تبكي عليك شجرة الدار .. ويطرق السور القديم ..!
وحصى الحصباء في أرض الفناء .. يتساءل أين أنتي ؟ .. هل رحلتي ..؟
والباب يُطرَق بيدٍ كثيرة .. ويهزه الصمت الرهيب ..! ..ينتظر سؤالك .. أنت مين ؟
وتجيب أرجاء المكان .. في خشوع .. في خضوع .. وكأنه دمع يسيل .. رحلت .. مضت في
سكون مهيب .. تلك الحبيبة .. نوّارة البيت .. الصابرة .. الشاكرة .. الساجدة .. الراكعة .. التالية الآي الحكيم ..
تَركتْ في الزوايا .. نوراً كان في عينيها .. يضيء للكون معلناً معنى الجمال .. هذه الحياة لا تساوي
عندها مثقال ذرة من نِعَم الوَصال .. وصلت بها مَنْ قد وهبها حلو الخِصال .. بالزهد في زخرف الدنيا
حين أتتها تتهادى في دلال .. تبذل المجد لها .. والغنى .. وتهدي لها أقصى ما تبلغ في النفس
الآمال .. وبعزة المستغني عن البهرج الكاذب .. أبت .. وتمنعت .. واختارت في الحياة الكفاف ..
وبين جناحيها .. ضمت أختها .. من بقى لها في هذه الدنيا .. دنيا الزوال .. عاشت معها .. وبها ..
ولها .. وكأنهما روح تسكن جسدين .. في سكون .. ورضى .. ومحبة في االله لا تنتهي .. حبٌ ..
حقيقي .. لا وهم أو خيال ..
وذات صبحٍ أيقظتها أختها ... لم تجب .. في صمت المودع ذهبت لبارئها صائمة .. نهاية الرحلة ..
كانت طاعة .. واحتساب .. وابتهال ..
يارب هب أختها .. سبل التصبر .. واربط على قلبها ربـــي .. اليوم وَّدعتْ جزءً من
الروح مضى ..
نفحات أنسٍ كانت لها .. كيف التعزي بعدها .. ؟!! .. منك ياالله الإحتمال .