سلام من الكذب والظلم بل تمت كلماته صدقاً وعدلاً، وغناه سلام
من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه وهو غني عن كل
ما سواه، وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاون مظاهر أو شافع عنده
بدون إذنه، وإلهيته سلام من مشارك له فيها، بل هو الله الذي لا إله إلا هو
وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجة منه أو
ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه، وكذلك
عذابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه سلام من أن يكون ظلماً، أو تشفياً،
أو غلظة، أو قسوة، بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياء مواضعها، وهو
مما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحقه على إحسانه، وثوابه، ونعمه،
بل لو وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضاً لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة
موضعها هو من عدله، وحكمته، وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه الجاهلون
به من خلاف حكمته وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم، ومن توهم
وقوعه على خلاف الحكمة البالغة وشرعه ودينه سلام من التناقض والاختلاف
والاضطراب وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته بل
شرعه كله حكمة، ورحمة، ومصلحة، وعدل، وكذلك عطاؤه سلام من كونه
معاوضة أو لحاجة إلى المعطى ومنعه سلام من البخل وخوف الإملاق، بل
عطاؤه إحسان محض لا لمعاوضة ولا لحاجة، ومنعه عدل محض وحكمة
لا يشوبه بخل ولا عجز واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجاً
إلى ما يحمله أو يستوي عليه، بل العرش محتاجاً إليه وحملته محتاجون إليه
فهو الغني عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه، فهو استواء وعلو لا يشوبه
حصر ولا حاجة إلى عرش ولا غيره ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى، بل كان
سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد، بل استواؤه على
عرشه واستيلاؤه على خلقه من موجبات ملكه وقهره من غير حاجة إلى عرش
ولا غيره بوجه ما ونزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا سلام مما يضاد علوه وسلام
مما يضاد غناه وكماله سلام من كل ما يتوهم معطل أو مشبه، وسلام من أن
يصير تحت شيء أو محصوراً في شيء، تعالى الله ربنا عن كل ما يضاد كماله
وغناه وسمعه وبصره سلام من كل ما يتخيله مشبه أو يتقوَّله معطل وموالاته
لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل كما يوالي المخلوق المخلوق، بل هي موالاة
رحمة، وخير، وإحسان، وبر كما قال:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ
وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}
[الإسراء:111] فلم ينف أن يكون له ولي مطلقاً بل
نفى أن يكون له ولي من الذل وكذلك محبته لمحبيه وأوليائه سلام من عوارض
محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبة حاجة إليه أو تملق له أو انتفاع بقربه
وسلام مما يتقوله المعطلون فيها وكذلك ما أضافه إلى نفسه من اليد والوجه
فإنه سلام عما يتخيله مشبه أو يتقوله معطل فتأمل كيف تضمَّن اسمه السلام
كل ما نزه عنه تبارك وتعالى وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما تضمنه من
هذه الأسرار والمعاني والله المستعان .

شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف
القحطاني - ص140

القريب

قال الله تعالى:
{هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ
مُّجِيبٌ
} [هود:61]
من أسمائه (القريب)، وقربه نوعان:
قرب عام وهو إحاطة علمه بجميع الأشياء، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل
الوريد وهو بمعنى المعية العامة وقرب خاص بالداعين والعابدين المحبين
وهو قرب يقتضي المحبة، والنصرة، والتأييد في الحركات والسكنات، والإجابة
للداعين، والقبول والإثابة للعابدين قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[البقرة:186] وإذا فهم القرب بهذا المعنى في العموم والخصوص لم يكن هناك
تعارض أصلاً بينه وبين ما هو معلوم من وجوده تعالى فوق عرشه فسبحان
من هو عليٌّ في دنوه قريب في علوه .

شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف
القحطاني - ص117

الكافي

قال الله تعالى: {أليس الله بكاف عبده} [الزمر:36] فهو سبحانه الكافي عباده
جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه الكافي كفاية خاصة، من آمن به، وتوكل عليه
واستمد منه حوائج دينه ودنياه .

شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف
القحطاني - ص175

الكبير

وهو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال
الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى
وله التعظيم والإجلال، في قلوب أوليائه وأصفيائه قد مُلئت قلوبهم من تعظيمه
وإجلاله، والخضوع له، والتذلل لكبريائه قال الله تعالى:
{ذلك بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير}
[غافر:12] .

شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف
القحطاني - ص84




عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..