عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2011, 02:03 PM
المشاركة 210
رآيق
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: نيآح البعـض .. عند البعض "خواطر!"
دَخَلتُ غرفتي بعد أن تناولتُ فطوري وحيداً...
توَجّهتُ إلَى النَافِذة كمَا أفعَل دائِماً فأعجبنِي ذلِك المنظَر...
أعجبَني ذلِك الطائِرُ يبنِي عُشّهُ برِفقةِ صاحِبتِه علىْ شُرفةِ النافِذَة...
هُوَ يأتِي بالأخشابِ الصَغيرةِ وهيَ ترتّبها كَيفمَا تشاءْ...
لمْ أشأ أن أُزعِجُهمَا ولكِن لاحظتنِي صاحبةُ الطّائر فَهَرَبَتْ...
ومِن بَعدِها بأيامْ...
أصبَحتُ أُصبِحُ وأُمسِي مُطْرَباً بأصواتِ تغريدهما...
فتارةً حُبّاً ...وتارةً احتفالا بالمولود الجديد !
فأرادني الفضولُ يوماً أنْ أرى كيف هُم ينامَون...
ففتَحتُ النافذةَ بهدوءٍ والتفتُّ عليهُم...
كانَ (الأبُ) باسطاً جناحهُ الأيمن و(الأمُّ) جناحها الأيسرُ والولدُ بينهمَا مُلتحفاً بِريشهِما...
أشعَلَ ذلِك فيني شُعلةَ الحنِين بعد أن أصبحَ فُتاتَ جمرها غير قابِل للاحتراق...
أصبَحَت الذِكرياتُ تأتي تِباعاً لتُبقيَ تِلك الشعلةَ مضيئة...
فهِيَ كُلّ ما بقِيَ لِي من مشاعِر...
...
بَعْدَ فترةً مِن الزمَن...
كُنتُ نائِماً...
فأفجعَني صوتُ ذلِكَ البُكاءْ !
صوتُ إنسانٍ شُحَّ حَلقُهُ فأصبحَ يَصرُخُ حُزناً !
كانَ بالقُربِ مِن نافِذَتِي...
فركَضتُ للحديقةِ الخلفيّةِ لأرى ما الخَطبْ...
فرأيتُ مَنظراً.. غيّرَ معنى الخوفُ كُلِيّا في حياتي...
جَعَل كَلمةَ (يُفجَع) تافهةً مقارنةً بما يجِبُ أنْ يُقالْ في ذلكِ المنظَرْ...
رأيتُ ذلِكَ الطيرَ مُصدِراً ذلِكَ الصوتَ المُرهبَ نفسَه...
مُحرِّكاً رقَبَتهُ يُحاولُ أنْ يهزّ جُثّة صاحِبتِه الهامدَة على الأرضِ الباردة!
تائِهاً مَن يختَار...











هَل يهزّ صاحِبتهُ أمْ طِفلهُ..
نعَمْ لَم يكُن يتكلّم الإنسانيّة...
ولكِن كلماتُهُ كانتْ أفصَحُ ما يكُونْ...
كان يقُولُ "حبيبتي.. قُومِي فعلينَا أنْ نبنِي عُشّاً جديداً للمولودِ القادِم"
وكانَ الردُّ أبردَ مايكُونْ...

..
فأمسكتُ بِهِ وحضنتُهُ واصطحبتهُ لِغرفتي.. على سريري...
وضعتُهُ بينَ يدي بالقربِ مِن صدريْ وأصبحتُ أربت على جناحيهِ مُحاولاً التهدئةَ مِن روعِه...
وبَعدَ ساعتِين صمَتَ فجأةً... فنِمتُ على الفورِ مِن شدّةِ تعبيْ...
بعدَ أن تفتّحت عينيْ...
رفعتُ الغِطاءَ ناسياً كُلّ ما حدثَ ليلةَ البارحة...
فرأيتُ ذلكَ الطائرً المألوف على جانبِي...
ملقيّاً على ظهرِه باسطاً جناحيهِ على الأرض...
رأسهُ كانَ مواجهاً السماء وعلى عينيهِ المُقفلَة تِلك الدمعتين المتجمدتينِِ في عِزّ الصيفْ !
وضَعتُ يدي على صدرِهِ لأحِسَ بنبضِه...
لكنّي لم أُحسِس إلّّا بالصَمتِ الهادئْ...
لم أتمالكْ نفسِي فذرفتُ دمعةً على ما حصَل...
...
...
مشاعر مكبوتة... وجدت طريقاً لها هُنا بين كلماتي ...