عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2013, 08:04 AM
المشاركة 3

  • غير متواجد
رد: آنت من تصنــع حيآتـــــــك











الاحترام قيمة إنسانية عامة أولتها البشرية عناية واهتماماً ، لكن الإسلام أعطاها مكانة كبيرة جعلتها تمتد
لتشمل كثيراً من العلاقات التي تربط بالمسلم بغيره ، بل امتدت لتشمل المجتمع والعلاقات الاجتماعية.
وإذا كان المسلم مأموراً باحترام المسلم ، فإنه مأمور أيضاً باحترام غير المسلم ،..
و لنا في المصطفى صلى الله عليه و سلم خير قدوة حين كتب إلى هرقل قائلاً بعد بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ...
فلم يشتمه و لم يدعه بما يسيء إليه بل أنزله المكانة التي هو فيها .
أصدرت منظمة اليونسكو مجموعة من القيم رأتها أنها من المشترك بين الإنسانية كلها ‏، وسمتها بالقيم
النشيطة‏ ، وأوصت بأن تتضمنها كل مناهج التعليم في العالم.
وجاءت قيمة الاحترام أول هذه القيم قيمة الاحترام .
والإسلام كما ذكرنا آنفاً أولى هذه القيمة أهمية كبيرة ، وربطها بتصرفات وسلوك يضمن تحقيقها ديانة وعبودية
لله تعالى وليس مجرد قيمة أخلاقية مجردة لا يثاب الانسان عليها .
وقد تعددت صور الاحترام في الإسلام لتشمل : احترام الذات ، واحترام الوالدين ، واحترام المرأة ، واحترام
المجتمع وقيمه ، واحترام العلماء ، واحترام الأمراء ، واحترام غير المسلمين بحفظ كراماتهم وآدميتهم .

ـــ أولاً : احترام الذات :
احترام الذات هو الصورة الذهنية الجميلة التي يرسمها المرء عن نفسه ، وهذه الصورة تتكون من خلال خبراته
وتتأثر بقوة بالرسائل التي نتلقاها من الآخرين ، ولا شك أن الطريقة التي ينظر بها الإنسان لنفسه تؤثر في كل
نواحي حياته . وإن عدم احترام المرء لذاته يجعل منه عدواً لنفسه .

من سبل تحقيق احترام الذات :

أ ـ تقوى الله تعالى . قال تعالى ..
{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
عن ابن عباس قال : لا أرى أحدا يعمل بهذه الآية..
{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم }
فيقول الرجل للرجل : أنا أكرم منك فليس أحد أكرم من أحد إلا بتقوى الله .
البخاري في الأدب المفرد ، وقال الشيخ الألباني : صحيح
وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال قيل يا رسول الله من أكرم الناس ؟، قال :" أتقاهم ". رواه البخاري .
وقال تعالى{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ
} .والحياة الطيبة تحقق للإنسان ما يحتاجه من احترام الذات .
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح آخرته أصلح الله دنياه ،
ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس . وقد صدق رحمه الله ، فمن جمعت فيه تلك الخصال
الثلاث جمع الله له سعادة الدنيا والآخرة .
وقال تعالى { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } .
قال القرطبي رحمه الله أي من أهانه بالشقاء والكفر لا يقدر أحد على دفع الهوان عنه.
(تفسير القرطبي 12 /24 ) . وهذا من شؤم المعاصي .
فللمعاصي عقوبات تتعدى إلى الدين والدنيا والقلب والبدن ، ومن عقوباتها :
أنها تجعل المرء يفقد احترامه لنفسه ورضاه عنها ، بل تجرئ السفهاء عليه ، كما أنها تورث سواداً في الوجه
وظلمة في القلب وتجلب له الضيق والهم والغم والحزن والألم والانحصار ، وشدة القلق والاضطراب .
( المعاصي لعبد الحميد تركستاني 3 بتصرف كبير).
قال ابن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها


ب ـ ومن سبل تحقيق احترام الذات :
البعد عن مواطن الريب والشبهات . فقد جاءت الشريعة صريحة في الحث على ترك الشبه ومواطن الريب
والتهم ، وفي هذا دليل واضح يبين حرص الشريعة على حفظ كرامة الناس .
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" الحلال بيَّن والحرام بيَّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه
وعرضه ، ومن وقع في الشبهات كراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ألا إن
حمى الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد
كله ألا وهي القلب
".رواه البخاري .
فهذا الحديث فيه حث على أن يستبرأ الإنسان لدينه وعرضه بترك الشبه ، ومن الشبه ورود الإنسان مواطن
الريب .قال الخطابي : هذا الحديث أصل في الورع وفيما يلزم الإنسان اجتنابه من الشبه والريب .
(بذل المجهود في حل أبي داود 14 292) .
وللشيخ محمد أنور الكشميري رحمه الله في شرحه لهذا الحديث كلاماً نفيساً حيث قال: إن الحديث بعد ذكر
الحلال والحرام انتقل من الأحكام والمسائل إلى الحوادث والوقائع ، وذكر ضابطة عرفية .
ولذا تعرض إلى استبراء العرض ، فاندفع ما كان يخطر بالبال أنه لا دخل لذكر العرض من باب الحلال والحرام
فمعناه أن الرجل إذا اتقى الشبهات ومواضع التهم فقد أحرز دينه عن الضياع وعرضه عن القدح فيه ، وهو
مراد قول علي رضي الله عنه : إياك وما يسبق إلى الأذهان إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره فليس كل سامع
نكرا يطيق أن تسمعه عذرا ، فإنه ليس واردا في المسائل فقط بل أعم منها.
(فيض الباري على صحيح البخاري (1 153) .
ومن الأحاديث الدالة على أن الإنسان ينبغي له أن يحافظ على احترامه لنفسه واحترام الناس له بالابتعاد عن
مواطن الريب ما أخرجه الإمام البخاري رحمه الله :
" أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره وهو معتكف
في المسجد في العشر الغوابر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعة من العشاء ثم قامت تنقلب ،..
فقام معها النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم
نفذا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم :" على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي
"، قالا :
سبحان الله يا رسول الله ، وكبر عليهما ما قال، قال :
"إن الشيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما ". أخرجه البخاري.











عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..