عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2010, 03:16 PM
المشاركة 3

 

  • غير متواجد
رد: | شَهْر الْلَّه الْمُحَرَّم و صِيَام يَوْم عَاشُوْرَاء |




*أي يوم هو عاشوراء

قال النووي رحمه الله : عَاشُورَاءُ وَتَاسُوعَاءُ
اسْمَانِ مَمْدُودَانِ ,هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي
كُتُبِ اللُّغَةِ قَالَ أَصْحَابُنَا :
عَاشُورَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ ,
وَتَاسُوعَاءُ هُوَ التَّاسِعُ مِنْهُ هَذَا مَذْهَبُنَا ,
وَبِهِ قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ ، ..
وَهُوَ ظَاهِرُ الْأَحَادِيثِ وَمُقْتَضَى إطْلَاقِ اللَّفْظِ ,
وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ . المجموع
وهو اسم إسلامي لا يُعرف في الجاهلية :
كشاف القناع ج2 صوم المحرم
وقال ابن قدامة رحمه الله :
عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ .
وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنِ
لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ , قَالَ :
{ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ الْعَاشِرِ مِنْ الْمُحَرَّمِ }
.رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ , وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : التَّاسِعُ وَرُوِيَ
{ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ التَّاسِعَ } .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ . وَرَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ ,
أَنَّهُ قَالَ : { صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ }
إذَا ثَبَتَ هَذَا فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ صَوْمُ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ لِذَلِكَ .
نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ . وَهُوَ قَوْلُ إسْحَاقَ .



*استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء

روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال :
حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ
إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم 1916
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون :
يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا
لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر , ونوى صيام التاسع .
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب
أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه
وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب .



*الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء

قال النووي رحمه الله : ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا
وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا :
( أَحَدُهَا ) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ
عَلَى الْعَاشِرِ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ..
( الثَّانِي ) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ ,
كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ ,
ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ . ( الثَّالِثَ ) الاحْتِيَاطُ فِي
صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلَالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ
فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ . انتهى
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ
فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ .. فِي عَاشُورَاءَ :
{ لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ } . الفتاوى الكبرى
ج6 : سد الذرائع المفضية إلى المحارم
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث :
( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) :
ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر
عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر
إما احتياطا له وإما مخالفة لليهود والنصارى
وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم . فتح 4/245



*فضل الإكثار من صيام التطوع في شهر المحرم

(1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ.
وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ.
( صحيح مسلم، 1163(202)) .
فمما يسن صيامه شهر المحرم، وهو الذي يلي شهر
ذي الحجة، وهو الذي جعله الخليفة الراشد أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب أول شهور السنة،
وصومه أفضل الصيام بعد رمضان.
( الشرح الممتع على زاد المستقنع: (6/468-469) ).
والظاهر أن المراد جميع شهر المحرم.
( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (4/467)) .
ولكن حيث ورد أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم
شهرا كاملا إلا رمضان، للحديث التالي:

(2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا كُلَّهُ؟ قَالَتْ:
مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا كُلَّهُ إِلا رَمَضَانَ، وَ لا أَفْطَرَهُ
كُلَّهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ صلى الله عليه وسلم .
( صحيح مسلم، 1156(173)) .
فيُحمل الحديث (1) على الترغيب في الإكثار من
الصيام في شهر المحرم.
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) تصريح بأنه أفضل
الشهور للصوم. وأضاف الشهر إلى الله تعظيما.
( تحفة الأحوذي: (3/164)) . فإن قلت:
قد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من
الصوم في شعبان, وهذا الحديث يدل على أن أفضل
الصيام بعد صيام رمضان هو صيام المحرم.
فكيف أكثر النبي صلى الله عليه وسلم منه في شعبان دون المحرم؟
ففيه جوابين: أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته,
والثاني: لعله كان يعرض فيه أعذار,
من سفر أو مرض أو غيرهما.
( شرح صحيح مسلم: (4/312) ).
وقد ورد في الحض على صيام التطوع مطلقا:

(3) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا بَاعَدَ اللَّهُ،
بِذَلِكَ الْيَوْمِ، وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.
( صحيح مسلم، 1153(167) ).

(4) وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه ،
عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:
مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا، كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَاْلأرْضِ.
( صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 1624 ).

(5) وعَنْه رضي الله عنه أيضا، قَالَ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ،
فَإِنَّهُ َلا عَدْلَ لَهُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُرْنِي بِعَمَلٍ.
قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ َلا عِدْلَ لَهُ.
( صحيح / صحيح سنن النسائي للألباني، 2222 ).



*بدع عاشوراء

كان مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهما في يوم عاشوراء
من شهر المحرم على المشهور.
( البداية والنهاية: (8/137) ).
فانقسم الناس إلى طائفتين:
_ طائفة تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة،
وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود،
وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية ...
وإنشاد قصائد للحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير،
والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب،
وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام،
والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين ...
وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل
الفصيح في الكلام.
( مجموع الفتاوى لابن تيمية: (25/165-166) ).
_ وطائفة أخرى من الجهال تمذهبت بمذهب أهل السنة،
قصدوا غيظ الطائفة الأولى، وقابلوا الفاسد بالفاسد،
والكذب بالكذب، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الأحاديث
في فضائل عاشوراء، والأحاديث في شعائر الفرح
والسرور يوم عاشوراء.
( الموضوعات من الأحاديث المرفوعات: (2/567)؛
مجموع الفتاوى: (25/166) ).
والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة.
ونحن براء من الفريقين. فأهل السنة يفعلون في هذا اليوم
ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم،
ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع.
( الموضوعات: (2/567)؛
المنار المنيف في الصحيح والضعيف: (89) ).
لم يرد فيما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل،
والاغتسال، والحنّاء، والمصافحة، وطبخ الحبوب،
وإظهار السرور، وغير ذلك – لم يرد في شيء من ذلك
حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين،
ولا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب
المعتمدة في ذلك شيئا، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا الصحابة ولا التابعين، لا صحيحا ولا ضعيفا،
لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد،
ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد
القرون الفاضلة. ( مجموع الفتاوى: (25/160-161) ).
وحديث التوسعة على الأهل:
" من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء،
أوسع الله عليه سائر سنته "،
قال فيه الألباني: طرقه كلها واهية، وبعضها أشد
ضعفا من بعض. ( ضعيف الترغيب والترهيب: (1/313) ).
وأما ما يفعلونه اليوم من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيرها،
ومن لم يفعل ذلك عندهم فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم،
وكذلك طبخهم فيه الحبوب، وغير ذلك،
ولم يكن السلف رضوان الله عليهم يتعرضون في هذه المواسم
ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والخير
واغتنام فضيلتها، لا بالمأكول، بل كانوا يبادرون إلى زيادة الصدقة
وفعل المعروف. ( المدخل: (1/280) ).



*صيام عاشوراء ماذا يكفّر

قال الإمام النووي رحمه الله : يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ ,
وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ .
ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ ,
وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ , وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ
تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . ..
كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ
مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ , وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً
وَلَا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ
بِهِ دَرَجَاتٌ , .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ ,
رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ .
المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ , وَالصَّلَاةِ , وَصِيَامِ رَمَضَانَ , وَعَرَفَةَ
, وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ . الفتاوى الكبرى ج5



*عدم الاغترار بثواب الصيام

يَغْتَرُّ بَعْضُ الْمَغْرُورِينَ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى مِثْلِ صَوْمِ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ , حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ :
صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلِّهَا وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ
زِيَادَةٌ فِي الْأَجْرِ . قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ : لَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ صَوْمَ
رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ
وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ , وَهِيَ إنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إذَا اُجْتُنِبَتْ
الْكَبَائِرُ , فَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ , وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ
لَا يَقْوَيَانِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ إلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إلَيْهَا ,
فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ .
وَمِنْ الْمَغْرُورِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ طَاعَاتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مَعَاصِيهِ ,
لِأَنَّهُ لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ وَلَا يَتَفَقَّدُ ذُنُوبَهُ ,
وَإِذَا عَمِلَ طَاعَةً حَفِظَهَا وَاعْتَدَّ بِهَا , كَاَلَّذِي يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِلِسَانِهِ
أَوْ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ , ثُمَّ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ
وَيُمَزِّقُ أَعْرَاضَهُمْ , وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ طُولَ نَهَارِهِ ,
فَهَذَا أَبَدًا يَتَأَمَّلُ فِي فَضَائِلِ التَّسْبِيحَاتِ وَالتَّهْلِيلَاتِ
وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى مَا وَرَدَ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُغْتَابِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالنَّمَّامِينَ ,
إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ ,
وَذَلِكَ مَحْضُ غُرُورٍ . الموسوعة الفقهية ج31 : غرور




"

ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك ..