الموضوع
:
آلمعلّمْ الآولْ ،’ صفآتٌ ينْبغي توفرهآ في آلمعلّمْ ( 2 )
عرض مشاركة واحدة
28-02-2010, 03:27 PM
المشاركة
2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
17365
المشاركات:
53,311
رد: آلمعلّمْ الآولْ ،’ صفآتٌ ينْبغي توفرهآ في آلمعلّمْ ( 2 )
[5] التحلي بالأخلاق الفاضلة والحميدة :
لا شك أن الكلمة الطيبة والعبارة الحسنة تفعل أثرها في النفوس ، وتؤلف القلوب
وتذهب الضغائن والأحقاد من الصدور ، وكذلك التعبيرات القلوب ، وتذهب الضغائن
والاحقاد من الصدور ، وكذلك التعبيرات التي تظهر على وجه المعلم تحدث مردواً
إيجابياً أو سلبياً لدى الطالب ، وذلك لأن أنبساط الوجه وطلاقته مما تأنس به النفس
وترتاح إليه . وأما عبوس الوجه وتقطيب الحاجبين فهو مما تنفر منه النفس وتنكره .
والرسول صلى الله عليه وسلم كان أطيب الناس روحاً ونفساً ، وكان أعظمهم خلقاً
(
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
)(القلم:4)) ولم يكن صلى الله عليه وسلم فظا غليظاً حاد
الطباع بل كان سهلاًٍ سمحاً ليناً رءوفاً بأمته (
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
)(التوبة:128) ) وقال تعالى :
(
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
)
(آل عمران: من الآية159) .
1- فعن عطاء بن يسار قال : (
لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فقلت
: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ن فقال :
( أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : (
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً
)(الأحزاب:45 ) وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ن ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا : (
لا إله إلا الله
)
ويفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفا
) تكلم كانت بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم خلق عظيم ، وبالمؤمنين رؤوف
رحيم ، ليس بفظ ولا غليظ القلب .. إلخ . وتلك صفات كانت من لوازم الدعوة إذ أن المدعوين يحتاجون إلى من يرفق بهم ، ويعلمهم أمور دينهم ، ففيهم الجاهل وفيهم الصغير وفيهم الكبير ، وكل أولئك يلزمهم رفق ، وخلق ، وحلم ، وأناة ، ولطف ، وحسن تصرف وإلا انفضوا وغضبوا ولم يتبعوا الهدى ممن جاء به . ولقد ضرب رسولنا الكريم ـ بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأمثلة في حسن الخلق كيف لا وربنا عز وجل هو الذي امتدحه بذلك (
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
)(القلم:4)) وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تقول : (
كان خلقه القرآن
)
وتعال معنا لنرى ذلك الموقف الذي يرويه أنس بن مالك :
2- قال : (
كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجبذه بردائه جبذة شديد، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ، قال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ، ثم أمر له بعطاء ) .
ما أعظم ذلك الخلق الرفيع الذي امتاز به النبي صلى الله عليه وسلم ، كان في
مقدوره أن يؤدب ذلك الأعرابي على صنيعه ، ولكن لم تكن تلك من شيم ولا أخلاق
المعلم الأول صلى الله عليه وسلم ،كيف يفعل ذلك وهو الذي قال :
(
من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة
حتى يخبره في أي الحور العين شاء
) .
والمربون والمعلمون حري بهم أن يترسموا خطى المعلم الأول صلى الله عليه وسلم
في التحلي بالأخلاق الفاضلة والأدب الرفيع ، وهي من أنجع الوسائل في التعليم
والتربية ، حيث إن الطالب في الغالب يتأثر ويتخلق بأخلاق معلمه ويتقبل منه أكثر
من غيره ، فإذا كان المعلم يتحلى بأخلاق حميدة أثر ذلك على طلابه إيجاباً ، وعملت
في نفوسهم ما لم تعلمه عشرات النصائح والدروس ، ومن هنا فهم سر قوله ..
صلى الله عليه وسلم " ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق " وقوله :
"
إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل ، وصائم النهار
" لأن حسن الخلق
سجيه تعمل عمل السحر في أسر القلوب ن واستماله النفوس ، وإشاعة المحبة بين
أفراد المجتمع . والمعلمون هم أولى الناس بذلك !
الخلاصة :
1) الأخلاق صفة حميدة ينبغي للمعلم أن يتحلى بها
وبحث طلابه على التخلق بها .
2) الكلمة الطيبة، والبشاشة وطلاقة الوجة ، من
الأسباب التي تزيل الحاجز النفسي بين المعلم
وتلميذة .
3) الحلم والأناة، وانشراح صدر المربي ، في مقابل
جهل الطالب .
عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ،
وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك
الأصدقاءْ ..
وعظـَـمة ثرائك
تخلقُ
لك الْمنافقونْ
..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..
اللّهم أغفر "
لأم عبدالعزيز
" واسكنها جنات الفردوس الأعلى
واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
رد مع الإقتباس