عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2007, 06:59 AM
المشاركة 3
خيال الذكرى
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد


إقامة شرع الله


لقد كان الهدف الأسمى للملك عبدالعزيز خلال جهاده
الطويل هو إقامة شريعة الله من منابعها الصافية كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتراث السلف الصالح،
ولقد حقق الملك عبدالعزيز هذا الهدف وجعله أساساً قامت عليه دولته الفتية منذ أيامها الأولى وإلى يومنا هذا، وفي تراثه الفكري من الخطابات
والأحاديث ما يعبر عن ذلك أصدق تعبير ومن ذلك قوله يرحمه الله
"إني اعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له، اعتمد عليه في السر والعلانية، والظاهر والباطن، وأن الله مسهل طريقنا لاعتمادنا عليه، وإني أجاهد لإعلاء كلمة التوحيد والحرص عليها".



وقوله في الجلسة الافتتاحيــة لمجلـس الشــورى عــام 1349هـ. "إنكم لتعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في هذه الدائرة أحرار في سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه
موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشرعية الإسلامية،
لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر
هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
".



بسط الأمن الشامل



قبل الملك عبد العزيز كانت الحالة الأمنية في شبه الجزيرة العربية

في حالة من الفوضى والانفلات، وكانت طرق
الحج تعج باللصوص وقطاع الطرق الذين كانوا يهاجمون
قوافل الحجاج ويسلبونها ويعتدون عليها، وكان الحج في تلك الأيام
مغامرة لايدري الحاج معها ما إذا كان سيعود من حجه سالماً أم لا،
ولقد عجزت الدولة العثمانية عن تأمين سلامة الحجاج لدرجة اضطرت
معها إلى تسيير قوات عسكرية مع قوافل الحجاج، ومع هذا فقد كانت
هذه القوات نفسها تتعرض للاعتداء، وعمدت الدولة العثمانية إلى أسلوب
آخر لحماية الحجاج وهو دفع "أتاوات" من النقود الذهبية لقطاع الطرق
لكي يتركوا قوافل الحجاج تمر بسلام، ومع هذا تواصلت الاعتداءات



وجاء الملك عبد العزيز وأعلن تطبيق شريعة الله،
وهي شريعة الأمن والأمان للمجتمع الإسلامي، وبهذا التطبيق
قضى على عصابات اللصوص وقطاع الطرق وبسط الأمن
الشامل في جميع ربوع المملكة،
وصار هذا الأمن مضرب الأمثال
في بلاد العالم الأخرى تروى عنه الروايات، وكان الملك عبد العزيز يرحمه
الله أول حاكم مسلم يدعو إلى "التضامن الإسلامي" ويضعه موضع التطبيق،
وكان أول مؤتمر إسلامي عام في تاريخ الإسلام هو الذي دعا إليه الملك
عبد العزيز عام 1345هـ وحضرته وفود الدول الإسلامية، ويمكن القول إن
السياسة التي رسمها الملك عبد العزيز وصارت إحدى السمات
المميزة لثوابت السياسة السعودية هي العمل الدائم على
وحدة كلمة المسلمين.





وفي هذا الهدف السامي قال يرحمه الله:


( إن أحــب الأمور إلينــا أن يجــمــــع الله كلمة المســـلمين،
فيــؤلف بين قلوبهم، ثــم بعد ذلك أن يجمــع كلمــة العــرب،
فيــوحد غــايــاتهـم ومقاصــدهم ليســيروا في طريق واحـد
يوردهم مورد الخيــر
.)

وهكذا عرفت المملكة العربية السعودية حالة مثالية
من الأمن منذ تأسيسها، وظل هذا الأمن وسيظل بإذن
الله صفة مميزة لها.




التضامن الإسلامي


من منطلق ما أمر الله تعالى به عباده المسلمين
من الإخاء والتضامن كان الملك عبدالعزيز أول حاكم
مسلم يدعو إلى هذا التضامن ويضعه موضع التطبيق،
وكان أول مؤتمر إسلامي عام في تاريخ الإسلام هو الذي دعا
إليه الملك عبدالعزيز عام 1345هـ وحضرته وفود من الدول الإسلامية،
وكان هذا المؤتمر أول مناسبة جمعت ممثلي المسلمين من
كافة الأقطــار الإسلامية.




ويمكن القول أن السياسة التي رسمها الملك
عبدالعزيز وصارت إحدى السمات المميزة لثوابت الســياسة
الســعودية هــي العمــل على وحدة كلمة المسلمين والتضامن
فيما بينهم ومواجهـة أعدائهم صفـاً واحداً والتعاون والتكافل، وفي
هذا قال يرحمه الله، "إن أحــب الأمور إلينا أن يجمع الله كلمة المسلمين،
فيؤلف بين قلوبهم، ثم بــعد ذلك أن يجمـع كلمـة العـرب، فيـوحد غاياتهم
ومقاصدهم ليســيروا في طــريق واحد يوردهــم موارد الخير
".



شخصية فذة


لقد كان الملك عبد العزيز ـ يرحمـه الله ـ وحيد زمانه فيما اتصف به من مقومات شخصية فذة، ويمكن إيجاز صفاته ومناقبه في هذه الإشارات:



كان يرحمه الله مؤمناً عميق الإيمان ،
يعتمد على الله تعالى في كل أمر من أموره ولا يسأل سواه فيما يتطلع إليه.

يملك خبـرة واســـعة بشــؤون دينــه، فقــد حفظ القــــرآن
الكـــريم وكثيــراً من الأحاديث النبــوية الشــريفــة، وألم إلمــامــاً
واسـعاً بالأحكــام الشـــرعية، ووضـعها موضــــع التطبــيق، وظــــل طــــــوال
حياته يجتمع كل ليلة مع العلمـــاء والفقهاء.



كان حكيماً يُعمل عقله في كل حركة من حركاته، ولكل خطوة عنده
حساب دقيق، يقلب الأمور على وجوهها ثم يختار الطريق الذي يراه أفضل الطرق.



كان شجاعاً إلى درجة كبيرة، فلا يتردد في خوض المعارك إذا اضطر
لها مهما كانت قوة خصمه وعدده وعدته.

كان قائداً عسكرياً موهوباً يجيد رسم
الخطط الحربية وتنفيذها، وكثيراً ما استعاد وقائع معركة جرت وتحقق
له الانتصار فيها ليبين أخطاء خصمه وما كان يجب أن يفعل لينتصر عليه.



كان خبيراً بالمجتمعات البدوية والحضرية في شـــــبه الجزيرة العربية، وعلى خبرة واسعة بالقبائل وأنسابها بحيث يعرف قبيلة مخاطــــبه من أول
جــملة ينطق بها، ومن موقع هذه الخبرة كان يتعامل مع الناس حسب
المجتــــمع الذي ينتسبون إليه بدوياً كان أم حضرياً.



كان شديد التمسك بأحكام الدين، فلا يتهاون إزاءها ولا يهادن،
وإضافة إلى ذلك كان رقيق القلب مرهف الإحساس.



كان اهتمامه يشمل الجميع، والناس أمامه سواسية حتى يبلغ الحق مستقره.



وبعد جهاد طـــويل وعمـــر نذره الملك عبد العزيز للوطــن
والمواطــن وإرساء قواعد العـــدل والإســلام، انتقل في الثاني
من ربيـع الأول عام 1373هـ الموافق 9 نوفمبـر 1953م إلى رحمة مولاه راضياً مرضياً، بعد أن أقام دولة إسـلامية عصـرية، تـــأخذ بكــل نافــع ومفيـــد من إنجـــازات العصــر ضمن حدود شــريعة اللــه، اســــتهدافاً لخدمة دين الله وخدمة المسلمين في كــل مكــان، ويبقى يوم الخـامس من شوال عـــام 1319م الموافـــــق 15 ينــاير 1902م عــــلامة فارقة في تــاريخ المملكة، ففيــه فتــح الملك
عبــد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مدينة الرياض،
ومنــها بــدأت مسيرة موفقة لاســتعادة ملك الآبــاء والأجــداد من
خلال بطولة نادرة ومخلصــة لم يشـهد التاريـخ الحديث مثيلاً لها.



وفاته



في الثاني من ربيع الأول عام 1373هـ/ الموافق 9 نوفمبر 1953م انتقل الملك عبدالعزيز إلى رحمة الله راضياً مرضياً بعد جهاد طويل
كان له بالغ الأثر في التاريخ الإسلامــي والعــربي، وبعد أن أقـــام
دولته الإسلامية العصرية التي تأخذ بكل نافع ومفيد من إنجازات العصر ضمن حدود شريعة الله واستهدافاً لخدمة دين الله وخدمة المسلمين في كل مكان.


وكــل عـام وانــتــم بخيــر

اليوم الوطنــي ./.يوم الاحد ..

في التاريخ الموافق / 11/9/1428 هـ