عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-2011, 11:50 PM
المشاركة 18

  • غير متواجد
رد: التعرّف على الشخصيات التاريخية الإسلامية

كبشة بنت رافع.. أنموذج للحكمة والشجاعة
نعيش اليوم مع سيرة صحابية عظيمة قدمت للإسلام خدمات كثيرة وجليلة، ففي بيتها ترعرعت
نواة الإسلام، ومن ثنايا دارها فاحت روائح الطيب في المدينة المنورة كلها، فانتشر فيها الإسلام،
فكانت بركة وخيراً في الدنيا كلها. .. إنها الصحابية الجليلة كبشة بنت رافع رضي الله عنها التي
اشتهرت بكنيتها أم سعد وابنها سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته، فهي أم من حكم
بحكم الله من فوق سبع سماوات. وتعد كبشة بنت رافع، واحدة من فضليات نساء الصحابة، وواحدة
ممن أثرين تاريخ النساء بأعمال طيبة في الجهاد والفقه ورواية الحديث، وهي من كبار نساء الصحابة
وأسلمت مع السابقات من النساء.وتشير كتب السيرة إلى أن كبشة بنت رافع أسلمت مبكرا،عندما
بعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، واخذ يدعو قومه، فأسلم منهم قليل، وبسطت قريش أيديها
وألسنتها بالسوء، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل لعله يجد من بينها ناصرا،
فلم يجد منها جميعا إذنا صاغية ولا قلبا واعيا حتى لقي في موسم الحج نفرا من الخزرج فعرض عليهم
الإسلام وتلا عليهم القرآن فصدقوه وآمنوا به، وقالوا: إنا تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم،
وعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين
فإن يجمعهم الله إليه، فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بايعوه.
فلما عادوا إلى المدينة المنورة أذاعوا بها الإسلام فأجاب داعيتهم خلق كثير،
وكانت من بين هؤلاء كبشة بنت رافع زوجة معاذ بن النعمان من بني الأشهل وقد ولدت له سعد وعمر وإياس
وأوس وعقرب وأم حزام.وكانت بطلة مجاهدة من أبطال الإسلام وكان لها أثر كبير في تاريخ نساء الإسلام
وأثرت التاريخ بمواقف عظيمة جعلتها من الأوائل في عالم نساء الصحابة، وما أن أشرق نور الإيمان بالمدينة
حتى أسلمت كبشة.
وسارعت لنصرة دين الله وتأييد الرسول صلى الله عليه وسلم.ويحدث التاريخ عن مواقف كثيرة لهذه الصحابية
الجليلة التي كانت أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم مع أم عامر بنت يزيد بن السكن، وحواء بنت يزيد
بن السكن، فهذه المرأة وما اتصفت به من صفات تفوق الخيال كانت من السابقات في مضمار الخير.
ويذكر أنها خرجت في غزوة أحد مع من خرج من النساء لكي تطمئن على سلامة المصطفى صلى الله عليه وسلم،
خاصة بعد أن وردت الأخبار إلى المدينة تؤكد استشهاد عدد كبير من المسلمين
وكان من بينهم ابنها عمرو بن معاذ بن النعمان رضي الله عنه.ومع أن ابنها استشهد في غزوة أحد، غير أن ذلك
لم يشغلها وإنما كانت تخاف على الرسول وترجو من الله سلامته، وأقبلت مسرعة نحو ارض المعركة، وعندما
علمت بسلامة النبي صلى الله عليه وسلم حمدت الله تعالى واعتبرت مصيبتها في استشهاد ابنها هينة مقارنة
بسلامة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأما في معركة الخندق فقد كانت هذه المرأة قوية وشجاعة ومجاهدة،
وأثبتت مواقفها حرصها على نصرة الإسلام ونشر دين الله، حيث إنها كانت مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
في حصن بني حارثة وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه خرجوا إلى الخندق وقد رفعوا الذراري
والنساء في الحصون مخافة العدو عليهم. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: فمر سعد بن معاذ وعليه درع
مقلصه قصيرة قد خرجت منه ذراعه كلها، وفي يده حربة يرفل بها وهو يرتجز بيتا من الشعر..
فقالت الصحابية كبشة بنت رافع أم سعد رضي الله عنهما: الحق يا بني فقد والله أخرت، وبهذه الكلمات تظهر
لنا شجاعة أم سعد وحرصها على ابنها ألا تفوته لحظة دون أن يحظى بمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جاهد سعد بن معاذ في غزوة الخندق حتى أصيبت ذراعه وتفجر الدم من وريده وكان جرحه يزداد خطره كل يوم،
بل كل ساعة وذات يوم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيادته، فألفاه يعيش لحظات الوداع أخذ عليه السلام
رأسه ووضعه في حجره وابتهل إلى الله قائلا: "اللهم إن سعداً قد جاهد في سبيلك، وصدق رسولك وقضى
الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا".ويقول أبو سعيد ألخدري رضي الله عنه: كنت ممن حفروا لسعد قبره..
وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب شممنا ريح المسك.. حتى انتهينا إلى اللحد. وكان مصاب كبشة بنت رافع في سعد
عظيما ولكن عزاءها حين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ"
.ومما لا شك فيه أن كبشة بنت رافع كانت أنموذجاً يحتذى للمرأة المسلمة في كل شيء في الجهاد والصبر والإيمان
والشجاعة والتضحية وظلت طوال حياتها في خدمة دين الله ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم.




عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..