الموضوع: بك أصبحنــــا
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-2012, 07:08 AM
المشاركة 35
إرتواء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: بك أصبحنــــا




" فَإِذَاْ فَرَغْتَ فَانْصَبْ " ...
كم تحمل هذه الآية العظيمة من معانٍ قلَّ من يتأملها إلا من فتح الله عليه
بالعلم و الإيمان والنظر فيما تحمله أوراق المصحف بين طياتها
من العبر والمواعظ و رسم لأساليب الحياة السعيدة .
.. فــ" الفراغ " الشبح الملازم لشبابنا ونسائنا في هذه الأيام
وكم وقع في شَرْكِهِ من التائهين والغافلين ..
فمالرسالة التي يشير إليها قوله تعالى
"فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ " للطامعين في مرضاة الله ؟
كيف تستفيد من وقت فراغك بفعالية ؟
وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي سوف نتطرق
لها في موضوعنا " ...



دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَائِلَةَ لَـــــهُ إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَاْنِـــي

كم طربت آذاننا بهذا البيت الذي يحكي الحقيقة البشرية التي نعرفها حق المعرفة
و نؤمن بها تمام الإيمان ولكن !! ..
هل نتهرب منها لثقلها على أسماعنا ؟! .. هل نتناساها لكونها تكدر خواطرنا ؟!
أم هي غفلة منّا كما هي حالنا على مدار العام ؟! ..
أعلم أنه قد كثر الحديث حول الوقت و أهميته ...
وتكررت الأقوال فيه حتى تكاد تتسابق ألسنتنا على ما سيقال
إن أراد شخصٌ أن يتحدث عن الوقت ...
المعذرة ! فما أحوجنا أن نذكّر أنفسنا بالحقيقة التي قصرنا في حقها .
... إنه "الوقـــــــــــــــت" ..


{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
أقسم الله تعالى بالعصر
وهو الزمان أو جزءٌ منه ,
وفي هذا إشارة إلى الأهمية البالغة للوقت ,
فالوقت نعمة إلهية تستوجب منّا الشكر .
قال الرازي في تفسيره :

( فكما أقسم في حق الرابح بالضحى فكذا أقسم في حق الخاسر بالعصر ,
و ذلك لأنه أقسم بالضحى في حق الرابح وبشر الرسول أن أمره إلى الإقبال
وهاهنا في حق الخاسر توعده أن أمره إلى الإدبار )

وكذلك ورد استنكار من الله على من ضيعوا أعمارهم التي وهبهم الله إياها فيما لا ينفع ..
فقال سبحانه في سورة فاطر
( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ )
وجاء فيه أيضاً الحث على المسابقة في تحصيل الخير استغلالاً للوقت .
في نحو قوله تعالى (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) وقوله
( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )..


خي الغالي / أختي الغالية :
لعلّك تتأمل معي هذه الأقوال بقلب صادق و عقلٍ واعٍ وليسأل كل منّا نفسه
: ما هو حالي في استغلالي لوقتي ؟
هل لوقتي لديّ تلك الأهمية ؟
ياابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك "
"الذي يسيئ استخدام الوقت هو اول من يشتكي من قصره"
"الوقت هو اكثر ما نحتاج, واسوء ما نستخدم"
"الوقت = الحياة , لذا تضييع الوقت هو تضييع لحياتك,
والسيطرة على وقتك هي سيطرة على حياتك"
"السرُّ ليس في قضاء الوقت بل في استثماره"
"لا تخدع بالتقويم,
أيام السنة هي الايام التي تستفيد منها, هناك
رجل يحصل على أسبوع فقط من السنة وهناك اخر يحصل على السنة كلها"
....
الآن ... وبعد أن قدَّمنا بهذه المقدمة الموجزة عن الوقت وأهميته ...
ننتقل إلى صلب موضوعنا
والذي يمثل قضية كبرى من قضايا استغلال الوقت ألا وهو " الإجــازة الصيفيــة "






أخيَّ أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .






زوارق النجاه تبدأ من أعماقنا
فإن أجدت التجذيف فهنيئاً لك وصولك لبر النور


من قلب يالأماكن