عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2010, 12:02 PM
المشاركة 14

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )




خصائص القرآن الكريم
من خصائص القرآن الكريم أنه كتاب يسره الله تعالى للحفظ والذكر
قال تعالى: { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } (القمر:17)
وهذا طريق من الطرق التي هيأها الله لحفظ كتابه الكريم من التبديل
والتحريف والضياع، تصديقاً لقوله تعالى:
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر:9)
فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي حفظه الله بحفظه، وسلّمه من
كل تبديل أو تغيير، ليكون حجة على الناس يوم الدين .
ولقد استفاضت الأحاديث النبوية المرغِّبة بحفظ القرآن، نذكر منها قوله :
صلى الله عليه وسلم: ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول:
يا رب حلِّه، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: زده، فيُلبس حُلَّة الكرامة،
ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له:
اقرأ وارق، وتزاد بكل آية حسنة
) رواه الترمذي ، وقال: حسن صحيح،
ورواه الحاكم وصححه .








ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم:
( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتل كما
كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر
آية تقرؤها
) رواه أحمد .
ولمنـزلة حافظ القرآن وفضله، فقد أرشد
رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أحقيته وأفضليته في إمامة الصلاة،
فقال: ( يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله )
رواه مسلم .






وبلغ من إكرام رسول صلى الله عليه وسلم لِحَفَظَةِ كتاب الله أن قدَّمهم على
غيرهم في اللحد في غزوة أحد، فكان صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يدفن
رجلين سأل: ( أيهم أكثر أخذًا للقرآن - أي حفظًا لكتاب الله - فإن أُشير له إلى
أحدهما قدَّمه في اللحد
) رواه البخاري .
ويكفي أهل القرآن شرفًا أن أضافهم الله إلى نفسه، واختصهم بما لم يختص به
غيرهم، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: ( إن لله أهلين من الناس،
فقيل: مَن هم؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته
) رواه أحمد .
ولما كانت هذه مكانة حفظ القرآن وحفظته، فقد وجدنا صغار الصحابة وشبابهم
رضي الله عنهم، كـ عمرو بن سلمة ، و البراء بن عازب ، و زيد بن حارثة ،
وغيرهم كثير، يحرصون على تعلم القرآن وحفظه، حتى إن زيد بن ثابت
رضي الله عنه كان من الحفظة الأثبات، الذين اعتمد عليهم أبو بكر و عثمان في
جمع القرآن الكريم .
وقد سار سلف هذه الأمة من التابعين ومَن بعدهم على هدي الصحابة، في
حفظهم لكتاب الله، ولو رجعنا إلى تراجم أهل العلم لوجدنا أن جُلَّهم قد حفظ
القرآن الكريم، ولمَّا يجاوز الخامسة عشرة من عمره .



ثم لْتَعْلَمْ - أخي الكريم - أن لحفظ القرآن الكريم آداب ينبغي مراعاتها والحفاظ
عليها، ويأتي في مقدمة هذه الآداب الإخلاص لله، فإن الله لا يتقبل من العمل
إلا ما كان خالصًا له، قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }
(البينة:5). ولا يكن حفظك للقرآن لدنيا تصيبها، أو سمعة تقصدها، أو منصباً
تبتغيه. وقد ثبت في الحديث، أن من تسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، منهم
( رجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتيَ به فعرَّفه الله نِعَمَه فعرفها، قال:
فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت،
ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم
أُمر به فسُحب على وجهه ثم أُلقي في النار
) رواه مسلم .
ثم يأتي بعد الإخلاص العمل بالقرآن والالتزام بأوامره ونواهيه، وهذا هو
المقصد الأٍساس الذي نزل القرآن لأجله، فالحفظ ليس غاية في ذاته، بل هو
وسيلة لغاية، فلا تفرَّط بالعمل لأجل الحفظ، ولكن لِتَحْفَظَ لأجل العمل، ولهذا
كان القرآن حجة للعاملين به، وحجة على المعرضين عنه، وقد صح في
الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( والقرآن حجة لك أو عليك ) رواه مسلم .



ويدخل في موضوع العمل بالقرآن التخلق بأخلاقه، فعلى حافظ كتاب الله، أن
يكون قرآناً يمشي بين الناس في سلوكه وأخلاقه، فلا يكون متكبراً أو مستعلياً
على عباد الله، بل ليكن عليه سمت الخشوع والوقار والخضوع لله، والتذلل
لإخوانه المؤمنين .
ومن آكد ما ينبغي لحافظ القرآن الاهتمام به، تعاهد القرآن بالمراجعة والمدارسة،
كيلا ينفلت منه ما أكرمه الله بحفظه. وقد ثبت في الحديث عنه :
صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي محمد بيده لهو
أشد تفلُّتاً من الإبل في عُقُلِها
) رواه البخاري و مسلم .
ثم اعلم - أخي وفقك الله - أن حفظ القرآن لابد أن يُتلقى عن أهل العلم، المشهود
لهم بالعلم والصلاح أولاً، ومن ثَمَّ تأتي الوسائل المساعدة على ذلك، كالمذياع
والمسجلة وغيرها من وسائل التعليم المعاصرة، لتكون عوناً وسنداً لما تم تلقِّيه بداية .
ومن الأمور التي تساعدك على حفظ القرآن الكريم وتيسِّرَه عليك، تخصيص ورد
يومي لتحفظه، كصفحة مثلاً، ولا نرى لك حفظ مقدار كبير بشكل يومي، كيلا تدخل
السآمة على نفسك، ولتستطيع مراجعة وتثبيت ما تم لك حفظه؛ ولا تنسَ الدعاء
في ذلك، ففيه عون لك - إن شاء الله - على الحفظ، واستعن بالله ولا تعجز.



فضائل القرآن والتلاوة
السلف والقرآن ..
من أهم العبادات التي ينبغي علينا أن نجتهد فيها هي عبادة قراءة القرآن الكريم،
فهي عبادة مضاعفة الأجر والدرجات الحرف بعشر حسنات كما جاء عن ابن مسعود
- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف،
ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف
)).
قد جاء النهي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذم من يقرأ القرآن في أقل
من ثلاث، وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "اقرؤوا القرآن في سبع ولا
تقرؤوه في أقل من ثلاث, وليحافظ الرجل في يومه وليلته على جزئه،
وعن ابن
مسعود أنه كان يختم القرآن في رمضان في ثلاث وفي غير رمضان من الجمعة إلى
الجمعة, فكيف بهؤلاء الصحابة وأئمة الهدى يخالفون ذلك؟