عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2012, 07:59 PM
المشاركة 3

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة - المنجيات عند الميزان [ 1] ( 13 )







أنواع الإيمان خمسة
إذاً: أقول: إن المسلم لا يتمنى على الله الأماني، فليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلب
وصدقه العمل؛ لأن الإيمان خمسة: إيمان مطبوع، وإيمان مقبول، وإيمان مردود، وإيمان لا إيمان، وإيمان التمني. فالإيمان المطبوع: إيمان الملائكة، فهم مطبوعون على الطاعة والعبادة والتوحيد،
قال تعالى:
لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] لكن إذا نظرت إلى خوفهم يوم القيامة وفي أرض
المحشر ويوم الحساب، لقلت: سبحان الله، إذ تقول الملائكة يوم القيامة:
سبحانك سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، حتى إنه لينادى على جبريل فيأتي جبريل تصطك قدماه خشية
من الله عز وجل، يخاف أن يكون قد قضى الله في أمره شيئاً، قال تعالى:
لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23] . وإيمان مقبول: إيمان المؤمن. وإيمان مردود -والعياذ بالله-:
إيمان المنافق. وإيمان لا إيمان: إيمان المبتدع: (ألا إن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) .
وإيمان لا يخرج العبد منه بشيء يوم القيامة: وهو المفلس الذي صلى وصام وزكى وآمن، ولكنه أخذ
حقوق العباد، وجاء يوم القيامة بلا حسنات؛ فالناس يوم القيامة كما قلنا أقسام ثلاثة: أغنياء بالحسنات:
اللهم اجعلنا منهم يا رب! وفقراء من الحسنات: لا تجعلنا منهم يا رب! وأغنياء من الحسنات يصيرون فقراء.
أغنياء بالحسنات: الصحابة والتابعون ومن نحا نحوهم.
فقراء من الحسنات: ليس معهم حسنة واحدة، وعندما أركز على الأخوة الصالحة في الإسلام، رجل نجا
بحسنة واحدة، ورجل دخل النار بسيئة واحدة، وتفصيل ذلك:
أن رجلاً أتى بواحد وخمسين في المائة، وأخاه في الله أتى بتسعة وأربعين في المائة، فالأول نجا بحسنة
فأخذوه إلى الجنة، والذي لديه تسعة وأربعون في المائة زاد بسيئة فأخذوه إلى النار والعياذ بالله فقال لمن
أخذ إلى الجنة: يا أخي! قال: نعم، قال له: أما من منة لي عليك في الدنيا؟ قال: لا، لا أنكر أبداً شيئاً مما
مننت به علي، لقد أخذتني إلى كذا وعلمتني كذا وفقهتني في كذا وكذا وكذا، ويعدد له، فيقول له:
ما بالك لو أعطيتني الحسنة التي زادت وأنا وأنت نصير من أصحاب الأعراف؟
فرق قلب أخيه له فقال: ما دمنا الاثنان في رحمة الله فخذ، فيقول الله عز وجل: ماذا صنعت يا عبدي!
يا جبريل، لم لم تأخذوه إلى النار؟ لماذا تتلكئون فيه؟ قال: يا رب! هذا الرجل له زيادة حسنة، وهذا تنقصه
حسنة فتنازل له، فالاثنان حسناتهما لا تدخلهما الجنة، ولا سيئاتهما تدخلهما النار، فقال الله: يا عبدي!
أأنت أكرم منا؟ أجئتنا لتعلم لطيفاً خبيراً؟ ادخلا إلى الجنة. نسأل الله أن يخفف عنا وعنكم، وأن يتوب علينا
وعليكم، اللهم تب علينا توبة خالصة نصوحاً، واجعل هذه الدروس في ميزان حسناتنا جميعاً يوم القيامة،
علمنا منها ما جهلنا، ذكرنا منها ما نسينا، وفقنا لما تحبه وترضاه يا أكرم الأكرمين! آمين يا رب العالمين!


سرعة الاغتسال من الجنابة
قال صلى الله عليه وسلم: (ورأيت رجلاً من أمتي والنبيون جلوس حلق حلق) أي: كل رسول عنده
حلقة، فنوح في حلقة، وصالح في حلقة، وهود في حلقة، ويونس في حلقة، وموسى في حلقة،
وعيسى في حلقة، وإبراهيم في حلقة، وهكذا.
قال: (فكلما جاء إلى حلقة طرد ومنع منها، فجاءه إسراعه بالاغتسال من الجنابة فأجلسه في حلقتي
وبجواري
) فأسرع في الغسل من الجنابة من أجل أن يكرمك الله وتكون دائماً بجوار النبي ..
صلى الله عليه وسلم، وهذا الكلام تقوله لزوجتك، طالما طهرت من الحيض فلتغتسل ولتصلِّ قبل
خروج الوقت، وكثير من النساء عليهن أوقات كثيرة ويقعن في هذه المشكلة، فيجب على الأخوات
أن يراعين هذه القضية.


صلة الرحم والصبر على موت الأطفال

قال صلى الله عليه وسلم: (ورأيت رجلاً من أمتي يكلم الناس ولا يكلمونه فجاءه صلته لرحمه فأمر الملائكة
الناس أن يكلموه فكلموه، ورأيت رجلاً من أمتي وقد خف ميزانه فجاءه أفراطه
) أفراطه: أولاده الذين ماتوا
وهم صغار فصبر واحتسب، قال: (فوضعوا في ميزان حسناته فرجحت كفة حسناته فدخل الجنة).
ولذلك ماتت لرجل ابنة كان يحبها كثيراً، فمكث يبكي عليها ليل نهار، ودائماً الناس يبكون على ذويهم، لكن
يا أخي الكريم! الرسول صلى الله عليه وسلم بكى على ابنه إبراهيم ، لكنه لم يبك عليه عشرين سنة،
فأنت كلما ذكرت ابنتك أخذت تبكي دائماً وحولت البيت إلى نكد، وهذا غير صحيح.
فالمسلم يجب أن يكون صبوراً، ويفرح المؤمن الذي مات له أولاد وهم صغار؛ لأنهم سيصنعون ضوضاء على
باب الجنة (ما هذه الضجة التي أسمع يا جبريل؟! فيقول جبريل:
يا رب هؤلاء أبناء المسلمين الذين ماتوا صغاراً، أبوا دخول الجنة إلا بصحبة آبائهم وأمهاتهم) وهكذا صنعوا
مظاهرة على باب الجنة، لن ندخل إلا ومعنا آباؤنا، (قال: يا جبريل! من صبر من والديهم ألحقوا بهم ذريتهم).
وهذا رجل ماتت ابنته، فمكث يبكي عليها بكاءً مراً فنام، ورأى في الرؤيا أن القيامة قد قامت، والشمس قد
اقتربت من الرءوس والعطش قد اشتد، ورأى صغاراً يسقون أناساً بجواره، فبحث عن ابنته، فقال: يا بنيتي!
الصغار يسقون آباءهم وأمهاتهم، وأنت لم لا تسقينني؟
قالت: يا أبت! لأنك لم تصبر على ما ابتليت به فترك البكاء عليها، وامتنع عن ذلك.


كلمة لا إله إلا الله
(ورأيت رجلاً من أمتي وقد أوصدت أمامه أبواب الجنة) أي: أبواب الجنة الثمانية، كلما يأتي إلى باب
منع من الدخول وأقفل الباب، قال: (فجاءه قوله: لا إله إلا الله ففتحت له أبواب الجنة)؛ لأن باب الجنة
لا يمر منه إلا أهل التوحيد، فسيدنا جبريل يوم القيامة يقول لسيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:
(يا رسول الله! لن يعبر الصراط إلا من معه الجواز)، إذاً: جواز السفر كلمة عربية صرفة قال:
(وما الجواز يا جبريل؟! قال: قول العبد: لا إله إلا الله، قال:
الحمد لله الذي جعل أمتي من أهل لا إله إلا الله
)
ولذلك سوف يقف العبد يوم القيامة وقد نصبت الموازين، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثقل موازيننا.










عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..