عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2010, 09:28 PM
المشاركة 6
موقوف من قبل الادارة
  • غير متواجد
رد: ܔْށ عمـــآإْرهـ ، إلأوهــٌّــآإْمܔْށ
اسفه امس ماقدرت اكمل الموضوع وهذي التكمله



الــدور الثالث ..







استكملت صعودى نحو الدور الثالث
وقد ظهرت الشقوق فى الحوائط ..
وتعجبت من ساكنى تلك العمارة
كيف لا يرون سوء عمارتهم من داخلها؟!
أم أن بريقها من خارجها أعماهم عن باطنها!!






ها قد وصلت إلى بابنا الثالث .. وكالعادة .. مررت من خلاله






جلست فوق الأريكة وقد خط الشيب فى راسها
تحادث صديقتها من جوالها الحديث
" ما شاء الله عليه"
" ولدى لا يفوته فرضٌ من الفروض "
" ولدى مثال للأدب والأخلاق "
"ما فى أحنُّ علىّ من ولدى"




وقليلٌ
وبعد أن أغلقت هاتفَها رددت على مسامعها بصوت منكسر
" ما زال صغيراً وغداً سيكون ولدى الأفضل"
وقليلٌ أخرى ودخل الصغير الكبير
وقد أحاط كفه بعلبة سجائره
وأحاطت سلاسل الدنيا برقبته
" أمى .. أريد مالاً للخروج مع أصدقائى الليلة "
ولم تفكر ساكنتنا كثيراً لتخرج ما اراد وأكثر
ناصحة له نصيحتها المعتادة ...
لا تخبـــر .. أباك..






وعامٌ مضى وكررت الزيارة
لأجد ساكنتنا وفوق نفس الأريكة
وإلى نفس الصديقة تتحدث
" ولدى مظلوم "
" ولدى ما يعرف المخدرات "
" ولدى ... "
وأكملت حديثُها ... بكاءاً!





الــدور الرابع..






استمررت فى الصعود وكدت أسقط فوق
احد الدرجات المتهدّمة
حتى وصلت إلى دورنا الرابع للتعرف على ساكن آخر
من سكان عِمارتنا ..
عِمارة الأوهام




وقف أمام فراشه يرتّب فى حقيبة سفره
وقد أمسك ببرواز يحمل بين طياته
صورة زوجته الحبيبة وأبناءه الثلاثة
تأملهم كثيراً ثم احتضن بروازه
ووضعه فى هدوء فوق ملابسه داخل الحقيبة
ودخلت زوجته وعلى ملامحها حزن الفراق
" أنتى الآن مسئولة عن ابى وأمى وأولادنا
لقد اشتريت لكم تلك الشقة بما تبقى من مال الأرض والمنزل بقريتنا
والباقى دفعته للرجل الذى سهّل لنا السفر إلى إيطاليا
على تلك العبّارة
حلم حياتنا على وشك أن يتحقق
وسأرسل لكِ المال بمجرد وصولى
وحصولى على عمل يحقق لنا ما نتمناه





ومر العام وكررت الزيارة
ولم أجد ساكننا
ولا أهله وذويه
وعند السؤال .. قالوا .....
"بلعته مياه البحر "






الــدور الخامس..







ها قد وصلت إلى الدور الخامس
بعد تخبط فى الظلام فى تلك العمارة رديئة الباطن




جلس يحتسى كوباً من الشاى مع صديقه المقرّب ..
يحدثه بحماسٍ قوى
"كيف تبدأ بمثل تلك الوظيفة البسيطة يا رجل؟! "
" هل نسيت ما نحمله من شهادات جامعية؟! "
" يجب أن نبدأ على قدر شهاداتنا "
" لا يمكن أن أفعل مثلك أبداً .. وأبدأ بعمل بسيط كهذا!"
أشرَفٌ لى أن أجلس بمنزلنا
ولا أعمل بعيداً عن تخصصى
أو فى عمل لا يليق بشهادتى الجامعية!




وبعد عامٍ كررت الزيارة
وقد أمسك بسماعة الهاتف يحادث نفس الصديق
بصوت فقد حماسته ..
مبارك عليك الترقية صديقى والنقلة المميزة فى عملك
نعم فأنت تعلم ..
ما زلت أبحث عن وظيفة جيدة تليق بشهادتى الجامعية
ثم وضع الهاتف جانباً ..
وبدأ فى إكمال ..
نفس كوب الشاى ..!