عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2012, 01:45 AM
المشاركة 2

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة -علامات الساعة الكبرى ( 8 )






علامات الساعة الكبرى

وعلامات الساعة الكبرى ست علامات واحدة وراء واحدة، ..
وأول علامة تظهر فإنه يغلق باب التوبة ويغلق باب العمل، فمن الواجب أن نكون في حالة من الرعب والخوف؛ لأن العلامات الصغرى نذير لنا لنصحو من غفلتنا، وإن لم نصحو
فلن نصحو إلا على علامات الساعة الكبرى، فإذا ظهرت أغلق باب العمل، وأغلق باب القبول، وأغلق باب التوبة،
فلا يقبل عمل عامل لم يعمل من قبل.
أما المؤمن فعمله مستمر، فالمؤمن المواظب على الصلاة سيكون مواظباً عليها بعد ظهور علامات الساعة، والذي يزكي ويعمل الخير فإنه سيستمر على هذا الفعل. أما الفاسق أو الفاجر أو الظالم الذي لا يريد أن يتوب فإنه لا يوفق للتوبة، وقد كان باب التوبة مفتوحاً له سنوات طويلة.

طلوع الشمس من مغربها

فظهور علامات الساعة الصغرى تنبيه ونذير لعلامات الساعة الكبرى. فأول ما يظهر من علامات الساعة الكبرى كما في رواية الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لن تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، ثم تظهر الدابة فإذا ظهرت إحداهما فالأخرى على أثرها
رواه الشيخان ، و الترمذي ، و أبو داود ، و ابن ماجة ، والإمام أحمد في مسنده.
فأول علامة من علامات الساعة الكبرى: إما أن تطلع الشمس من الغرب، أو تظهر الدابة، فلو ظهرت الدابة فإن الشمس ستشرق من الغرب، أو إذا طلعت الشمس من الغرب فسيكون على أثرها ظهور الدابة. وسيصبح الناس
في يوم من الأيام ينتظرون شروق الشمس من مشرقها كما تشرق منذ ملايين السنين من المشرق، والسماء صاحية ليس فيها غيم، وفجأة إذا بصائح يصيح: إن الشمس قد أشرقت من مغربها..
قال تعالى: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ [يس:52]. وسيحصل للناس ذعر لكن الله يثبت المؤمن الملتصق بجماعة المسلمين، وبأهل العلم، الذي دائماً تعودت رجلاه على المساجد آناء الليل وأطراف النهار، فهو يصلي ويسبح ويذكر الله ويقرأ القرآن ويتوكل على الله وعنده يقين وصدق وإيمان وثبات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ستطلع من المغرب أربعين يوماً، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وبقية الأيام كأيامنا في الدنيا)
أي: أن اليوم يعادل ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً وإن كانت السنة قمرية هجرية فإن اليوم يعادل ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوماً. وحال الصحابة ليس مثل حالتنا، قال له: كيف نصلي يا رسول الله؟! الصحابي أول ما سمع الشمس
تطلع من الغرب وتقعد سنة خطر في باله وأهمه أمر آخرته فقال: كيف نصلي في اليوم الذي يكون كسنة؟
قال صلى الله عليه وسلم: (اقدروا لهذا اليوم قدره) ، يعني: أن ما بين المغرب والعشاء -مثلاً- ساعة ونصف، وبين العشاء والفجر سبع ساعات، وبين الصبح والظهر ست ساعات، وبين الظهر والعصر ثلاث ساعات ونصف، وبين العصر والمغرب ثلاث ساعات ونصف. والفتوى لإخواننا المسلمين الذين هم في ألاسكا شمال كندة حيث إن الليل عندهم ستة أشهر والنهار كذلك، وأناس آخرون يكون النوم عندهم ساعتين، واثنتان وعشرون ساعة تكون نهاراً، فإنهم يبدءون بالتوقيت من طلوع الفجر، ويحسبون ساعات الصيام كما تكون في مكة وهي أم القرى، ويفطرون بعد مرور هذه الساعات ولو كانت الشمس في كبد السماء.
فمثلاً: لو أن الفجر يكون في الساعة الثالثة وأم القرى تصوم خمس عشرة ساعة، فإنك تحسب خمس عشرة ساعة من بداية طلوع الفجر في الثالثة ثم تفطر بعد ذلك ولو كانت الشمس في كبد السماء. ومن سافر صائماً من مصر مثلاً إلى أمريكا فإنه سيصل إلى أمريكا والشمس لا تزال في السماء خاصة إذا كانت مدة الرحلة تتجاوز العشرين ساعة
فإن عليه أن يمسك ويفطر معهم ويعرف ذلك عن طريق الساعة التي في يده، ولو أن الشمس ما زالت في كبد السماء؛ لأن دين الله عز وجل صالح لكل زمان ومكان.
فالشمس ستطلع في أول يوم كسنة، وثاني يوم كشهر أي: ثلاثين يوماً، وثالث يوم كجمعة أي:
أسبوع، ورابع يوم إلى غاية اليوم الأربعين كأيامنا في الدنيا.

علامة ظهور الدابة

وأول علامة من علامات الساعة الكبرى طلوع الشمس من مغربها ثم تظهر الدابة التي جاء ذكرها في كتاب الله
عز وجل،..
قال تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ [النمل:82].
وهذه الدابة تسمى الجساسة؛ لأنها تجوس في الأرض يعني: تتجول وتنتقل في بقاع الأرض، وتضع حافرها في
آخر ما يقع عليه بصرها، وستمكث أربعين يوماً. ولها ثلاث علامات:
أنها تخرج من ناحية اليمن، ومن ناحية مكة، ومن ناحية المدينة، فأول ما تخرج من اليمن فإنها تدخل الحرم المكي
ومعها عصا موسى وخاتم سليمان وتدخل على المصلين في المسجد الحرام، وبعد ذلك تدخل كل المساجد في
كل البلاد، فتلمس وجه المنافق، والفاجر، والمنحرف، والمرتشي، والمختلس، والزنديق، والظالم بعصا موسى، فيبقى أسود الوجه عليه كآبة وغبرة، وتلمس وجه المؤمن بخاتم سليمان فينور وجهه مثل القمر. فتختفي الأسماء
بين الناس فلا يتعارفون فيما بينهم بالأسماء كما كانوا عليها في الدنيا، وإنما يعرف بعضهم بعضاً بيا مؤمن ويا كافر،
فمن كان وجهه منوراً فيدعى مؤمناً، ومن كان وجهه مسوداً فإنه يدعى كافراً أو فاسقاً.
وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم ، والإمام الترمذي من حديث تميم الداري رضي الله عنه وكان نصرانياً فأسلم فصار صحابياً، وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقص عليه القصة، وكان الرسول قد شرح للصحابة علامات الساعة الكبرى، فلما جاء تميم الداري من سفره وأعلن إسلامه، وحكى ما رآه في سفره هو وثلاثين من النصارى فوافق كلامه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم. والجساسة تجس في الأرض وتتنقل، وسرعتها كالريح المرسلة، فتنكشف الأمور للمسلمين من طلوع الشمس من مغربها وظهور الجساسة أو الدابة.
وجماعة من العلماء يقولون: إن الدابة هي الفصيل الذي ولدته ناقة سيدنا صالح عليه السلام، وذلك عندما قتل
الناقة أشقى قوم سيدنا صالح،..
قال تعالى: انْبَعَثَ أَشْقَاهَا [الشمس:12]، وقال: فَتَعَاطَى فَعَقَرَ [القمر:29]، والتعاطي يكون بشرب الخمر، فهو لكي يقدم على هذا العمل شرب خمراً ثم اقترب من الناقة فضربها فقتلها فأسرع فصيلها أي: ابنها فاختبأ في جبل من الجبال. وهذه الرواية ليست على درجة من الصحة لكن ذكرتها من باب الأمانة في العلم، وقد كان الإمام القرطبي
رضي الله عنه ينقل في تفسيره مثل هذه الروايات الضعيفة، وكان يقول: وليست هذه من حقائق العلم ولكنها من ملح التفسير.
وقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحدث عن بني إسرائيل لكن لا نصدقهم ولا نكذبهم إذا كان لا يتعارض مع نص من نصوص الكتاب أو السنة، فنأخذ بالكلام ما دام وأن فيه عبرة وعظة، وبنو إسرائيل كان فيهم أناس صالحون وفي قصصهم لنا عبرة..
قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ [يوسف:111]، اللهم اجعلنا من المعتبرين يا رب العالمين!
أما قولهم إن دابة الأرض هي فصيل ناقة صالح، فإن ناقة صالح -أصلاً- كانت معجزة عربية، فقد كان لقوم صالح معرفة بالجبال والصخور المحيطة بهم، قال تعالى عنهم: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ [الشعراء:149]، فهم خبراء بمداخل الجبال ومخارجها، والمغارات، والكهوف، والتلال، والهضاب، فقال لهم نبي الله صالح: ما رأيكم لو أخرجت لكم ناقة من الجبل الذي بجواركم؟ قالوا: الجبل قطعة واحد لا يخرج منه شيء، فخرجت الناقة معجزة فكانت تشرب الماء كله في يوم، وتسقيهم كلهم لبنها في يوم وهكذا. والحاصل: أن الدابة تظهر فيستبشر المؤمن، أما الكافر فيختم على علمه، نسأل الله أن يختم لنا ولكم بالإسلام.







عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..