عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2011, 06:18 PM
المشاركة 2

  • غير متواجد
رد: قَرأنا لكْ عَـــــ رَسُولُ الله ــــنْ صلّى الله عليهِ وسلّم ( 1 )..









غضبُه وتعنيفُه صلى الله عليه وسلم في التعليم إذا اقتضت الحالُ ذلك
***
وكان صلى الله عليه وسلم يغضبُ الغضب الشديد إذا جاوز المُتعلّشم ببحثِه وسؤالِه إلى
ما لا ينبغي السؤال عنه والدخول فيه . ومن ذلك ما رواه ابن ماجه4:
عن عمرو بن شعيبٍ ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابِه وهم يختصمون في القَدَر ،
فكأنما يُفقأ في وجهِهِ حَبُّ الرُّمّان من الغضب5، فقال : بهذا أُمرتِم؟!
أو لهذا خُلِقتُم؟!6تضرِبون القرآن بعضَه ببعضٍ ، بهذا هلكَتْ الأممُ قبلكم))7.
قال : فقال عبد الله بن عمرو : ((ما غَبَطتُ نفسي بمجلسٍ تخلَّفتُ فيه..
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غَبَطتُ نفسي بذلك المجلس وتخلُّفي عنه))8.
وما رواه الترمذي1:
***
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نتنازع
في القدر ، فغضب حتى احمرَّ وجهه ، حتى كأنه فقىء في وجنتيه الرمان ، فقال :
أبهذا أمرتم؟!
أم بهذا أرسلتُ إليكم؟! إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر ، عزمتُ عليكم ،
عزمت عليكم2، أن لا تتنازعوا فيه)).
***
- أي فغَضِب فاحمرَّ وجهه احمراراً يشبه فقْأ حب الرمان في وجهه ، وهذا كناية عن مزيد حُمرة وجهه
الشريف المنبئةِ عن مزيد غضبه ، وإنما لأن القدر سر من أسرار الله تعالى ، وطلبُ سر الله منهيٌ عنه ،
ولأن من يبحث فيه لا يأمن من أن تزِلَّ قدمه كما زلَّت الجبريةُ والقدريةُ .
والعباد مأمورون بقبول ما أمرهم الشرعُ من غير ان يَطلُبوا سر ما لا يجوز طلبُ سِرِّه .
ـ أي للخوض في بحث القدر والاختصام فيه؟! هل هو المقصود من خلقِكم! أو هو الذي وقع التكليف به؟
حتى اجترأتم عليه! يُريد أنه ليس بشيء من الأمرَيْن ، فأيُّ حاجةٍ إليه؟!
ـ في رواية ((مسند احمد)) 2 :196 ما يوضح المراد من هذه الرواية ، ففيها :
((... فقال بعضهم : ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم : ألم يقل الله كذا؟ فسمع ذلك ..
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج كأنما فُقِىءَ في وجهه حب الرمان! فقال : بهذا أُمرتم؟!
أو : بهذا بعثتم : أن تَضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، إنما ضلَّت الأمم قبلكم في مثل هذا!
إنكم لستم هاهنا في شيءٍ! انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به ، والذي نُهيتم عنه فانتهوا)) .
ـ أي ما استحسنتُ فعل نفسي وتغيُّبي مرةً عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ في
هذا المجلس الذي اشتدَّ فيه غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وُلوجِ أصحابه فيما لا يعنيهم .


ـ أي أقسمتُ عليكم ، أو أوجَبْتُ عليكم .
***
امتحانُه صلى الله عليه وسلم العالم بشيء من العلم ليقابله بالثناءِ عليه إذا أصاب
وتارةً كان صلى الله عليه وسلم يمتحنُ بعضَ أصحابِه ، فيسألُه عن شيء من العلم ليَكشِف ذَكاءه
ومعرفتَه ، فإذا هو أصاب في جوابِه مَدَحه وأثنى عليه وضَرَب في صدرِه ، إشعاراً باستحقاقِه حُبَّ
رسول الله وتقديراً منه صلى الله عليه وسلم لحُسْنِ إجابتِه ،،
ومن هذا الباب :
***
ما رواه مسلم4عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه ـ وكانت كنيتُه ـ أبا المُنْذِر ـ قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أبا المُنذر ، أيُّ آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم . قال : يا أبا المنذر أتَدري أيُّ آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟
قال : قلتُ : (الله لا إله إلاّ هو الحيُّ القيّوم) .
قال : فضَرَب في صدري وقال : لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر)) . أي لتَهْنَأ به .
وما رواه أبو داود ،والترمذي ، والدارميُّ ، وابن سعد ، والقاضي وكيع5،،
عن مُعاذ بنِ جبل رضي الله عنه قال :
***
((لمّا بَعَثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليَمَن ، قال لي :
كيف تقضي إن عَرَض لك قضاء؟ قلتُ : أقضي بكتاب الله ، قال : فغن لم تَجِد في كتاب الله؟ قلتُ :
أقضي بسُنّة رسول الله ، قال : فإن لم تجد في سنّة رسول الله؟ قلتُ : أجتَهِدُ برأيي ولا آلو ـ أي لا أقصِّر ـ .
قال : فضَرَب رسول الله صدري بيده ، وقال : الحمدُ لله الذي وَفَّقَ رسولَ رسولِ الله لما يُرضي رسولَ الله)) .


***
يتبع إلى الجزء الثاني





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..