عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2007, 10:23 PM
المشاركة 3
!! عابر سبيل !!
عضوتربع القمه
  • غير متواجد
الكفاءة في النسب . ( الزواج من الأقارب ) .
الأصل في الكفاءة بين الزوجين هو ( الدّين وحسن الاستقامة عليه ) ، وهذا الذي أكّدت عليه آيات القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم القولية والعملية .
أمّا القرآن فقد قال الله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ "
وقال تعالى : " وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ " وفي سورة الحجرات يُلمح القرآن

إلى أن الدّين وحسن الاستقامة عليه هو المحور الذي يكون به التفاضل والتكريم : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
وأما السنة القولية منها ما ثبت في الحديث الصحيح : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه . . " وهو تنصيص على أن الأصل في الكفاءة بين الزوجين هو الدين وحسن الخلق .
وأمّا دلالة السنة العملية على ذلك فما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي قرشيّة النسب أن تنكح زيد بن حارثة وهو مولى ، وكما في قصّة جليبيب رضي الله عنه الرجل الأسمر الذي أرسله إلى بيت من بيوت الأنصار وأمره أن يتزوّج منهن .
المقصود أن مدار الكفاءة الأصلية بين الزوجين هي على الدين والخُلق . أمّا كفاءة النسب فهي تعتبر لكن باعتبار ثانوي غير أصلي ، وهو من الأمور التي ينبغي مراعاتها واعتبارها خاصّة إذا كان لمثل ذلك أثرا في استقرار الحياة الزوجية ، إذ من أهم مقاصد الشارع في الزواج هو استقرار الحياة الزوجيّ’ ودوامها .

على أن هاهنا أمور في هذا الجانب ينبغي أن يكون منها الشاب على وعي : 1 – الإغراب في الزواج يحقق مقصداً شرعيّا من مقاصد الدّين وهو حصول التعارف بين الناس وهو المقصد الذي أشار الله تعالى بالأمر به في قوله : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " والزواج من أعظم وسائل التعارف بين الناس . وقد جاء في بعض الآثار الإشارة إلى أن في الإغراب بالزواج محمدة . سيما وأن بعض الدراسات الطبية اليوم تثبت أن الأسرة القريبة هي أكثر مرضاً وأسوأ نسلاً من الأسرة البعيدة
2 الزواج من العائلة أو الأقارب فيه مجال لتخفيف أعباء الزواج ورعاية أطفال الأسرة ونسائها في حالة وفاة الزوج أو الزوجة .
3 الزواج من خارج العائلة أو القبيلة أو الوطن في أصله أمر جائز ، لكن على الشاب أن يراعي هاهنا :
أ / الواقع البيئي ( الاجتماعي ) .والذي له أكبر الأثر على استقرار الحياة بين هذين الزوجين من عدمه ، ففي بعض المجتمعات أو العوائل تسود بينهم نظرة الاحتقار والازدراء والنظرة الدّونية لزوجة الابن غير المواطنة ، سيما مع طبيعة الغيرة الموجودة بين النساء وعلى الأخصّ غيرة والدة الزوج من زوجة ابنه .
ب / شخصية الزوج .فالشخص الحازم الحكيم يختلف الأمر بالنسبة بينه وبين الشخص ضعيف الشخصية غير الحكيم ، فإن من الظلم أن يتزوج الشاب بزوجة من خارج بلده أو قبيلته ثم هو لا يستطيع أن يحميها ويصون لها كرامتها بين أهله وجماعته .


سابعاً : إذا طرقت الباب !!
إذا وُصفت لك الفتاة ووجدت أنها أقرب إلى أن تتحقق فيها ما تريد من الشروط والمعايير فابدأ الآن بطرق الباب ، فإذا طرقت الباب :
1- صلّ أولا صلاة الاستخارة .وصفتها كما وصفها جابر رضي الله عنه بقوله : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول لنا : " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة وليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر يسميه بعينه الذي يريد خير لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي مثل الأول فاصرفني عنه واصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به أو قال في عاجل أمري وآجله " وعلامة الخيرة أحد علامتين :
الأولى : حصول اليسر والسهولة . ويظهر اليسر من جهتين :
أ / حصول الاتفاق والمودة عند النظرة الشرعية .
ب / سهولة مهرها وجهازها .
الثانية : حصول الصرف عن هذا الأمر .
والصّرف هاهنا يحصل إمّا :
أ / بعدم حصول الاتفاق والمودة عند الرؤية الشرعية .
ب / أو عدم الاقتناع بوصفها إن وصفت له .
ج / أو صعوبة وعسر جهازها ومهرها .
ومما يُستأنس به ويجدر اعتباره ما فُرض في هذا العصر على كل شاب وفتاة أن يقوما بفحص طبي قبل الزواج لإثبات توافقهما الصحي .

ولا بأس من تكرار صلاة الاستخارة والدعاء بقوله : اللهم خرّ لي واختر لي .
وعلى الإنسان أن يحسن الظن بربه وأن يكون على جادّ’ اليقين بخيرة الله له وأن لا يُكابر حين تظهر له من علامات الخيرة إن يسُراً أو صرفاً ، يقول ابن عمر رضي الله عنهما : إن الرجل ليستخير الله تعالى فيخار له، فيسخط على ربه عز وجل فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خير له. !!

2- ثم انظر إلى مخطوبتك .فعن أنس بن مالك أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ففعل فتزوجها فذكر من موافقتها " ومعنى قوله أحرى أن يؤدم بينكما قال أحرى أن تدوم المودة بينكم .
قال الأعمش – رحمه الله - : كل تزويج يقع على غير نظر فآخره همٌّ وغمٌّ !!
فالنظر إلى المخطوبة من أهم الخطوات العمليّة بعد التخطيط وتحديد المعايير والاختيار ، بعض العادات تفرض على الشاب أو الفتاة سياجاً ( موروثاً ) يمنع الشاب من أن ينظر إلى الفتاة لخطبتها ولايراها إلاّ على فراش الزّوجيّة .
إن استطعت أن تتغلّب على هذه العادة ومقاومتها بالأسلوب الحسن وإلاّ فتحيّن الفرص المواتية لرؤيتها من غير رسميات ، وافعل كما فعل جابر رضي الله عنه إذ يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " قال فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها .
وهذا النظر في هذه الحال وهذه المناسبة يباح للرجل أن ينظر بقدر الحاجة التي تدعوه إلى نكاح المرأة ، فعن محمد بن سلمة قال : خطبت امرأة فجعلت أتخبأ لها حتى نظرت إليها في نخل لها ؛ فقيل له : أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها "

: : ماذا تنظر في مخطوبتك ؟!يجوز النظر عند رؤية المخطوبة إلى الأعضاء التي تبدو عادة في البيت كالوجه واليدين والقدمين والرأس والساقين والرقبة ، كما يجوز تكرار النظر حتى يتبين للخاطب هيئة المخطوبة ، ولو تكلّم معها فلا بأس ، يقول ابن الجوزي رحمه الله : من قدَر على مناطقه المرأة ومكالمتها بما يوجب التنبيه - بما يدل على شخصيتها أو أسلوب حديثها أو صوتها - ثم ليرى ذلك منها فإن الحُسن في الفم والعينين فليفعل
ولا يجوز ملامسة المخطوبة أو تقبيلها لأنها لا تزال محرمة على الخاطب .
3- ثم استشر . فما خاب من استخار ولا ندم من استشار ، فاستشر : ناصحاً ، محباً ، غير حاسد ولا مبغض .

4- اجمع معلومات عن شريكة حياتك .مهمّة جمع المعلومات عن شريكو العمر خطوة مهمّة في سبيل الاختيار الموفق - إن شاء الله - أهم ما ينبغي أن تبحث عنه في الفتاة التي انطبقت عليها شروطك واطمأننت ابتداءً إلى أن تتخذها شريكة لك :
أ / الودّ .
وهو كناية عن خلقها وأدبها بل أدق من ذلك وهو لطفها وشفافيتها وهذا يمكن معرفته بإرسال من يسأل عنها في محيطها ( بيتها - مدرستها - جامعتها - حلقة التحفيظ ) .
ب / الولود .
أيّ أن تكون مظنة للحمل ، وهذا يعرف بالنظر إلى حال أمها وخالتها .
ج / طبيعة تفكيرها وطموحها في حياتها .
وهاهنا يقترح بعض الفضلاء أسئلة عشرة تحدد ملامح وعي الفتاة أو الشاب ويزيد من التعارف والانسجام بينهما ويذكر أن هذه الأسئلة قد جربت على بعض الحالات وأفادت نتائج طيبة ، هذه الأسئلة هي : س 1 : ما هو طموحك المستقبلي وهدفك في الحياة ؟
س 2 : ما هو تصوّرك لمفهوم الزواج ؟
س 3 : ما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك حياتك ؟
س 4 : هل من الضروري إنجاب الطفل في أول سنة من الزواج ؟
س 5 : هل تعاني من أي مشاكل أو عيوب صحية ؟
س 6 : هل انت اجتماعي ؟ ومن هم أصدقاؤك ؟ ( يعني وصف من تصادق ) .
س 7 : كيف هي علاقتك بوالديك وأقاربك ؟
س 8 : ما هي هواياتك وبماذا تقضي وقت فراغك ؟
س 9 : هل لك نشاط خيري أو تطوعي ؟
س 10 : ما رأيك لو تدخلت والدتي أو والدتك في حياتنا الشخصية ؟
بالطبع هي أسئلة مقترحة ولا يمنع الأمر إضافة بعض الأسئلة التي يرها الشاب مهمّ’ في تحديد معالم وهوّية شريكة حياته .
ويمكن جمع هذه المعلومات بطريقة أو بأخرى إما بطريق مباشر أو طريق غير مباشر .
هذه الخطوات الأربع ستحدد له معالم الاطمئنان للاختيار الصحيح ، فإن الاطمئنان يحدث إذا حصل الرضا من جهات ثلاثة :- العقل .
- العين .
- القلب .
فالأسئلة العشرة وبتحديد الإجابة عليها يحدث نوعا من الرضا ( العقلي ) .
والرؤية الشرعية تُحدث الرضا للعين ، يبقى القلب بعد ذلك فإن الأرواح جنود مجندة ، على أن العقل والعين طريقان للقلب .


اللهم ربّ بارك لكل عروسين واجمع بينهما على خير وأدم بينهما حياة الحب والاستقرار في ظل طاعتك يا كريم . .
والحمد لله رب العالمين ؛ ؛ ؛