الموضوع: ...ولكـنْ,؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2010, 02:25 AM
المشاركة 52
زمـنَ
عضو عذب التواجد
  • غير متواجد
رد: ...ولكـنْ,؟؟

(17)
" الفَقـر "

أحَسَستُ بِ أنْ نْظرتي الأولى تِجاههُ كَانتَ خَاطِئةْ
اقَّتربتُ منه , واضِعاً يدي بِ أعلى كَتفه
وَ قُلتْ : أدِينُ لَكَ بِ الأسفَ يَا أخي
.. ولكن..؟ عذراً منْ أنتْ..؟
قال : " أنْا من دَفَّنْتمُ أملي وَ أملِ أخَوتي
أنا مِن أعَدته إلى دائرةِ الجُوعِ والفَقر .."
كَانْ حِينها يَعضُ عَلى شَفتيه وَ تنهمرُ دَمعتيه.
قُلتُ له عَفواً , لمَّ افَهم بَعدْ ..؟
أعَّتدل وَ جلسَ لِ يقولْ : " أنْا أعيشُ مِع أُخِتاي
سمر , و زينب يَصَغُراني بِ سَبعةِ أعَوامْ
نقطنْ بِ طرفِ المَدينة بِ مَنْزل مُسَتأجر
فَـ والداي مُتَوفيان , مُنذُ زَمنِ بِعيد ..
و لا نْملِكُ النْقود , نُهددُ في كُلِ يومِ
بِ الدَفعِ أو الطردِ مِنْ المَنزلَ ..
إلى أنْ أغْرضنيَّ صاحِبُ المنْزِل هذه ألآلهَ
و شَّرط علي بِأنْ أعْمل لَديه عَلى سَكني
و ألآله عَبارةٌ عَنْ عربةُ غِذاء مُتَنْقلةَ
..
فَ تَسهرٌ أُخْتاي فِي أعَّداد البطاطا المَقلِيةَ
وَ شرائح مِنْ الخبزْ , و قَليلٌ مِن المَاء المَغليِ
و في كُلِ صَباحَ ادَّفعُ عَربتِي هَذِهُ
أطَّلبُ لُقَمةُ العِيشَ , فَ أبيعُ هَنا وَ هناكَ
وَ مَع هذا لا نْخَرُجُ إلا بِ الشيء اليَسير
*
و فيَّ هذا الصَباحِ المَشئُوم ,
وَ فقتُ هُنا أمَامَ قصَّرِ الرئاَسَةَ
لِ كثرتِ الحَركةِ و طَّلبَ المَعيشةَ
إلى أنْ قَدمَّ هذا الرجَل النْحِيل اللَّعينْ
يدعي بِ أنه مِن أمنَ هذا القَصر
وَ أنْ الوقوفَ أمام القَصر وَ المُبايعةُ مَمنوع
وَ على ذلكَ تمَ سَحبُ ألآتي , وَ مُصادَرتِها
*
وَ الأنْ مَا الذَّي بَقي لَديَّ .؟
فَ المُؤجِر سَـ يغضبْ , وَ مِنْ المَنزِلَ سَـ نُطَّرد ,
وَ أنَا وَ أختاي إلى أينَ سَـ نذهب ..!!
إلى أينْ..! إِلى أينْ ..! " كَانْ يبّكي وَ يَصرخَّ
قابِضٌ يديه إلى صَدرهِ و ألأخرى يَّضربُ بِها الأرض
وَ قَّفتُ وَقفَتاً نْادِمةَ بِائِسة ..
أعدتُ يدي إلى جَيبي لِ أخْرِجَ النُقودَ الورقيةَ
التَّي كَانتَ سببٌ مِنْ أسَبابِ تَعاسةِ هذا الغُلامَ
وَ أضَعُها بِينْ كَفِه المُبَللة بِـ الدُموعَ وَ اطلُبُ منهُ الأسف..
لِـ أمّضي فِي طَريقيَّ


وَلِـكن..؟ مَاهو مَصير هذا الشَابَ , بعدَّ أن تَقَطعتْ بِه السُبلْ .؟
هَل سَ يُصَبحْ سَارقْ .. أمَ مُتَسولْ ..؟
هذا مَا يُراودني أثْناء سَيري ...
.

دُمَّتُم أحَبتي فِ حِفظَ الرحَمنْ..
10-4-29 خ