سلمتِ من الآه .. أيتها النقية .. فكم يؤلم صداها حين يصدح في مسامعنا

فهي تصل القلب .. بوجعها .. لأنها تأتي من قلب آخر .. به جرح غائر


الجروح .. يا غالية .. لا تخلد للنوم .. فهي قد يصيبها الإعياء من كثر الأنين .. لكنها لا تعرف النوم .. طال الزمن أو قصر

والدموع أيضا .. ترهق مُقلنا .. ولكنها لا تغسل الأحزان .. لا تطمر الألم .. وملوحتها تنكأ الجرح .. وتزيد حرقته

مهلاً .. لا تسترسلي في هذا .. توقفي عن الآه .. وكفكي دموعك .. فجميعها تدمي القلب أكثر من أي شيء آخر


ومن رحلوا عنا بإرادتهم .. لا يستحقون كل هذا التشبث بالألم .. من أجلهم .. حتى وإن عشقناهم حد الجنون .. ولأنهم غير أوفياء بحبهم .. فلما العناء بسببهم؟!


أحيانا .. نحتاج أن نتألم .. حتى نتعلم .. ونستوعب دروس الحياة .. ونعرف حقيقة البشر .. الذين نتوهم أننا نحبهم ولا نستطيع العيش بدونهم .. وهم لا يأبهون .. لنكتشف أننا الساذجون وكفى


الاحساس الصادق .. ينتصر دائما .. فلا تجردي قلبك منه .. لأجل من لا يستحق .. كوني كما أنتِ وهم المتغيرون


إطلالة كم سعدت بها .. وكم آلمتني آهاتها المجروحة .. ولكنه قدر المخلصين الأوفياء


امتلأ متصفحي بألوان الطيف الزاهية لمرورك عبره .. وتركك أثر لك .. هنا

كوني دائماً بالجوار .. فالقلوب المجروحة .. تلملم جروحها سوياً


أسعد الله قلبك بمن يستحق هذا الحب الطاهر .. ورزقك خير الدارين

دمتي بود وألف خير