عرض مشاركة واحدة
قديم 27-08-2010, 07:25 PM
المشاركة 61

  • غير متواجد
رد: 〓.. فتـــــــاوى الصيـــــام ..〓


إحياء ليلة القدر وحكم الاحتفال بها
كيف يكون إحياء ليلة القدر؛ أبالصلاة أم بقراءة القرآن والسيرة النبوية والوعظ والإرشاد
والاحتفال لذلك في المسجد ؟.
الحمد لله
أولاً :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد
في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء ، فروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله
وشد المئزر
) . ولأحمد ومسلم : ( كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها ) .
ثانياً :
حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، فعن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه
) . رواه الجماعة إلا ابن ماجه ، وهذا الحديث يدل على مشروعية
إحيائها بالقيام .
ثالثاً :
من أفضل الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم عائشة
رضي الله عنها ، فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟) قال :
( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
) .
رابعاً :
أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها ،
ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة السابعة والعشرون هي أحرى الليالي
بليلة القدر ؛ لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا .
خامساً :
وأما البدع فغير جائزة لا في رمضان ولا في غيره ، فقد ثبت عن رسول الله ..
صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية :
(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
فما يفعل في بعض ليالي رمضان من الاحتفالات لا نعلم له أصلا ، وخير الهدي هدي محمد ،
وشر الأمور محدثاتها.
وبالله التوفيق .
فتاوى اللجنة الدائمة (10/413) . .

متى تبدأ صلاة التراويح لرمضان في الليلة الأولى أم الثانية ؟
متى نبدأ في القيام لصلاة التراويح : ليلة أول يوم من رمضان ( ليلة الرؤية أو الإتمام )
أم بعد صلاة العشاء من أول يوم في رمضان ؟ .
الحمد لله
يُشرع للمسلم أداء صلاة التراويح بعد صلاة العشاء من الليلة الأولى لرمضان ، وهي الليلة
التي يُرى فيها الهلال ، يُكمل المسلمون عدة شعبان ثلاثين يوماً .
ومثل هذا نهاية شهر رمضان ، فإنه لا تُصلَّى التراويح إذا ثبت انتهاء الشهر برؤية هلال العيد
أو بإتمام عدة رمضان ثلاثين يوماً .
فيتبين أن صلاة التراويح لا تتعلق بصيام نهار رمضان ، بل بدخول الشهر من الليل ابتداءً ،
وبآخر يوم من رمضان انتهاءً .
ولا ينبغي القول إن صلاة الترويح نافلة مطلقة فيجوز أن تؤدى في أي ليلة وجماعة ؛
لأن صلاة التروايح مقصودة لشهر رمضان ، ومصليها يقصد الأجر المترتب على قيامه ،
والجماعة فيها ليست كحكم الجماعة في غيرها ، فيجوز في رمضان أن يصلى قيامه
جماعة في كل ليلة مع الإعلان والتشجيع عليه ، بخلاف القيام في غيره فإنه لا يسن
إلا ما جاء من غير قصد أو بقصد التشجيع والتعليم ، فيسن أحياناً دون الالتزام بفعله دائماً .
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمه الله - :
التَّراويحَ في غير رمضان بِدْعةٌ ، فلو أراد النَّاس أنْ يجتمعوا على قيام الليل في المساجد
جماعة في غير رمضان لكان هذا من البِدع .
ولا بأس أن يُصلِّي الإنسانُ جماعة في غير رمضان في بيته أحياناً ؛ لفعل الرسول ..
صلى الله عليه وسلم : " فقد صَلَّى مرَّةً بابن عبَّاس ، ومرَّةً بابن مسعود ومرَّةً بحذيفة
بن اليمان ، جماعة في بيته
" لكن لم يتَّخذْ ذلك سُنَّة راتبةً ، ولم يكن أيضاً يفعله في المسجد .
" الشرح الممتع " ( 4 / 60 ، 61 ) .
وعليه : فمن صلى صلاة التروايح قبل ثبوت دخول رمضان فهو كمن صلى الصلاة في غير
وقتها ، فلا يكتب له أجرها ، هذا إن سلِم من الإثم إن تعمد ذلك .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب ..

هل يترك عمله ويذهب لصلاة التراويح ؟
أنا أعمل في مركز شرطة ، وأحياناً يحدث أن أستلم المناوبة مرتين بالأسبوع ولا أتمكن
خلال الاستلام من مغادرة المركز لظروف العمل ولأوامر رؤسائي ، فهل يجوز لي أن
أغادر المركز وأخالف أوامرهم لأداء صلاة التراويح في المسجد القريب من المركز ؟.
الحمد لله
لا شك أن حرص الإنسان على الاستزادة من أسباب الأجر والمغفرة في رمضان أمر
محمود ومندوب إليه ، إلا أن هذا مشروط بأن لا يؤدي البحث عن فضل إلى تفويت أو
الإخلال بما هو أفضل منه .
ولو كان عملُ الإنسان في محل تجاري أو مؤسسة مدنية لما جاز له ترك العمل من
أجل القيام بنافلة ، فكيف إذا كان عملُه يتعلق بالأمن وهو أمر مهم تتعلق به أرواح
الناس وأمنهم ؟
فلا تحرص على نافلة على حساب التفريط في واجب ، ويمكنك أن تؤدي التراويح في
مكان عملك مجزَّأة على حسب الفراغ والسعة ، أو في آخر الليل في بيتك ، وقد يُكتب
لك الأجر كاملاً إن علم الله منك صدقاً في أدائها إن لم يتيسر أداؤها في العمل أو في البيت .
وسئل الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمه الله - :
أعمل في أحد المحلات التجارية ولا أستطيع أن أصلي صلاة التراويح في المسجد نظراً
لأن مواعيد العمل تكون مِن بعد المغرب إلى قرب السحور ، هل آثم على ذلك ؟
وكيف أعوِّض هذا الثواب الذي فاتني ؟ .
فأجاب :
لا تأثم بترك التراويح لأن التراويح سنَّة ، إن أقامها الإنسان كان له أجر ، وإن لم يقم بها
فليس عليه إثم .
وإذا علم الله تعالى من نيتك إنه لولا اشتغالك بما يجب عليك من عقد الأجرة على هذا
العمل لقمت بهذه التراويح : فإن فضل الله واسع ، يثيبك سبحانه وتعالى على ما كان من
نيتك .
" فتاوى إسلامية " ( 2 / 255 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله - :
بعض الناس يذهب ليعتمر فيترك عائلته أو وظيفته أو المسجد الذي يصلي به أو يؤذن به ،
فما كلمتكم لهم ؟ .
فأجاب :
لا ينبغي أن نتقرب إلى الله بنافلة مع إخلالنا بواجب ، النوافل لا يُتقرب بها إلا إذا أدينا
الواجبات ، فمن ضيَّع بيته أو ضيَّع عمله ، أو إمام ضيع إمامته : فهذا لا يعتبر مأجوراً ،
بل يعتبر مأزوراً وآثماً .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب ..

يقرأون القرآن قبيل صلاة التراويح ثم يكملون في الصلاة
نحن في أمريكا ، سيعقد حلقة قرآن بعد الإفطار في تمام الساعة 7:15 إلى الساعة
7:30 ثم تقام الصلاة للعشاء وبعدها التراويح ، في حلقة القرآن سيقرأ أحد المسلمين
ويستخدم الميكرفون ليسمعه الرجال والنساء ، والتخطيط أن يقرأ 12 وجهاً ، ثم يكملون
في التراويح 8 أوجه ، وبذلك يكملوا كل ليلة جزءً إلى أن يتم ختم القرآن في نهاية الشهر ،
هل الجلسة لقراءة القرآن بهذه الطريقة من السنة أم من البدعة ؟
وهل من الأفضل قراءة القرآن على المأمومين أثناء التراويح أم في حلقة القرآن ؟.

الحمد لله
لا حرج عليكم من عمل هذه الجلسة ، فقراءة القرآن من واحدٍ منكم واستماع الباقين له
أمرٌ مشروع ، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .
عَن ابن مَسعودٍ رضي اللَّه عنه قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
" اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ
أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي
" فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية :
{ فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً } النساء/40 قال :
" حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . رواه البخاري ( 4763 ) ومسلم ( 800 ) .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز :
ويشرع للمسلمين في هذا الشهر العظيم دراسة القرآن الكريم ومدارسته في الليل والنهار
تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان يدارس جبرائيل القرآن كل سنة في رمضان ،
ودارسه إياه في السنة الأخيرة مرتين ، ولقصد القربة والتدبر لكتاب الله عز وجل والاستفادة
منه والعمل به ، وهو من فعل السلف الصالح فينبغي لأهل الإيمان من ذكور وإناث أن
يشتغلوا بالقرآن الكريم تلاوة وتدبرا وتعقلا ومراجعة لكتب التفسير للاستفادة والعلم .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 11 / 319 ، 320 ) .
والأفضل أن يكون مع القراءة تعليم لأحكام القرآن ، وفهم لمعانيه ، فإذا أضفتم إلى القراءة
تفسيراً لما تقرأون أو بعضه فقد جمعتم خيراتٍ متعددة ، منها : إصابة السنة في فعلكم ،
ومدارستكم القرآن ، وتعليمكم المسلمين ، وإعانتهم على التدبر القرآن . . .
وإذا كانت هذه الختمة في صلاة التراويح كانت أفضل من كونها خارجها .
قال شيخ الإسلام في "الفتاوى الكبرى" (2/297) :
" إِنَّ الأَمْرَ بِالْقِرَاءَةِ وَالتَّرْغِيبَ فِيهَا يَتَنَاوَلُ الْمُصَلِّيَ أَعْظَمَ مِمَّا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ , فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ
فِي الصَّلاةِ أَفْضَلُ مِنْهَا خَارِجَ الصَّلاةِ , وَمَا وَرَدَ مِنْ الْفَضْلِ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ يَتَنَاوَلُ الْمُصَلِّيَ أَعْظَمَ
مِمَّا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ
" انتهى .
فإذا شقَّ على الناس ختم القرآن في الصلاة فيمكنكم أن تجمعوا بين الخيرين :
المدارسة
للقرآن قبل الصلاة ، والقراءة لباقيه في الصلاة ، كما تعتزمون .
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ،
وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَ
ارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .
رواه البخاري ( 3048 ) ومسلم ( 2308 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
هل يمكن أن يستفاد من مدارسة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم
القرآن في رمضان أفضلية ختم القرآن ؟

فأجاب :
يستفاد منها المدارسة وأنه يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده وينفعه ؛
لأن الرسول عليه الصلاة والسلام دارس جبرائيل للاستفادة ؛ لأن جبرائيل هو الذي ي
أتي من عند الله جل وعلا ، وهو السفير بين الله والرسل .
فجبرائيل لا بد أن يفيد النبي صلى الله عليه وسلم أشياء من جهة الله عز وجل ، من
جهة إقامة حروف القرآن ومن جهة معانيه التي أرادها الله ، فإذا دارس الإنسان من يعينه
على فهم القرآن ومن يعينه على إقامة ألفاظه فهذا مطلوب ، كما دارس النبي..
صلى الله عليه وسلم جبرائيل ، وليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي عليه
الصلاة والسلام ، لكن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند الله فيبلغ الرسول عليه
الصلاة والسلام ما أمره الله به من جهة القرآن ومن جهة ألفاظه ومن جهة معانيه ،
فالرسول عليه الصلاة والسلام يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية ، لا أن جبرائيل
أفضل منه عليه الصلاة والسلام بل هو أفضل البشر وأفضل من الملائكة عليه الصلاة
والسلام ، لكن المدارسة فيها خير كثير للنبي صلى الله عليه وسلم وللأمة ؛
لأنها مدارسة لما يأتي به من عند الله وليستفيد مما يأتي به من عند الله عز وجل .
وفيه فائدة أخرى وهي : أن المدارسة في الليل أفضل من النهار ، لأن هذه المدارسة
كانت في الليل ، ومعلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب وحضوره والاستفادة أكثر من
المدارسة نهاراً.
وفيه أيضا من الفوائد : شرعية المدارسة وأنها عمل صالح حتى ولو في غير رمضان ،
لأن فيه فائدة لكل منهما ولو كانوا أكثر من اثنين فلا بأس يستفيد كل منهم من أخيه
ويشجعه على القراءة وينشطه ، فقد يكون لا ينشط إذا جلس وحده لكن إذا كان معه
زميل له يدارسه أو زملاء كان ذلك أشجع له وأنشط له مع عظم الفائدة فيما يحصل بينهم
من المذاكرة والمطالعة فيما قد يشكل عليهم كل ذلك فيه خير كثير .
ويمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من
هذه المدارسة لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن ، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله
يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن
كله ، ولكن ليس هذا موجبا لأن يعجل ولا يتأنى في قراءته ، ولا يتحرى الخشوع والطمأنينة
بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة . " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز "
( 11 / 331 – 333 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله - أيضاً - :
يحرص كثير من الأئمة على أن يختموا القرآن في التراويح والتهجد لإسماع الجماعة جميع
القرآن فهل في ذلك حرج ؟

فأجاب :
هذا عمل حسن فيقرأ الإمام كل ليلة جزءا أو أقل لكن في العشر الأخيرة يزيد حتى يختم
القرآن ويكمله هذا إذا تيسر بدون مشقة ... وقد عقد العلامة ابن القيم رحمه الله بابا في
كتابه : " جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام " ذكر فيه حال السلف في
العناية بختم القرآن فنوصي بمراجعته للمزيد من الفائدة . " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز "
( 11 / 333 ، 334 ) .
وانظر أجوبة الأسئلة : ( 46088 ) و ( 1505 ) و ( 4039 ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب ..

لا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر
ما هو حكم التهجد في ليلة القدر دون الليالي الأخرى ؟.
الحمد لله
أولاً :
ورد الفضل العظيم في العبادة في ليلة القدر ، فقد ذكر ربنا تبارك وتعالى أنها خير من
ألف شهر ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قامها إيماناً واحتساباً غفر له
ما تقدم من ذنبه .
قال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
)
القدر/1 – 5 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) . رواه البخاري (1901)
ومسلم (760 ) .
إيماناً : بفضلها وبمشروعية العمل فيها .
واحتساباً : إخلاصاً للنية لله تعالى .
ثانياً :
اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أقوال كثيرة ، حتى وصلت الأقوال فيها إلى
أكثر من أربعين قولاً كما في " فتح الباري " ، وأقرب الأقوال للصواب أنها في وتر
العشر الأخير من رمضان .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ) . رواه البخاري ( 2017 )
– واللفظ له - ومسلم ( 1169 ) .
والحديث : بوَّب عليه البخاري بقوله : " باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر
الأواخر
" .
والحكمة من إخفائها هي تنشيط المسلم لبذل الجهد في العبادة والدعاء والذكر في
العشر الأخير كلها ، وهي الحكمة ذاتها في عدم تحديد ساعة الإجابة يوم الجمعة ،
وعدم تحديد الأسماء التسعة والتسعين لله تعالى والتي قال عنها النبي ..
صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
قوله – أي : الإمام البخاري - ‏:‏ " ‏باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر " :
في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ، ثم في العشر
الأخير منه ، ثم في أوتاره ، لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار
الواردة فيها ‏.‏
" فتح الباري " ( 4 / 260 ) .
وقال أيضاً :
قال العلماء : الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت
لها ليلة لاقتصر عليها ، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة .
" فتح الباري " ( 4 / 266 ) .
ثالثاً :
وعليه : فلا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر ، وخاصة إذا علمنا أن النبي..
صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبر أمته بها ثم أخبرهم أن الله تعالى رفع العلم بها .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ
الْقَدْرِ ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : ( إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَإِنَّهُ
تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ
وَالْخَمْسِ
) .
رواه البخاري ( 49 ) .
(تَلاحَى) أي تنازع وتخاصم .
قال علماء اللجنة الدائمة :
أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر : فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها ،
ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة السابعة والعشرون هي أحرى الليالي
بليلة القدر ؛ لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا .
" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 10 / 413 ) .
لذا لا ينبغي للمسلم أن يتعاهد ليلة بعينها على أنها ليلة القدر ، لما في ذلك من الجزم
بما لا يمكن الجزم به ؛ ولما في ذلك من تفويت الخير على نفسه ، فقد تكون ليلة الحادي
العشرين ، أو الثالث والعشرين ، وقد تكون ليلة التاسع والعشرين ، فإذا قام ليلة السابع
والعشرين وحدها فيكون قد ضاع عليه خير كثير ، ولم يصب تلك الليلة المباركة .
فعلى المسلم أن يبذل جهده في الطاعة والعبادة في رمضان كله ، وفي العشر الأواخر
أكثر ، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ
مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ .
رواه البخاري ( 2024 ) ومسلم ( 1174 ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب ..

هل يوجد ذكر معيَّن بعد كل صلاة ركعتين من التراويح ؟
هل من ذكر معيَّن بعد كل صلاة ركعتين من التراويح ؟.
الحمد لله
الأذكار من العبادات ، والأصل في العبادات المنع منها إلا بدليل يوجبها أو يستحبها ، ولا يجوز
إحداث ذِكر مع عبادة ولا قبلها ولا بعدها ، وقد صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم القيام مع
أصحابه ليالي ، وصلَّى الصحابة أفراداً ومجتمعين ، في زمانه صلى الله عليه وسلم ، وبعد
موته ، ولا يُعلم أنهم ذكروا الله تعالى بذِكرٍ معيَّن بعد كل تسليمة أو تسليمتين ، وعدم نقل
العلماء لذكر جماعي بين ركعات التراويح عن الصحابة ومن بعدهم دليل على عدم وقوعه ،
لأن العلماء كانوا ينقلون ما هو أخفى من مثل هذا الأمر الظاهر ، وخير الهدي في اتباعه
صلَّى الله عليه وسلَّم واتباع أصحابه في أمور العبادات بفعل ما فعلوه وترك ما تركوه .
إلا أنه لا بأس للمصلي أن يدعو الله ، أو يقرأ القرآن ، أو يذكر ربَّه تعالى ، من غير تخصيص
آيات معينة أو سور أو ذِكرٍ بين الركعات ، ومن دون أن يكون ذلك بصوتٍ واحد ، ولا بقيادة
الإمام أو غيره ؛ لعدم ورود ذلك في الشرع المطهَّر ، والأصل التوقيف في العبادات في
كميتها وكيفيتها وزمانها ومكانها وسببها وصفتها .
قال الشيخ محمد العبدري المشهور بابن الحاج في كتابه (المدخل) : فصل في الذِّكر بعد
التسليمتين من صلاة التراويح :
وينبغي له - أي : الإمام - أن يتجنب ما أحدثوه من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة
التراويح ، ومن رفع أصواتهم بذلك ، والمشي على صوت واحد ؛ فإن ذلك كله من البدع ،
وكذلك ينهى عن قول المؤذن بعد ذكرهم بعد التسلميتين من صلاة التراويح " الصلاة
يرحمكم الله
" ؛ فإنه محدث أيضاً ، والحدث في الدين ممنوع ، وخير الهدي هدي محمد
صلى الله عليه وسلم ، ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ولم يذكر
عن أحد من السلف فعل ذلك فيسعنا ما وسعهم . " المدخل " ( 2 / 293 ، 294 ) .
وانظر – لمزيد فائدة - : أجوبة السؤالين : ( 10491 ) و ( 21902 ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب ..

هل تختلف صلاة الوتر عن صلاة الليل
هل هناك فرق بين صلاة الوتر وصلاة الليل ؟.
الحمد لله
صلاة الوتر هي من صلاة الليل ، ومع ذلك فهناك فرق بينهما .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" الوتر من صلاة الليل ، وهو سنة ، وهو ختامها ، ركعة واحدة يختم بها صلاة الليل في
آخر الليل ، أو في وسط الليل ، أو في أول الليل بعد صلاة العشاء ، يصلي ما تيسر ثم
يختم بواحدة
" انتهى .
"فتاوى ابن باز" (11/309) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" والسنة قولاً وفعلاً قد فرقت بين صلاة الليل وبين الوتر ، وكذلك أهل العلم فرقوا بينهما
حكماً ، وكيفية :
أما تفريق السنة بينهما قولاً : ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سال النبي
صلى الله عليه وسلم كيف صلاة الليل ؟ قال :
( مثنى مثنى ، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة ) رواه البخاري . وانظر "الفتح" (3/20) .
وأما تفريق السنة بينهما فعلاً : ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي
صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه ، فإذا أراد أن يوتر أيقظني
فأوتر . رواه البخاري . وانظر : "الفتح" (2/487) ، ورواه مسلم (1/51) بلفظ :
( كان يصلي صلاته بالليل وأنا معترضة بين يديه فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت ) .
وروى (1/508) عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث
عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها
) . وروى (1/513)
عنها حين قال لها سعد بن هشام بن عامر : أنبئيني عن وتر رسول الله ..
صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : ( ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله
ويحمده ، ويدعوه ، ثم ينهض ولا يسلم ، ثم يقوم فيصلي التاسعة ، ثم يقعد فيذكر الله ،
ويحمده ، ويدعوه ، ثم يسلم تسليماً يسمعنا
) .
وأما تفريق العلماء بين الوتر وصلاة الليل حكماً : فإن العلماء اختلفوا في وجوب الوتر ،
فذهب أبو حنيفة إلى وجوبه ، وهو رواية عن أحمد ذكرها في "الإنصاف" و "الفروع" ،
قال أحمد : من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء ولا ينبغي أن تقبل له شهادة .
والمشهور من المذهب أن الوتر سنة ، وهو مذهب مالك ؛ والشافعي .
وأما صلاة الليل فليس فيها هذا الخلاف ، ففي "فتح الباري" (3/27) : "ولم أر النقل في
القول بإيجابه إلا عن بعض التابعين . قال ابن عبد البر : شذ بعض التابعين فأوجب قيام
الليل ولو قدر حلب شاة ، والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه " انتهى .
وأما تفريق العلماء بين الوتر وصلاة الليل في الكيفية : فقد صرح فقهاؤنا الحنابلة بالتفريق
بينهما فقالوا : صلاة الليل مثنى مثنى ، وقالوا في الوتر : إن أوتر بخمس ، أو سبع لم يجلس
إلا في آخرها ، وإن أوتر بتسع جلس عقب الثامنة فتشهد ، ثم قام قبل أن يسلم فيصلي
التاسعة ، ثم يتشهد ويسلم ، هذا ما قاله صاحب "زاد المستقنع" " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (13/262-264) .
وبهذا يتبين أن صلاة الوتر من صلاة الليل ، ولكنها تخالف صلاة الليل في بعض الفروقات ،
منها : الكيفية .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب ..

حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح
هل يجوز للمأموم في صلاة التراويح أن يمسك بالمصحف خلف الإمام ؟.
الحمد لله
الأفضل له ألا يفعل ، ويستمع لقراءة إمامه وينصت لها .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما حكم حمل المأموم للمصحف في
صلاة التراويح ؟
فأجاب :
" لا أعلم لهذا أصلا ، والأظهر أن يخشع ويطمئن ولا يأخذ مصحفا ، بل يضع يمينه على
شماله كما هي السنة ، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد
ويضعهما على صدره ، هذا هو الأرجح والأفضل ، وأخذ المصحف يشغله عن هذه
السنن ، ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات والآيات وعن سماع الإمام ،
فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنة ، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف ، فإن
كان عنده علم فَتَح على إمامه ، وإلا فتح غيره من الناس ، ثم لو قدر أن الإمام غلط
ولم يُفتح عليه ما ضر ذلك في غير الفاتحة إنما يضر في الفاتحة خاصة ؛ لأن الفاتحة
ركن لا بد منها أما لو ترك بعض الآيات من غير الفاتحة ما ضره ذلك إذا لم يكن وراءه
من ينبهه ، ولو كان واحد يحمل المصحف على الإمام عند الحاجة فلعل هذا لا بأس به ،
أما أن كل واحد يأخذ مصحفا فهذا خلاف السنة " انتهى .
وسئل رحمه الله :
بعض المأمومين يتابعون الإمام في المصحف أثناء قراءته فهل في ذلك حرج ؟
فأجاب :
" الذي يظهر لي أنه لا ينبغي هذا ، والأولى الإقبال على الصلاة والخشوع ، ووضع
اليدين على الصدر متدبرين لما يقرأه الإمام ، لقول الله عز وجل :

( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) وقوله سبحانه :
( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) ولقول النبي ..
صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا )
" انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 11 / 340 – 342 ) .
وانظر جواب السؤال رقم (10067) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب ..