عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-2009, 11:20 PM
المشاركة 4

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: الاناشيد الاسلامية ( أقرأ هذا المقال .. مهم جداً)
تطريب ونشوة

خامساً:




أن فيها من التطريب وحصول النشوة ما في الغناء، لا سيما مع ما يصاحبها غالباً من المؤثرات الصوتية التي تعمل في النفس عمل الآلات الموسيقية،



بل قد يكون أبلغ منها أحياناً، ومن المعلوم أن تحريم الشريعة لآلات الطرب أمرٌ معقول المعنى، ليس أمراً تعبدياً لا يُعقل معناه،



وهذا المعنى هو ما فيها من تحريك العواطف وحصول النشوة وإثارة الغرائز وإلهاء القلب عن ذكر الله



وما يحصل من الطرب بها مما يخالف ما ينبغي أن يكون عليه القلب من العبودية لله تعالى والسكينة،



وهذا عين ما تفعله الأناشيد لا سيما مع المؤثرات الصوتية المستخدمة في بعضها والتي تعمل عمل الآلات الموسيقية، إذ هي في السمع سواء،



بحيث يعجز أهل الخبرة أحياناً عن معرفة ما إذا كانت هذه الأصوات صادرة عن آلة موسيقية أم طبيعية فضلاً عن غيرهم،


والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماًَ.


فإنه وإن كان أصل هذه المؤثرات


الصوتية أصواتاً طبيعية،


غير أن تلاعب المونتاج والأجهزة الحاسوبية بها أخرجها عن الطبيعية إلى المصطنعة،


والعبرة بالمآلات والنتائج.


وما حال من يجيز سماعها باعتبار أصلها إلا كحال من يجيز شرب الخمر باعتبار أصله وكونه من عنب مباح!





وعلى هذا فالأناشيد من هذه الجهة قد تكون أخطر من الغناء لكونها تدخل البيوت وتطرق مسامع الناس على أنها إسلامية مباحة،



بخلاف الموسيقى التي يمتنع كثير من الناس عنها لحرمتها، ومن يسمعها منهم قد لا يخفى عليه غالباً حرمتها.




ويقال أيضاً:



إذا كان كلام الله تعالى قد مُنع من قراءته بالألحان مع كونه أعظم الكلام وقعاً في النفوس وعظاً وتذكيراً وذلك لما لتأثير الألحان على النفوس بما يخالف العبودية والخشوع والسكينة،



فلأن يُمنع ما كان من قبيل كلام البشر من باب أولى.




ولا يُقال بأن هذا خاص بالقرآن من جهة كونه كلام الله، إذ لو كان الأمر كذلك لمُنع أيضاً من ترتيله والتغني به



، فلما أمر الشرع بالتغني به بل والنهي عن ترك ذلك كما في قوله


«ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن»


ونهى عن تلحينه،


دل ذلك على أن المنهي عنه هو عين اللحن، إما لكونه تشبهاً بأهل المجون والفسق،



وإما لما ينافيه اللحن مما ينبغي أن يكون عند سماع القرآن من الخشوع والسكينة والتدبر والتفكر،



وهذا يدل على أن تلحين الأناشيد بألحان الغناء يعمل بها عمله بالقرآن.


قال ابن تيمية




في رده على أبي القاسم القشيري



(الاستقامة 1/243):



(وأما قوله «فإذا جاز سماعها بغير الألحان الطيبة فلا يتغير الحكم بأن تسمع بالألحان الطيبة، هذا ظاهر من الأمر»



فإن هذه حجة فاسدة جداً،



والظاهر إنما هو عكس ذلك، فإن نفس سماع الألحان مجرداً عن كلام يحتاج إلى أن تكون مباحة مع انفرادها،



وهذا من أكبر مواقع النزاع،



فإن أكثر المسلمين على خلاف ذلك...



إلى أن قال:



وهذا القرآن الذي هو كلام الله وقد ندب النبي


إلى تحسين الصوت به، وقال «زينوا القرآن بأصواتكم»...




ثم ساق الأدلة


ثم قال:


ومع هذا فلا يسوغ أن يُقرأ القرآن بألحان الغناء،



ولا أن يُقرن به من الألحان ما يُقرن بالغناء من الآلات وغيرها) ا.هـ






أصوات فاتنة




سادساً:



حصول الفتنة بهذه الأصوات الإنشادية الفاتنة والألحان الجميلة الجذابة،



وهذا أمر معلوم لا ينكره إلا مكابر، بل الواقع يؤكد أن انتشار النشيد وذيوعه سببه في الغالب أمران:


جمال الصوت، وجمال اللحن،


وأما ما تحمله أبياته من معان فأبعد منهما في التأثير في النفوس،



وإن شئت فانظر إلى أشهر المنشدين تراهم أجملهم صوتاً وأفضلهم ألحاناً.


قال ابن تيمية



(الاستقامة 1/306):



(ومن المعلوم أن استماع الأصوات يوجب حركة النفس بحسب ذلك الصوت الذي يوجب الحركة،

وهو يوجب الحركة.



وللأصوات طبائع متنوعة تتنوع آثارها في النفس،



وكذلك للكلام المسموع نظمه ونثره، فيجمعون بين الصوت المناسب والحروف المناسبة لهم....



إلى أن قال:


وذلك أن تأثير الأصوات في النفوس من أعظم التأثير يغنيها ويغذيها،




حتى قيل إنه لذلك سمي غناء لأنه يغني النفس) ا.هـ



والفتنة بهذه الأصوات قد عظمت بدخول التصوير بنوعيه،


فجمع النشيد المعاصر بين فتنة الغناء والألحان وفتنة الصور، فكم من امرأة فتنت،


وكم من شهوة تحركت،

والله المستعان.

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة