عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2011, 10:47 PM
المشاركة 92
العليل
عضو عطرنا بِــشذاه
  • غير متواجد
رد: نقطة التحول في حياتك حياكم ادخلو
أولاً : أعتذر جداً عن تأخري بالمشاركة في هذا الموضوع الرائع والذي أن دل على شيء فإنما يدل على رقي وسعة فكر من طرحه ..
ثانياً : الشكر كل الشكر للأخت الغاليه نسمة شموخ .. والتي بالفعل كانت ولازالت كالنسمة على الأماكن
وأحيّيهاعلى هذه الفكره النيّره وهذا المجهود السخي وذلك ان دل على شيء فإنما يدل على حسن تربيتها
وطيب أصلها ..
من المؤكد بأنه من أهم نقاط التحول في حياة الإنسان هو وفاة أحد أقاربه
ولكنني هنا سأتحدث عن نقطة تحول في حياتي بالفعل غيرت مسار حياتي
ولتأكدي بأن الأخوه والاخوات الذين سبقوني بذكر ان اهم نقاط تحولهم هي وفاة أحد اقاربهم ولقد أوفوا الحديث بذلك ومالهذه الوفاة وفقد من نحب من تأثيرات على حياتنا
بالنسبة لي من أهم النقاط التي اراها شكلت منعطف هام في حياتي
( هي اصطدامي بالواقع ) وأحمد الله على ماآلت اليه الأمور
(وانا ولله الحمد مؤمن بقضاء الله وقدره)
ولكن لاأنكر بأن ماعايشته مع ذلك الاصطدام بالواقع قد شكل نقله كبيره في حياتي .
عندما كنت في سن المراهقه كنت أؤمن جداً بمفاهيمي وقناعاتي التي تربيت عليها وتخلّقت بها .. كنت احس بسعادة لاتوصف فكان من أعظم الصفات التي أفخر بها هي
الوفاء والاخلاص والحب .. ناهيك عن طموحي العلمي والرياضي (والذي كنت احسب الليالي والايام لأحققها) ولكن مع الأسف توالت الصدمات والعثرات ..
حتى فقدت الكثير الكثير من هذه المفاهيم وتساقطات قناعاتي الواحده تلو الأخرى وبدأت طموحاتي بالأفول شيئاً فشيئاً حتى تلاشت ..
بداية هذه الصدمات هي (صدمة عاطفيه) كادت تقضي على ذلكـ الفتى اليافع المندفع للحياة بكل حب وجموح لولا لطف الله ثم وقوف اخي الأكبر معي.. ليالي طوال
من الحزن والأسى والكآبه وعدم الاحساس بأي شيء .. ليال كانت كالسنين ..ليال سوداء قاسيه لا أراكم الله قسوتها ..
ومع هذه الصدمه فقدت مشاعري وقلبي .. فسقط معها أيماني بأن الحب هو الرافد القوي للحياة ..
صدمتي الثانيه (كانت صدمة خيانه) .. خيانة اعز الأصدقاء على قلبي .. بل توأم روحي .. من كنت أرى فيه أعظم مثال للإخلاص والوفاء .. من كنت
افضله على نفسي .. من هذه الصدمه فقدت الثقه بمفاهيمي ومبادئي ومعها سقط أيماني بأن الإخلاص والوفاء هو عصب الحياة

وان هاتين الصفتين اصبحت معدومه لدى البشر إلا من رحم الله ..
صدمتي الثالثه (كانت صدمة خيبة أمل ونهاية طموح) .. خاب أملي في مستقبلي الرياضي , حيث كنت ألعب في أحد أندية دوري زين حالياً وكان القريبين مني يتنبأون
لي بمستقبل مشرق في كرة القدم .. كنت أحب كرة القدم بشكل جنوني إلى درجة أن جل أحلام الطفوله كانت بالكره وكيفية ركلها .. التحقت بالنادي واصبحت
احقق جزء من حلم كان من اعظم احلامي بعد (حلم الدراسه) .. فكانت الصدمه عندما قضت علي الاصابه .. فكانت نهايتي مع الملاعب بفعل شبح الملاعب
(إصابة الرباط الصليبي) .. قد لايرى البعض في ذلك نقطة تحول ولكن يعلم الله أن كرة القدم كانت عشقي الأبدي .. وكانت من اعظم احلامي .. وبالرغم من تكفل
إدارة النادي (جزاها الله كل خير) بمصاريف علاجي كامله وعند أمهر الأطباء .. إلا ان اثرها النفسي كان قوياً جداً فلم استطع الوقوف بوجهها رغم محاولاتي العديده
ومع هذه الصدمه فقدت جزء من شخصيتي وضعفت ثقتي بنفسي كثيراً .. ومعها تحطم حلمي الرياضي .. والحمدلله على كل حال ..
أما بالنسبة لصدمة نهاية الطموح .. قفد كنت طالباً متفوقاً ارسم مستقبلي في أجمل اللوحات وأسير على الطريق الصحيح بخطى ثابته وبكل ثقه ..
فلم يعد أمامي سوى طموحي بعد فقداني لقلبي ومفاهيمي وحلمي الرياضي .. اجتهدت وبعد توفيق الله وصلت لما أردت وحصلت على أعلى النسب بمرحلة الثانوي .. فجاءت صدمتي
التي قصمت ظهري (وكنت ضحية للواسطه) وقف في طريقي شخص لايخاف الله .. فبعد أن حرمني من حلم حياتي أكتشفت بعد ذلك بزمن قبوله لزملاء دراسه لي
كانوا أقل من معدلي بكثير .. وكانت قلة حيلتي وعدم معرفتي بشخص بمرتبة (واو) عائق في وجهي ووجه طموحي .. فكانت هذه الصدمه هي التي كادت أن
تحكم علي بالنهايه .. ولكن لطف الله ثم وقوف المحبين لي استطعت الصبر والرضاء بقضاء الله وقدره ..واكملت مسيرتي التعليميه في الجامعه بقسم

لم اخترهولم يعجبني ولكن قدّر الله وماشاء فعل ..
فكانت هذه الصدمات بالفعل هي المعلم الأكبر لي .. واصبحت أكثر حذرا في إخراج مشاعري وتعاملي مع الناس .. وأيقنت بأن الإخلاص والوفاء أصبحت عملة نادره
في زمان أصبح أهله مجبولين على الخيانه والغدر وحب المصالح .. وايقنت كذلك بأن الصبر دائماً هو(مفتاح الفرج) .. وأن الايمان بقضاء الله وقدره هو الرافد الحقيقي للحياة ..
فلا تيأس ولاتقنط من رحمة الله

وأعتذر مرةً أخرى للإطاله .. ولكن أعتقد بأن هذا الموضوع وصاحبته والاخوه والاخوات المتابعين لهم الحق بأن يستفيدوا من تجاربنا .. كما استفدت أنا ..
أخيراً حفظكم الله جميعاً من كل سوء ..



شكراً من القلب لكـ أمير الحرف (sada اليوفي)