عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2012, 04:37 PM
المشاركة 4

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة - علامات الساعة الصغرى ( 7 )








إماتة الصلاة والاستخفاف بالدماء وبيع الدين بالدنيا

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا ظهرت في أمتي هذه الخصال فارتقب الساعة) وهذا الحديث رواه ابن ماجة
و الترمذي . (إذا أماتوا الصلاة). معنى: أماتوا الصلاة أي: أن الصلاة ليس لها صوت، حتى القناة الثانية ليس فيها آذان، تأتي الموسيقى الحزينة التي تشبه الموسيقى الجنائزية هذه، فتعرف أن الأذان جاء، وبعدها تتابع المسلسل الأجنبي، تابعه وخذ راحتك في الحرام.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واستخفوا بالدماء). أي: صار الدم عند الناس رخيصاً، مع أن نقطة دم مسلم تساوي عند الله الكثير، بل في الحديث: (لهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم) فأين سيذهب من شنق الناس وتعذيبهم وقتلهم.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: (وباعوا الدين بالدنيا) العاقل يبيع دنياه بدينه، فيربحهما جميعاً، وإن كان ممن يبيع الدين بالدنيا فسيخسرهما جميعاً. سيدنا سعيد بن جبير رحمه الله، لما أتى به الحجاج من أجل أن يقتله، وكان سعيد بن جبير من عظماء التابعين رضي الله عنه، فقال له: ما اسمك؟ قال له: اسمي سعيد بن جبير ، قال: بل أنت شقي بن كسير، فقال له: أمي سمتني سعيداً . انظر إجابات الناس المؤمنين بهدوء، قال له: لقد سعت في هلاكك، فيرد عليه سيدنا سعيد ويقول له: الغيب يعلمه غيرك، أي:
هذا العلم ليس بيديك، قال له: لأبدلنك من دنياك ناراً تلظى، يرد سيدنا سعيد فيقول: لو أعلم أن ذلك لك ما اتخذت
إلهاً غيرك. أي: لو أن ييديك الجنة والنار كنت سجدت لك، لكنك عبد مثلي. فأتوا له بخشبة وصلبوه عليها، وكلما عدلوا الخشبة بعيداً عن القبلة أبت إلا أن تتجه ناحية القبلة بجسم سعيد رضي الله عنه، قال: ألقوه على وجهه، قال سيدنا سعيد : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115]، قالوا: اطرحوه أرضاً، قال: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:55]، فلما قتل سعيد بن جبير رضي الله عنه، عاش الحجاج بعدها سبعة أيام، وفي كل يوم يرى سعيد يجري وراءه بسيف، فيقوم فزعاً، جاءت له حالة عصبية، ومات من هذا الخوف والعياذ بالله رب العالمين. فإياك وظلم المسلمين أو استحلال دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم، نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم.

ضعف الحكم وكثرة الطلاق والقذف وموت الفجأة ونزول المطر قيظاً

وقوله صلى الله عليه وسلم: (ويكون الحكم ضعفاً) أي: يكون عدم اتخاذ القصاص وحدود الله، فيسرق السارق، ويتلاعب بالمرتبات بلا حسيب أو رقيب؛ لأن الحكم ضعف.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (ويكثر الطلاق).
أي: يتساهل الناس بالطلاق، لأتفه الأسباب، وإن بقيت معه سنين، وقد قال الله تعالى: وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ [البقرة:237].
وقوله عليه الصلاة والسلام: (وموت الفجأة). أي: من ضمن علامات الساعة موت الفجأة، وقد كثر في هذا الزمان، فينبغي للمسلم أن يكون مستعداً دائماً للقاء الله، من أجل إذا جاءه ملك الموت فجأة فهو مستعد للقاء الله عز وجل، وموت الفجأة راحة للمؤمن، وحسرة على الفاجر.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (وكثرة القذف). أي: يقذف الناس بعضهم بعضاً؛ لأنه لا حدود تقام، أما لو كانت الحدود مقامة فلن يشتم أحد أحداً في أمه، فإما أن يأتي بأربعة شهود، وإما أن نجلده ثمانين جلدة، وعندما تقذف أمه أرأيتها تعمل ذلك؟ لا يجوز هذا ولو كنت تمزح معه، فإن كان معك ثلاثة شهود غيرك سلمت من الحد وإلا فتجلد ثمانين جلدة، بالله عليك هل كان يكثر الكلام في هذا؟ كتحية الصنايعية في الصباح، ولا يغضب من وقعت هذه الكلمات على رأسه، فلابد أن نقولها بصراحة، وماذا نفعل؟ فكثرة القذف من علامات الساعة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (وكان المطر قيظاً). أي: بعد ما ينزل المطر بالرحمة ينزل بالعذاب، أرأيتم السيول التي في بنجلادش ماذا تعمل؟ نسأل الله السلامة، سيول تقتلع القرى.


كثرة اللئام

وقوله صلى الله عليه وسلم: (وفاض اللئام فيضاً). أي: اللئام من كثرتهم يفيضون كفيضان البحر، قالوا لسيدنا أبو حنيفة رحمه الله: يا أبا حنيفة ! كم عدد مجانين العراق؟ فابتسم سيدنا أبو حنيفة ، وقال: أنا على عد عقلائهم أقدر. وفي هذا الوقت تجد الصغير ابن أربع سنين لئيماً، تخاف من نظراته، بعدما كان قديماً وديعاً بريئاً؛ لأن كثيراً من الأمور ما يعرفها، وأطفالنا ولله الحمد فيهم ذكاء، يكلمني أحدهم بالإنجليزي: KG1 يعني: في أولى حضانة، ويقول أحدهم لأمه: يا ماما من أين جئنا؟ فتقول له: من عند ربنا، وقالت كذلك لأنها لا تستطيع أن تفهمه بالضبط، فتقول له: من بطني، أو إن ربنا سبحانه وتعالى جعلك في بطني كذا، وكبرت بطني، ثم خرجت.

فجور الأمراء وكذب الوزراء وخيانة الأمناء والقراء فسقة

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وكان الأمراء فجرة، والوزراء كذبة، والأمناء خونة) تجد أمين مخزن أو أمين اللجنة يختلس، وطالما أنه لا يوجد أمان ولا نصح، فليس إلا الخسار والدمار. هناك شركة النفط من سنة 1952م وهي في خسارة مستمرة؛ لأن الأمناء خونة. قال: (والقراء فسقة). بعض القراء يتاجرون بالقرآن وهذا فسق، والفسق هو الخروج عن الحق، وذلك كمن يقرأ ويأخذ خمسة آلاف جنية في الليلة.


مخالفة الباطن للظاهر

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا لبسوا مسوح الضأن، قلوبهم أنتن من الجيف، وأمر من الصبر، يغشيهم الله فتنة، يتهاوكون فيها كما تهاوك اليهود الظلمة). يعني: تجد المرء يلبس لباساً نظيفاً جداً وتنظر إليه وتقول: هذا واحد
لا أفضل منه، ثم يكون لصاً مرتشياً مختلساً مرابياً، سيئ الخلق، لا يتقي الله ولا يحافظ على الصلاة، ولا يزكي ماله، وإنما هو مظهر فقط، فلان ذهب وفلان أتى. ومعنى (يلبسون مسوح الضأن) أي: يلبسون ما ليس لهم، أو يقولون ما ليس حقاً، مثلاً: مدير مكتب، يقول للسكرتير: من سأل عني فقل له: أنا غير موجود، وهو بالداخل.

كثرة الخطايا والغلول وتحلية المصاحف وزخرفة المساجد

وقوله صلى الله عليه وسلم: (وتكثر الخطايا، وتغل الأمراء). كل واحد في موقع يغل..
قال تعالى: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:161] ربنا سبحانه وتعالى سيجعلها غلاً في عنقه، والعياذ بالله رب العالمين.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (وحليت المصاحف). تنظر إلى المصحف في هذا الزمان في علبة ذهب، المصحف بخمسة جنيهات، لكن العلبة بـ جنيهاً، ويعطونه رشوة لأستاذ المادة، فانتفع هو بهذا نتيجة قيامه بهذا العمل. لكن إن فعلنا حفلة تكريم لأحد وأعطيناه هدية فهذه ليست رشوة؛ لأن الرجل قد مضى، فمن باب شكره وإكرامه نعطيه هديه؛ لأنه قد تعب معنا طوال مدة الخدمة، وأسلوبه كان طيباً، فنحن نكرمه، فمن باب الوفاء إكرامه، والإسلام يحض على هذا.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (وصورت المساجد). صورت -بالصاد- يعني: كان فيها زخارف تلهيك عن الصلاة، وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول للذي يبني الجامع: لا تحمر ولا تصفر ولا تخضر، وإنما أكن الناس من الحر والمطر والبرد، وإنما أبني أربعة حيطان وسقف، وليس كل ما في المساجد يبقى، وإنما تشغل الناس عن الصلاة.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (فالدمار عليكم) يعني: الهلاك..
قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (لا تزخرفونها ثم لا تعمروها إلا قليلاً) صدقت يا رسول الله! تلاقي مساجد بالفدان، وعدد المصلين فيها قليل.


تطويل المنابر وتخريب القلوب وتعطيل الحدود

وقال عليه الصلاة والسلام: (وطولت المنابر). اليوم طولت المنابر، يكون ارتفاعه عشرين درجة أو نحوها، أما يكفي أن يجعل ثلاث درجات! فلا أشرف ولا أعلم من رسول الله عند الله.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: (وخربت القلوب) (خربت) أي: أنها لا تبقى عامرة بالإيمان، فاحذر أن يكون صدرك ضيقاً.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: (وعطلت الحدود). أبو بكر و عمر و عثمان كانوا قاعدين حول النبي صلى الله عليه وسلم مستغربين، أمعقول أن تعطل الحدود؟! من سنة 1922م ونحن الآن داخلون على سنة 1992م أي: منذ 70 سنة، لما طبقوا الحدود في الحجاز، فأقاموا الحدود فقطعوا أيدي أربعة سرق، وتجد من يقول: هذه لا إنسانية، وهل الإنسانية أنه يسرقني؟ فربنا رحيم، قال: اقطع يده فقط، ولو أقيمت الحدود وقطعت أيدي اللصوص، فستختفي كل السرقات، وهكذا إن أقيمت سائر الحدود، فالانحرافات التي على الساحة ستختفي كلها.

تشبه النساء بالرجال والعكس والاستهانة بالأيمان والشهادة من غير طلب وكثرة الشرط وبيع الحكم واتخاذ القرآن مزامير


ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(وتشبه النساء بالرجال، والرجال بالنساء). أحياناً لا يعرف الرجل هو مع من، أمع عزيزة أم مع محمود؟ وذلك لتشبه الرجال بالنساء.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وحلف بالله).
ألم يكن الصحابة يحلفون بالله؟ بلى كانوا يحلفون، لكن لفظ الجلالة عندهم كان عظيماً، لا يؤتى به في أبسط الأشياء. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وشهد المرء من غير أن يستشهد). هذا كحال من وجد سيارتين ارتطمتا ببعضهما فمباشرة يقول لأحدهما: أنت غلطان، ولم ير ما حصل.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: (وعلت أصوات الفسقة في المساجد) والعياذ بالله. (وبيع الحكم) وهذا وقع، كما يحصل في الانتخابات ونحوها.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: (وكثر الشرط) أي: الشرطة. (واتخذ القرآن مزامير). وعندما يدفن أحد قريباً له، يأتي أناس يقرءون القرآن، فيحرفون ويغيرون، وتكون قراءتهم بصوت جماعي، ولم يرد جواز قراءة القرآن جماعياً إلا في التعليم فقط، ثم بعد قراءتهم يريدون مالاً.


اتخاذ المساجد طرقاً

ثم قال عليه الصلاة والسلام: (والمساجد طرقاً) أي: أن يبقى المسجد طريقاً فقط، فيدخل الإنسان ليتوضأ أو ليقضي حاجته ثم ينصرف، يعني: يستخدم المسجد كدورة مياه، أما أن يصلى فيه، أو تحضر الدروس العلمية فليس هذا عند كثير من الناس.
فهذه خمسة وتسعون علامة من علامات الساعة الصغرى ..
وكلها ظهرت، ولم يبق إلا أن تطلع الشمس من مغربها، أو أن تظهر الدابة، أو ينزل المسيح عليه السلام، أو أن يظهر المسيخ الدجال ، أو الدخان، أو يأجوج ومأجوج، وعندئذٍ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.
أيها الأخ المسلم الكريم! إنها دروس مرعبة ومخيفة حقيقة، تعرفنا أصول ديننا وأحكامه، فليعد الإنسان إلى رحاب ربه، ولندع عسى أن تكون ساعة من ساعات الإجابة: اللهم اختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين، اللهم اختم لنا بالإيمان يا رب العالمين. اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً، وعلماً نافعاً، ونعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن عين لا تدمع، ومن بطن لا تشبع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس
لا تقنع، ومن دعاء لا يسمع. اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار. اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، كن لنا ولا تكن علينا، آثرنا ولا تؤثر علينا، انصرنا ولا تنصر علينا، اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به الجنة، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، وانصرنا على من عادانا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أيها الإخوة الأحباب! يعز على الإنسان أن يدعكم مدة، وتتركون في قلب المسلم وقلبي فراغاً كبيراً، فإني أحبكم في الله عز وجل، وأنتم أحبتي في الله، جمعنا الله وإياكم دائماً في كل ما هو خير، وجمعنا وإياكم على تقواه وطاعته، وعلى الاستقامة على طريقه، إن ربنا على ما يشاء قدير. لا تنسونا أبداً من صالح دعائكم، واجعلونا في بالكم دائماً، فإن دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله، وأنا لن أنساكم أبداً إن شاء الله من الدعاء. جزاكم الله عني خيراً، وبارك فيكم وبوركتم دنيا وأخرى، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.








عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..