وحشة تعتريني .. وشعور غربة لا يوصف .. غربة روح
وخزٌ في أنحائي .. موجع لفؤادي قبل جسدي
جسدي له أن يحتمل سياط الدنيا .. ومن كل حدبٍ وصوبٍ
لكن قلبي .. لا يستطيع
فهذا القلب المتعب حباً .. المكبّل بجراح الغدر مراراً .. الغارق في وفاءه .. والحالم بالهناء
كتب عليه أن لا يهنأ له بال .. حتى حين يحب
فقد أضحى طريحاً لمشاعره
مشاعر تقتله ببطء .. فهل هناك موت أكثر إيلاماً وتعذيباً؟!
فإليكم قلبي والجناة ... جناة منه وفيه .. إنها مشاعره ....
قلبي والحب
قلبٌ به وهج لا يخمد من الأحاسيس .. نحو من اختارهم أو اختاروه .. لا فرق
يحيطهم بحبه .. يحتويهم
يشتكون .. فينصت لهم
يفضفضون .. فيواسيهم
يربت على قلوبهم .. يطمئنهم
يبتسم لهم رغم جرحه
تندمل جروحهم .. ويمضون في حياتهم
تركوه خلفهم .. لا يلتفتون إليه
كأنهم لم يعرفوه .. وكأنه لم ينتشلهم يوماً من محنهم
لا يأبهون له .. ولو بكلمة وداع هو لم ينتظرها منهم
فأمله كان وفاءهم .. والآن قد همشوه
شعورٌ قاتل حد التعذيب .. لا يجدي معه التأنيب
تأنيب قلبي على طيبته .. اندفاعه .. اختياره .. سبب أوجاعه
شعورٌ بأن الحب كثيراً ما يكون نقمة وليس نعمة !!
فكيف لي أن أقتلع هذا الشعور القاتل من قلبي؟!
قلبي وغيرته المجنونة
قلبٌ يصيبه الجنون عندما يحب
ليس لطيشٍ فيه .. فالرزانة تحضر أحياناً
ولكنه يهيم حتى الثمالة حين يتيقن من حقيقة أحاسيسه وعشقه
فيه قمة الأنانية .. كيف؟
لأنه يفرط في الحب !!
فلماذا ينساق هائجاً خلف مشاعره
ليغار حتى من نسمة هواء تلامس ظل حبيبه
فربما كان الأجدى له أن يكون بارد الدم
لا يبالي
لا يأبه لأي شيء يمس تلك المعشوقة .. حتى وإن تصنّع ذلك
لكنه يأبى الزيف في زمن المسرحيات الغرامية .. وحبك قصص العشق الحالمة
فهو واقعي .. يجنح للصدق .. لذا يتصرف بطبيعته
فتبدأ رحلة عناءه
حيث تداهمه غيرة العاشق وتتلبسه
غيرة تجتاحه رياحها العاتية فتعصف به
وتحرقه نارها وتأكله كالهشيم
يتأوه .. يتوجع .. يصرخ مستنجداً
ولا يسمعه غيره
هو أبداً لم يدخل مرحلة الشك في من يحب
لكنها غيرة متيّم حد الجنون .. لم يفهموها .. وربما لن يفهموها !!
والآن بعد أن أصبح ضحية غيرته
فها هو شيئاً فشيئاً يخسر نفسه قبل حبه .. فبات يرثيها مقدماً
فكيف لي بتحرير قلبي من هذا الشعور القاتل؟!
قلبي الخائف
قلبٌ أصابه الهلع من همٍ يؤرقه ويقض مضجعه
هاجس مخيف تسرب إلى فضاءه
يجوب حناياه ويرتحل في عروقه
فسكنه الخوف من هاجس الخسارة
خسارة حبه
فكم بحث حد العناء ليجد قلباً يشبهه .. يحبه .. يبادله الوفاء
وعندما عثر عليه .. أو هو قد ظن ذلك
باتت تلتحفه الوحدة كلما تملّـكه هذا الشعور المخيف
فيا له من شعور قاتل أن تخاف فقدان قلبك وحبك
فكيف لي أن ألملم قلبي لينبض أملاً في القادم لا خوفاً منه؟!!
كيف لي أن أنتشله من هذا الشعور القاتل؟!!
إلهي .. إن مشاعري تقتلني ..
فاختر لي الصالح في أمري .. وخلصني من ظلم نفسي
ثرثرة خالصة لسعد الرجه
دامت قلوبكم سالمة