عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-2010, 05:39 PM
المشاركة 18

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
ثمار التدبر:



ولعل من ثمار التدبر ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - قائلاً:
"فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته؛ من تدبر القرآن،
وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير
والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما، وغاياتهما وثمراتهما، ومآل
أهلهما، وتَـتُلُّ في يده - تضع - مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد
الإيمان في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر،
وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه
".
آداب تلاوة القرآن الكريم
فإن القرآن العظيم كلام الحق - سبحانه وتعالى -، أنزله على أشرف نبي
- صلى الله عليه وسلم -، فشرّف به هذه الأمة وكرَّمها به، وجعله المعجزة
الخالدة، ورتَّب على قراءته والعمل به الأجور العظيمة
لذلك كله كان لا بد لمن أراد أن يتلو هذا الكلام العظيم من أن يتحلى بالآداب الفاضلة،
والأخلاق الكريمة سواء قرأه في رمضان أو في غيره من الشهور،







ومن تلك الآداب:
1- أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك.
2- أن يَسْتَاكَ تطهيراً وتعظيماً للقرآن.
3- أن يكون طاهراً من الحدثين.
4- أن يكون نظيف الثوب والبدن.
5- أن يقرأه بخشوع وتفكر وتدبر.
6- أن يكون قلبُه حاضراً؛ فيتأثر بما
يقرأ تاركاً حديث النفس وأهواءها.
7- يستحب له أن يبكي مع القراءة؛
متأثرا بعِظَات القرآن وعبره، فإن لم
يبكِ فليتباكى قال - تعالى -
مادحاً أهل العلم:
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ
كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ
يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً
}1.
8- أن يزين قراءته ويُحَسِّنَ صوتَه بها،
وإن لم يكن حسن الصوت حسَّنه
ما استطاع؛ بحيث لا يخرج به إلى حد
التمطيط.
9- أن يتأدب عند تلاوة القرآن الكريم فلا
يضحك، ولا يعبث، ولا ينظر إلى ما يلهي،
بل يتدبر ويتذكر قوله - سبحانه وتعالى -:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُولُو الْأَلْبَابِ
}2"3.






تلك هي بعض آداب تلاوة القرآن؛ هلم أيها المسلم إلى العمل بها الآداب،
وتعليمها لمن تستطيع من المسلمين؛ فمن دل على هدى فله مثل أجر فاعله.
اللهم وفقنا لتدبر كتابك، وصدق الإيمان به، وأذقنا حلاوة تلاوته؛ إنك سميع الدعاء.