عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2008, 06:40 AM
المشاركة 45
..مٌهرةَ آلخيِلَ..
  • غير متواجد
بوٌح د/ ناصر بن مسفر الزهراني

||

تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي *** وما دروا أن حبي صغته بدمي


أستغفر الله ما ليلى بفاتنتي *** ولا سعاد ولا الجيران في أضم


لكن قلبي بنار الشوق مضطرم *** أف لقلب جمود غير مضطرم


منحت حبي خير الناس قاطبة *** برغم من أنفه لا زال في الرغم


يكفيك عن كل مدحٍ مدحُ خالقه *** وأقرأ بربك مبدأ سورة القلم


شهم تشيد به الدنيا برمتها *** على المنائر من عرب ومن عجم


أحيا بك الله أرواحا قد اندثرت *** في تربة الوهم بين الكأس والصنم


نفضت عنها غبار الذل فاتقدت *** وأبدعت وروت ما قلت للأمم


ربيت جيلا أبيا مؤمنا يقظا *** حسو شريعتك الغراء في نهم


محابر وسجلات وأندية *** وأحرف وقواف كن في صمم


فمن أبو بكر قبل الوحي من عمر *** ومن علي ومن عثمان ذو الرحم ؟


من خالد من صلاح الدين قبلك *** من مالك ومن النعمان في القمم ؟


من البخاري ومن أهل الصحاح *** ومن سفيان والشافعي الشهم ذو الحكم ؟


من ابن حنبل فينا وابن تيمية *** بل الملايين أهل الفضل والشمم ؟


من نهرك العذب يا خير الورى اغترفوا*** أنت الإمام لأهل الفضل كلهم


ينام كسرى على الديباج ممتلئا *** كبرا وطوق بالقينات والخدم


لا هم يحمله لا دين يحكمه *** على كؤوس الخنا في ليل منسجم


أما العروبة أشلاء ممزقة *** من التسلط والأهواء والغشم


فجئت يا منقذ الإنسان من *** خطر كالبدر لما يجلي حالك الظلم


أقبلت بالحق يجتث الضلال *** فلا يلقى عدوك إلا علقم الندم


أنت الشجاع إذا الأبطال ذاهلة *** والهندواني في الأعناق واللمم


فكنت أثبتهم قلبا وأوضحهم *** دربا وأبعدهم عن ريبة التهم


بيت من الطين بالقرآن تعمره *** تبا لقصر منيف بات في نغم


طعامك التمر والخبز الشعير *** وما عيناك تعدو إلى اللذات والنعم


تبيت والجوع يلقى فيك بغيته *** إن بات غيرك عبد الشحم والتخم


لما أتتك { قم الليل } استجبت لها *** العين تغفو وأما القلب لم ينم


تمسى تناجي الذي أولاك نعمته *** حتى تغلغلت الأورام في القدم


أزيز صدرك في جوف الظلام سرى *** ودمع عينيك مثل الهاطل العمم


الليل تسهره بالوحي تعمره *** وشيبتك بهود آية { استقم }


تسير وفق مراد الله في ثقة *** ترعاك عين إله حافظ حكم


فوضت أمرك للديان مصطبرا *** بصدق نفس وعزم غير منثلم


ولَّى أبوك عن الدنيا ولم تره *** وأنت مرتهن لا زلت في الرحم


وماتت الأم لمّا أن أنست بها *** ولم تكن حين ولت بالغ الحلم


ومات جدك من بعد الولوع به *** فكنت من بعدهم في ذروة اليتم


فجاء عمك حصنا تستكن به *** فاختاره الموت والأعداء في الأجم


ترمى وتؤذى بأصناف العذاب *** فما رئيت في كوب جبار ومنتقم


حتى على كتفيك الطاهرين رموا *** سلا الجزور بكف المشرك القزم


أما خديجة من أعطتك بهجتها *** وألبستك ثياب العطف والكرم


عدت إلى جنة الباري ورحمته *** فأسلمتك لجرح غير ملتئم


والقلب أفعم من حب لعائشة *** ما أعظم الخطب فالعرض الشريف رمي


وشج وجهك ثم الجيش في أحد *** يعود ما بين مقتول ومنهزم


لما رزقت بإبراهيم وامتلأت به *** حياتك بات الأمر كالعدم


ورغم تلك الرزايا والخطوب وما *** رأيت من لوعة كبرى ومن ألم


ما كنت تحمل إلا قلب محتسب *** في عزم متقد في وجه مبتسم


بنيت بالصبر مجدا لا يماثله *** مجد وغيرك عن نهج الرشاد عمى


يا أمة غفلت عن نهجه ومضت *** تهيم من غير لا هدى ولا علم


تعيش في ظلمات التيه دمرها *** ضعف الأخوة والإيمان والهمم


يوم مشرقة يوم مغربة *** تسعى النيل دواء من ذوي سقم


لن تهتدي أمة في غير منهجه *** مهما ارتضت من بديع الرأي والنظم


ملح أجاج سراب خادع خور *** ليست كمثل فرات سائغ طعم


إن أقفرت بلدة من نور سنته *** فطائر السعد لم يهوي ولم يحم


غنى فؤادي وذابت أحرفي *** خجلا ممن تألق في تبجيله كلمي


يا ليتني كنت فردا من صحابته *** أو خادما عنده من أصغر الخدم


تجود بالدمع عيني حين أذكره *** أما الفؤاد فللحوض العظيم ظمي


يا رب لا تحرمني من شفاعته *** في موقف مفزع بالهول متسم


ما أعذب الشعر في أجواء سيرته *** أكرم بمبتدأ منه ومختتم


أبدعت ميمية بالحب شاهدة *** أشدوا بها من جوار البيت والحرم


بقدر عمرك ما زادت وما نقصت *** والفضل فيها لرب الجود والكرم


تغنيك رائعتي عن كل رائعة *** مما سيأتي ومما قيل في القدم


لأنها من سليل البيت أنشدها *** لجده في بديع الصوت والنغم


إن كان غيري له من حبكم نسب *** فلي أنا نسب الإيمان والرحم


إن حل في القلب أعلى منك منزلة *** في الحب حاشا إلهي بارئ النسم



فمزق الله شرياني وأوردتي *** ولا مشت بي إلي ما أشتهي قدمي


||

،
.




اللهمّ احفِظ وأسعد قلوب أحبَّتي

سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللَّه الْعَظِيم