لقد كنا وكنا ثم كنا = ففُرِّق شملنا بعد الوصالِ
أحبكمو أصيحابي وربي = وجاوز حبكم حدَّ اعتدالِ
أحبكمو ولا أدري
لماذا = سأترككم وقد كنتم حيالي
غداً يا صاحِ تتركنا وتمضي = ولن يبقى سوى الذكرى ببالي
فكن سهل العريكةِ واتخِذنا = صِحاباً لا تكن صعب الوصالِ
وسابق في علوم الدين تسمو = فمن طلب العلا سهِر الليالي
فؤادي والليالي مقبلاتٍ = سيأسرُكَ الحنين إلى الشمالِ
وداعاً يا أحبتنا وداعاً = وداعاً والقلوبُ على اتصالِ
سأذكركم وأغمضُ جفنَ عيني = وقد أبدو كأني لا أبالي
وفي قلبي من الأحزان نارٌ = يزيد ضرامها طول الليالي
يطول الليل في زمني كأني = خلقتُ لأقتفي أثر الهلالِ
وداعاً يا أحبتنا وداعاً = وداعاً والقلوبُ على اتصالِ
وداعاً واغفروا ما كان مني = وداعاً واستروا ماضي فعالي
وداعاً والفؤاد يردُّ قولي = ويأبى أن يوافقني مقالي
وداعاً يا رفاقُ وسامحونا = وداعاً والقلوبُ على اتصالِ
وداعاً يا أحبتا وداعاً = وداعاً قد دنى زمن ارتحالي
هنا بصوت المنشد
رأيتهم ذاهبون اقتربت منهم صافحتهم واحتضنتهم ثم ودعتهم ولكني لم أودع من أردت فهاتفته على أمل اللقاء به قريبًا مع يقيني بأني لن أراه قريبًا...
خرجت من هناك إلى صديقي ورفيقي الذي دائمًا ما أجده بجواري حين أريده هناك , وقد اتسم بصفات الصالحين واتجهت إلى سيارته وفتحت بابها وركبتها وإذا به يرحب بي أجمل ترحيب بعد أن حاول أن يخفض صوت المسجل لكني أصررت عليه بعدم تغيير درجة الصوت , فقال لي إنني ابحث عن نشيد هنا أعجبني فقلت له اسمعني ما أردت وما هي إلا بضع دقائق وإذا بي اسمع صوت ذلك المنشد ينشد هذه الأبيات التي أثارت شجوني حتى أنني بدأت بالبكاء بعد أن سمعت الأبيات التي خطت باللون الأسود وانهمرت دموعي على وجنتاي فألم الفراق لازال يعتريني , وحينها تذكرت خاطرة كتبتها قبل عدة أشهر في موقفٍ سابق تألمت فيه أثر الفراق فأحببت أن أطلعكم عليها لعلها تنال إعجابكم واستحسانكم..
.
لماذا نفترق؟؟؟
في كل مرة…
نلتقي .. نسعد .. نمرح .. نتكلم ..نعيش .. وننطلق ..
ثم في النهاية [ نفترق ]
ثم في النهاية [< نحترق> ]
وتتجمع الدموع في مآقينا..
فتسقط على وجناتنا..
فتحرقنا وتحترق..
تنحبس الكلمات في أفواهنا ..
..فتختنق..
وندفعها بصعوبة على ألسنتنا..
..فتنزلق..
بكلمات فراق حارة..
وعبارات فراق مارة..
وشبح الابتسامة قد يظهر بين التارة والتارة
وحرصًا منا على وداع لطيف
وقضاء لحظات سارّة
نكفكف دموعنا
ونجمع أشلائنا
في ابتسامة مضطرة
فنتصافح باشتياق
ونتواعد على اللقاء
ثم تفترق الوجوه والأجساد
وتعود لتسقط تلك الدموع الحارة
عندما نتذكر لحظات الفراق المارة
أحبائي
لماذا نفترق؟؟
لماذا نحترق؟؟؟
سؤال تبقى نفسي معه دائمًا محتارة
لماذا نحترق؟؟