بين الجوهر والتقليد
وتشدني للهروب ، نسائم عليلة ، صافية كصفاء صباح يوم صيفي هادىء . وكعمقٍ لا متناه لزرقة سماء تنظر ، ربما تستغرب أو تستنكر أن البشر ، اغلب البشر لا يقدّرون جمال الصمت الخلاّق الذي يُجَنِّب السطحية ، ويدفع إلى التفكير المنطلق نحو آفاق بعيدة ، ومفيدة.
وتشدني نسمات صيفية ناعمة . تناديني : أن أتَفَرَّس بهذا الجمال الذي ليس له حدود ، وأن أتعمَّق بالهروب من تعب الحياة ، ومن أنانية الإنسان ، ومن ملاقاة كثيرون أدمنوا حب الظهور في كل ثانية بوجه ، وفي كل ساعة بلون ، وفي كل يوم بنصرَةِ اتجاه . هؤلاء الذين نجحوا بحفر ذكراهم الواهنة على جدار الحياة وبألوان تلفت النظر ، ولكن بمضامين خاوية ، لا معنى لها ، كزبد البحر لا يلبث أن يتلاشى . فالمجد من وجهة نظرهم ، قد وصلوه ، ورنَّةَ دنانير الذهب ، قد سمعوها . لكنهم ومع هذا وذاك ، لم يُذكروا ألا في ساعات معدودة ، ومن قبل أمثالهم الذين رافقوهم ليواروهم التراب ماتوا . وماتوا .
حقول شاسعة واسعة يكاد الناظر إليها أن يوقن أنها في نهاية المطاف ، تتحد مع السماء . يكاد المرء أن يعيش الحيرة وهو يتمعن في لغتها المسموعة . لغة الصمت ، والعُمق . وكلماتها البليغة التي ليس لها أصوات ، إلا أنها نَبَغَت في إيصال جميع ما تريد الكلام عنه ، ربما بالسكون ، وربما بتمايل نباتاتها ، أو ربما بحفيف أوراق الأشجار الموزعة في قريب أو بعيد .
ترى هل هي سنّة الكون ، أم هو إبهار الإبداع ، وحسن صنع الخالق ، أم هي روعة وجمال المخلوق . أم هو برهان على أن الحياة لا زالت تزخر بكل مفيد وجميل ، ولا زالت تُنعِمُ بالعطاء .
بعض الناس يولدون ، ويعيشون ، ربما لزمن طويل . ويموتون لكن لا علامات تدل على أنهم كانوا ، وكأن الحياة كانت عندهم عملٌ وتزاوجٌ وَعَبث . وبعض الناس تكون حياتهم قصيرة ،لكنهم وعلى الرغم من مدّتها يتركون إرثا" معنويا" يثري الحياة مئة عام ولربما المزيد . بشكل يعجز التأريخ ومعه الوقت أن يُحصيا مآثرهم ومناقبهم . وهؤلاء ، يعيشون وإن ماتوا ، ويفرجون بعطائهم ، من خلال استمرار الناس لذكرهم ، وإن فني الجسد . فالذكرى لا تموت .
وتشدني نسائم عليلة وأنا اجلس على رابية ريفيّة تطلُّ على سهولا شاسعة واسعة . وتستثيرني نظرات الزرقة السرمدية للسماء ، وهي تنظر إلى عالمنا وباستغراب .
البعض يرضى بما هو واقع . وآخرون يفضلون الرحيل . فالحياة لم تعد كما عهدوا في الحياة . ربما في الأخرى شيء للعيش جديد .
نَسوا . أو غاب عن فكرهم . أن الحياة لم تتغير . الإنسان هو الذي
أحمد عاصم آقبيق
12/02/2013م
fdk hg[,iv ,hgjrgd]
إقرؤوني ما دمت بينكم ، وإذا غبت عنكم فادعوا لي بصدق، فلعلي أكون آنذاك بحاجة لدعوة صالحة منكم .