عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2008, 09:07 AM
المشاركة 71
العليل
عضو عطرنا بِــشذاه
  • غير متواجد
رد: آحســــاس .. وقلـــمـ .. وريشــــه
مما قرأت عن عن الحب وأدهشني روعة التصوير من الكاتب (رغم أسلوبه الساخر)::

ما هو الحب .. وفي أي موضع من الجسم يحط رحاله.. هل في القلب أم في الجيب.. هل للحب مضاعفات ثانوية كارتفاع درجة الحرارة وانخفاض درجة البصيرة.. هل للطيش الأعمى علاقة بالحب.. هل المحب الكاذب أقوى وجها من الأسد وأوسع حيلة من الثعلب.. هل الفتاة المغرمة بريئة أم مجرمة.. أسئلة تحتاج لإجابة من عرف الحب..

هل للحب نفس التأثير على الحيوانات كما له على البشر.. هل سبق وأن رأيت قطا غارقا في حب قطة إلى درجة تنازله لها عن اللحيمات التي يرمي بها صاحبه لهما.. هل رأيت يوما كلبا شاردا متجهم الوجه مريضا بمرض الحب الفتاك.. هل يمكنك تصور العذاب الذي بلي به جرذ صغير لا حول له ولا قوة طمع في وصال قطة جميلة يخشى أن تلتهم قلبه الصغير..

ألم تسمع بقصة الذئب الدميم الغادر الذي يمشّط شعر رأسه مرة واحدة في العام.. وينظف أسنانه في كوابيسه فقط والذي فتك بالمعزة الجميلة التي أحبته بكل قرونها وجوارحها.. هل يمكن للقط أو الكلب أو الصرصار أن يغرم بفتاة من فتياتنا الجميلات.. هل سمعت بقصة الحمار الذي عشق ابنة الملك فكان مصيره السلخ و إذابة الشحم ليكون عبرة لكل حمار يبحث عن الثروة عن طريق بنات الملوك.. تصور كم من حمارة وحمارة تجاوزها ذلك الحمار الشره ليستقر حتفه عند تلك الأميرة الحسناء.. وقليلا من الحمير من يتعظ..

هل الحب مزيج من الرغبة والنفاق والطيش والخداع والمباهاة.. هل هو عند الحيوان مجرد وجبة غريزية شهية..

ما هو الحب عزيزتي.. هل هو جرك للغبي الغارق في ضفائرك إلى أقرب محل للنجارة وتحويله إلى سُلّم ترتقين بواسطته إلى سماء الثراء.. هل سمعت بالذبابة الفقيرة التي مات في حبها البرغوث الوزير فكانت النتيجة الزواج السريع والغنى السريع.. لكن قلبها ظل خاليا من الحب بعكس بطنها الذي تدلى من كثرة الحلويات.. ثم جاء اليوم الذي أحبت فيه فحل ذباب جميل على الرغم من أنف زوجها البرغوث الوزير.. كان معدما تائها بين الغداء والعشاء فأحبت فيه وسخه ونتانته ووهبته ثروتها التي دفعت ثمنا لها جمالها ودلالها.. فكانت النتيجة أن طلقها البرغوث الغيور لتجد نفسها في سلة المهملات إلى جانب قلبها الرقيق الذي رمى فيها ذلك الفحل المتذبذب الناكر للجميل قبل أن يطير بعيدا باحثا عن ذبابة ثرية أخرى يحيا على فضلات أموالها.. وجمالها..

نقلت لكم ماقرأت حرفياً (أعزكم الله عما جاء فيها من مسميّات)

أنا شخصياً وقفت عند كل كلمة منها مفكرا في هذه الحياة التي نستخلص الحقائق من تجاربها يوماً بعد يوم.. وصدقوني لقد توقفت عند كل سطر منها مفكرا في الحب.. والفتاة المغرمة.. والذبابة العاشقة.. كنت أضحك لا أعرف أأضحِكٌ على ماقرأت أم على واقعنا المرير ..



شكراً من القلب لكـ أمير الحرف (sada اليوفي)